Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جواهر السينما السعودية تخاطب الجمهور الفرنسي

تشهد صناعة الأفلام في الرياض حراكاً قادها أخيراً إلى عروض في باريس وجاراتها

مشهد من فيلم "سيدة البحر" الذي كان أول فيلم سعودي يشارك في "كان" (الفيلم)

ملخص

مجموعة من #العروض_السينمائية إضافة إلى #جلسات_نقاش حول آفاق صناعة الأفلام مع مخرجين ونقاد سعوديين وفرنسيين تضمنتها #ليالي_الفيلم_السعودي في فرنسا

تمضي صناعة الأفلام في السعودية بسرعة ملحوظة، في ظل حزمة التغيرات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، والتي منحت ألوان الفنون نصيباً منها، وعلى إثرها أسست هيئة أفلام على رغم حداثة سنها، إلا أنها تحاول تسجيل حضورها في منصات دولية وعربية عدة.

في هذا السياق أقامت الهيئة أخيراً "ليالي الفيلم السعودي" في فرنسا، لعرض مجموعة من الأفلام السعودية التي تراهن عليها، إضافة إلى عقد جلسات نقاش حول آفاق صناعة الأفلام في البلاد مع مخرجين ونقاد وخبراء سعوديين وفرنسيين.

وانطلقت الفعالية من باريس منذ منتصف مارس (آذار) قبل أن تطوف عديداً من المدن الفرنسية مثل تولوز ومونبلييه، قبل أن تنتقل إلى ليون لإحياء عروضها في معهد صناعة الأفلام للأخوين لوميير، وذلك ضمن مهرجان سينما الجنوب في دورته الـ 23 الشهر المقبل، الذي يعد ملتقى عالمياً للسينما التراثية، وسيشهد حفل الافتتاح عرض فيلمين سعوديين، بحضور نجوم وخبراء عالميين.

وتهدف هيئة الأفلام من خلال "ليالي الفيلم السعودي" إلى إيصال مجموعة من الأفلام السينمائية السعودية لمحافل دولية، عبر المناسبات السينمائية العالمية المرموقة، وذلك بهدف تسليط الضوء على صناعة الأفلام في المملكة، ودعم صناع الأفلام السعوديين، وتمكينهم من الوصول بأفلامهم إلى شرائح دولية مختلفة، وربطهم بشبكة علاقات نوعية مع نظرائهم في العالم لتبادل الخبرات والمعرفة.

وتعرض الثقافة السعودية ستة أفلام مختارة في جولتها التعريفية، هي "أرجيحة، والدنيا حفلة، وسيدة البحر، وكبريت، وعثمان، وستارتنغ بوينت"، جميعها لمخرجين سعوديين، إلا أن أشهرها فيلم "سيدة البحر" الذي كان أول فيلم سعودي يشارك في مهرجان كان السينمائي.

وأكد الكاتب عبدالوهاب العريض لـ "اندبندنت عربية" أن الأسابيع الثقافية والفعاليات السينمائية التي تطلق من خلال هيئة الأفلام سواء كانت داخل أو خارج السعودية تسهم بشكل حقيقي في انتشار الفيلم السعودي، إذ يرى أن العمل على انتشار الأفلام خارج الدولة مكلف جداً ولا يمكن لأي مؤسسة غير مدعومة تنظيم مثل تلك الفعاليات، وهذا ما يغير الصورة النمطية التي رسمها الغرب والآخر عن السعودية.

أصبحت جاهزة

وأضاف "السينما هي محرك تغير وباعث على تثبيت القوة الناعمة التي تسهم في صناعة هذ التغير، لذا نجد من الضرورة أن تتوسع رقعة مثل هذه الأسابيع في عديد من الدول الأوربية كي يستطيع صناع الأفلام السعوديون الالتقاء بنظرائهم من تلك الدول والتحاور معهم وكسب المهارات المشتركة من خلال هذه اللقاءات التي تنظم على هامش الفعاليات السينمائية العالمية".

 

ويرى العريض أن السينما السعودية اليوم جاهزة لأن تأخذ حصتها في المهرجانات الدولية والمشاركات العالمية، قائلاً "كثيراً ما نتساءل هل نحن جاهزون للانطلاق والعمل وتقديم صناعة سينمائية حقيقية في الداخل وكذلك الخارج؟!  لذا أجدني أتفق مع من يقول بأن السينما السعودية اليوم أصبحت جاهزة لأن تأخذ حصتها في المهرجانات الدولية والمشاركات العالمية، وبعيداً من ذكر اسم بعض الأفلام إلا أنها استطاعت الصمود في وجه شباك التذاكر بجانب الأفلام التي صنعت في بعض دول العالم".

وأكد أنه من حق صناع الأفلام السعودية تصدير هذه الصناعة الى الخارج وتقديم تجارب مميزة منها في صالات السينما العالمية، وهذا لن يأتي إلا من خلال الدعم الذي تقدمه هيئة الأفلام السعودية لهؤلاء الصناع وقيادتهم نحو التغير من خلال المشاركة والمحاورة التي تتم في الخارج.

الطريق لا يزال طويلاً

وعن وضع الأفلام السعودية يرى المنتج والمخرج مهند قمقمجي خلال حديثه لـ "اندبندنت عربية" أنها مازالت في أول الطريق من كل المراحل وتحتاج وقتاً لوصول العالمية، موضحاً أن صناع الأفلام يركزون على الجزء التجاري أكثر من الجزء المهرجاني بسبب ارتفاع مصادر التمويل والإيراد في القطاع التجاري، إضافة إلى ارتفاع المشاهدة والشهرة.

وقال "نجد معظم الأفلام المشاركة في المهرجانات والفعاليات أضعف من الأفلام المنتجة تجارياً، لذا من وجهة نظري يجب أن ترتفع القيمة التسويقية لهذا القطاع والمزايا المقدمة لها ليستثمر صناع الأفلام جهدهم في عمل أفلام ذات قيمة أكبر لهذه المناسبات".

وعن تنظيمَ فعالية  "ليالي الفيلم السعودي" في جمهورية فرنسا أفاد القمقجي بأن الهدف من هذا النوع من المشاركات هو تخليد تواجد السعودية دولياً في مجال صناعة الأفلام، بالتالي في هذه المرحلة أهمية المشاركة تفوق أهمية الأفلام المقدمة، مضيفاً "كلما كانت الأفلام المشاركة ذات قيمة أكبر رفعنا سقف أهمية تواجدنا، وفي رأيي هذه هي المرحلة المقبلة، وبعدها سيصبح تواجد الأفلام السعودية في المناسبات السينمائية العالمية أمر مطالب به ويزيد الفرص والاستثمارات في القطاع، وهذا يلبي رؤية السعودية 2030 في القطاع السينمائي".

واتخذت السعودية "مهرجان البحر الأحمر السينمائي" منصتها الأبرز لتطوير صناعتها المحلية وحفزها للتنافس مع الإقليمية والدولية بالاحتكاك مع الرواد في المناسبة السنوية التي خصصت لها جوائز وبرامج دعم سخية، مدفوعة بإيمان المهرجان بأن البلاد "مليئة بالمواهب غير المستغلة، ومن أولويات المهرجان تمكين المواهب المحلية من تحقيق طموحاتهم من خلال برنامج سينما الحارة، ونقل العروض من الصالات إلى شوارع جدة في محاولة تثقيف وتمكين وإثارة شغف الشباب من خلال منحهم الأدوات اللازمة للنجاح وتعزيز مواهبهم".

ويهدف إلى أن يكون رائداً محلياً وعالمياً، ليس فقط لأنشطة ومسابقات المهرجان، ولكن أيضاً للتأثير الذي يرى أنه سيتركه في الأجيال المقبلة من خلال البرنامج، وسوى المهرجان، تدعم السعودية برامج مساندة تدعم تصوير الأفلام على مناطق جذب تراها تناسب شغف الصناع مثل العلا، شمال غربي البلاد.

 

المزيد من سينما