Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معرض الشرقية للكتاب فسحة حوار وثقافة الطفل مركز اهتمام

محمد حسن علوان: لم يعد مجدياً منع الكتب والرقابة أصبحت ذاتية

من جو معرض الشرقية للكتاب (خدمة المعرض)

ملخص

13 يوما هي المساحة الزمنية التي انعقد خلالها #معرض_الشرقية_للكتاب في دورته الأولى، التي كانت حافلة بندوات ولقاءات وأمسيات وورش عمل، مع اهتمام خاص ببرنامج الأطفال والفتيان

بدا معرض الشرقية للكتاب في دورته الأولى على مقدار عال من الرقي والتقدم، وكأن دورته هذه ليست الأولى، نظراً إلى ما اتسمت به من تنظيم وتمرس، سواء في إدارة سير المعرض بأيامه الـ13، أم في ترسيخ برنامجه الثقافي الغني والمتعدد القضايا والشؤون، الذي رافق أيامه ولياليه، وكان حافلاً بندوات ولقاءات وأمسيات وورش عمل، شاركت فيها نخبة من الكتاب السعوديين والعرب. ناهيك عن برنامج الطفل أو الأطفال والفتيان الذي كان أشبه بمهرجان على حدة، وقد ضم ورش عمل فنية وأدبية وثقافية، ولقاءات ومسرحيات. إلا أن هذه الدورة التي تعد الأولى في سياق تنظيم هيئة الأدب والنشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة، كانت سبقتها إقامة معرض للكتاب في الشرقية، محلي جداً، عام 2001.

 غداً السبت، هو آخر أيام المهرجان الذي يقام في مدينة الظهران في المنطقة الشرقية، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة التي يترأسها الأكاديمي والروائي محمد حسن علوان، ضمن مبادرة «معارض الكتاب» التي أطلقتها ضمن استراتيجيتها بهدف التوسع في تنظيم معارض الكتاب في مختلف مناطق السعودية، وكانت نظمت ثلاثة معارض عام 2022، بدأتها بمعرض المدينة المنورة للكتاب في يونيو (حزيران)، ثم معرض الرياض الدولي للكتاب في نهاية سبتمبر (أيلول)، ثم معرض جدة الدولي للكتاب.. هذه الظاهرة، ظاهرة تعدد المعارض، تشكل مبادرة إيجابية ولافتة، خصوصاً في السعودية المتعددة المدن والمناطق والواسعة الأرجاء، ولعلها الخطوة الراسخة في نشر الكتب وجعلها في حال من الاحتكاك المباشر مع المواطنين، سواء في العاصمة أم في المناطق. فعوض أن يبحث المواطنون عن الكتب في المركز، تاتي الكتب إليهم، حيث يقطنون. هذه المبادرة تشهدها معظم البلدان في أوروبا وسائر العالم. كل مدينة كبيرة لها معرضها، وجمهور القراء ينتظر المعرض وكانه موسم سنوي. واللافت أن الناشرين السعوديين والعرب، يصرون على الاشتراك في كل المعارض السعودية من غير تردد، ولو كان معرض الرياض هو قبلة أنظارهم، لكونه يمثل السوق العربية الأكبر للكتاب.

ثقافة حضارة فن

حملت الدورة الأولى لمرض الشرقية شعار «معرض - ثقافة - حضارة - فن» ونظمت بشراكة ثقافية مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وشارك فيها أكثر من 500 ناشر محلي وعربي ودولي توزعت كتبهم في أكثر من 350 جناحاً. أما البرنامج الثقافي الثري، فتضمن نحو 140 نشاطاً، تولى تنيظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) باعتباره الشريك الثقافي لمعرض الشرقية للكتاب، وقد تنوعت النشاطات ما بين ندوات وجلسات حوارية، وورش العمل، وأمسيات شعرية وسعى البرنامج إلى تغطية مجالات فكرية وأدبية عدة، وطرح مواضيع وقضايا راهنة، ومن عناوين الندوات واللقاءات على سبيل المثل: دور المؤسسات الثقافية في صناعة التأثير، وبناء المشاريع الثقافية، والصحافة الثقافية وشروط تجديدها، ومنح الكتابة، وفلسفة الحوار، وتأطير الفلسفة بالقيم، والتسويق الثقافي الرقمي، وصناعة المحتوى المعرفي، والتراث العمراني، وتعزيز اللغة العربية، ومكانة النشر العربي، وأساليب الترجمة العربية وسواها. طبعاً كان من الصعب متابعة كل الندوات التي أقيمت خلال أيام المعرض ولياليه، لكن الخيار كان مفتوحاً أمام الزائرين والجمهور.

 
وقد أصابت إدارة معرض الشرقية في إيلائها أدب الطفل وثقافة الطفل اهتماماً كبيراً، فالطفولة هي الركيزة التي يبنى عليها المستقبل، مستقبل الثقافة والتعليم والتربية، بل مستقبل الوطن والدولة والشعب. ويمكن القول إن الطفل بدا نجماً في هذا المعرض. أما مؤتمر أدب الطفل الذي شهده المعرض، فشارك فيه خبراء وكتاب متخصصون من السعودية والعالم، تطرقوا إلى جوانب مختلفة من هذا الأدب، مثل التقنية ودورها في تطوير أدب الطفل، والتحديات التي يواجهها الكتاب، والجانب العلاجي، والمقارنة بين أدب الطفل العربي وأدب الطفل العالمي، والاختلاف بين أدب الطفل وأدب اليافعين... والغاية  تعزيز ثقافة القراءة الجيدة لدى الطفل، وإبراز أهمية الأدب في تنشئة الجيل الجديد وتنمية وعيه، فضلاً عن ترسيخ مفهوم «الطفل المثقف»، والارتقاء به إلى فضاءات المعرفة الرحبة. وسعى معرض الشرقية إلى توفير أجواء محفزة للعائلة إلى اصطحاب الأطفال إلى المعرض عبر تخصيص جناح متكامل خاص بالطفل، متضمناً ألعاباً وأنشطة تفاعلية تعليمية وتدريبية، ومنها نشاط حكواتي لرواية القصص، إلى جانب عروض أدائية، وورش عمل لتنمية المهارات والأفكار.
 
الخطط المستقبلية 
 
 
في أسئلة توجهت بها "اندبندنت عربية" إلى الروائي محمد حسن علوان، رئيس هيئة الأدب والنشر الترجمة في وزارة الثقافة، حول الغاية من تعدد معارض الكتب في السعودية وهل يخلق هذا التعدد نوعاً من المنافسة بين المعارض، أم إنه يجسد حالاً من اللامركزية الثقافية الرائجة عالمياً، أجاب: "منذ إقرار وزارة الثقافة لهيئة تعنى بالأدب والنشر والترجمة، ونصب عينيها نشر الأدب والثقافة من دون النظر إلى حدود معرفية أو جغرافية، أجرت دراساتها واستعانت بمثقفيها وأصحاب الاهتمامات الأدبية والثقافية، ووضعت خطة طريق لها. ومعارض الكتاب لا تخرج عن الخطط المستقبلية، فأطلقت المبادرة الاستراتيجية ’معارض الكتاب‘ في المملكة، ومخرجاتها إلى الآن أربعة معارض، ونظير امتلاكنا مجتمع مطلع وقارئ، مما يستوجب إيجاد بيئة تأخذ بيده وتعزز طلب المعرفة فيه، وترتقي بجودة الحياة".

ومعارض الكتاب لا تتنافس، وإنما يكمل بعضها بعضاً، وتتيح الفرصة للجميع من المثقفين والمبدعين والمواهب الشابة، فهي تتميز ببرنامج ثقافي يعد بدقة ومن قبل مثقفين وتطعيمه يقوم على التنوع، حرصاً على أن يكون متماهياً مع الأذواق والاهتمامات كافة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعن سؤال حول عدم شكوى الناشرين من أية رقابة على الكتب في المعارض السعودية، على خلاف معارض عربية عدة، يقول عن هذه الظاهرة: "الثقافة بمفهومها العام تعني الانفتاح على العالم والتبادل المعرفي، وفي زمن الانتشار السريع للمعلومة لم يعد مجدياً منع الكتب أو الرقابة عليها، في زمن يستطيع فيه الفرد التواصل مع العالم من خلال جهازه الذكي. علاوة على أن الرقيب أصبح رقيباً ذاتياً، ودور النشر تدرك الثوابت الشرعية والوطنية التي تمنع دخول الكتاب إلى السوق السعودية عند مخالفتها. وتجدر هنا الإشارة إلى قرار الفسح الذي يمكن المستفيدين التقدم للحصول على الفسح الفوري للمطبوعات الخارجية، عبر منصة التراخيص الإلكترونية التابعة لهيئة الإعلام المرئي والمسموع، بعد التزامها بالاشتراطات والضوابط المعمول بها. وهذا ينعكس  بشكل إيجابي على قطاع التجارة الإلكترونية والمطبوعات، وتسهيل عملية الفسح على المؤلفين والناشرين وموزعي الكتب، واختصار مدة الانتظار سيسهم كذلك في تشجيع دخول المستثمرين في قطاع التأليف والنشر والتوزيع، كما أنه سينمي قطاع تجارة الكتب الإلكترونية، وإثراء منافذ التوزيع السعودية بالمحتوى المميز فور صدوره، ويشكل أيضاً دعماً مباشراً لدور النشر السعودية التي كانت تعاني منافسة غير عادلة من دور النشر الأخرى".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة