Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيفية تمكين نساء وفتيات متضررات من فيروس نقص المناعة البشرية

يتعلّق التزامنا بضمان المساواة بين الجنسين في جوهره بالحرص على تمكين نساء مثل اللواتي التقيت بهنّ من التحكم بصحتهن وتعليمهن ومستقبلهن

بسبب النظام الأبوي المتجذر في المجتمع الكيني، تواجه الشابات والفتيات عواقب كبيرة أخرى تعيق حقّهن في الخدمات الصحية (غيتي)

ملخص

تساعد "أم-معلمة" كينية امرأة مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية في قمع الفيروس أثناء الحمل، مما يضمن ولادة طفل خالٍ من العدوى ويساهم في توعية الناس بخطورة التمييز ضد مرضى فيروس نقص المناعة البشرية  #التوعية_بفيروس_نقص_المناعة_البشرية #كينيا

أصيبت والدة أبيغيل بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسب من زوجها الثاني. كانت قد أنجبت ثلاثة أطفال من زوجها الأول، جميعهم غير مصابين بالفيروس. ولم تفهم الخطر المعرّض له جنينها سوى عندما جاءت إلى مستشفى المقاطعة الفرعي في نغونغ الذي يبعد ساعة تقريباً عن نيروبي.    

وحظيت خلال فترة حملها بدعم من "الأم المرشدة"- وهي عاملة في القطاع الصحي في المجتمع المحلي مصابة أيضاً بفيروس نقص المناعة البشرية- التي أطلعتها على طريقة انتقال الفيروس من الأم إلى جنينها. كما ساعدتها على فهم الضرر الذي تلحقه وصمة العار المرتبطة بالفيروس بالمصاب، حتى داخل العائلات نفسها. 

لم ترغب بأن يكون جنينها الطفل الوحيد المصاب بالفيروس في العائلة، ولذلك بدأت بتناول مضادات الفيروسات القهقرية لقمع الفيروس في جسمها لدرجة أصبح معها غير قابل للكشف ولم يعد من الممكن انتقاله إلى الجنين. وبالتالي، ولدت الصغيرة أبيغايل غير مصابة بالعدوى. 

تبلغ أبيغايل الآن سنتين من العمر وهي سعيدة وتتمتع بصحة جيدة. التقيت منذ فترة قصيرة بهؤلاء النسوة في كينيا وتأثّرت بمدى تجسيدهن لتمكين المرأة- لكن قصتهن ليست معمّمة على الجميع.  

في كينيا 1.4 مليون شخص مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية، ومن بينهم 1.3 مليون يخضعون للعلاج. هذا يعني بأن 100 ألف شخص لا يتلقون علاجاً وهو عدد يوازي إجمالي عدد المصابين بالفيروس في المملكة المتحدة. لكن العدوى تضرّ النساء والفتيات بشكل غير متكافئ؛ في العام 2021، كان الفيروس يصيب سيدة أو فتاة كل دقيقتين. وفي الوقت نفسه، بلغت احتمالات إصابة الشابات بالفيروس ثلاثة أضعاف احتمالات إصابة الشبان به.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تباطأت وتيرة التقدم في سبيل إغلاق هذه الفجوة. وكان لجائحة "كوفيد-19" أثر بطبيعة الحال؛ فقد تقلصت فرص الأشخاص في الوصول إلى خدمات الفحص والوقاية، وتعرضت الأنظمة الصحية إلى ضغوطات جمّة. إنما في الوقت الذي يفرض علينا الاستثمار في إعادة الاستجابة العالمية في هذا الموضوع إلى سابق عهدها من أجل وضع حدّ للوفيات التي يمكن تفاديها جرّاء الإيدز، خفضت الحكومة البريطانية ميزانيتها في مجال التنمية الدولية. ونتيجةً لذلك، تخبّطت برامج أساسية منقذة للأرواح في سبيل اتخاذ قرارات صعبة مع تلاشي التمويل.  

ومع ذلك، هناك بعض المؤشرات المشجعة؛ في المستشفى، يعزّز استخدام المنتجات المبتكرة التي تساعد في تشكيل السوق الكفاح ضد الأمراض المعدية. وقد ازدادت فرص الحصول على الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية بشكل كبير من خلال اتفاق تسعير تم التوصل إليه بدعم من مبادرة "يونيت آيد"، خفض سعر العلاج اليومي بحبّة واحدة إلى 50 دولاراً (42 جنيهاً استرلينياً) سنوياً. كما جرى التفاوض على اتفاق مماثل لطب الأطفال، خفض كلفة علاج الأطفال بنسبة 75 في المئة، من 480 إلى 120 دولاراً سنوياً.  

لكن التمويل الذي تخصصه المملكة المتحدة لهيئات مثل "يونيت آيد" و"غلوبال فاند" (وهو الذي أنقذ 50 مليون حياة لمصابين بالإيدز والسلّ والملاريا)، قد انخفض- مما يضع هذه الحلول المنقذة للأرواح، وغيرها من الحلول المستقبلية، بخطر. 

كما تلعب بعض العوامل الأخرى دوراً في هذا الموضوع؛ بسبب النظام الأبوي المتجذر في المجتمع الكيني، تواجه الشابات والفتيات عواقب كبيرة أخرى تعيق حقّهن في الخدمات الصحية، مما يؤثر سلباً بدوره في فرصهن في التعليم والمشاركة الاقتصادية. سمعت عدة مرات عن معدلات الحمل المرتفعة في أوساط المراهقات، وهي تبلغ تقريباً 15 في المئة. 

وكان ذلك ناتجاً من عوامل عدة مختلفة، لا تنحصر فقط بالضغط على الفتيان لكي يبدؤوا حياتهم الجنسية باكراً، إذ تشكّل أيضاً وسيلة لحصر النساء في حدود الخدمة المنزلية وممارسة العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي بحقّهن. كما أنه لا يزال من غير القانوني للمراهقين شراء موانع الحمل.

وهذا مثال بالغ الأهمية على ضرورة إبقاء الفتيات في المدرسة في إطار التصدي لهذه الأمور. في كينيا، تزداد المعرفة بشأن الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب مع التعليم- من 13 في المئة في أوساط الفتيات غير المتعلمات، إلى 69 في المئة في أوساط الفتيات اللواتي حصلن على تعليم يتخطى المرحلة الثانوية. إن زيادة معدّل الفتيات اللواتي يتلقّين تعليماً كاملاً تعني زيادة معدّل الفتيات اللواتي يعشن حياة صحية.  

نملك بالفعل الحلول لهذه الأزمة. ونحن بحاجة فقط إلى إرادة سياسية لكي نحفّز التقدم في هذا المجال.

إن جوهر التزامنا بضمان المساواة بين الجنسين هو الحرص على تمكين فتيات مثل أبيغايل من التحكم بصحتهن وتعليمهن ومستقبلهن. في زمنٍ تخلّت فيه هذه الحكومة بدرجة كبيرة عن موقع القيادة في التنمية الدولية، علينا أن نكون واضحين في مطالبنا: أعيدوا إحياء وعودكم، وأعيدوا ميزانية المساعدات.   

ليلى موران نائب في البرلمان عن الحزب الديمقراطي الليبرالي وتمثل دائرة أكسفورد الغربية وآبينغدون ووزيرة الشؤون الخارجية عن الحزب في حكومة الظل، والناطقة باسم الحزب لشؤون التنمية الدولية 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة