Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شي يغادر موسكو بعد تثبيت "العلاقة الخاصة" بين روسيا والصين بمواجهة الغرب

القوات الروسية تقول إنها صدت هجوماً بمسيرة على مرفأ سيفاستوبول وزيلينسكي دعا بكين لإجراء محادثات في شأن أوكرانيا وينتظر رداً

ملخص

خرج الرئيس الصيني ونظيره الروسي من محادثات استمرت يومين بعبارات دافئة عن الصداقة بين #الصين و #روسيا وانتقاد مشترك للغرب، لكن لا يوجد مؤشر على انفراج دبلوماسي في شأن #أوكرانيا

 غادر الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو اليوم الأربعاء بعد قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على ما ذكرت وكالات أنباء روسية.
وأقلعت طائرة شي من مطار فنوكوفو بموسكو عقب تحية من حرس الشرف الذي عزف النشيدين الوطنيين الروسي والصيني، بحسب وكالة ريا نوفوستي.
تزامناً، صدت البحرية الروسية هجوماً لمسيرة على مرفأ سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، في ساعة مبكرة اليوم الأربعاء، على ما أعلن حاكم المدينة ميخائيل رازوفوجاييف المعين من الكرملين.
وكتب رازوفوجاييف على تلغرام أن "أسطول البحر الأسود صدّ هجوماً سطحياً لمسيرة على سيفاستوبول"، مضيفاً "حاولوا اختراق خليجنا، أطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. دفاعاتنا الجوية كانت تعمل أيضاً".
من جهة أخرى، قُتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات مسيّرة روسية ليل الثلاثاء- الأربعاء استهدف مدرسة مهنية في منطقة كييف، على ما أعلنت أجهزة الطوارئ الحكومية صباح الأربعاء.

"العلاقة الخاصة"

وكان بوتين ونظيره الصيني أشادا أمس الثلاثاء، بدخول العلاقة "الخاصة" بين بلديهما "حقبة جديدة" في مواجهة الغرب، فيما دعم سيد الكرملين بحذر خطة بكين لتسوية النزاع في أوكرانيا، متهماً كييف برفضها.

وقال بوتين "نعتقد أن عديداً من النقاط الواردة في خطة السلام التي اقترحتها الصين (...) يمكن أن تكون أساساً لتسوية سلمية (للنزاع) عندما يكونون مستعدين لها في الغرب وفي كييف. لكننا لا نرى في الوقت الحالي أي استعداد مماثل من جانبهم".

وأوضح شي على هذا الصعيد أن الصين التي اقترحت الشهر الماضي خطة سلام للنزاع في أوكرانيا "تسترشد دائماً بمبادئ الأمم المتحدة (...) وتسعى لتسوية سلمية" مؤكداً "نحن دائماً مع السلام والحوار".

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، إنه "دعا" الصين إلى الحوار و"ينتظر رداً" من بكين. وأضاف خلال مؤتمر صحافي "عرضنا على الصين أن تصبح شريكاً" في البحث عن تسوية للنزاع في أوكرانيا.

وتابع زيلينسكي مخاطباً الصينيين "ندعوكم إلى الحوار، ننتظر ردكم"، مضيفاً "نحن نتلقى إشارات لكن لا شيء ملموساً" في هذه المرحلة.

حقبة جديدة

وأتت تصريحات بوتين وشي عقب محادثات ثنائية في الكرملين، كانت تهدف قبل كل شيء إلى إظهار متانة العلاقات بين روسيا والصين، في سياق التوترات الشديدة بين هذين البلدين والغربيين.

وقال شي "وقعنا إعلاناً حول تعميق الشراكة الاستراتيجية وعلاقات ثنائية تدخل حقبة جديدة" فيما أشاد بوتين بالعلاقات "الخاصة" بين بكين وموسكو، التي تظهر وحدتهما في مواجهة الغربيين.

وفي إعلان مشترك، هاجم الزعيمان الغرب بشدة متهمين الولايات المتحدة بـ"تقويض" الأمن العالمي للحفاظ على "أفضليتها العسكرية" فيما أعربا عن "قلقهما" من الوجود المتزايد لحلف شمال الأطلسي في آسيا.

وفي السياق، قالت روسيا والصين إنهما ترفضان حدوث أي حرب نووية في حين وصل التوتر مع الغرب إلى أوجه، وأكدتا أن الجميع سيكون خاسراً في مواجهة مماثلة. وأوضح البلدان في الإعلان المشترك أنه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، وأن (مثل هكذا حرب) يجب ألا تحدث أبداً".

كذلك، هدد الرئيس الروسي بـ"الرد" في حال زودت لندن أوكرانيا ذخائر تحوي اليورانيوم المستنفد، وذلك رداً على تصريحات في هذا الصدد أدلت بها مسؤولة بريطانية.

لهجة مختلفة

لكن لهجة بوتين كانت مختلفة تماماً مع ضيفه الذي وصفه بـ"الصديق العزيز" و"الرفيق شي". حتى أن الزعيمين شربا خلال عشاء دولة أقيم في الكرملين نخب "رخاء ورفاه" الشعبين الروسي والصيني.

وقال بوتين خلال هذا العشاء، إنه يرى "إمكانات غير محدودة" في التعاون الروسي- الصيني.

وتعد رحلة شي إلى موسكو دعماً مهماً للرئيس الروسي الذي صدرت بحقه، الأسبوع الماضي، مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية.

ويمكن لبوتين المنبوذ من الغربيين منذ بدء الحرب في أوكرانيا، الاعتماد على بكين لكسر عزلته. فقد دعاه شي لزيارة الصين هذا العام.

محادثات أوكرانية- يابانية

وفي حين كان شي يظهر دعمه لموسكو، وصل رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا إلى أوكرانيا حيث أشاد زيلينسكي به "كمدافع قوي عن النظام الدولي".

وأعرب كيشيدا عن "استياء" شديد خلال زيارته لبوتشا، قرب العاصمة الأوكرانية كييف، حيث اتُهمت القوات الروسية بارتكاب فظائع.

ومساء الثلاثاء، أعلن زيلينسكي أنه أجرى "محادثات بناءة" مع كيشيدا، مشيراً إلى أنه لمس لدى رئيس الوزراء الياباني نية لـ"حماية" أوكرانيا في مواجهة "الإرهاب الروسي".

وكيشيدا هو أحدث زعيم من مجموعة السبع يزور أوكرانيا، وقد تعرض لضغوط متزايدة للقيام بالرحلة فيما تستعد اليابان لاستضافة قمة مجموعة السبع في مايو (أيار) في هيروشيما.

من جهته، أعلن زيلينسكي أنه سيشارك عبر اتصال بالفيديو في قمة مجموعة السبع.

شكوك الغرب

وفي مواجهة الوساطة الصينية في شأن أوكرانيا، أعرب حلفاء كييف عن شكوكهم. حتى إن واشنطن تتهم السلطات الصينية بدرس احتمال إمداد روسيا بالأسلحة، وهو ما تنفيه بكين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الإثنين، بمقترحات بكين "للسلام" في أوكرانيا وقال "على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، بتجميد الحرب بشروطها".

شراكة اقتصادية

إضافة إلى القضايا الاستراتيجية، تطرق الاجتماع بين بوتين وشي إلى مسألة تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، خصوصاً في ما يتعلق بالمواد النفطية.

وتأتي زيارة الرئيس الصيني لروسيا فيما أعادت موسكو توجيه اقتصادها بشكل كبير نحو الصين، في مواجهة العقوبات الغربية الشديدة التي تستهدفها.

وفي هذا الإطار، أعلن بوتين أن بكين وموسكو توصلتا إلى اتفاق في شأن مشروع خط أنابيب الغاز الضخم "قوة سيبيريا 2" الذي سيربط سيبيريا بشمال غربي الصين.

وقال الرئيس الروسي "كل الاتفاقات أُبرمت" موضحاً أنه "مع دخول (المشروع) حيز الخدمة، سيمر 50 مليار متر مكعب من الغاز" عبر خط أنابيب الغاز هذا الذي يهدف إلى زيادة كبيرة في عمليات التسليم الروسية إلى الصين.

وفي وقت سابق، أكد بوتين لنظيره الصيني أن موسكو يمكنها تلبية "الطلب المتزايد" للصين على مصادر الطاقة.

وفي دليل على ذلك، أعلنت شركة "غازبروم" الروسية العملاقة، الثلاثاء، تسليم شحنات يومية قياسية إلى بكين، الإثنين، عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا" الذي يمر في الشرق الأقصى الروسي باتجاه شمال شرقي الصين.

ومساء أعلن صندوق النقد الدولي أنه توصل إلى اتفاق مع الحكومة الأوكرانية حول خطة مساعدة بقيمة 15.6 مليار دولار، من شأنها أن تتيح "دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي مع تهيئة الظروف لنمو طويل الأجل في سياق إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع" ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

البيت الأبيض: لا يمكن للصين أن تدعي "الحياد"

قال متحدث باسم البيت الأبيض إنه "لا يمكن منطقياً اعتبار أن الصين محايدة" في ما يتعلق بأوكرانيا، في انتقاد أميركي مباشر لاقتراح الوساطة الصينية بهدف تسوية النزاع في هذا البلد.

وأضاف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن بكين "لم تندد" بالهجوم الروسي و"لم تكف عن شراء النفط الروسي". إلى ذلك، اتهم بكين بـ"نشر الدعاية الروسية" لجهة أن الحرب في أوكرانيا هي نتيجة عدوان غربي.

واعتبر كيربي أن البلدين لا يربطهما "تحالف" فعلي بل "زواج مصلحة"، لافتاً إلى أن الصين وروسيا "تريدان تغيير القواعد" التي تحكم النظام الدولي.

لكنه أكد رغم ذلك أن الولايات المتحدة تريد الإبقاء على قنوات التواصل مع بكين، موضحاً أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يعتزم التحدث إلى شي جينبينغ من دون توضيحات إضافية.

كذلك، صرح كيربي بأن الصين لم تقدم بحسب معلوماته حتى الآن مساعدة عسكرية إلى روسيا. وتؤكد الإدارة الأميركية أن بكين تعتزم القيام بذلك، الأمر الذي تنفيه الصين.

أوكرانيا تحصل على خطة مساعدة من صندوق النقد

أعلن صندوق النقد الدولي أنه توصل إلى اتفاق مع الحكومة الأوكرانية حول خطة مساعدة بقيمة 15.6 مليار دولار. وقال الصندوق في بيان، إن الخطة من شأنها أن تتيح "دعم الانتعاش الاقتصادي التدريجي مع تهيئة الظروف لنمو طويل الأجل في سياق إعادة الإعمار بمرحلة ما بعد النزاع" ومسار انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.

وسيتم عرض الاتفاق "في الأسابيع المقبلة" على مجلس إدارة الصندوق بغية إعطاء المصادقة النهائية عليه.

ونقل البيان عن رئيس البعثة الميدانية لصندوق النقد الدولي غافين غراي قوله، إنه "إضافة إلى الخسائر البشرية الرهيبة، يستمر التأثير المدمر للهجوم الروسي على اقتصاد أوكرانيا: تراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 30 في المئة عام 2022، ودُمر قسم كبير من القطاع الصناعي وازداج الفقر".

لكن على الرغم من الصعوبات تمكنت الحكومة الأوكرانية من "الحفاظ على الاستقرار المالي واستقرار الاقتصاد الكلي، خصوصاً بفضل دعم دولي كبير واتباع سياسات حكيمة".

ورحبت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين بالاتفاق بين المؤسسة المالية وأوكرانيا. وقالت يلين في بيان، إن الولايات المتحدة "ستواصل دعم الحكومة والشعب الأوكرانيين أطول فترة ممكنة" في مواجهة روسيا. وتستفيد أوكرانيا من دعم كبير منذ أن اندلع النزاع في 24 فبراير (شباط) 2022.

وحتى الآن تخطت مساعدات البنك الدولي للبلاد 20 مليار دولار في شكل قروض وهبات، كما تخطت قيمة المساعدات الأميركية لكييف 100 مليارات دولار من ضمنها المساعدات العسكرية. وأتاح جزء كبير من هذه الأموال الحفاظ على الخدمات العامة وتسديد رواتب موظفي القطاع العام، كما والاهتمام بالنازحين داخلياً.

ويعول صندوق النقد على انتعاش اقتصادي جزئي وتدريجي هذا العام، خصوصاً بفضل الحفاظ على البنى التحتية الأساسية، على غرار شبكة الكهرباء التي غالباً ما تستهدفها روسيا. وشدد غراي على أن "أهداف الحكومة الأوكرانية تكمن في دعم الاقتصاد في هذه الظروف الاستثنائية، واستعادة المصداقية المالية في سوق الديون ودعم الانتعاش" بغية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

المزيد من دوليات