Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حريب" تعيد الحرب لجبهات القتال في اليمن

تسعى الميليشيات الحوثية إلى تحقيق تقدم ميداني في المنطقة الإستراتيجية التي تخنق مأرب وشبوة الغنيتين بالنفط

جنود من الشرعية يتمركزون على إحدى جبهات القتال (ا ف ب)

ملخص

تسعى الميليشيات #الحوثية إلى تحقيق تقدم ميداني في المنطقة الإستراتيجية التي تخنق #مأرب وشبوة الغنيتين بالنفط

عقب أشهر من الهدوء الذي شهدته جبهات القتال في اليمن، تعود الأنظار مجدداً لمدينة حريب جنوب محافظة مأرب الإستراتيجية مترقبة ما ستؤول إليه المعارك العنيفة التي تشهدها أطرافها الغربية عقب هجوم حوثي مباغت تمكنت إثره من تحقيق تقدم ميداني في عدد من المرتفعات، في حين باشرت قوات الشرعية اليمنية صد الهجمات وسط أنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.

وعلى غير المتوقع وعطفاً على التقدم الكبير الذي شهده الملف الدبلوماسي الخاص بالأزمة اليمنية على طريق وقف العمليات القتالية والدخول في تفاهمات تفضي لتسوية سياسية شاملة، هاجمت ميليشيات الحوثي مواقع لقوات "محور سبأ" و"العمالقة" في حريب منذ أمس بغية تحقيق تقدم ميداني جديد.

منابع النفط والغاز

ووفقاً لمصدر محلي في مديرية حريب فقد تمكنت الجماعة المدعومة من إيران من السيطرة على جبال "البوارة" و "وضو"، وشنوا قصفاً مكثفاً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة على منطقة "شرق" الآهلة بالسكان في إطار مساعيها الرامية إلى السيطرة على مركز المدينة التاريخية، وحاضرة المحافظة الغنية بالنفط التي تحاصرها من اتجاهات عدة في مسعاها المتجدد إلى السيطرة عليها.

وقال المصدر إن ميليشيات الحوثي شنت منذ صباح أمس هجوماً على مواقع لقوات "محور سبأ" و"العمالقة"، إلا أن الأخيرتين تمكنتا من صد الهجوم الحوثي في حين اضطرت عشرات الأسر إلى النزوح من المنطقة تحت وطأة القصف الذي تعرضت له بيوتهم ولا يزال مستمراً حتى اللحظة، واتجهت إلى مناطق في محيط مركز المديرية.

قطع الاتصالات

وأوضح المصدر أن تعزيزات من "ألوية العمالقة" و"محور سبأ" وصلتا مساء أمس إلى نقاط المواجهات وتمكنتا عقب معارك عنيفة من وقف زحف الحوثي العنيف، في حين شنت المدفعية التابعة لها قصفاً استهدف التعزيزات الحوثية القادمة عبر الطرقات الغربية التي تربط المنطقة بمحافظة البيضاء المؤدية إلى منطقة تماس المواجهات.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتزامنت هجمات الحوثيين مع انقطاع تام لخدمات الاتصالات الثابتة والمتنقلة والإنترنت بشكل تام عن مناطق المديرية والمناطق الغربية لمحافظة شبوة المحاذية لها كافة، جراء السيول والأمطار التي شهدتها المنطقة قبل أيام.

ولفت إلى أن ميليشيات الحوثي بدأت منذ أسابيع عملياتها العسكرية للسيطرة على مواقع جديدة غرب حريب، لتغدو نقطة انطلاق إضافية في أية عمليات عسكرية لها مستقبلاً، سواء نحو مأرب أو شبوة في حال فشلت الجهود الدولية الرامية إلى تجديد الهدنة التي انتهت في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

جولات الحرب التي لا تتوقف

ونظراً إلى ما تمثله هذه المنطقة التي تقع على مثلث إستراتيجي يتوسط ثلاث محافظات، وهي مأرب وشبوة والبيضاء، فقد سبق للحوثيين أن سيطروا مرتين على مديريات بيحان الثلاث (عين وبيحان وعسيلان) التابعة لمحافظة شبوة، وأطراف مديرية حريب التابعة لمأرب خلال سنوات الحرب الثماني، وهي منطقة تبدأ بسلسلة جبلية شاهقة من مرتفعات البيضاء غرباً إلى صحاري صافر النفطية وعسيلان شرقاً، كما أن السيطرة عليها تعزل الشرعية في مأرب عن خطوط الإمداد القادمة من الشرق والجنوب والخط الدولي الرابط بين اليمن والسعودية، إذ سيطرت عليها في المرة الأولى عقب هجوم بدأته أوائل مارس (آذار) 2015، واستعادتها قوات الحكومة في عملية مباغتة أواخر ديسمبر (كانون الأول) عام 2017 بدعم جوي كثيف من مقاتلات التحالف العربي.

غير أن الحوثيين عادوا للسيطرة على تلك المناطق في سبتمبر (أيلول) 2021 عبر هجوم غير تقليدي شنوه من محافظة البيضاء بوسط اليمن التي تتوسط مأرب وشبوة من جهتها الغربية، وسيطروا على مديريات بيحان وحريب والجوبة بمأرب في وقت قياسي، مما سبب انتكاسة عسكرية فادحة للشرعية اليمنية لا تزال معاناتها مستمرة في بعض المناطق حتى اليوم.

وفي مطلع العام الماضي أسندت مهمة استعادة هذه المناطق لـ "قوات العمالقة" بإسناد جوي من التحالف، وبدأت عملياتها المعاكسة بتحرير مديريتي بيحان وشبوة خلال فترة وجيزة لم تتعد الأيام، كما استعادت حريب مرة أخرى وتمركزت في أطرافها في حين لا تزال مديرية الجوبة تحت سيطرة الحوثيين، وهي المنطلق لعملياتهم العسكرية نحو حريب، وكذا الجبهات الجنوبية لمدينة مأرب مركز المحافظة التي تمثل محور ارتكاز الشرعية اليمنية عسكرياً واقتصادياً، كما تضم المقر المتقدم لوزارة الدفاع والعمليات المشتركة ضد الحوثيين، وبها حقول صافر النفطية ومطارها الترابي الذي يمثل جسر الإمداد الجوي للتحالف العربي الداعم لقوات الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

كما تعد مأرب مفتاح اشتعال الحرب وهدوئها، ولهذا سعت الميليشيات الحوثية منذ فبراير (شباط) عام 2020 إلى استنفاد كل وسائلها العسكرية للسيطرة عليها عدا بعض المناطق غير المهمة، قبل أن تنجح الهدنة الأممية التي شهدتها البلاد من أبريل (نيسان) إلى أكتوبر (تشرين الأول) الماضيين في خفض العمليات القتالية فيها، إلا أن الجهود الدولية المتواصلة لم تتمكن حتى اللحظة من التوصل إلى اتفاق لتجديدها نتيجة شروط الحوثيين التي وصفت بأنها لا تنتهي.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي