Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

امرأة تصاب بنوعي سرطان رغم طمأنة الأطباء لها

إيما كولمان البالغة من العمر 34 سنة تحض النساء، بعد تشخيص مزدوج صادم بسرطان الرحم والمبيض، على "اتباع حدسهن" عندما يتعلق الأمر بالتغيرات في الدورة الشهرية

في مطلع عام 2020، بدأت الدورة الشهرية تتغير لدى جيما، ولم تكن تعرف كثيراً عن أن تلك كانت أولى مؤشرات التنبيه إلى احتمال إصابتها بسرطاني الرحم والمبيض (غيتي)

ملخص

تلقت امرأة في #إنجلترا تشخيصاً بأنها مصابة بـ #سرطان_الرحم والمبيض وذلك خلال فترة ثلاثة أشهر بين التشخيصين، برغم طمأنتها من قبل الأطباء في وقت سابق أنها "صغيرة في السن" كي تصاب بـ #السرطان

تلقت امرأة في إنجلترا، ذهبت لاستشارة طبيبها العام في شأن حدوث تغيرات في دورتها الشهرية وشعورها بآلام في الظهر، تشخيصاً بأنها مصابة بسرطان الرحم والمبيض، وذلك في فترة ثلاثة أشهر بين التشخيصين، مما جعلها "في حال "صدمة كاملة"، خصوصاً أن أطباء كانوا طمأنوها في وقت سابق أنها "صغيرة في السن" كي تصاب بالسرطان.

جيما كولمان، البالغة من العمر 34 سنة وتعيش في بلدة بولتون بالقرب من مانشيستر منذ نحو عامين مع زوجها جاك البالغ من العمر 36 سنة، شعرت بعد تشخيصها المزدوج بالسرطان بأنها "محطمة نفسياً". وتحض النساء، خلال شهر التوعية بسرطان المبيض، على "الوثوق بحدسهن واتباعه" عندما يتعلق الأمر بتغيرات في الدورة الشهرية، وعلى "عدم الخوف من تحدي أطبائهن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

جيما التي تعمل اختصاصية تنفيذية لتلقي الشكاوى في المؤسسة التعاونية "كو أوب"  Co-op، كانت دوراتها الشهرية منتظمة "كالساعة"، كما تقول، حتى مطلع عام 2020، عندما بدأت فجأة تصبح أقصر من المعتاد، ولم تكن تعرف سوى القليل عن أن هذه التغيرات كانت مؤشر تحذير إلى إصابتها بسرطاني الرحم والمبيض.

استغرق الأمر عامين لتشخيص إصابة جيما بسرطان المبيض بعدما اكتشفت اختصاصية أشعة وجود كيس على مبيضها عند محاولتها استخراج بويضاتها. وتعتقد بأنه لو تم الاستماع إليها وإجراء اختبار CA-125 لها (الذي يقيس كمية البروتينCA 125  المضاد للسرطان في الدم)، لكان تم تشخيصها "في غضون ساعات قليلة".

أما لجهة العواقب المترتبة على ذلك، فإضافة إلى العلاج الكيماوي، تعاني جيما أيضاً انقطاعاً في الطمث لديها نتيجة الجراحة، بحيث أصبحت غير قادرة على الإنجاب، وهو أمر "تحاول أن تعتاد عليه" هي وزوجها.

وتقول في وصف شعورها: "تأثرت للغاية بتلك الأخبار، لكن ما حصل معي يظهر أهمية التوجه إلى الطبيب عندما يكون هناك عدم انتظام في الدورة الشهرية". وتضيف: "أنا شديدة الامتنان لكوني ما زلت على قيد الحياة".

وفي عودة لما حصل معها، ففي مطلع عام 2020، بدأت الدورة الشهرية تتغير لدى جيما، ولم تكن تعرف كثيراً عن أن تلك كانت أولى مؤشرات التنبيه إلى احتمال إصابتها بسرطاني الرحم والمبيض.

وتقول: "كانت دورتي الشهرية منتظمة تماماً، بحيث كان موعد الطمث هو نفسه طوال حياتي [منذ بدء الدورة الشهرية]. لكنني لاحظت أن الدورات باتت تصبح أقصر فأقصر، إلى درجة أنها تلاشت كلياً وانقطعت".

إضافة إلى ذلك، كانت جيما تعاني ألماً في جنبها، لكنها لم تعره كثيراً من الاهتمام. وتقول: "كان ينتابني ألم مزعج في جنبي الأيسر. لكن حدث ذلك خلال فترة إغلاق ’كوفيد‘، وكنت حينها أعمل من المنزل. اعتقدت حينها بأن السبب يعود لجلوسي طيلة اليوم في وضعية سيئة على الأريكة خلال استخدامي الكمبيوتر المحمول".

"شعرت بأن الاستشاريين الطبيين لم يصغوا إلي حقاً. فعلى سبيل المثال، لو أجري لي فحص الدم على الفور، لكنت علمت بسرطان المبيض في غضون ساعات قليلة فقط"

وتضيف: "لم أعطِ الأمر كثيراً من الاهتمام في الواقع، ولم يكن هناك ما ينبهني إلى وجود مثل هذا السرطان في جسمي، لكنني كنت قلقة للغاية في شأن الدورة الشهرية".

عند هذا الحد قررت جيما الاتصال بطبيبها العام على الفور، بسبب فترات الحيض، وتمت إحالتها بشكل عاجل لإجراء فحص بالأشعة في سبتمبر (أيلول) من عام 2020، حين اكتشف أن لديها تليفاً في رحمها يبلغ طوله ثلاثة ملليمترات.

وتتابع: "لكن دورتي الشهرية انقطعت إلى غير رجعة، وكنت لا أزال قلقة من أن يكون سرطاناً".

في شهر مارس (آذار) من عام 2021، أجري لها تنظير للرحم في محاولة لإزالته، لكن هذا الإجراء فشل. ثم خضعت لتنظير آخر في شهر يونيو (حزيران) من عام 2022، حين تم استئصاله.

في تلك المرحلة، أبلغ الأطباء جيما بأنهم لا يعتقدون بأنه سرطان. وتتذكر: "قالوا لي إنني كنت يافعة للغاية في السن كي أصاب بالسرطان، ولم يشكل ذلك مصدر قلق لهم".

وتتابع: "لكن دورتي الشهرية لم تعد أبداً، وكنت لا أزال قلقة من أن يكون سرطاناً".

بدأت جيما تشعر بالإحباط، وتابعت التواصل مع أطبائها عبر رسائل البريد الإلكتروني، لمعرفة ما إذا كانت هناك أي مؤشرات إلى إصابتها بالسرطان.

بعد نحو عامين من الفحوصات والمسح بالأشعة، شخصت إصابتها بسرطان الرحم، وكان ذلك في نهاية شهر يونيو من عام 2022. وتقول في وصف شعورها: " كنت شديدة الإحباط ومحطمة للغاية، وكذلك زوجي".

قررت جيما تجميد بويضاتها لأنها كانت لا تزال تريد أن تنجب أطفالاً، لكن عند محاولة استخراج بويضاتها بعد أسبوعين من تشخيصها، لاحظت اختصاصية الأشعة أن هناك شيئاً ما غير صحيح في مبيضيها.

وتقول جيما: "أبلغتني اختصاصية الأشعة بأنه لا يمكنني إخراج البويضات من هذا المبيض، لأنها تعتقد بأن السرطان انتشر إلى أبعد من رحمي. وكان هناك كيس بدا مثيراً للريبة لأنه كان ينزف".

عام 2020، أصبحت دورات الطمث الشهرية لدى جيما أقصر فأقصر بحلول كل شهر، لذا قررت استشارة طبيبها العام.

على أثر اختبار الدم  CA-125 في سبتمبر من عام 2022 - أي بعد ثلاثة أشهر فقط من تشخيص إصابتها بسرطان الرحم - تم التأكد أن جيما مصابة بسرطان المبيض وسرطان الرحم.

وتقول: "أحسست بالإحباط من جديد، وصدمت للغاية. كان زوجي جاك في عمله في ذلك الوقت، وكي أكون صادقة، انعكس الخبر سلباً عليه، لأنني كنت تلقيت تطمينات من المستشفى مرات عدة، بعدم وجود أي مشكلة لدي". 

وتتابع: "خرجت من المستشفى، واتصلت على الفور بجاك، واضطر إلى ركن حافلته إلى جانب الطريق أثناء عمله، لأن المفاجأة شكلت صدمة كبيرة له، والسبب أن أياً منا لم يكن مستعداً لذلك. إلا أن عائلتي وجاك كانا داعمَين لي للغاية".

وإضافة إلى تلك الأخبار المدمرة، سيطر الإحباط على جيما لأنها شعرت بأن تشخيص إصابتها بسرطان المبيض كان ممكناً أن يحصل في وقت أبكر.

وتقول في هذا الإطار: "شعرت بأن الاستشاريين الطبيين لم يصغوا إلي حقاً. فعلى سبيل المثال، لو أجري لي فحص الدم على الفور، لكنت علمت بسرطان المبيض في غضون ساعات قليلة فقط".

وتضيف: "أحاول ألا أستسلم للغضب، وأن أحافظ على روح إيجابية. لكنني أحسست بأنهم كانوا يتعاملون معي على خلفية أنني امرأة شديدة الهلع وهستيرية، وأنني أسهمت في توقف دورتي الشهرية نتيجة القلق والتوتر، في حين أن السبب في ذلك كان في الواقع سرطان المبيض".

منذ أن تم تشخيص جيما، خضعت لجراحتين رئيستين لإزالة رحمها وقناتي فالوب وعنق الرحم والمبيض، وهي تتلقى في الوقت الراهن علاجاً كيماوياً.

وتقول عن هذه المرحلة: "تلقيت العلاج منذ ذلك الحين في مانشيستر في مستشفى ’كريستي أن إتش أس فاونديشن تراست‘  Christie NHS Foundation Trust (مركز متخصص بعلاج السرطان)، حيث كان الطاقم الطبي رائعاً".

وتضيف: "بدأت تلقي العلاج الكيماوي في يناير (كانون الثاني) من هذه السنة، وكنت أعاني ظهور كدمات جلدية شديدة وصداعاً رهيباً، لكنني كنت أدرك أن العلاج الكيماوي لن يكون أشبه بنزهة. لا يمكنني القول إنه كان سهلاً أبداً".

الجراحة تسببت أيضاً بانقطاع الطمث لدى جيما، وتوضح ذلك بالقول: "لم يعد بإمكاني الإنجاب - جاك وأنا ما زلنا نحاول التكيف مع فكرة أنه لن يكون في إمكاننا الإنجاب. إن التحدي الحقيقي الآخر لانقطاع الطمث هو الضبابية الكاملة التي تطغى على الدماغ، بحيث يصبح من الصعب للغاية التركيز على أي شيء".

وتضيف: "أود أن أقول إن أسوأ ما في الأمر هو الهبات الساخنة التي تنتابني والتي تزداد حدة إلى درجة كبيرة، كما لو أن شخصاً ما قام للتو بتشغيل جهاز تدفئة في داخلك، إضافة إلى الشعور بالقلق، والتسارع في نبضات القلب".

وتشير إلى أنه "في بعض الأحيان يكون من الصعب التمييز بين الأعراض التي يسببها انقطاع الطمث وتلك الناجمة عن العلاج الكيماوي".

ولمناسبة حلول "شهر التوعية بسرطان المبيض"  Ovarian Cancer Awareness Month، تشجع إيما، كما مؤسسة "تارغيت أوفاريان كانسر"  Target Ovarian Cancer الخيرية، جميع النساء على الاطلاع أكثر على العلامات التحذيرية من سرطان المبيض.

وترى جيما أن "من المهم جداً أن تحاول النساء تثقيف أنفسهن في ما يتعلق بالعلامات التحذيرية - فقد كنت محظوظة للغاية بأنني توجهت على الفور لاستشارة الطبيب".

وتختم بالإشارة إلى أن أي امرأة تشعر بتغيرات في دورتها الشهرية يتعين عليها "الإصغاء إلى حدسها، وعدم الخشية من تحدي الأطباء ومواجهتهم".

المزيد من صحة