Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أي مستقبل ينتظر "التيار العوني" بعد خروجه من السلطة؟

عاد الرئيس ميشال عون إلى بيته وحزبه تقريباً من دون حلفاء

 تعرض عهد الرئيس ميشال عون لانتقادات كثيرة من جانب المحتجين في "انتفاضة 19 تشرين" عام 2019 (أ ف ب)

ملخص

بعد خمسة أشهر على انتهاء عهد عون ماذا حل بـ #التيار_ الوطني_ الحر؟

في 31 أكتوبر (تشرين الأول) 2022 انتهى عهد رئيس الجمهورية ميشال عون، وغادر القصر الجمهوري بإرث ثقيل تركه لتياره السياسي، الذي تحول من ماسك للسلطة إلى محارب للبقاء شريكاً فيها. خمسة أشهر مرت على انتهاء عهد "التيار الوطني الحر" على رأس الموقع المسيحي الأول في لبنان، فكانت المفارقة بأن التيار البرتقالي، الذي تمكن من الوصول إلى رئاسة الجمهورية لأنه حليف "حزب الله " ولأنه كان "الأقوى مسيحياً"، خرج من الحكم من دون حليف في السياسة، وبتراجع تمثيله المسيحي وفق ما أظهرته أرقام الناخبين في الانتخابات النيابية الأخيرة. وعلى عكس ما خطط له الرئيس عون وخلفه النائب جبران باسيل، بأن تنسحب خلافة التيار على رئاسة الجمهورية، فإن حظوظ باسيل للرئاسة تبدو شبه مستحيلة لأكثر من سبب، أولها العقوبات الأميركية عليه بتهمة الفساد استناداً إلى قانون "ماغنيتسكي"، بحيث يعتبر وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو بأنه "ساهم في نظام الفساد السائد والمحسوبية السياسية اللذين ابتلي بهما لبنان، اللذين ساعدا وسهلا أنشطة ’حزب الله‘ المزعزعة للاستقرار". إضافة إلى استحالة حصول باسيل على الأصوات النيابية الكافية لفوزه، بعدما فضل "حزب الله" عليه رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، واعتراض أغلبية القوى السياسية عليه بسبب توتر العلاقات مع معظمها. وقد دفع هذا الواقع باسيل إلى الاقتناع، ولو بالعلن، بأن يعمل على أن يكون صانع رؤساء، يضمن من خلاله دوراً فاعلاً في العهد الجديد.     

هل فقد التيار الوطني الحر امتيازات حققها في عهد عون؟

 يؤكد المحلل والكاتب السياسي شوقي عشقوتي لـ"اندبندنت عربية" أنه من الطبيعي أن تتغير أحوال "الوطني الحر" بعد انتهاء عهد مؤسسه، خصوصاً أن مصطلح التعريف عن التيار هو "التيار العوني" نسبة إلى الرئيس ميشال عون، مما يعني أنه مرتبط به بشكل لصيق. ويذكر عشقوتي أن "الوطني الحر" هو التيار الثاني في تاريخ لبنان المرتبط بمؤسسه بعد حزب "الأحرار" المعروف بـ "التيار الشمعوني" نسبة إلى الرئيس كميل شمعون، الذي تراجع نسبياً دوره بعد انتهاء عهد شمعون. ويربط عشقوتي التراجع العوني ببلوغ الرئيس ميشال عون سن التقاعد السياسي وبخروجه من القصر الجمهوري بالشكل الذي خرج به، بحيث اقتصرت "العراضة" على الشكل، فيما المضمون شكل خيبة كبيرة، باعتراف أنصاره الذين لا ينفون فشل العهد بغض النظر عن أسبابه، يقول عشقوتي. قد تكون النقطة الإيجابية التي كانت لمصلحة باسيل، هي أنه تسلم رئاسة التيار بظل "عمه"، وهو استمد "زعامته"، وفق عشقوتي، في الفترة السابقة من ثلاثة مصادر قوة أبقته لاعباً على الساحة السياسية الداخلية، وهي شرعية عون التي منحها له بصفته الخلف الوحيد له على رأس التيار، والشرعية الشعبية، ووجوده في السلطة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

التيار أكثر تحرراً بعد خروجه من السلطة

على رغم اعترافهم بصعوبة الظروف السياسية المحيطة بالتيار الوطني الحر وتراجع امتيازات اكتسبها التيار قبل وصوله إلى السلطة وخلالها، إلا أن مسؤولي التيار "البرتقالي" يتحدثون عن إيجابيات أهمها وفق النائب الان عون، "أن التيار الوطني الحر بعد خروجه من رئاسة الجمهورية ومقاطعته لجلسات الحكومة تحرر من عبء السلطة وأصبح في موقع متجرد في مقاربته للملفات المطروحة". ويضيف عون لـ"اندبندنت عربية" أن "الخروج من السلطة له سيئاته وحسناته ولكن في حال التيار وبعد معاناة كبيرة مر بها الرئيس ميشال عون مكبلاً بين محدودية الصلاحيات وبين الاستهداف السياسي الكبير الذي تعرض له، أعتقد أن التيار يعمل بهامش أكثر تحرراً وراحة اليوم بعد خروجه من السلطة". وغامزاً من قناة تموضعهم السابق مع "حزب الله"، اعتبر عون بأن "التيار الوطني الحر" لم يعد في اصطفاف معين بل بالعكس فإنه يتموضع بحسب الملفات المطروحة وفقاً لقناعاته من دون أي اعتبارات تحالفات أو سياسية. لا ينفي النائب "العوني" خروج تيارهم السياسي من الحكم بـ"صفر" حليف، ويؤكد أن التيار اليوم في مخاض سياسي، يعيد فيه مراجعة وصياغة كل علاقاته السياسية والاستحقاقات المقبلة، وانطلاقاً من كيفية إنجاز هذه الاستحقاقات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية، ستحدد علاقته مع أكثر من طرف سياسي في العهد الرئاسي المقبل.

اقرأ المزيد

المزيد من الأخبار