ملخص
#واشنطن وموسكو تتبادلان اللوم بسقوط مسيرة في #البحر_الأسود ومناورات عسكرية ثلاثية بالقرب من #إيران
طالبت موسكو واشنطن بالابتعاد تماماً عن مجالها الجوي بعد تحطم طائرة مسيرة أميركية، اعترضتها طائرتان روسيتان، في البحر الأسود، في أول مواجهة مباشرة معلنة بين القوتين العظميين منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وتبادلت موسكو وواشنطن اللوم في الحادث، وقال نيكولاي باتروشيف أمين مجلس الأمن الروسي "يواصل الأميركيون القول إنهم لا يشاركون في العمليات العسكرية. هذا أحدث تأكيد على أنهم مشتركون بشكل مباشر في هذه الأنشطة، في الحرب". وفي مؤتمر صحافي خلال زيارة رسمية إلى إثيوبيا، وصف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الحادث بأنه عمل "طائش" و"غير مأمون".
"حيثما يسمح القانون الدولي"
أميركياً أيضا، قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إنه أبلغ نظيره الروسي سيرغي شويغو بأن الولايات المتحدة ستواصل تحليق طائراتها في المجال الجوي الدولي، وقال أوستن بعيد اتصال هاتفي مع نظيره الروسي "ستواصل الولايات المتحدة الطيران حيثما يسمح القانون الدولي بذلك"، وأضاف "يتعين على روسيا تشغيل طائراتها العسكرية بطريقة آمنة ومهنية".
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي إن "البنتاغون" لا زال بصدد تحليل الفيديو وبيانات المسيّرة لكشف ملابسات ما حدث، وأضاف للصحافيين "هل كان الأمر متعمّداً أم لا؟ لم نعرف بعد"، وتابع "نعلم أن الاعتراض كان متعمّداً. نعلم أن السلوك العدائي كان متعمداً، ونعلم أيضاً أن الأمر كان بغاية اللا مهنية وبغاية الخطورة"، وأشار إلى عدم اتضاح الصورة في ما يتعلق بالتماس بين جناح المقاتلة الروسية والمسيّرة الأميركية.
حادثة "الاحتكاك"
وعلى إثر حادثة "الاحتكاك" بين طائرتين حربيتين روسيتين ومسيرة أميركية ما أدى إلى سقوطها، حصلت حادثة أخرى أيضاً، الثلاثاء 14 مارس (آذار)، في المجال الجوي الأستوني بين طائرات بريطانية وألمانية من جهة، وطائرة حربية روسية، وذلك خلال أول تدريب مشترك بين الدولتين الحليفين في الناتو.
وجرت الحادثة عندما اندفعت طائرتان، بريطانية وألمانية من طراز تايفون، باتجاه طائرة روسية عندما كانت تتزود بالوقود خلال الطيران وفشلت في الاتصال مع مراقبة الحركة الجوية الإستونية.
وشددت وزارة الدفاع البريطانية على الطبيعة "الروتينية" للمهمة، لكنها تأتي وسط توترات بين الغرب وروسيا بشأن غزو أوكرانيا.
مناورات بحرية مشتركة
فيما أعلن الجيش الروسي، أمس الأربعاء، بدء مناورات عسكرية بحرية مشتركة في بحر العرب مع الصين وإيران شريكي موسكو، إذ تجمعهما معارضتهما للغرب.
وقالت وزارة الدفاع الروسية على تليغرام "بدأت مناورة بحرية ثلاثية تشارك فيها البحرية الروسية والصينية والإيرانية اليوم في خليج عمان بالقرب من ميناء تشابهار الإيراني".
وأرسلت روسيا قطعاً من أسطولها الشمالي إلى المناورات تضم الفرقاطة "الأدميرال غورشكوف" وناقلة. وأرسلت الصين المدمرة نانجينغ، وإيران الفرقاطتين ساخند وجماران والطراد باياندور.
ويهدف الأطراف إلى القيام بـ "مناورات مشتركة وقصف مدفعي في النهار والليل، والتدرب على "تحرير سفينة محتجزة" أو العمل على "مساعدة سفن معرضة للخطر"، بحسب موسكو.
وأجرت روسيا مناورات عسكرية عدة مع شركائها منذ بدء هجومها على أوكرانيا منذ أكثر من عام.
وشاركت موسكو في مناورات بحرية مع الصين وجنوب إفريقيا في فبراير (شباط) الماضي، بالإضافة إلى مناورات مع حليفها البيلاروسي. وأجرت روسيا أيضاً مناورات بحرية مع بكين في ديسمبر (كانون الأول) وتدريبات جوية في نوفمبر (تشرين الثاني).
وتعتبر موسكو وبكين نفسيهما قوة جيوسياسية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها. وتتهم إيران من جهتها بإرسال أسلحة وذخيرة إلى موسكو تستخدمها روسيا في هجومها على أوكرانيا وخصوصاً مسيرات متفجرة.
اتهام أوكرانيا لروسيا
واتهمت أوكرانيا روسيا بالسعي إلى "توسيع" النزاع في أوكرانيا ليشمل أطرافا أخرى بعد حادث بين مقاتلتين روسيتين ومسيّرة أميركية فوق البحر الأسود.
وكتب رئيس مجلس الأمن الأوكراني أوليكسي دانيلوف في تغريدة "الحادثة مع المسيّرة الأميركية أم كيو-9 ريبر التي افتعلتها روسيا في البحر الأسود تشكل إشارة من (فلاديمير) بوتين إلى أنه مستعد لتوسيع رقعة النزاع لاقحام أطراف أخرى" فيه.
وأعلنت حكومة الدنمرك أنها ستُنشئ صندوقاً بقيمة سبعة مليارات كرونة دنمركية (1.01 مليار دولار) لتقديم مساعدات عسكرية ومدنية وتجارية لأوكرانيا خلال العام الحالي.
وسيخصص الصندوق، الذي وافق عليه غالبية أعضاء البرلمان، 5.4 مليار كرونة للمساعدات العسكرية، و1.2 مليار للمساعدات المدنية، و0.4 مليار لجهود الشركات الدنمركية في إعادة إعمار أوكرانيا.
وقال وزير خارجية الدنمرك لارس راسموسن للصحافيين "يمثل هذا إلى حد كبير انعكاسا لرغبات أوكرانيا، التي أصبحت تتعلق الآن بإعادة الإعمار فضلاً عن المساعدات العسكرية والإنسانية".
الدفاع عن باخموت
من جهة أخرى، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن كبار القادة العسكريين الأوكرانيين يفضلون الدفاع عن القطاع الذي يضم مدينة باخموت في شرق أوكرانيا وإلحاق أكبر قدر من الخسائر بالقوات الروسية. واضاف زيلينسكي في خطابه الليلي المصور، الثلاثاء، "التركيز الأساسي كان على... باخموت" وأضاف "كان هناك موقف واضح للقيادة بأكملها وهو تعزيز هذا القطاع وتدمير المحتلين إلى الحد الأقصى".
الفوسفور الأبيض
وأُطلقت ذخيرة تحتوي على مادة الفوسفور الأبيض، الثلاثاء، من مواقع روسية على منطقة غير مأهولة في مدينة تشاسيف يار في شرق أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
ونحو الساعة 16:45 مساء (14:45 ت غ) أُطلق مقذوفان بفارق خمس دقائق على طريق في الضواحي الجنوبية لتشاسيف يار يربط المدينة بباخموت المجاورة التي تشهد أعنف المعارك وأطولها أمداً.
وتلى صوت إطلاق المقذوفين دوي انفجار ذخائر أطلقت كرات صغيرة وحارقة تحتوي على الفوسفور الأبيض سقطت ببطء على الأرض. وتسببت الكرات بحرائق في المساحات المزروعة على جانبي الطريق في مساحة تعادل حجم ملعب كرة قدم.
وتعذر تأكيد ما إذا كان الموقع المستهدف مركزاً للقوات الأوكرانية، لكن شاحنة خضراء تحمل شعار صليب أبيض يرمز للجيش الأوكراني كانت مركونة على مقربة من المنطقة المحترقة. وأقرب المنازل إلى أطراف المنطقة تبعد 200 متر.
والذخائر التي تحتوي الفوسفور هي أسلحة حارقة يحظر استعمالها صد مدنيين، إنما يمكن استخدامها ضد أهداف عسكرية بموجب اتفاقية جنيف المبرمة في عام 1980.
وتتهم كييف موسكو بأنها استخدمت هذا النوع من الأسلحة مراراً منذ بدء الحرب، بما في ذلك ضد مدنيين، ما ينفيه الجيش الروسي بشدة.
اتفاق تصدير الحبوب
وأعلنت الأمم المتحدة، الثلاثاء، أن "المشاورات" متواصلة بعدما اقترحت روسيا تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية لمدة 60 يوماً فقط بدلاً من 120 يوماً كما جرت عليه الأمور منذ توقيع الاتفاق.
وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لاركي "ستفعل الأمم المتحدة كل ما في وسعها للحفاظ على الاتفاق كما هو وضمان استمراره".
وأشار إلى أن "المشاورات متواصلة مع جميع الأطراف وعلى كل المستويات"، من دون أن يحدد ما سيحصل عندما تنتهي صلاحية الاتفاق في 18 مارس بعدما مُدد 120 يوماً في الخريف. ورداً على سيل من الأسئلة من الصحافيين في جنيف، قال "سنرى السبت ما سيحصل".
والإثنين، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين، بعد محادثات مع مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث والأمينة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ريبيكا غرينسبان في جنيف، أن موسكو "لا تُعارض تمديداً جديداً لمبادرة البحر الأسود بعد انتهاء تمديدها الثاني في 18 مارس، لكن لمدة 60 يوماً فقط".
لكن كييف اعتبرت أن تمديد الاتفاق 60 يوماً "يتعارض" مع ما اتُفق عليه. وكتب وزير البنى التحتية الأوكراني أولكسندر كوبراكوف في تغريدة أن "الاتفاق حول مبادرة حبوب البحر الأسود ينص على تمديد لمدة 120 يوماً على الأقل، وموقف روسيا القاضي بتمديده 60 يوماً فقط يتعارض مع الوثيقة الموقعة من جانب تركيا والأمم المتحدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأوضح أن أوكرانيا تنتظر "الموقف الرسمي" للأمم المتحدة وتركيا بصفتهما "ضامنَتين" للاتفاق. وفي بيان صدر مساء الإثنين، أكدت الأمم المتحدة أنها "أخذت علماً" بالموقف الروسي.
وهذه المرة الثالثة في أقل من 24 ساعة التي تعد فيها المنظمة ببذل قصارى جهدها لتوفير آلية تسمح بتصدير عشرات ملايين الأطنان من الحبوب إلى الأسواق العالمية وتهدئة الأسعار التي ارتفعت بشكل حاد منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وقال الناطق باسم الأمين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش ستيفان دوجاريك الثلاثاء إن اتفاق الحبوب "ينص على تجديد لمدة 120 يوماً، لكن في الظروف الحالية، يلتزم الأمين العام (للأمم المتحدة) وفريقه، وهما على اتصال مع جميع الأطراف، ببذل كل ما في وسعهما لضمان استمرارية المبادرة".
وأقر دوجاريك بأنه رغم "التقدم الكبير" ما زالت هناك بعض العقبات "خصوصاً في ما يتعلق بأنظمة الدفع". وقال "جهودنا الرامية للتغلب على هذه العقبات ستستمر بلا ككل".
وأوضح أن "مديرة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ربيكا غرينسبان وفريقها وكذلك الأمين العام، لم يدخروا جهداً لتسهيل" هذا الأمر.
وموسكو ليست راضية عن نتائج الاتفاق الثاني الذي أبرم بالتوازي في الصيف الماضي مع الأمم المتحدة وكان يهدف إلى إزالة العقبات أمام صادراتها من الحبوب خصوصاً الأسمدة.
ورغم أن هذه المنتجات لا تتأثر بالعقوبات التي فرضها حلفاء كييف لإجبار موسكو على وقف هجوم أوكرانيا، كان لهذه الإجراءات المالية تأثير غير مباشر في ردع الوسطاء الذين يخشون الخضوع لإجراءات انتقامية في الولايات المتحدة وأوروبا.
نقاط شائكة
والثلاثاء، أوضح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف موقف موسكو. وقال "من الواضح أنه بشكل عام... لم يُطبق الشق الثاني من الاتفاق الذي يخصنا حتى الآن... نقدر جهود الأمم المتحدة والأمين العام شخصياً. لكن السيد (أنطونيو) غوتيريش لم ينجح في اختراق الجدار الذي أقامه الغرب كمجموعة".
وتشمل النقاط الشائكة الرئيسة بالنسبة إلى موسكو وفق فيرشينين "المدفوعات المصرفية ولوجيستيات النقل والضمانات وإنهاء تجميد النشاطات المالية وتوريد الأمونيا عبر خط أنابيب توغلياتي-أوديسا".
أسهم اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية في التخفيف من حدة الأزمة الغذائية العالمية بعدما تسبب الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط) 2022 بوقف شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود جراء حصار السفن الحربية إلى أن أبرم اتفاق 22 يوليو (تموز) لإيجاد ممر آمن لتصديرها.
ومنتصف نوفمبر (تشرين الثاني) مدد الاتفاق أربعة أشهر حتى 18 مارس الجاري، وهو مكن من تصدير حوالى 24.3 مليون طن من الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
في المقابل، بالنسبة إلى الجزء الخاص بالأسمدة، لم تصدر إلا كمية صغيرة من مجموع 260 ألف طن من الأسمدة الروسية المخزنة في الموانئ الأوروبية منذ بداية الحرب.
وشدد دوجاريك على أن "اتفاق الحبوب ومذكرة التفاهم في شأن تصدير الأغذية والأسمدة الروسية، كلاهما ضروري للأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في البلدان النامية" لعدم إغفال من سيكونون الضحايا الرئيسيين إذا انتهت صلاحية الاتفاق.
وقالت ناطقة باسم برنامج الأغذية العالمي، إن البرنامج "بصدد استئجار سفينة لنقل أكثر من 34 ألف طن من مواد كيماوية مستخدمة في إنتاج الأسمدة من لاتفيا إلى كينيا" بطلب من الأخيرة.
وأضافت "أبرم عقد بين Uralchem-Uralkali (مجموعة روسية وأحد منتجي الأسمدة الرائدين في العالم) وشركة كينيا الوطنية للتجارة (كيان عام) وبرنامج الأغذية العالمي". وكان برنامج الأغذية العالمي نقل 20 ألف طن من المنتجات التي تبرعت بها Uralchem-Uralkali إلى حكومة ملاوي.