ملخص
صناعة #فوانيس وأهلة #رمضان من #الخزف في مدينة #الخليل
لجأ الفلسطيني ابن مدينة الخليل محمد النتشة إلى صناعة أهلة وفوانيس رمضان من الخزف، وذلك خوفاً على مهنته من الانقراض عبر إدخال مفاهيم جديدة لحرفته، وكسر التقليد.
وبعد أن شاعت الأهلة والفوانيس النحاسية والبلاستيكية، بدأ محمد بصناعتها في مشغله من الخزف الذي تعمل فيه عائلته منذ عقود إلى جانب صناعة الزجاج.
ومع أن محمد أدخل أشكالاً جديدة لصناعتها إلا أنه حافظ على طابعها التراثي الفلسطيني المميز.
وكان بدأ يروج لتلك المشغولات استعداداً لشهر رمضان حين يزداد الطلب عليها لتكون حاضرة في المنازل خلال الشهر الكريم.
ويستخدم محمد طيناً خاصاً لقطع الخزف المستوردة من الخارج، خال من المواد الضارة كالرصاص، حفاظاً على صحة مستخدمي تلك القطع من الخزف.
صناعة الخزف
وتستغرق عملية صناعة الأهلة والفوانيس من الخزف نحو 48 ساعة، تمر بثلاث مراحل تبدأ من تشكيل طين الخزف في قوالب خاصة ثم مرحلة إدخالها الفرن على درجة حرارة 1800 مئوية.
وفي المرحلة قبل النهائية يتم الرسم على تلك الأشكال قبل إعادتها إلى الفرن مرة ثانية بعد طلائها بماء الزجاج، ليضفي عليها مزيداً من الجمال والمتانة.
وبقلم بين أنامله يرسم محمد على قطع الخزف رسوماً، كالنجوم والأهلة، إضافة إلى كتابة شعارات وأسماء حسب الطلب.
ويعمل أصحاب مشاغل الخزف في فلسطين على إضفاء الطابع الفلسطيني على تلك القطع بعد صبغها باللون الكحلي.
وخلال صناعته الأهلة والفوانيس في مشغله قرب البلدة القديمة للخليل، قال محمد إن الفلسطينيين أصبحوا "أكثر إقبالاً على تلك القطع الحرفية، وبأنهم يفضلونها على القطع المستوردة".
وأوضح أن ذلك يعود "لكونها صناعة يدوية ومحلية أسعارها منافسة للقطع المستوردة، على عكس القناعة التي كانت سائدة بين الفلسطينيين".
شهادات جامعية لفن الخزف
ويحرص أصحاب تلك الحرفة على استمرارها وتطويرها، إذ بدأت جامعات فلسطينية منح درجة البكالوريوس في فن الخزف.
ويكتسب الطالب مهارات كالرسم والنحت وصناعة القوالب والطباعة الحريرية وأساليب الزخرفة، إضافة إلى الفرصة على التدريب الميداني في أحد الأماكن المعنية في هذا المجال.
كما يمنح الطالب مهارة تشكيل الخزف، وطرق الحرق والتزجيج للوصول إلى عمل خزفي مكتمل من النواحي الفنية والتقنية والجمالية.
تاريخ الخزف في فلسطين
وقبل 100 سنة، أدخل الأرمن حرفة صناعة الخزف إلى فلسطين عبر مدينة القدس، قبل أن تنتقل إلى الخليل عام 1962، التي أصبحت تتركز فيها أهم الورش.
وتطورت تلك الصناعة خلال العقود الماضية، ووصلت إلى أسواق عربية وأوروبية وأميركية.
وتعد هذه الحرفة ضمن 17 أخرى تقليدية في الأراضي الفلسطينية، إلا أن تسويقها أقل في الضفة الغربية.
ويخلط كثير من الناس بين الخزف والفخار مع أنهما مختلفان، إذ إن الفخار نوع من أنواع الخزف لكن الأول أقدم من الثاني.
فالفخار يصنع من طينة طبيعية لا يضاف إليها أي مكونات أخرى، إلا أن الخزف مصنوع من طينة مركبة مضاف إليها عديد من المواد كالمادة الزجاجية.
ويقل الفخار صلابة عن الخزف، فيما يكون الفخار مسامي الشكل، عكس الخزف الذي يتميز باللمعان والصلابة.