Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رحلة ميشيل يوه من ملكة جمال وممثلة أكشن بديلة إلى الأوسكار

فازت نجمة أفلام المغامرة والحركة بجائزة أفضل ممثلة متوجة مسيرة استثنائية

رسمت ميشيل يوه إشارة فيلم "كل شيء في كل مكان ودفعة واحدة" أثناء تسلمها جائزة الأكاديمية الأميركية عن أفضل أداء لممثلة في دور رئيس (أ.ب)

ملخص

فازت #ميشيل_يوه بالأوسكار بعد مسيرة استهلتها بتتويجها #ملكة_جمال_ماليزيا قبل أن تنتقل إلى #أفلام_الأكشن كممثلة ثانوية، لكنها ثابرت ووصلت إلى جائزة التمثال الذهبي الشهيرة

في مايو (أيار) 2022 أسرّت لي الممثلة ميشيل يوه "انتظرت طويلاً حتى وصلت إلى هنا". آنذاك، تحدثت عميدة السينما الآسيوية المبجلة وأسطورة أعمال المجازفة عن الاعتراف بشكل عام، الذي حصلت على قدر كبير منه أخيراً، بعد عقود من العمل في هذه الصناعة، بفضل أدائها الرائد في فيلم "كل شيء في كل مكان دفعة واحدة" Everything Everywhere All At Once. هناك احتمال كبير بأن جائزة الأوسكار لم تكن تشغل بالها كثيراً حينها. بدا الفيلم ويوه رائعين، لكن ساد اعتقاد أن الإصدار المبكر للعمل يعني أنه سيصبح منسياً مع حلول موسم الجوائز.

وها نحن الآن بعد حفل توزيع جوائز موسم عام 2023، حيث تمكن الفيلم الدرامي الكوميدي الغريب من اكتساح الأمسية. بفضل "كل شيء..." حصلت يوه على التكريم إلى جانب بعض الجوائز اللامعة أيضاً خلال الأشهر القليلة الماضية. وكذلك أكسبها أداؤها في ذلك الفيلم جائزة "غولدن غلوب" و"جائزة نقابة ممثلي الشاشة"، وجعلها أول آسيوية تكرم بأوسكار أفضل ممثلة في دور رئيس. على كل حال، تبتعد مسيرة يوه كلياً عن كونها رحلة سلسلة. وتستحق قصتها أن تصور فيلماً، بحبكتها البطلة المستضعفة، والتحول الذي مرت به على غرار ما حدث لبطلة سلسلة أفلام "روكي" Rocky، والدور الصغير، لكنه مهم، الذي نهض به المخرج كوينتين تارانتينو [ابتدأت سلسلة أشرطة "روكي" بفيلم عن فتى مغمور يصبح ملاكماً عالمياً يصبو إلى لقب البطولة الأول. وأدى دور البطولة فيها منذ سبعينيات القرن العشرين الممثل سيلفستر ستالون].

كذلك تجعلنا معرفة أن يوه عملت راقصة باليه ذات يوم، نفهم شيئاً أساسياً عنها، أو على الأقل نبدأ في فهم من أين يأتي رونقها الأثيري، إضافة عن قامتها الممشوقة المثالية التي تحافظ عليها بطريقة ما حينما تطير في الهواء أو تسدد لكمة تصيب الهدف بدقة. لقد ولدت يوه لعائلة من الطبقة الأرستقراطية في "إيبوه" بماليزيا، وانتقلت إلى لندن حينما بلغت الـ15 بهدف دراسة الباليه في "الأكاديمية الملكية للرقص"، حيث انطفأت أحلامها تلك بسبب إصابة في ظهرها (الأولى من بين إصابات عدة). وعادت لوطنها، حيث أدخلتها والدتها في مسابقة ماليزيا لملكة جمال العالم كي تمثل في بلدها ماليزيا في عام 1983. وقد فازت [باللقب المحلي، أي إنها صارت ملكة جمال ماليزيا] فيها. وسرعان ما وجدت يوه نفسها في موقع تصوير أمام جاكي شان، لا تصور فيلماً، بل تشارك في إعلان تجاري للساعات. في تلك المرحلة، كانت "مجرد وجه جميل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستطردت يوه مشيرة إلى أن الرجال سيطروا إلى حد كبير على مشهد أفلام الأكشن في هونغ كونغ خلال ثمانينيات القرن العشرين، لكنها تمكنت من التسلل إلى هذا العالم كأنها حصان طروادة [حصان خشبي ضخم وضع خارج أسوار طروادة كإشارة إلى نهاية الحرب ضدها. وأدخل إلى المدينة، لكنه كان مخبأ لمحاربي الإغريق الذين خرجوا منه ليلاً وهزموا طروادة].

وافقت يوه على لعب دور البطولة في فيلم "البومة ضد بامبو" The Owl vs Bumbo في عام 1984، حين ظهرت في دور أفضل القول فيه إنه دور الفتاة المنكوبة. لقد جاء مفتقداً الأشياء الصحيحة فنياً بأكثر من كونه جذاباً. حينما رأت يوه الممثلين الذكور الذين يشاركونها البطولة ينفذون مشاهد الشجار والقتال، أرادت المحاولة بنفسها. مرت خلال الأسابيع القليلة التالية بما يشبه التحول الذي طرأ على البطل الأسطوري "روكي بالبوا" [في سلسلة أفلام روكي]، أو تلك العبارة الشهيرة من فيلم الرسوم المتحركة "مولان" Mulan من إنتاج شركة "ديزني" التي تقول "سأصنع رجلاً منك". وتتذكر ذلك، "لقد قصرت شعري وتدربت بجد". آتت تلك الجهود أكلها. وفي غضون سنة، أدت يوه بطولة فيلم الكونغ فو الخاص بها "حاضر، يا سيدتي!" Yes, Madam! وحتى بمنظور اليوم، تبدو مشاهد المجازفة التي أدتها في ذلك الفيلم مذهلة. في عام 1988، حينما بلغت الـ25 من عمرها، تزوجت يوه من ديكسون بون، رئيس شركة إنتاج فني، واعتزلت على أمل أن تكون أسرة. على كل حال، لم تتمكن من إنجاب أطفال. وانفصل الزوجان في عام 1991. وعادت يوه إلى العمل.

في السنوات القليلة التالية، أثبتت يوه نفسها كممثلة تستحق الاحترام والتقدير. من أجل فيلم "الشرطي الخارق" Supercop في 1992، انضمت مرة أخرى إلى جاكي شان، لكنها هذه المرة كانت خبيرة في فنون القتال وليست مجرد عارضة حسناء. وعلى ما يبدو، احتاج النجم الذي يشاركها البطولة إلى بعض الوقت كي يتكيف مع هذه الديناميكية الجديدة. بعد سنوات، ذكرت يوه في لقاء مع الإعلامي ديفيد ليترمان إن شان، على رغم كونه "صديقاً جيداً جداً" بالنسبة لها، فإنه يؤمن "بوجوب بقاء النساء في المنزل وقيامهن بالطبخ". في العام الماضي، كشفت عن أن شان لم يعد يتبنى آراء من ذلك النوع، ليس بعد أن "تغلبت عليه في القتال"، وفق كلماتها.

في عام 1995، تعرضت يوه لإصابتها الثانية، إذ ألقت يوه بنفسها من شاحنة متحركة على جسر بارتفاع نحو 5.5 متراً أثناء تصوير فيلم "البديلة المجازفة" The Stunt Woman وكسرت إحدى فقرات ظهرها وعدة أضلاع في صدرها بسبب الاصطدام. اعتقدت أن حياتها المهنية قد انتهت، حينما قيدت حركتها مقيدة ووضعت جبيرة جص حول الرقبة والظهر، ثم سارع المخرج الهوليوودي كوينتين تارانتينو في الحضور إلى سريرها واستجداها بأن تؤدي أعمال المجازفة في وقت لاحق. وينقل الموقع الشبكي "كانتري أند تاون هاوس"، تصريحاً لها عن ذلك الأمر، "لقد أرهقني بإلحاحه". كان تارانتينو من أشد المعجبين بها. وقبل ذلك، اعتاد تارانتينو أن يشير إلى أن شريط "الشرطي الخارق" الذي يشار إليه بانتظام كأحد أهم أفلام الأكشن على الإطلاق، شكل مصدر إلهام لفيلمه "قتل بيل" Kill Bill. إذا كان معجباً بها لهذه الدرجة، قد تتساءلون لماذا لم يسند إليها دوراً في فيلم الانتقام الشهير. أثارت يوه هذا السؤال أيضاً، وتروي أنه أخبرها، "من سيصدق أن أوما ثورمان [الممثلة الأولى في ذلك الفيلم] تستطيع هزيمتك؟".

مع ذلك، لم يزد الأمر عن كونه مجرد مسألة وقت قبل أن تطرق هوليوود بابها. اقتحمت عالم أفلام الـ"ويسترن" على دراجة نارية خلف بيرس بروسنان في فيلم "الغد لا يموت أبداً" Tomorrow Never Dies الصادر عام 1997. وصلت يوه إلى موقع التصوير يرافقها فريقها الخاص من البدلاء المجازفين الآتين من هونغ كونغ. فأذهلت البريطانيين بنهجها الذي لا يعرف أي حدود في تصوير مشاهد الأكشن. وقد صرح المخرج روجر سبوتيسوود إلى صحيفة "تلغراف"، في وقت سابق من هذه السنة، إنه "كان الشباب لدينا يقفزون من المباني على صناديق من الورق المقوى بسمك 3 أمتار، في حين أن ميشيل كانت قادرة على الهبوط بأمان على بساط مطاطي بسمك 2.5 سنتيمتر".

ومع تجسيدها الذي يخطف الأبصار لشخصية واي لين، تحرك المخرج آنغ لي فأسند إلى يوه دور البطولة في فيلمه "نمر رابض، تنين خفي" Crouching Tiger Hidden Dragon سنة 2000، ويعد تحفة في أفلام فنون القتال. في حديث مع "اندبندنت"، صرح لي بأن يوه تحدت كل الافتراضات التي توصم بها شخصية المرأة المرافقة للبطل الرجل التي رسختها أفلام جيمس بوند. ووفق كلماته، "كانت هي وبيرس نجمين سينمائيين متساويين". لقد حقق "نمر رابض..." نجاحاً كبيراً. وأصبح أول فيلم غير ناطق بالإنجليزية يربح أكثر من 100 مليون دولار في الولايات المتحدة. في المقابل، وفق كلمات يوه، لم تترجم أرقام شباك التذاكر إلى تغيير مهم في نسبة حضور الممثلين الآسيويين على الشاشة. في السنوات التالية، شاركت يوه في بطولة أعمال مثل "مذكرات فتاة الغيشا" Memoirs of a Geisha (2005)، وفيلم الخيال العلمي المثير "ضوء الشمس" Sunshine للمخرج داني بويل (2007) والدراما التاريخية "السيدة" The Lady (2011).

واستطراداً، تستمر هوليوود في تعويض يوه عما فاتها، لكن مع مرور الوقت، تنوع المشهد بما يكفي للسماح لها بالحصول على فرصة ثانية غير متوقعة في مسيرتها المهنية. في السنوات الخمس الماضية، شاركت في بطولة عملين من سلسلة أفلام شركة "مارفل" [عن الأبطال الخارقين]، والفيلم الكوميدي الرومانسي الضخم الميزانية "أثرياء آسيويون مجانين" Crazy Rich Asians والفيلم الذي طال انتظاره والمستمد من مسلسل "ذا ويتشر" The Witcher الذي تعرضه شركة "نتفليكس". على كل حال، يتمثل العمل الأكثر إثارة في كل تلك التشكيلة بفيلم "كل شيء في كل مكان دفعة واحدة"، ربما لأننا نشاهد يوه فيه تؤدي دوراً غير نمطي ببراعة شديدة. في كل الأعمال الأخرى، تعتبر يوه تجسيداً للاتزان، إذ تتألق الخلفية التي امتلكتها أثناء تدربها على رقص الباليه، في ركلاتها القتالية المثالية، وكذلك في رباطة جأشها. في المقابل، بدت كامرأة تعاني الفوضوية والعشوائية أثناء أدائها دور إيفلين، المهاجرة الصينية الأميركية التي تكافح من أجل الحفاظ على مغسلة الملابس الخاصة بها، إضافة إلى الإبقاء على علاقاتها مع زوجها ووالدها وابنتها. لا شك في أن مشاهدة براعة يوه الجسدية ما زالت مثيرة (في سن الستين، ما زالت تنفذ معظم مشاهد المجازفة بنفسها)، ولكن مشاهد القتال الخاصة بها تصبح أقل أهمية أمام أدائها الثابت والإنساني. من كان يتوقع أن أكثر أداء غير عادي من يوه سيأتي من أداء شخصية عادية؟

خلال موسم الجوائز الحالي، لم تستح يوه من التعبير عن مساندتها لنفسها بقوة. في وقت سابق من هذا الأسبوع، أثارت الجدال حينما شاركت مقالاً نشرته مجلة "فوغ" كتب فيه أحد الصحافيين أن كيت بلانشيت (التي يمكن القول إنها كانت أقوى منافسة للممثلة يوه في فئة أفضل ممثلة) قد فازت بالفعل بجائزتي أوسكار. واستطرد ليشير إلى أن الجائزة الثالثة ما كانت ستضيف الكثير إلى رصيد بلانشيت، أما بالنسبة إلى يوه "فإن جائزة الأوسكار ستغير حياتها". سرعان ما حذفت يوه المنشور، لكن الجدال ما زال مستمراً.

كخلاصة، لقد كافحت عقوداً طويلة من أجل الحصول على التقدير. إذا تعلمت يوه أي درس من مسيرتها المهنية، فإنه لا أحد سيعطيك أي شيء، حتى لو كنت تستحقه، بل عليك أن تقاتل من أجل نفسك.

© The Independent

المزيد من سينما