Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"محادثات التهدئة" تلزم إسرائيل وقف مد المستوطنات

تعهدت تل أبيب وقف مناقشة وحدات استيطانية جديدة لمدة 4 أشهر خلال اجتماع خماسي في شرم الشيخ المصرية

اجتمع مسؤولون إسرائيليون وفلسطينيون بمدينة شرم الشيخ في مصر، أمس الأحد، لإجراء محادثات تهدف إلى الحيلولة دون تفاقم أعمال العنف، المتصاعدة بالفعل، مع حلول شهر رمضان نهاية الأسبوع الجاري.

ورحب البيت الأبيض بالتفاهمات التي تم التوصل إليها. وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون في بيان "نتطلع إلى مواصلة هذه المناقشات مع دخول شهر رمضان المبارك وعيد الفصح وعيد القيامة وعلى مدى الأشهر التالية".

وفي البيان الختامي، قالت الخارجية المصرية إنه تلبية لدعوة القاهرة التقى مسؤولون أمنيون وسياسيون مصريون وأردنيون وإسرائيليون وفلسطينيون وأميركيون بارزون في مدينة شرم الشيخ استكمالاً للتفاهم الذى تم التوصل إليه في العقبة بالأردن 26 فبراير (شباط) 2023.

وأشار البيان إلى أن المسؤولين أجروا مناقشات مستفيضة حول سبل وأساليب التخفيف من حدة التوترات على الأرض بين الفلسطينيين والإسرائيليين بهدف تمهيد الطريق أمام التوصل إلى تسوية سلمية بين الجانبين.

وأضاف أن المشاركين أكدوا مجدداً التزامهم تعزيز الأمن والاستقرار والسلام للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وأقروا بضرورة تحقيق التهدئة على الأرض والحيلولة دون وقوع مزيد من العنف، فضلاً عن السعي إلى اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وتعزيز الثقة المتبادلة وفتح آفاق سياسية والتعاطي مع القضايا العالقة عن طريق الحوار المباشر.

الحروب الإسرائيلية
الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني طبع أجيالاً تلو الأخرى، في شرق أوسط لا يعرف السلام. ومن غزة إلى الضفة الغربية وصولاً إلى لبنان، تستمر حتى اليوم تداعيات هذا الصراع الذي انطلق قبل نحو 100 عام.
Enter
keywords

 

إنهاء الإجراءات الأحادية

وأوضح البيان أن حكومة إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية جددتا استعدادهما والتزامهما المشترك التحرك بشكل فورى لإنهاء الإجراءات الأحادية لفترة من ثلاثة إلى ستة أشهر. ويتضمن ذلك التزاماً إسرائيلياً بوقف مناقشة أي وحدات استيطانية جديدة لمدة أربعة أشهر، ووقف إصدار تراخيص لأي نقاط استيطانية لمدة ستة أشهر.

كما أكد الجانبان مجدداً التزامهما الراسخ بكافة الاتفاقات السابقة بينهما، خصوصاً الحق القانوني للسلطة الوطنية الفلسطينية في الاضطلاع بالمسؤوليات الأمنية في المنطقة (أ) بالضفة الغربية، تماشياً مع الاتفاقات القائمة، كما سيعملان معاً من أجل تحقيق هذا الهدف، بحسب البيان المصري.

واتفقا على استحداث آلية للحد من العنف والتصدي للتحريض والتصريحات والتحركات التي قد تتسبب في اشتعال الموقف، على أن ترفع هذه الآلية تقارير لقيادات الدول الخمس في أبريل (نيسان) عند استئناف فعاليات جلسة الاجتماع في شرم الشيخ.

تحسين أوضاع الفلسطينيين

ولفت البيان إلى اتفاق الأطراف على إرساء آلية لاتخاذ الخطوات اللازمة لتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني طبقاً لاتفاقات سابقة بما يسهم بشكل كبير في تعزيز الوضع المالي للسلطة الوطنية الفلسطينية، على أن ترفع هذه الآلية تقارير لقيادات الدول الخمس في أبريل عند استئناف فعاليات جلسة الاجتماع في شرم الشيخ.

وأكدت الأطراف مجدداً التزام عدم مساس الوضعية التاريخية القائمة للأماكن المقدسة في القدس، فعلاً وقولاً، كما شددت في هذا الصدد على الدور الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية.

وأشارت إلى ضرورة أن يتعاون الإسرائيليون والفلسطينيون بشكل فاعل من أجل الحيلولة دون حدوث أي تحركات يكون من شأنها النيل من قدسية تلك الأماكن، بما في ذلك خلال شهر رمضان الذي يتواكب خلال العام الحالي مع عيدي الفصح لدى المسيحيين واليهود.

استمرار عقد الاجتماعات

وشددت على أهمية استمرار عقد الاجتماعات في إطار هذه الصيغة، فضلاً عن تطلعها إلى التعاون بهدف وضع أساس لإجراء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين للتوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم، مع تعزيز التعاون والتعايش بين كل شعوب الشرق الأوسط، على أن تلتقي الأطراف مرة أخرى في مصر.

وأعرب المشاركون عن تقديرهم لمصر لتنظيم واستضافة هذا الاجتماع، فضلاً عن مساعيها لضمان تحقيقه نتائج إيجابية، وكذلك دورها الرئيس الذي يهدف إلى التوصل لتسوية سلمية للقضية الفلسطينية والحفاظ على التهدئة والاستقرار في المنطقة، كما وجهوا الشكر إلى الأردن وأميركا على دورهما الحاسم والرئيس في التوصل لتفاهمات تهدف إلى منع التصعيد وتعزيز آفاق السلام.

ويأتي ذلك بعد اجتماع عقد في 26 فبراير في العقبة بالأردن بوساطة أميركية، وكان الأول من نوعه منذ أعوام، لكنه أخفق في وقف العنف، على رغم تعهدات إسرائيلية وفلسطينية.

وخلال العام الماضي، اعتقلت القوات الإسرائيلية آلاف الأشخاص في الضفة الغربية، وقتلت أكثر من 200 فلسطيني بين مسلحين ومدنيين. وخلال الفترة نفسها قتل أكثر من 40 إسرائيلياً وثلاثة أوكرانيين في هجمات فلسطينية، وشهدت الضفة الغربية تصاعداً في المواجهات خلال الأشهر الماضية، في ظل مداهمات شبه يومية ينفذها الجيش الإسرائيلي وتصاعد أعمال العنف من قبل المستوطنين بالتزامن مع سلسلة هجمات ينفذها فلسطينيون.

واندلعت اشتباكات خلال الأعوام الماضية بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين، لا سيما حول المسجد الأقصى في القدس خلال شهر رمضان الذي يتزامن هذا العام مع عيد الفصح عند اليهود وعيد القيامة عند المسيحيين.

ضغط مصري - أردني

وقال مصدر أمني مصري تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مصر والأردن كانا يضغطان قبل الاجتماع لانتزاع تعهدات من بينها التزام إسرائيل ضبط النفس في محيط المسجد الأقصى والإفراج عن سجناء فلسطينيين مقابل خفض الهجمات الفلسطينية.

ونددت حركة "حماس" بمشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع، وقالت إن الحوار مع المسؤولين الإسرائيليين "يعني منحهم الفرصة والغطاء لارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا".

وذكر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ أن مشاركة الوفد الفلسطيني في اجتماع شرم الشيخ تهدف "إلى الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد أبناء شعبنا".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأحجم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التعليق على اجتماع شرم الشيخ.

وطغت الأحداث سريعاً على محادثات العقبة، الشهر الماضي، وذلك بعدما اجتاح مستوطنون يهود قرية حوارة الفلسطينية، وأضرموا النيران في منازل فلسطينيين بعد هجوم مسلح شنه فلسطينيون. وأشادت الولايات المتحدة بمحادثات العقبة، ووصفتها بأنها "تجمع تاريخي".

أزمة المستوطنات

يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقلة على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة واتخاذ القدس الشرقية عاصمة لها، بينما سيطرت إسرائيل على هذه المناطق في حرب عام 1967.

وتجمدت محادثات السلام منذ 2014، ويقول فلسطينيون إن إسرائيل قوضت آمالهم في إقامة دولة قابلة للاستمرار بتوسعها في بناء المستوطنات اليهودية على الأراضي الفلسطينية.

وتعهدت تل أبيب في العقبة وقف النقاشات حول إقامة وحدات استيطانية جديدة بالضفة الغربية لمدة أربعة أشهر ووقف التصريح للنقاط الاستيطانية لمدة ستة أشهر.

لكن سرعان ما قلل نتنياهو من شأن أي التزام، وقال إنه لن يكون هناك تجميد، وذلك في رضوخ واضح للمتشددين بحكومته الائتلافية.

وأصدرت حكومة نتنياهو، الشهر الماضي، تصاريح لتسع نقاط استيطانية أقامها مستوطنون يهود في الضفة الغربية، وأعلنت بناءً جماعياً لوحدات جديدة في مستوطنات قائمة، في تحرك أثار استياءً شديداً من جانب الولايات المتحدة.

وطالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن خلال زيارة لإسرائيل في وقت سابق من هذا الشهر، القادة، باتخاذ خطوات لتقليل التوترات في الضفة الغربية، وقال إن واشنطن تعارض بشدة أي أعمال من شأنها إذكاء التوترات، بما في ذلك توسيع المستوطنات والخطاب التحريضي.

وعبر عن انزعاج واشنطن بشكل خاص إزاء عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين.

إطلاق نار

من ناحية أخرى، فتح مسلح فلسطيني النار، أمس الأحد، على سيارة تقل زوجين إسرائيليين في بلدة حوارة بالضفة الغربية، مما أدى إلى إصابة الرجل بجروح في حادثة تعد تكراراً لهجوم وقع الشهر الماضي في البلدة نفسها وتسبب في موجة عنف نفذها مستوطنون إسرائيليون.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الإسرائيلي الجريح، الذي يحمل أيضاً الجنسية الأمريكية، والجنود الذين كانوا في مكان الحادثة ردوا بإطلاق النار وأصابوا المسلح الذي لاحقته القوات وتمكنت من الإمساك به.

والشهر الماضي قتل مسلح فلسطيني إسرائيليين كانا يقودان سيارتهما في حوارة، مما أشعل غضب المستوطنين اليهود الذين قتلوا فلسطينياً وأضرموا النار في عشرات المنازل والسيارات.

تحطيم مركبة تقل سائحين ألمانيين

وأكد مسؤول أمني فلسطيني في مدينة نابلس بالضفة الغربية أنه "لا عداء" فلسطينياً لألمانيا، وذلك غداة مهاجمة شبان فلسطينيين، السبت، مركبة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية تبين أن راكبيها سائحان ألمانيان.

وقال المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلال دويكات إن "شباناً اشتبهوا في سيارة تحمل لوحة ترخيص إسرائيلية، وألصق علم إسرائيل على خلفيتها".

وأضاف دويكات أن الشبان "قاموا بمهاجمة المركبة بالحجارة ظناً منهم أنها تعود لمستعربين إسرائيليين". وأثارت الحادثة استياء السفير الألماني لدى إسرائيل شتيفن زايبرت، ووصف ما حدث بالعمل "الجبان والمثير للاشمئزاز".

وقال عبر حسابه على "تويتر" إن "الغوغاء الذين يهاجمون السياح لأنهم لا يحبون لوحة ترخيصهم أمر مثير للاشمئزاز وجبان".

وشكر زايبرت شخصاً فلسطينياً يحمل الجنسية الإسرائيلية لمساعدته السائحين الألمانيين على الخروج من المدينة. وأوضح دويكات "بالتأكيد ليس هناك أي عداء لا لألمانيا ولا لأي دولة يزور رعاياها مدننا".

وبحسب دويكات "هناك قلق وخوف لدى الشبان في مدينتي جنين ونابلس، تحديداً من أي مركبة غريبة تدخل أياً من المدينتين"، معللاً ذلك بأن الجيش الإسرائيلي يستخدم سيارات مدنية لاقتحام المدن وتنفيذ عمليات قتل بحق فلسطينيين، كما حدث في مدينة جنين أخيراً".

وقتل أربعة فلسطينيين، الخميس الماضي، برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة جنين، وقال فلسطينيون إن الجيش استخدم خلال العملية مركبة مدنية للدخول إلى وسط المدينة.

ويلجأ الجيش الإسرائيلي، خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضد مطلوبين فلسطينيين إلى وحدات خاصة تعرف وسط الفلسطينيين بـ"وحدات المستعربين"، يستعمل أفرادها مركبات مدنية تحمل لوحات ترخيص إسرائيلية أو فلسطينية، كما يرتدون ملابس أقرب لزي الشباب الفلسطيني ويتكلمون العربية.

وتنتشر في الأراضي الفلسطينية سيارات مسروقة كثيرة تحمل لوحات ترخيص إسرائيلية. وتسيطر إسرائيل على الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية منذ عام 1967.

المزيد من الشرق الأوسط