Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوزيف عازار: انطلقت مع الرحابنة ومع كركلا أكملت مسيرتي

المطرب المتميز بصوته البلدي الصافي نجم في المسرح الغنائي الراقص

المطرب اللبناني جوزف عازار (صفحة الفنان - فيسبوك)

ملخص

المطرب المتميز بصوته #البلدي الصافي نجم في #المسرح_الغنائي الراقص

جوزيف عازار مطرب لبناني اشتهر بأغنياته ومشاركاته العديدة في المسرح الغنائي، تعلم في المعهد الوطني للموسيقى في بيروت، وشارك منذ بداية الستينيات في أعمال مسرحية وحفلات ومهرجانات كبيرة، عاصر الكبار وغنى من ألحانهم وكلماتهم. قبل أسابيع قليلة، قدم في مدينة جدة السعودية مسرحية "جميل بثينة" مع فرقة عبد الحليم كركلا، وعن هذا العمل تحدث جوزيف عازار ل "اندبندنت عربية" وقال:"في سنة 2020 تم تحضير هذا العمل المسرحي تحت عنوان "اسطورة عشق جميل بثينة"، وقدمناه في مدينة العلا في السعودية ضمن فعاليات مهرجان "شتاء طنطورة" لمدة ثلاثة أيام، بعدها قُدِم في موسم الرياض عام 2022. هذا الأوبريت هو بمثابة عمل غنائي، تمثيلي، استعراضي مميز عرضناه للمرة الثالثة قبل اسابيع في جدة تحت رعاية وزارة الثقافة السعودية".

يحكي الأوبريت جانباً من التاريخ الأدبي، من خلال الشاعر الأموي جميل بثينة الذي عرف بعشقه لابنة عمه، فعازار يلعب شخصية والد بثينة التي تقوم بدورها الفنانة الجزائرية أمل بوشوشة، أما دور جميل فقام به الممثل السوري سامر اسماعيل، إلى جانب كوكبة من الفنانين اللبنانيين، وعلى رأسهم هدى حداد، وغبريال يمين، ومنير معاصري، وسيمون عبيد، الكو داوود، وفرقة كركلا الاستعراضية التي تحاكي القلوب بأجمل وأروع اللوحات الفنية، والتي يشرف عليها عبد الحليم كركلا وولداه المخرج ايفان والكوريغاف اليسار كركلا. أما النص فهو لهنري زغيب وطلال حيدر وعبد الحليم كركلا صاحب الرأي بكل فواصل النص.

مع كركلا

 

عن كركلا يتحدث عازار ويقول "قدمت مع هذه الفرقة أعمالاً وصلت إلى المسارح العالمية، ومنها في باريس، ولندن، وواشنطن، ومونتريال، وفرانكفورت، وميلانو وغيرها. وكان لي شرف الانتماء إلى مسرح كركلا بدءاً من عام 1999 أي منذ 24 سنة تقريباً، والبداية كانت في مسرحية "ليلة قمر" التي قدمناها في مهرجانات بعلبك، تلتها "ألف ليلة وليلة" في 2002، و"فرسان القمر"، و"أوبرا الضيعة"، و"كان يا ما كان"، و"الغابة المسحورة"، و"طريق الحرير"، و"بين الماضي والحاضر"، وأخيراً "أسطورة العشق" التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الجمهور السعودي، حيث كانت الصالة ممتلئة لمدة خمس ليال في جدة كما في العلا والرياض، وهي عمل عابق بالأصالة وبروح اللغة العربية الفصحى".

ويضيف "لفرقة كركلا مسيرتها وأعمالها التي تحمل رسالة إنسانية إلى العالم وتقدم صورة مشرقة ومشرفة لوجه لبنان الحضاري المعجون بالتراث والثقافة والفن."

 

ثم يعود إلى الوراء ليسرد تاريخه الفني "بدأت حياتي الفنية مع الأخوين الرحباني سنة 1961، وذلك عندما زكتني إحدى قريباتي عند الموسيقار الراحل الكبير عاصي الرحباني لأنها تعرف أن صوتي جميل، على رغم أنني كنت مشغولاً في تلك الفترة بمهنة التعليم. لكنها طلبت مني أن أقصد مركز مهرجانات بعلبك في منطقة رأس بيروت، فذهبت، وعندما وصلت إلى المكان، وجدت فرقة الدبكة تجري تمريناتها، فانبهرت بالخطوات وأُخِذت بها. وبما أنني من منطقة جزين في جنوب لبنان المتجذرة بالعنفوان والشموخ، انغمست في الدبكة إلى أن دخل فجأة عاصي الرحباني وسأل عني، فوجدني مع الفرقة "أدبك"، فأخذني من يدي إلى مكتبه، وكان متواجداً فيه المخرج صبري الشريف، فسألني بدوره "ماذا تحب أن تغني؟" فأجبته " أنني أحب اللون الطربي لسيد درويش ومحمد عبد الوهاب، لكنه حثني على أداء الفلكلور، فقدمت أغنية للمطرب الكبير وديع الصافي بعنوان "نجوم الليل"، وبعد ذلك، أخذا رقم هاتفي وغادرت المكان. بعد أربعة أسابيع تلقيت اتصالاً من مكتب شريف صبري، فقد دعاني لزيارته في حرش تابت في بيروت؛ وبعد مفاوضات ومناقشات طلب مني توقيع عقد لأقدم معهم أعمالاً فنية في بعلبك، وفي معرض دمشق الدولي، وطلب مني أيضاً أن أستقيل من مهنة التعليم، وأتفرغ للسفر لأقدم على المسرح أغاني فلكلورية. وبالفعل سافرت معهم إلى البرازيل والأرجنتين وأديت إلى جانب السيدة فيروز حواراً غنائياً صغيراً بعنوان "لوين رايحين"، وكرت السبحة، وانطلقت في طريقي مع الأخوين الرحباني".

مسرحية "الشلال"

ويتابع جوزيف عازار سرد أرشيفه "في عام 1963، تعرفت على الفنان روميو لحود والشحرورة صباح والدكتور غلمية، وشاركت معهم في مسرحية "الشلال" التي عرضت في بعلبك. وذات يوم حضر العرض الراحل الكبير منصور الرحباني، وطلب مني الانضمام لفرقتهم، واستمرت الحال إلى أن وصل عدد أعمالي مع الأخوين الرحباني وروميو لحود وفرقة كركلا نحو 30 مسرحية و500 أغنية طوال مسيرتي الفنية."

 

وعن طفولته التي يتذكرها "في السابعة من عمري، كنت أذهب مع والدي إلى الكنيسة لتأدية القداس، وأصر على قراءة الرسالة المقدسة، وهذه فيها نزعة ذاتية لإبراز الشخصية. وفي سني ذلك، أيضاً كان والداي يصطحبانني معهما لزيارة خالي المختار، وكان ذلك في فترات العطلة المدرسية الأسبوعية، وكان يطلب مني أن أغني، وكنت أغني وقتها "أبو الزلف" الذي حفظته من والدي، صاحب الصوت الجميل، فهو كان يؤدي المواويل البغدادية وأغاني مطربي ذلك الزمان القديم، أمثال سيد درويش، وسلامة حجازي، ومحمد عبده، ومحمد عبد الوهاب. لذا فأنا انطبعت بهذا الجو، وكما يقال إن الصوت هو ورائي، لذلك فإني ورثت هذا الصوت عن والدي".

ويضيف "تابعت دراستي الأكاديمية والثانوية في دير سيدة مشموشة في جزين لغاية 1958، وإلى جانب دراستي كنت المرتل الإفرادي في الجوقة الكنسية، ومن هناك بدأت شهرة صوتي. وقد أخذت من والدي الأمانة والاستقامة وكل ما ينم عن الأخلاق الإنسانية، كما أخذت من والدتي الحنان والمحبة."

في نهاية 1958، انتقل جوزيف عازار إلى بيروت حيث تلقى مبادئ العلوم الموسيقية في المعهد الموسيقي العالي الذي كان يديره عازف العود الشهير فريد غصن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما كيف ينظر إلى أعماله الفنية فيقول "أترك تقييم أعمالي إلى النقاد، لكن الحمد الله أني راض عن مسيرتي". وعند سؤاله، هل تعتقد أن الأغنية العصرية تمثل طرفا من واقعية حياتنا الراهنة؟ فيجيب "إن الأغنية تعيش عصرها، فتتبدل وتتطور معبرة عن ذاتها بأحرف كلها نغمات. فالمدرسة التلحينية الحديثة هي امتداد للمدرسة القديمة، وهي مدرسة إيقاع يعتمد فيها الملحن خلق أجواء راقصة بحيث يحيك جملاً موسيقية بسيطة التركيب، فتأتي عفوية الخاطر لا تعقيد فيها. هذا بغض النظر عن تفاهات بعض الأغاني التي يقوم بتلحينها القلة القليلة من الملحنين إرضاء لأذواق البعض، فيروحون يبحثون عن جملة موسيقية ركيكة تحفظها الأذن بسرعة، ويستعينون بالإيقاعات الحماسية لإلهاب عواطف الجمهور وليس تحريكها من جذورها. هذه الموجة من الأغنيات أقل ما يقال فيها إنها أكبر مؤامرة تعطيل لأذواق المستمعين، ولكن على رغم كل هذا، تبقى الخميرة والخبرة عند بعض الموسيقيين والملحنين الأصيلين الذين يعتمدون على أصالة النغم، والخبرة والممارسة، والثقافة الموسيقية الواسعة هي الوسيلة الوحيدة للحفاظ على مقومات الأغنية اللبنانية والعربية الصادرة من الينابيع الأساسية في النغمات اللبنانية والشرق عربية. وفي الوقت الحاضر ما زال بعض الجهابذة في الفن يعتمدون على إرساء مداميك جديدة في سبيل إحياء التراث والحفاظ عليه من كل شائبة، وهذا ما يخولني للقول إن الفن وأصالته ما زالا بخير طالما هناك مهندسون واختصاصيون يعملون في هذا المضمار".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة