Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسابقة أممية للأولاد في مشروع إنقاذ البشرية من المجاعة والتغيرات المناخية

الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"الفاو" ترسلان بذوراً إلى الفضاء لتطوير محاصيل جديدة قادرة على التكيّف مع ويلات تغيّر المناخ

"تعرض الأمن الغذائي العالمي لخطر متزايد بسبب تداعيات تغير المناخ". في الصورة ظروف الجفاف في زيمبابوي لم تمكن المزارعين من زراعة ما يكفي من الغذاء عام 2019 (برنامج الأغذية العالمي)

ملخص

          #كوكب_الأرض بدأ يستهلك من #الموارد أكثر مما يمكن تجديده ومن الحلول سفر البذور إلى #الفضاء؟

يعود "يوم تجاوز موارد الأرض" مبكراً عاماً بعد عام وذلك منذ 1970. وهو اليوم الذي تستخدم فيه الإنسانية موارد طبيعية، أكثر مما يمكن لكوكب الأرض تجديده في ذلك العام بأكمله. وكلما ازداد استخدام البشر للموارد الطبيعية للأرض، أصبح موعد إحياء هذا اليوم أقرب من العام السابق. وفي 28 يوليو (تموز) 2022 دقّت منظمات غير حكومية ناقوس الخطر منبهة إلى أن البشرية قد استنفدت كافة الموارد الطبيعية التي يتيحها الكوكب على مدى عام، وباتت البشرية تعيش على الاقتراض بعد أن استنفدت كل الموارد الطبيعية التي يمكن للأرض تجديدها. مما يعني أن البشر يستخدمون حالياً موارد الطبيعة بمعدل 1.7 مرة أسرع من الأنظمة البيئية على كوكب الأرض، التي يمكن تجديدها خلال سنة، وهذا نتيجة لمعدلات الاستهلاك وتزايد عدد السكان. وذلك يشير إلى ارتفاع "الدين البيئي" تجاه الكوكب، وفقاً لتلك المنظمات البيئية، التي تعتبر أن "يوم التجاوز" هو مؤشر ضروري لقياس الأثر البيئي للأنشطة البشرية، لكنه لا يزال قليل الاستخدام في مختلف نماذج الحوكمة العالمية.

الأمن الغذائي العالمي يعتمد على حماية الموارد الطبيعية

من هنا، تعمل منظمة الأمم المتحدة بالاشتراك مع منظمات أممية أخرى على تكثيف أعمالها حول التغيرات المناخية، واشراك الحكومات، عبر القمم المناخية كقمم مؤتمر الأطراف "كوب" في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وذلك في محاولة لتسخير العلم والإرادة السياسية للعمل المناخي للوصول إلى حلول، من شأنها معالجة التغير المناخي بشكل عاجل، عبر الخطط الرامية إلى التقليل بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة بسرعة أكبر مما كان في السابق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ورسم تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" حول الموارد من الأراضي والمياه في العالم، ديسمبر (كانون الأول) 2021، والذي جاء بعنوان "حالة الموارد من الأراضي والمياه في العالم للأغذية والزراعة: نظم على حافة الانهيار"، صورة تبعث على القلق. وأشار إلى تدهور حالة الموارد من التربة والأراضي والمياه، والتحديات التي يطرحها ذلك بالنسبة إلى إطعام سكان العالم، الذين يتوقع أن يبلغ عددهم قرابة 10 مليارات شخص بحلول عام 2050. ويضيف التقرير أن تدهور التربة بسبب الأنشطة البشرية يؤثر على 34 في المئة من الأراضي الزراعية، مما يشكل تحديات كبيرة على الأمن الغذائي. وقال المدير العام للمنظمة شو دونيو، إن "النظم الإيكولوجية الأرضية والمائية تعاني الآن من ضغط حاد، فالعديد منها مُجهد إلى حد حرج". وأضاف أنه من الواضح أن "أمننا الغذائي سيعتمد على حماية مواردنا من أراضٍ وتربة ومياه". ويتابع التقرير، أنه "إذا حافظنا على المسار الحالي، يمكن أن يؤدي إنتاج 50 في المئة الإضافية المطلوبة من الأغذية إلى زيادة عمليات سحب المياه للاستخدام الزراعي بنسبة تصل إلى 35 في المئة، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى كوارث بيئية وزيادة التنافس على الموارد وإذكاء التحديات والصراعات الاجتماعية الجديدة. وفي أغسطس (آب) 2021 أعلنت الأمم المتحدة أن ما لا يقل عن نصف مليون طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في مدغشقر. وقالت المنظمة إن مدغشقر توشك على مواجهة أول "مجاعة بسبب تغير المناخ" في العالم. ويعاني عشرات آلاف الأشخاص بالفعل من مستويات "كارثية" من الجوع، وعدم توافر الأمن الغذائي، بعد أربع سنوات من شح هطول الأمطار. وأدى الجفاف، والذي يعتبر الأسوأ منذ أربعة عقود، إلى تدمير المجتمعات الزراعية النائية في جنوب البلاد، تاركاً العائلات تبحث عن الحشرات للبقاء على قيد الحياة، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة. وعبرت شيلي ثاكرال، من برنامج الأغذية العالمي "هذه ظروف شبيهة بالمجاعة وهي مدفوعة بالمناخ وليس الصراعات".

 

مشروع لإنقاذ البشرية من المجاعة والتغيرات المناخية

وضمن الجهود الأممية لتطوير محاصيل جديدة قادرة على التكيّف مع ويلات تغيّر المناخ على كوكب الأرض، عمدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"الفاو" إلى إرسال بذور إلى الفضاء، نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وتستخدم بذور نبات الأرابيدوبسيس، وهو نبات شائع الاستخدام في التجارب الجينية نظراً إلى خصائصه الفريدة، والذرة البيضاء وهي حبوب مغذية تستخدم في أغذية البشر وعلف الحيوانات والإيثانول، للظروف السائدة في الفضاء داخل محطة الفضاء الدولية وخارجها لمدة ثلاثة أشهر تقريباً، وستتعرض للجاذبية الصغرى في المقام الأول، أي مزيج معقّد من الإشعاع الكوني ودرجات الحرارة المنخفضة للغاية. هذه الظروف الفريدة لا يمكن إعادة إنتاجها في أي معمل على الأرض. يأتي هذا بعد توقيع المنظمتين على ترتيب تعاوني يرمي إلى مواصلة تعزيز أنشطتهما المشتركة وتطويرها، وذلك منذ فبراير (شباط) 2021. وسافرت البذور من معامل الزراعة والتكنولوجيا الحيوية التابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية و"الفاو" إلى محطة الفضاء الدولية، في الوقت الذي كان يجتمع فيه القادة في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمناخ COP27، في شرم الشيخ لمناقشة التحديات البيئية الملحة، بما في ذلك التأثير الكبير لأزمة المناخ على أنظمة إنتاج الأغذية الزراعية في العالم. وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، "تظهر لنا العلوم النووية مرة أخرى قدرتها الاستثنائية على التصدي لتغير المناخ". وأعرب عن أمله في أن تحقق هذه التجربة اختراقاً "نتائج نتشاركها بحرية مع العلماء ومحاصيل جديدة تساعد المزارعين على التكيّف مع تغيّر المناخ وتعزز الإمدادات الغذائية". بدوره قال شو دونيو، "يحتاج ملايين المزارعين من أصحاب الحيازات الصغيرة في العالم بشكل عاجل إلى بذور قادرة على الصمود وعالية الجودة تتكيف مع ظروف الزراعة الصعبة بشكل متزايد." وأضاف أن العلوم المبتكرة مثل "الاستيلاد الفضائي" لأنواع المحاصيل المحسنة يمكن أن تساعد في تمهيد الطريق "لمستقبل أكثر إشراقاً لإنتاج أفضل وتغذية أفضل وبيئة أفضل وحياة أفضل". وستكون هذه التجربة الأولى من نوعها التي تجري فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية و"الفاو" تحليلات جينية وبيولوجية للبذور المعرّضة للطفرات الفضائية. حتى الآن، أطلق أكثر من ثلاثة آلاف و400 نوع متحور من أكثر من 210 أنواع من النباتات رسمياً للاستخدام التجاري في 70 دولة، وهي نباتات تم تطويرها باستخدام التباين الجيني المستحث والتكاثر الطفري، بما في ذلك العديد من المحاصيل الغذائية ونباتات الزينة والأشجار.

مسابقة للأولاد

واستتباعاً لمشروع البذور الفضائي، أطلقت المنظمتان الأمميتان مسابقة عالمية للأولاد، لكتاب مصور هزلي Comic Book Contest يحكي عن البذور التي أرسلت إلى الفضاء. ويستطيع المشاركة في هذه المسابقة الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 و 18 سنة، على أن يتمتعوا بموهبة الرسم باليد، والرسومات والفن الرقمي، باستثناء الفن المشغول بواسطة الذكاء الاصطناعي، AI. ووضع رابط لتفاصيل وشروط المسابقة على صفحات المنظمتين على الإنترنت. أما عن التصميم الرابح سيوضع على غلاف The IAEA seeds in space comic book مع اسم صاحبه، وسيحصل الفائز وعدد مختار من المتأهلين للتصفيات النهائية على هدايا من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشهادة جائزة. وستنشر تصاميمهم على موقع الوكالة، كما يمكن للمؤهلين لتلك المسابقة، الاشتراك المجاني، وذلك فقط لغاية 16 أبريل (نيسان) المقبل. ويمكن للمشاركين تقديم رسومات كما يحلو لهم، وفق ست خطوات من قصة البذور.

1 تحضير البذور للفضاء.

2 الإطلاق في الفضاء والالتحام في محطة الفضاء الدولية.

3 التعرض للإشعاع الكوني والجاذبية الصغرى ودرجات الحرارة القصوى في الفضاء.

4 الهبوط والعودة إلى مختبرات المركز المشترك بين منظمة "الفاو" والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

5 التحليل والنمو في مختبرات المركز المشترك بين المنظمتين.

6 النتائج، وهل للإشعاع الكوني وظروف الفضاء تأثير قيم فريد على البذور؟

ويعلن عن أسماء الفائزين في 23 أبريل 2023، في اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير