Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل بوتين يائس إلى حد السماح لشي جيبينغ بفرض شروطه لإنهاء حرب أوكرانيا؟

لعل الصين استنتجت أن روسيا غير قادرة على الانتصار - وتخشى أن تتسبب هزيمة نكراء لبوتين في أوكرانيا بتغيير للنظام في موسكو

 لعل شي جينبينغ استنتج أن روسيا لا يمكن أن تنتصر (سبوتنيك/ الكرملين/ رويترز)

ملخص

تخشى #الصين ربما أن تحفز هزيمة نكراء لـ #بوتين في #أوكرانيا تغييراً للنظام في موسكو

ظاهرياً، تبدو قمة موسكو بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الصيني شي جينبينغ كمحاولة لتوجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الغرب، مفادها بأن اتفاق "الشراكة بلا حدود" - المبرم بين الرجلين خلال الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين عشية الاجتياح الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022 - لا يزال قائماً.

لكن الأرجح أن يطغى على القمة المذكورة، وكذلك على مسارها، طيف اجتياح بوتين المأسوي لأوكرانيا.

تراكم روسيا الهزيمة تلو الأخرى في أوكرانيا، وقد سبق أن تكبدت خسائر فادحة في عديدها وعتادها العسكري وهيبة بوتين. كما وأن هذه الحرب سددت ضربة كبيرة للاقتصاد الروسي الذي يعاني ركوداً بسبب العقوبات، التي دفعت إلى هجرة الأدمغة ورؤوس الأموال من البلاد، وتسببت بتجميد أصول روسية في الغرب، تناهز قيمتها 400 مليار دولار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتتفاقم الأمور وتزداد سوءاً بالنسبة إلى روسيا، فترى حظوظها بالانتصار تتضاءل أو تنعدم. والحال أن بوتين كان يأمل أن تخوله التعبئة العامة في الخريف الماضي، والحملة العسكرية الشتوية،  إحكام السيطرة مجدداً على الوضع، بيد أن هذه الآمال بقيت عالقة في الوحول [تراوح مكانها]، في مدينة باخموت شرق أوكرانيا، إذ واجه مقاومة شديدة من قوات كييف. ولعل هجوماً مضاداً أوكرانياً من المتوقع حصوله في الربيع المقبل سيتمكن من قلب المعادلة الحربية لصالح أوكرانيا، ما يجعل بوتين يائساً للتمسك بخشبة نجاة وطريق للخروج. 

لم يتضح إن كان بوتين قد أطلع شي جينبينغ على مخططات الاجتياح التي وضعها. لكنه في حال فعل، فمن المرجح أن يكون الرئيس الصيني قد افترض حكماً بأن أية حرب ستكون قصيرة ومحدودة، وتؤدي حتماً إلى انتصار روسيا (فتسدد هذه الأخيرة ضربة سريعة للولايات المتحدة وحلفائها ضمن حلف الناتو). ومع استمرار الحرب، لعل شي جيبينغ رأى مصلحة في أن تسعى روسيا وقوى الناتو لتدمير مواطن قوتها المتبادلة.

يبدو أن أمراً ما تغير. فقد كشف وزير الخارجية الصيني عن خطة سلام من 12 بنداً في الذكرى الأولى للاجتياح، في 24 فبراير (شباط) الماضي. وبعد ذلك، أفصح عن استعداد شي جيبينغ لزيارة موسكو الأسبوع التالي، وسط تقارير عن تنظيم اتصال مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي في أعقاب لقاء الرئيس الصيني مع بوتين. ويبدو الآن أن الصين تريد السلام، وأنها مستعدة لبذل مساع لمحاولة رعاية هذا السلام. 

ما الذي تغير؟ لعل شي جينبينغ استنتج من فشل هجوم بوتين على باخموت أن روسيا لا يمكن أن تنتصر - وأنها ربما تخشى أن تتسبب هزيمة نكراء لبوتين في أوكرانيا بتغيير للنظام في موسكو. ومع أن هذا الأمر مستبعد إلى حد كبير، قد يكون سيناريو مماثلاً بمثابة كابوس بنظر بكين، إذ إن بروز إدارة موالية للغرب في موسكو قد يؤدي إلى تطويق الصين. بالتالي، سيرغب شي جينبينغ في إحلال سلام في أوكرانيا، من النوع الذي سيسمح لبوتين النفاذ بريشه [النجاة].

بين روسيا والصين حالياً توافق في الآراء، لكنه لا يمكنهما التوصل إلى أية تسوية من دون الحصول على موافقة أوكرانيا، مع العلم بأن أوكرانيا لا تزال تشعر بأنها قادرة على الانتصار في هذه الحرب. بيد أن خطة السلام الصينية المؤلفة من 12 بنداً اشتملت على عناصر ثمنتها كييف، ومن بينها كلام عن "وحدة الأراضي".

ومن بين النقاط العالقة المحتملة، اضطرار أوكرانيا إلى التخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف الناتو، إنما مع حصولها، بالمقابل، على ضمانات أمنية على الطريقة الأميركية - الإسرائيلية، من دول الناتو. وهنا، تكمن المشكلة في أن بوتين لم يجتح أوكرانيا بسبب طموحات البلاد بالانضمام إلى حلف الناتو، لكن بكل بساطة لأنه يريد أوكرانيا.

على أرض الواقع، سيعني حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية من دول الناتو أن روسيا أضاعت أوكرانيا إلى الأبد. فهل بوتين يائس لدرجة القبول بذلك للنجاة؟ قد نكتشف ذلك عما قريب.

تيموثي آش زميل مساعد ضمن برنامج روسيا وأوراسيا في "تشاتام هاوس"

© The Independent

المزيد من آراء