Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لم أندم أبداً أنني صوت ضد الحرب في العراق

لم نثق بتوني بلير في مسائل أخرى، فلماذا نثق به في هذه المسألة؟ بقينا معاً - ضمن مجموعة متمردة لا تخطر في الحسبان

داخل حزب المحافظين وخارج الألوية المقاتلة، كان هناك عدم يقين حقيقي (أ ب)

ملخص

وحدت #الحكومة_البريطانية صفوفها مع المعارضة، لتخبرنا بضرورة أن نثق بمن كان مطلعاً على مجرى الأمور، وفرض #المحافظون تعليمات حزبية مشددة تلزم أعضاء الحزب بالتصويت دعماً للاجتياح.

لم يكن إيان دنكن سميث [زعيم حزب المحافظين بين عامي 2001 و2003] نداً لتوني بلير، الذي قام بالتملق له وإدراجه ضمن ما قدمه بعناية على أنه إحاطة سرية مميزة. سميث غادر بعدها مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت" ليصبح أكبر مشجع على الحرب.

لقد قيل للعموم إن الوزراء كانوا يعرفون أكثر بكثير مما أمكنهم الإفصاح عنه، لكن إفراطهم في الكلام كان سيعرض حياة الناس للخطر. بالتالي، وحدت الحكومة صفوفها مع المعارضة، لتخبرنا بضرورة أن نثق بمن كان مطلعاً على مجرى الأمور، وفرض المحافظون تعليمات حزبية مشددة تلزم أعضاء الحزب بالتصويت دعماً للاجتياح.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من وجهة نظر تقنية، لا يعني ذلك أن البرلمان كان صاحب القرار الفصل في الموضوع. فالصفقات التجارية وإعلان الحرب من صلاحيات العرش، بالتالي هي من قبيل أفعال تنفيذية تقررها الحكومة ولا تخضع إلى تصويت برلماني.

بيد أن توني بلير اضطر إلى إعلان أن بريطانيا لن تنضم إلى الولايات المتحدة ما لم يوافق البرلمان على ذلك. وبموازاة ذلك، قام بتذكير النواب بأن قواتنا الباسلة ستجني منفعة كبيرة إن حشدت دعماً كبيراً عن طريق التصويت.

في الأوساط الحزبية المحافظة، وبعيداً من الجماعة التي أظهرت حماسة بالغة حيال الحرب، سادت أجواء من التشكيك الفعلي ولم يكن هذا التشكيك يسارياً محضاً، بالنظر إلى أن أندرو تورنر وإدوارد لي اليمينيين ساندا أعضاء من الجناح المعتدل "أمة واحدة" One Nation في حزب المحافظين، أمثال كين كلارك، وبيتر إينسوورث، وتوني بالدري. وكان ما يوحدنا، بكل بساطة، هو أننا لم نصدق الرواية التي أفادت بأن صواريخ صدام تهدد بريطانيا، وشككنا في مسألة امتلاكه لأسلحة دمار شامل أو للسبل الضرورية للاستحواذ عليها. بالتالي، ما الداعي لخوض الحرب إن لم نكن مهددين؟

وقد اضطلع الأشخاص من ذوي الخلفية العسكرية بدور رئيس في الموضوع. وبالفعل، كشف أندرو موريسون المنتخب حديثاً كنائب عن ويستبري، وكان ضابطاً نشطاً في الجيش، عن أن الشكوك تنتاب عدداً كبيراً من زملائه الجنود. وعلى رغم تصويته ضد الحرب في مارس (آذار)، تم استدعاؤه، وراح يسيّر دوريات في شوارع البصرة بحلول سبتمبر (أيلول).

أما الجندي السابق جون بارون، فقال ببساطة: "أعرف أية كارثة هي الحرب. وفي مطلق الأحوال، لا ينبغي خوض أية حرب إلا إن كانت الملاذ الأخير، ونحن لم نقترب من ذلك حتى". وكذلك الحال كان رأي جون هورام، الذي ترتبط عائلته بصلات متينة بالجيش. كان تشكيكه ناجماً عن اعتقاده بأن المستندات التي عرضت علينا اشتملت على بصمات تعديلات أقدم عليها أليستر كامبل، الشخص المسؤول عن العلاقات العامة لدى توني بلير.

أما المشكلة، فتمثلت بتحديد الطريقة التي كنا سنصوت فيها ضد الحرب بالتنسيق مع متمردي حزب العمال، من دون أن نبدو وكأننا تبنينا خطاً خاصاً بنا. بالتالي، كان علينا أن نقوم بتعديل يوضح أسباب رفضنا.

بالطبع، ساعدنا أن يكون فريق المعارضين في حزب العمال أكبر حجماً، وهو أمر بات واضحاً كعين الشمس، بعد انضمام مؤيدين غير متوقعين إليه - وعلى وجه التحديد روبن كوك، الذي استقال من منصبه الحكومي كرئيس لمجلس العموم.

وهنا تحديداً تدخل دوغلاس هوغ، وبات يعرف اليوم باسم اللورد هايلشام، الذي وضع مسودة تعديل مقترح، وتعاون مع حزب العمال للتوصل إلى مضمون يحظى بتأييدنا جميعاً. وعند بلوغ هذه النقطة، عمد الديمقراطيون الليبراليون إلى التصويت معنا، لكنهم رفضوا المشاركة في الاستعدادات.

عند هذا المفترق، أصبحنا نعرف أن عددنا سيناهز 12 أو أكثر، ممن سيتصدون للتعليمات الحزبية المشددة التي تلزم بالتصويت - في حين أن آخرين لم يمتلكوا الشجاعة اللازمة، ومع ذلك، لم يستبعد الاحتمال بأن يمتنعوا عن الإدلاء بأصواتهم. والحال أن أربعة من بيننا، وتحديداً جون راندال، وجون بارون، وجوناثان سايد، وهامفري مالينز، استقالوا من وظيفة حكومة الظل التي كانوا فيها.

وكان يصعب تحديداً على الأعضاء الجدد تجاهل التحذيرات الخطرة التي اشتملت عليها التعليمات الحزبية، لا سيما أن نظام التصويت لدينا يخدم غاية هذه التعليمات. ويتذكر ريتشارد بيكون جيداً صدمته الكبيرة ومفاجأته، عندما اضطر إلى عبور قاعة المجلس - متبنياً موقفاً معارضاً لصحافة نوابه المحازبين - بدلاً من أن يسير ضمن وفد من جماعته المعتادة إلى قاعة حزب المحافظين.

ومع ذلك، بقينا معاً - ضمن مجموعة متمردة لا تخطر في الحسبان. والحال أننا لم نثق بتوني بلير في مسائل أخرى، فلماذا نثق به في هذه المسألة؟ كان الرئيس بوش يتكلم عن أهمية تغيير النظام [في العراق]، ومع ذلك، غابت أي مخططات لإرساء نظام جديد. وكذلك، لماذا يقتصر الأمر على صدام؟ كانت الأنظمة السياسية المسيئة كثيرة - فهل نستعد للإطاحة بها كلها؟ لم تكن بريطانيا مهددة. بالتالي، لا يمكن لهذه الحرب أن تكون منصفة معنوياً.

لكن التمرد الحاصل كان في مقابل ثمن، وبما أن كين كلارك كان لا يزال القائد البديل، حاولت أن أنتزع منه تعهداً آخر بعدم التصويت، كوني فكرت في أن حزب المحافظين لن يسامحه. لكنه بقي مصراً. "هذه حرب خاطئة ومتهورة. وسأصوت ضدها". 

في مطلق الأحوال، كان حكمي على الحزب خاطئاً. وفي نهاية ذلك الأسبوع، قررت أن أقصد دائرتي الانتخابية، وكنت أتوقع مأزقاً فعلياً هناك، فقط لأكتشف أن اليمينيين المتشددين، الذين اعترضوا على آرائي الموالية لأوروبا، كانوا هم أنفسهم الذين انسلوا إلى جانبي ليقولوا: "في هذه المسألة يا جون، أنت محق تماماً".

في نهاية المطاف، صوت 16 منا ضد الاجتياح. وبعد عشر سنوات، أقمنا مأدبة عشاء، لنذكر أنفسنا بأن التاريخ أثبت أن مجموعة النواب المحافظين غير المتجانسين هذه كانت محقة. ومن منا بقي على قيد الحياة سيجتمع مجدداً هذا العام لنحتفي باختلافاتنا وبإنصاف قضيتنا.

لم يكن عام 2003 جيداً بالنسبة إلى المحافظين، إذ تكبدوا خسارة انتخابية ساحقة ثانية تبعها هزيمة أعضاء الحزب لخيار النواب باختيار  كين كلارك كزعيم لهم، وانتقوا مكانه دنكن سميث.

في مطلع عام 2003، بدأ أداء سميث الضعيف يسبب إحراجاً، إذ لم نكن نحرز أي تقدم، ولم يكن لدينا أية رسالة بديلة مقنعة نوجهها. وهذا ما ترك توني بلير في موقع القيادة، ونجح في هزيمة المعارضة الفعلية الوحيدة له - على مقاعد حزبه، ليتحول بلير بالتالي إلى الحليف الطبيعي للرئيس جورج بوش الابن.

وكان توني بلير، مثل مارغريت ثاتشر قبله، شديد التأثر بالمعاملة الراقية التي اعتاد على تلقيها في الولايات المتحدة. بالتالي، كان تأييده للولايات المتحدة تحصيلاً حاصلاً وبلا حدود، كما اكتشفت لاحقاً، عندما منعني من طرح مزيد من الأسئلة الكتابية حول إقدام الطائرات الأميركية على قصف أهداف في العراق من قواعدها في سوفولك.

المحترم جون سلوين غامر، اللورد ديبن، كان من بين نواب حزب المحافظين الذين تمردوا على قيادة الحزب التي دعمت قرار الحكومة بالذهاب إلى الحرب عام 2003.

© The Independent

المزيد من آراء