Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ما الذي تغير منذ أن رفعت المصرية شعار "يحيا الهلال مع الصليب"؟

حقوق المرأة اليوم واقعة بين شقي رحى... رجعية ثقافية ترتدي زياً دينياً ومزيج من الثقافة الريفية المحافظة المهاجرة إلى المدنية

إمرأة مصرية تعيل عائلتها وتدعم ولدها رغم معاناتها من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (رويترز)

ملخص

تتوالى أعياد #المرأة_المصرية من عام إلى آخر في يوم 16 مارس الذي يوافق خروجها بعكس الأعراف والعادات والتقاليد ضد الاستعمار البريطاني مشاركة في أحداث ثورة عام 1919

في يوم المرأة المصرية، تقف صاحبة العيد في حيرة من أمرها. تنظر حولها، فتجد نفسها وقد أصبحت سفيرة ووزيرة ومحافظة ومأذونة وعميدة (جامعة) ومديرة والقائمة طويلة. تعرف في قرارة نفسها أنها وحدها من دون أخ أو زوج أو أب أو ابن عم أو ابن خال تنفق على 3.3 مليون أسرة مصرية. تعي أنها قادرة على كل ما سبق ويزيد، لكنها تنظر في المرآة فتجد نفسها مقيدة بأحكام مشددة حكم بها عليها المجتمع لأنها لا ترتدي ما يرتضي، أو لأنها تصر على التواجد في فضاء عام يعتقد الرجل أنه حكر عليه، أو لأنها أحياناً تستخدم هذا الشيء القابع في الجزء العلوي من الجمجمة والذي تخشاه القاعدة العريضة وتحذر من استخدامه من دون إذن مسبق من رموز يقول البعض إنها دينية، فيما يُعتقد إنها ثقافية ترتدي عباءة دينية.

عباءات وخمار

عباءات خليجية في العتبة وخمار ماليزي في مدينة نصر وربطة طرح سوري في "ميدان لبنان" في المهندسين ونقاب سعودي بدلاية على "أمازون" وكل ما تشتهيه السيدة المصرية الباحثة عن الملابس الشرعية في قائمة جمعتها إحداهن على صفحتها على "فيسبوك" في مناسبة يوم المرأة المصرية. وحين تجرأت متصفحة على توجيه سؤال ظاهره استفساري وباطنه استنكاري قوامه: ألا توجد ملابس مصرية على اعتبار أن المناسبة هي عيد المرأة المصرية وليس أي من الجنسيات السابقة؟ تواترت الردود المتهمة إياها بتشجيع العري والانحياز للفجور والتلميح بأن الملابس "الشرعية" ليست مصرية وما زالت الاتهامات تتوالى.

تتوالى كذلك "أعياد" المرأة المصرية من عام إلى آخر في مثل ذلك اليوم من كل عام، وهو يوم 16 مارس (آذار) الذي يوافق خروج المرأة المصرية ضد الأعراف والعادات والتقاليد المحافظة ضد الاستعمار البريطاني مشاركةً في أحداث ثورة عام 1919. رفعت المرأة المصرية راية وشعار "يحيا الهلال مع الصليب"، وسقطت شهيدات في ذلك اليوم. وفي ذات التاريخ من عام 1923، أعلنت هدى شعراوي عن تأسيس أول اتحاد نسائي مصري يطالب بالارتقاء بمكانة المرأة المصرية عبر تحقيق المساواة الاجتماعية والسياسية. وفي ذات اليوم من عام 1928، التحقت المرأة المصرية للمرة الأولى بقاعات جامعة القاهرة بعدما كانت حكراً على الذكور. وفي هذا التاريخ العجيب، حصلت المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح وذلك عقب إقرار دستور عام 1956.

هدى شعراوي الشارع والشخصية

هدى شعراوي اسم يفرض نفسه بشكل إيجابي واحتفائي لدى فئة محدودة من المصريين والمصريات في هذا اليوم من كل عام. فهي التي جاهرت بضرورة رفع السن الأدنى لزواج الإناث ليصبح 16 سنة وللذكور ليصبح 18 سنة في وقت كان زواج طفلة في التاسعة من عمرها أمر طبيعي. وهي التي حاولت أن تطالب بتقييد حق الرجل في الطلاق من طرف واحد من دون علم الزوجة. وتحدثت عن مساوئ تعدد الزوجات. ودعت إلى التخلص من "البرقع" (غطاء الوجه) وبادرت هي إلى خلعه وتبعتها آلاف النساء. أما الفئة الأكبر من المصريين، فتذكر شعراوي إما بحال مرت في شارع هدى شعراوي في وسط القاهرة من دون شرط معرفة هوية صاحبته، أو تتذكرها بكثير من الحنق والغضب، بل ومنهم من يلحق باسمها اللعنات وذلك في العام الـ 23 من الألفية الثالثة.

مصر المفعمة بـ "التدين"

في يوم المرأة المصرية هذا العام تتواتر كتابات بعضها مباشر والبعض الآخر في طور التلميحات عن أثر هدى شعراوي في "معاداة الحجاب وكراهية الإسلام ودفع المرأة المصرية المسلمة في أحضان الفكر الغربي الفاسد تارةً، والبعد عن الإسلام وجوهره تارةً أخرى".

على سبيل المثال لا الحصر، جاء على أحد المواقع العنبكوتية التي تحوي كتابات وخطباً وآراء داعية مستقل (أي غير تابع لوزارة الأوقاف أو الأزهر الشريف)، لكن ممَن يحظون بمتابعات مليونية وتلقى آراؤه وفتاواه صدى شعبياً هائلاً، الكلمات التالية في إشارة إلى قائمة لشخصيات "صنعها الاستعمار وأبقاها شوكة في صدور المسلمين وفي صدر الإسلام، وعلى رأسها قاسم أمين الذي نادى بتحرير المرأة ورفع الحجاب والاختلاط والسفور، وهدى شعراوي التي عادت من فرنسا إلى الإسكندرية ومعها صديقتها سيزا نبراوي (الرائدة النسوية المصرية زينب محمد مراد)، هذه الصديقة الملحدة الفاجرة الكافرة، وللمرة الأولى تتجرأ امرأة مصرية على أن تخلع النقاب (يقصد البرقع الذي كانت ترتديه المصريات المسلمات والمسيحيات واليهوديات المنتميات إلى فئات اجتماعية بعينها)، وبعدها خلعت صفية زغلول النقاب عن وجهها وغيرهن".

وتابع منشور الداعية ذائع الصيت في الأوساط الشعبية المصرية، "هؤلاء هم الذين جعلهم الاستعمار شوكة في صدر الإسلام والمسلمين، ولقبهم بالمجددين والمحررين والمطورين. فاحذري أيتها المرأة المصرية المسلمة التأثر بهؤلاء".

التأثر بهؤلاء في يوم المرأة المصرية يكاد يكون غائباً تماماً باستثناء سرديات مجالس ومؤسسات رسمية تحرص على الاحتفاء بـ"رائدات التنوير" و"قائدات التجديد" اللواتي يعانين أقصى درجات التجاهل الشعبي والتغييب الاجتماعي والثقافي.

مأزق المصرية المسلمة

قبل عقدين كاملين، كتبت أستاذة علم الاجتماع المصرية الراحلة مديحة الصفتي ورقة بحثية عنوانها "النساء في مصر: الحقوق الإسلامية في مقابل الممارسات الثقافية" جاء فيها إن "من أجل فهم مأزق المرأة المسلمة في مصر، ينبغي النظر إلى ما وراء الدين، وتحديداً إلى القوى الاجتماعية والثقافية المتجذرة في المجتمع. يعتبر البعض الإسلام مسؤولاً عن المعاملة غير العادلة والعنيفة أحياناً للمرأة في مصر. الحقوق الإسلامية الممنوحة للمرأة في معظمها عادلة. المرأة المصرية اكتسبت مزيداً من الحقوق على مر السنوات، لكنها ما زالت تعاني لأن أغلب هذه الحقوق غالباً تتوقف عند مرحلة ما قبل التنفيذ. لماذا؟ بسبب التأثيرات الاجتماعية والثقافية والتي احترفت في العقود الأخيرة التنكر في صورة تعاليم دينية".

في يوم المرأة المصرية في عام 2023، لا يختلف وضع المرأة المصرية المسلمة كثيراً عن وضع المرأة المصرية المسيحية. فروق بسيطة تكمن في درجة التمتع بالحقوق ومقدار المعاناة من التمييز والفكر الرجعي، لا على أساس المعتقد، بل من منطلق تفاوت قدرات المرأة نفسها على التخلص من القيود والتحرر من الوصاية ونيل لقب مواطنة غير منتقصة الحقوق.

ليست غارمات ومعيلات فقط

حقوق المرأة المصرية تجد نفسها في عيدها اليوم واقعة بين شقي رحى. الشق الأول رجعية ثقافية مرتدية زياً دينياً خشناً قاسياً يعتنق التنمر والعنف النفسي واللفظي والتأنيب نهجاً له، والشق الثاني مزيج من الثقافة الريفية المحافظة المهاجرة إلى المدنية والفارضة سطوتها عليها بحكم النسبة العددية مع تواتر أجيال نمت في كنف "الصحوة الدينية" السبعينياتية. وبين شقي الرحى، قطبها ومحورها الذي يطحن الحبوب ويجرشها، وفي حال كانت الحبوب عصية ومقاومة، ربما يتعثر عمل القطب، الذي يحاول جاهداً أن يستعيد ما سُلِب منها ويكتسب الجديد في نهج أكثر تقدمية وانفتاحاً.

لسبب ما، يصر البعض على أن يكون يوم المرأة المصرية هو يوم الغارمات والمعيلات والباحثات عن سقف للبيت وربما جدار في صورة رجل حيث "ظل رجل ولا ظل حائط"، وذلك تحت مسميات "الستر" و"التعفف"، وأخريات يقفن في طابور العيش، أو يصطففن للحصول على كرتونة رمضان أو حلويات شوال أو مستلزمات ذي الحجة.

وعلى رغم أن الحكومة المصرية أولت المرأة المصرية الأكثر عوزاً، سواء المعيلات أو الغارمات (اللواتي يحررن إيصالات أمانة على أنفسهن غالباً من أجل شراء مستلزمات زواج الابنة ثم يعجزن عن السداد فيتم حبسهن) والعاملات باليومية أو الأرامل أو أمهات وزوجات الشهداء وغيرهن اهتماماً كبيراً عبر برامج ومبادرات واحتفاليات. وعلى رغم أنها دفعت ودعمت وساندت تكليف نساء بوزارات لم تُكلَّف بها مصرية من قبل، بالإضافة إلى منصات قيادية عدة غير مسبوقة، ودعم وتمكين كبير لمجالس قومية تدعم المرأة المصرية وعلى رأسها المجلس القومي للمرأة، إلا أن تفاوت السرعات والقناعات تفرض نفسها على ساحة المرأة المصرية. هذه الصورة الذهنية العنيدة تحبط النساء المصريات المنتميات لفئات اجتماعية واقتصادية أخرى وتغضبهن، إذ لسن بالضرورة معيلات أو مضروبات أو مقهورات أو غارمات، فقط باحثات عن كيانات كاملة وأهلية غائبة.

يشار إلى أن "الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030" انطلقت في عام 2017، وهو العام الذين أعلن "عام المرأة المصرية". وتحوي الاستراتيجية عشرات البنود، لكن النقاط الأربع الرئيسة التي تمثل طوق نجاة المرأة أو استمرار غرقها حال عدم تحققها هي: التمكين السياسي والقيادة، التمكين الاقتصادي، التمكين الاجتماعي، والحماية.

دستور وقوانين وحقوق

من جهة أخرى، يحلو للإعلام والمؤسسات الرسمية أن تشير في مثل هذا اليوم من كل عام إلى المواد العشرين في الدستور المصري (2014) والتي تنص على ضمان حقوق المرأة في شتى المجالات. لكن ما تعمل عليه القيادة السياسية، وما تنص عليه نصوص الدستور، وما تشتمل عليه القوانين، وما ورد في المناهج الدراسية، وما يكتبه الأولاد والبنات في كراسة التعبير عن "حقوق المرأة المصرية"، وما يسلط عليه الأضواء من قفزات وإنجازات في ملف المرأة المصرية التي أصبحت وزيرة وسفيرة وغفيرة في وادٍ يختلف تماماً عن الوادي الآخر.

