Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"العائدون من الحدود" بالجزائر... خطوة للخلف أم انشقاق؟

أعلن مسلحو "القاعدة" أن دعوة مفتي التنظيم وراء العودة ومراقبون يرجعون الأمر إلى خلافات بين المتطرفين

مسلح بعد تسليم نفسه إلى الجيش الجزائري وبحوزته قطع سلاح وذخيرة (موقع الإذاعة الجزائرية)

ملخص

#المتطرفون #الجزائريون على حدود #مالي يتوافدون تباعا على #الجيش_الوطني لتسليم أنفسهم وأسلحتهم على أمل العودة للمجتمع

تكرر إعلان وزارة الدفاع الجزائرية عن عودة عدد من الإرهابيين من صفوف المتطرفين على الحدود مع مالي جنوب البلاد، إذ يلقون بأسلحتهم ويطلبون المساءلة عما اقترفوه من جرائم عقب مراجعات لما يعتقدونه على أمل الرجوع إلى المجتمع كمواطنين أسوياء، كان آخرهم تسليم أحدهم نفسه يدعى "ملوكي حيب الله" إلى السلطات العسكرية بالناحية السادسة بمنطقة برج باجي مختار أقصى جنوب البلاد على الحدود مع مالي.

وأشارت وزارة الدفاع في بيان إلى أنه كان ينشط ضمن الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل منذ عام 2012، وكانت في حوزته قطعة سلاح من نوع "كلاشنيكوف" وكمية من الذخيرة وأغراض أخرى.

إعلان الوزارة جاء في سياق الجهود المتواصلة المبذولة في مكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة المنظمة بكل أشكالها خلال الفترة من 8 إلى 14 مارس (آذار) 2023.

وتعد هذه العملية الخامسة على التوالي منذ بداية العام الحالي، إذ سلم أربعة مسلحين أنفسهم وأسلحتهم إلى السلطات العسكرية في عمليتين متفرقتين جنوب البلاد في 15 فبراير (شباط) الماضي، بحسب بيان وزارة الدفاع الذي أشار أيضاً إلى عمليات مشابهة تضمنت تسليم ثلاثة إرهابيين أنفسهم في يناير (كانون الثاني) الماضي نشطوا في صفوف الجماعات المسلحة شمال مالي ومنطقة الساحل الأفريقي وهو الأمر الذي تكرر منذ عام 2016 و2019 و2020.

مراجعة وإعادة نظر

يقول أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية المهتم بالشؤون الأفريقية مبروك كاهي لـ"اندبندنت عربية" إن "ظاهرة تسليم المتطرفين أنفسهم تعكس حجم التجنيد الذي طاولهم خلال الأعوام العشرة الأخيرة، لا سيما بعد سقوط نظام القذافي وفوضى السلاح التي عرفها الساحل الأفريقي، كما تؤكد قدرة الجيش الجزائري على تحييد خطرهم ورصد حركاتهم حتى قبل دخولهم التراب الوطني، وفي أحيان تعقب تحركاتهم وتنقلاتهم من الحدود الجنوبية إلى سلاسل الجبال الشمالية لمعرفة أعوانهم قبل إلقاء القبض عليهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أضاف كاهي، يعكس الأمر أيضاً مدى التخبط واليأس الذي تعرفه الجماعات الإرهابية في الساحل الأفريقي بعد تحييد قياداتها ومضي دولة مالي في ترتيبات العودة للنظام الدستوري ودخول حركات "أزواد" بشكل جدي في مسار الجزائر للسلم والمصالحة واستعادة الجيش المالي زمام المبادرة لملاحقة هذه الجماعات الإرهابية.

ويواصل كاهي أن تسليم المسلحين لأنفسهم بمثابة تراجع عن خطأ تورطهم مع الميليشيات المسلحة، كما يعكس ثقتهم بالدولة وفق مقتضيات القانون.

وفي رده على سؤال ما يتردد حول أنه لم يعد هناك مكان للإرهابيين الجزائريين بالساحل بعد سيطرة دولة مالي على مختلف الجماعات المسلحة، قال "الإرهاب لا يعترف بفئة بعينها، بل يجند كل من يحقق أهدافه، كما أن العلاقة بالاستخبارات الأجنبية هي من تصنع قيادات الجماعات الإرهابية".

وأشار إلى أنه "لا يمكن القول إن الجزائريين لم يعد لهم مكان بقدر ما يمكن الحديث عن وجود صراعات وتصفية حسابات بين هذه الجماعات، خصوصاً بعد تنقل أعداد كبيرة آتية من مناطق الشرق الأوسط بفعل الضربات الأميركية التي تلقتها هناك"، لافتاً إلى أن "المصالحة بين الماليين جعلت من الأجانب غير مرحب بهم".

قراءات وتأويلات

ويترك تكرار عمليات تسليم المسلحين أنفسهم، لا سيما الذين ينشطون في منطقة الساحل الصحراوي، الباب مفتوحاً أمام التأويلات والقراءات على رغم أن الذين يعلنون عودتهم في منطقة الشمال يقدمون اعترافات تزيح الغموض حول دوافع عودتهم للمجتمع، وتنحصر معظمها في تشككهم في ما خدعوا من معتقدات، إضافة إلى  تدهور أوضاعهم في الجبال بعد تراجع السكان عن دعمهم وحمايتهم، وأخيراً تتبع خطواتهم وملاحقتهم من طرف قوات الجيش أو المصالح الأمنية الأخرى.

وكان المفتي العام لـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" لسلوس مدني وأمير المنطقة الشرقية للتنظيم سفيان النيغاسي، وجها في أبريل (نيسان) الماضي بعد توقيفهما من قبل الجيش، نداء إلى أمير التنظيم يوسف العنابي، المتمركز في شمال مالي بشكل خاص، وإلى المسلحين والقيادات المسؤولة عن الجماعات المسلحة في الجزائر لوقف النشاط المسلح وحقن الدماء وعدم الاستمرار في المواجهة مع الجيش.

شق صفوف المتطرفين

الخروج من عباءة الميليشيات الإرهابية إثر دعوة مفتي الإرهاب أحد الأسباب الرئيسة التي كشف عنها مسلح يدعى "عرقوب. ج" الذي سلم نفسه إلى السلطات الجزائرية قبل فترة في اعترافات بثها التلفزيون الرسمي، إذ قال إن دعوة المفتي إلى حقن الدماء أسهمت في إعادة نظر المسلحين في ما هم عليه.

وأضاف، "وصلتنا دعوة لسلوس مدني وجرى نقاش بيننا حوله ونحن في الجبال، ووجد معظمنا أنه لا توجد أفق لما نحن عليه، فاتخذ بعضنا خطوات في طريق العودة".

وأوضح أن المسلحين يعيشون حياة قاسية ويفتقدون المؤونة والتموين، وأشار إلى أن "عناصر الميليشيات المسلحة وجهت نداءات استغاثة إلى أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يوسف العنابي المتمركز شمال مالي لطلب مساعدته في توفير ممر لهم للخروج من حصار الجيش"، وكلها أحوال تدعو إلى التفكير في أمر العودة للمجتمع.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي