Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"تطوان" يحتفي بالسينما المتوسطية ويراهن على الشباب

فيلم "القرنفل" التركي ينتقد الحروب ويفوز بالجائزة الكبرى

المخرج التركي بكير بليل يتسلم الجائزة الكبرى في مهرجان تطوان (خدمة المهرجان)

ملخص

فيلم "#القرنفل" التركي ينتقد #الحروب ويفوز بالجائزة الكبرى في مهرجان #تطوان في المغرب 

تواصل مدينة تطوان في شمال المغرب، منذ أربعة عقود، احتفاءها بالسينما المتوسطية، عبر استقطاب أسماء وتجارب من عالم الفن السابع تنتمي إلى جغرافيا المتوسط. ومع كل دورة يحاول منظمو هذه التظاهرة الفنية ابتكار طرق جديدة تشد جمهور السينما، في ظل الإغلاق المتوالي لصالات العرض في معظم المدن.

هكذا شهدت حفلة اختتام مهرجان سينما المتوسط مساء أمس في تطوان الإعلان عن جوائز الدورة28 ، وقد فاز بالجائزة الكبرى "تامودا" الفيلم التركي "القرنفل" لمخرجه بكير بليل، وعادت جائزة أفضل دور رجالي للممثل الكرواتي جورج ليروتيتش، فيما نالت الممثلة المغربية جليلة التلمسي جائزة أفضل دور نسائي. وفاز الفيلم اللبناني "بركة العروس" لمخرجه باسم بريش بجائزة التحكيم، وعادت جائزة الفيلم الأول للفلسطيني فراس خوري عن فيلمه "علم". أما جائزة النقد فكانت من نصيب الأسبانيين أليخاندرو روخاس وخوان سيباستيان عن فيلمهما "عند المدخل".

ينتقد الفيلم التركي الفائز بالجائزة الكبرى الحرب وما ينجم عنها من دمار وشتات عائلي، ويقف عند ظاهرة اللجوء، بدل البقاء في الوطن. يبث الفيلم رسائل ذات طابع إنساني جسدها المخرج في شخصية موسى، اللاجئ السابق بتركيا، عبر معاناته المريرة في نقل جثمان زوجته إلى بلدها الأصلي.

وكانت لجان المهرجان قد استقبلت 350 عملاً سينمائياً من مختلف بلدان المتوسط للمشاركة في المسابقة، غير أنها انتقت فقط 12 فيلماً لخوض غمار التباري، "ظلمة" للمخرج الصربي دوشان ميليش و"علم" للمخرج الفلسطيني فراس خوري و"أسماك حمراء" للمخرج المغربي عبد السلام الكلاعي. فضلاً عن "نزوح" للمخرجة السورية سؤدد كعدان و"رامونا" للمخرجة الإسبانية أندريا بانيي و"مكان آمن" للمخرج الكرواتي جورج ليروتيتش و"القرنفل" للمخرج التركي بكير بلبل. إضافة إلى الأفلام الآتية، "السد" للمخرج اللبناني علي شرّي و"صيف في أبي الجعد" للمخرج المغربي عمر مول الدويرة، و"شتنبر" للمخرجة الإيطالية جوليا لويس ستيكروالت و"عند الدخول" لخوان سباستيان وأليخاندرو روخاس من إسبانيا و"بركة العروس" للمخرج باسم بريش من لبنان.

 

وقد ترأس المخرج التركي زكي دميركوبوز لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لفئة الأفلام الطويلة. وتشكلت اللجنة من الممثلة الإسبانية آنا إكوبالزيطا، والمخرجة المصرية هالة خليل، والناقدة السينمائية ندى الأزهري، والناقد الفني الإيطالي فاليريو كاراندو.

واختار المهرجان الذي انطلقت دورته الجديدة في الثالث من مارس (آذار) الجاري أن يكرم خمسة أسماء من عالم الفن السابع، المخرج المغربي حسن بنجلون، والمخرج الإيطالي دانييلي فيكاري، والممثلة المصرية غادة عادل، والمخرجة الإسبانية جوديت كوديل، والممثلة التركية فيلدان آتا سيفير. ونظمت إدارة المهرجان بمركز الفن الحديث أنشطة مفتوحة لمكرمي الدورة، على شكل لقاءات حوارية مع الجمهور موزعة على أيام المهرجان. كما تم تنظيم ندوات وموائد مستديرة حول راهن السينما المغربية، وتأثير الرقمي والاستيتيقي في السينما المعاصرة. فضلاً عن لقاء استعادي للمخرج الفرنسي الراحل جان لوك غودار.

الرهان على الشباب

الجديد في هذه الدورة هو إقامة أوراش تطوان للسينما، في سياق تنافسي لمشاريع السيناريوهات المقترحة من المؤلفين المتبارين، إذ توصلت لجنة المهرجان بـ75 مشروع سيناريو انتقت منها 12 عملاً نصفها من المغرب، والنصف الآخر من بقية بلدان المتوسط. وستتبارى الأعمال المنتقاة على ثلاث جوائز، فضلاً عن استفادة المشاركين الآخرين في مسابقة السيناريو من تكوينات في المجال ضمن إقامات دولية، إضافة إلى فتح فرص التواصل مع منتجين سينمائيين من بلدان المتوسط.

وفي تصريح خاص لـ"اندبندنت عربية"، أكد لنا عبد اللطيف البازي الكاتب العام للمهرجان أن الرهان كان خلال هذه الدورة على الشباب، باعتبارهم سيصنعون مستقبل الفن السابع في البلاد. لذلك تعاقد مهرجان المتوسط مع المركز الوطني للسينما بفرنسا، من أجل تأطير عدد من طلبة المعاهد السينمائية في المغرب من خلال دورة تكوينية مهنية على مدار أربعة أيام. وأضاف البازي، "إن الرحيل المتوالي لرواد السينما المغربية من مخرجين وكتاب سيناريوهات يجعلنا نفكر في مستقبل الفن السابع في بلادنا. لذلك فالأمل معقود في هؤلاء الشباب الذين يتفاعلون مع أنشطة المهرجان بشكل مذهل، ويرغبون على الدوام في تطوير مهاراتهم والانفتاح على تجارب عالمية. لذلك فكرنا، إضافة إلى المسابقات والورش، في تدبير لقاءات لهم مع منتجين ومتخصصين من عدد من بلدان المتوسط".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يتولى عبد اللطيف البازي مسؤولية الشراكات الثقافية. لذلك انشغل بالانفتاح على أكبر قدر من المؤسسات التعليمية وإشراك طلبتها في فعاليات مهرجان المتوسط، بالتنسيق مع جمعية أصدقاء السينما. سألنا البازي عن سر هذا الانفتاح على المدارس والجمعيات والمراكز الثقافية الشبابية، فكان رده على النحو الآتي، "مثلما نريد أن نوصل صوتنا إلى الأجيال الجديدة، نريد بالمقابل أن نصغي لهذه الأجيال، وأن نعرف كيف تنظر إلى السينما، والفن عموماً، وماذا تريد أن تشاهد؟ إن هناك فجوة حقيقية بين الأجيال في المغرب، وهذا مشكل كرسته النخب السياسية، وعمقته حتى النخب الثقافية أحياناً. لا أحد تقريباً يصغي للشباب. هناك تحولات كبيرة في الذائقة وفي المناحي والتوجهات والتصورات الفنية لدى الأجيال الجديدة. ونحن مطالبون بأن نجلس أمام الأطفال والشباب ونصغي إليهم ونستلهم منهم أفكاراً لن تكون بالضرورة مطابقة لأفكارنا".

لم يفت مهرجان تطوان لسينما المتوسط، الذي تأسس سنة 1985، أن يذكّر جمهوره والمشاركين فيه بالعلاقة الوطيدة بين الفن والعمل الإنساني. لذلك عمل على عرض أربعة أفلام في مؤسسات السجون، لفائدة الأحداث السجناء سواء المغاربة أو الإسبان. كما نظم حملة للتبرع بالدم شارك فيها فنانون ومهتمون بالقطاع السينمائي، فضلاً عن ساكنة مدينة تطوان وزوارها.

اقرأ المزيد

المزيد من سينما