في عالمٍ مواز حيث القرى والمدن والأسواق والشوارع ومنتديات النقاش العنكبوتي، تسود أفكار أنعشها ما يسميه البعض "الهوى السلفي المتزمت" وشدت من أزرها قاعدة مجتمعية عريضة اعتنقت دونية المرأة باعتبارها شكلاً من أشكال التكريم والتبجيل والتفخيم.

وبينما ساعات قليلة تفصل بين يوم المرأة المصرية التي أصحبت وزيرة وسفيرة وخفيرة وقائمة الإنجازات وما يتم ذكره من سرديات في هذه المناسبة، تدق برامج فتاوى المرأة وأسئلتها وفقهها بشدة على أوتار "التكريم". تتواتر الأسئلة كالمعتاد: هل يجوز عمل المرأة خارج بيتها؟ ما جزاء المرأة التي تتعطر؟ وهل يحق للنساء من القواعد اللواتي لا أمل في نكاحهن أن يخلعن غطاء الرأس؟ بالإضافة بالطبع إلى كلاسيكيات: ما الطريقة المثلى لضرب الزوجة بغرض تأديبها؟ وهل يجوز أن تخرج الزوجة من البيت من دون إذن زوجها، وذلك من دون غضاضة أو حرج أو اعتراض. لكن هذه هي البرامج الأكثر مشاهدة والأكثر قدرة على إنشاء الترند ولو على حساب المرأة المصرية في يوم عيدها وبقية أيام السنة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الضرب والتحرش والمكانة

في يوم المرأة المصرية، ربما تعترض فئة من النساء على الضرب بغرض التأديب ولأي سبب آخر، أو التحرش بهن بحجة أن ملابسهن هي السبب، أو تعنيفهن لفظياً أو نفسياً لأنهن تجرأن على الاختلاف أو الخلاف مع العرف السائد، لكن غالبيتهن لا تفعل، بل ترضى. بينهن من ترضى لأنها لا تعرف للاعتراض طريقاً، ومنهن من ترضى لأنها تعتقد أن هذا هو الطبيعي.
ليس من الطبيعي أن تجد الدولة المؤمنة بالمرأة وأهليتها ومواطنتها الكاملة أن تلقى مقاومة وممانعة ومماطلة من المرأة نفسها، وبالطبع من المؤسسات المتعلقة بتلابيب الرجعية سواء خوفاً على مكانتها ومصدر رزقها، أو لإيمانها بأن تكريم المرأة حجبها ووضع حجاب حديدي بينها وبين التحرك للأمام، وذلك عبر التعتيم على حديث التنوير في يوم المرأة المصرية.
وعن التعتيم، كتبت أستاذة النقد الأدبي والكاتبة أماني فؤاد مقالاً عنوانه "كيف ترى المرأة نفسها؟"، جاء فيه أن "هذا التعتيم الذي يمارس على جسد المرأة بقوة الآخرين ويجعلها ترى ذاتها وتستشعرها وكأن بها ما يجب أن يُحجَب- عدا الطبيعي- ضرر يطاول كيانها وطريقة تفكيرها في نفسها وفي العالم من حولها. هو ضرر يجعلها عاجزة عن تحقيق ذاتها بما يوازي قدراتها البشرية".
وترى فؤاد أن إجبار المرأة المصرية على ارتداء الحجاب هو "التهيئة النفسية الأولى التي يبدأ من خلالها تقليص كيانها. ومع الوقت، تصبح مجرد أداة لإسعاد الرجل وخدمته، فتصدق ما يقال من أن هذا هو دورها الأهم في الحياة. وتظن نفسها وسيلة للإنجاب لبقاء ذكرى الرجل وامتداده في الزمان عن طريق حمل أولاده لاسمه".

ما لحق بالمرأة جراء الشكل

وتشير فؤاد إلى ما لحق بالمرأة المصرية جراء "الشكل"، فتقول إنه "يمكن للإنسان أن يتحايل على المضمون والجوهر ويظل كامناً في سريرته، لكنه إن تجرأ على الشكل نال من سخط الآخرين ما لا يستطع تحمله. فبإمكان الإنسان أن يصلي ويعبد الله أو لا يعبده، لكن لو فكر أن يهدم معبداً أو بيتاً من بيوت الله، يهب الجميع ويدافعون عن العلامة، عن الشكل، لأن الشكل يحمل مدلولاته الواسعة التي تلقي بظلالها على المضمون والجوهر وعلى القيم الأخلاقية التي يحب أن يعتقد إنه يعيش في كنفها".
وتمضي فؤاد مشيرةً إلى التحولات السلبية التي طرأت على الشخصية المصرية، في العقود القليلة الماضية ومنها التصلب في العقائد والعادات والتقاليد والميل إلى الشخصية الجامدة والمحافظة والرضوخ للقهر وقلة الحيلة، مع نقيض هو الشعور بأنه وحده من يملك الحقيقة والصواب بالإضافة إلى التشبث بالماضي والتغني بإنجازاته، وهو في حقيقة الأمر عجز عن السيطرة على الحاضر. وتقول إن المرأة المصرية، إيزيس القديمة التي لملمت أشلاء أوزوريس، أصبحت الحارس الأكبر على الثقافة الذكورية بكل غبنها وظلمها للمرأة.

يمكن للمرأة أن تقود

على رغم السخرية الشعبية من فكرة تولي المرأة مناصب قيادية، إلا أن واقع الاستطلاعات يشير إلى العكس. وبحسب بيانات استطلاع مؤسسة "الباروميتر العربي" عن المشاركة النسائية السياسية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي تم إعلان نتائجها قبل أيام، جاء أن المصريين انتقلوا من كونهم الأكثر تأييداً (91 في المئة) لفكرة أن الرجال أفضل من النساء في المناصب السياسية القيادية في عام 2011 إلى خامس أكثر شعوب المنطقة تأييداً للفكرة بنسبة 66 في المئة في عام 2022.

ويفسر "الباروميتر العربي" (مؤسسة بحثية) هذا التحول في ضوء زيادة المشاركة السياسية للنساء بين عامي 2011 و2022. فمثلاً، بلغت نسبة المصريات عضوات البرلمان قبل أحداث عام 2011 مباشرة نحو 1.5 في المئة، لكن في الانتخابات النيابية الأخيرة أصبح لهن 28 في المئة من المقاعد. وتشغل ست مصريات مناصب وزارية. والمثير هو أن الفئة العمرية التي أصبحت أكثر قبولاً لفكرة تولي المرأة المصرية مناصب قيادية ليست الأصغر سناً، بل جيل الوسط المتراوحة أعماره بين 30 و39 سنة.

دواعي احتفال وقلق

لدى المرأة المصرية في عيدها من أسباب الاحتفال الكثير، لكن لديها أيضاً من دوافع الإحباط الكثير، حيث المجتمع مشبع بتسونامي متناقض من الأفكار الرجعية  والمعتبرة المرأة المصرية وسيلتها الوحيدة والأخيرة للبقاء على قيد الحياة والهيمنة والسيطرة، ليس فقط على الشارع، بل ربما تسول لها نفسها معاودة القفز على السلطة مجدداً.

ويشار إلى أن "حزب النور" السلفي الذي يحظى بتمثل برلماني سبق وعبرت قياداته قبل أعوام قليلة عن أن ترشح المرأة في الانتخابات مفسدة ومخالف للشريعة. وحين ضغطت قياداته "المتنورة" قليلاً، رشح الحزب نساء ولكن كوردات حمراوات حيث وجه المرأة حرام.

كما يُشار أيضاً إلى أن إقصاء جماعة "الإخوان المسلمين" عن الحكم أفسح المجال لتيارات سلفية للتوغل ببطء وهدوء ومن دون صخب لملء الفراغ "الإيماني" في المجتمع. وتحظى المرأة كعادتها بنصيب الأسد في فكر تلك الجماعات ومخططاتها، سواء بغرض التكريم والتبجيل، أو بهدف إحكام وإشهار القبضة والسيطرة.

المزيد من تحقيقات ومطولات