Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قلق مضاعف للمصريين: "البيض المجفف" و"البلاستيكي"

استخداماته المنزلية غير واردة وجدل حول قيمته الغذائية

أكد مسؤولون أن استخدامات البيض المجفف قاصرة على مصانع الحلويات (غيتي)

ملخص

على رغم أن #البيض_المجفف يستخدم في #مصر منذ سنوات طويلة لأغراض صنع الحلويات بالمتاجر المتخصصة فإن #ارتفاع_الأسعار استدعى سيرته أملاً في أن يصلح للاستخدام المنزلي توفيراً للنفقات

مرة أخرى يصبح البيض في دائرة الضوء، هذا المنتج الغذائي الذي أخذ حيزاً كبيراً من الاهتمام في مصر مع ارتفاع الأسعار المستمر، نتيجة تصاعد نسبة التضخم لتتخطى الـ32 في المئة، تزامناً مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم تترك غرباً ولا شرقاً، إذ تعاني غالب البلدان تذبذب الأسعار، والأمر يصبح ملموساً بشدة في المواد الغذائية.

وعلى رغم أن مصر، التي بحسب تقرير حكومي سابق للأزمة، تنتج 14 مليار بيضة مائدة خلال العام، فإن مشكلة أعلاف الدواجن التي صاحبت تعطيل حركة الاستيراد نتيجة تعثر سلاسل الإمدادات عالمياً وانخفاض سعر الجنيه المصري محلياً، أدت إلى ارتفاع أسعار تلك السلعة التي هي أساسية على موائد المصريين في غالب الوجبات والأصناف ولجميع الطبقات، الأمر الذي جعل تريند "بودرة البيض" يقفز سريعاً لصدارة الأكثر تداولاً، وترافقه إشاعات ومعلومات مغلوطة أكثر مما يستند إلى حقائق.

التعليقات ترتكز إلى التبرع بمشاركة وصفات الوجبات المنزلية التي يمكن صنعها بالبيض المجفف، لا سيما أن كمية صغيرة منه تكفي لصنع أطباق عدة، مما ينتج عنه توفير بميزانية الأسرة في ظل ارتفاع متوسط سعر البيضة الطازجة إلى ثلاثة أضعاف تقريباً، مقارنة بثمنها قبيل تعويم العملة المحلية وارتفاع التضخم، فقد وصل سعر علبة البيض التي تحتوي على ثلاثين وحدة إلى أربعة دولارات أميركية، لكن التكهنات والإشاعات المربكة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، في شأن منتج يتناوله المواطن لم تكن دقيقة، وتطلبت تدخلاً سريعاً من المتخصصين والمعنيين.

"تريند" متجدد

سارع مسؤولون بوزارة الزراعة واتحاد منتجي الدواجن وشعبة بيض المائدة إلى عمل مداخلات تلفزيونية للطمأنة والتأكيد فيها أن استخدامات البيض المجفف قاصرة في مصر حتى الآن على مصانع الحلويات، إذ إنه يتميز بعدم فساده السريع، بل يمكن أن تستمر صلاحيته لشهور وسنوات بالتالي فهذه ميزة أساسية تجعله مفضلاً لدى متاجر الحلويات الكبرى، بالتالي فهو ليس بديلاً للبيض الطازج في الوصفات المنزلية أبداً ولا يصلح للسلق على سبيل المثال أو حتى الطهو في أي مادة دهنية، كما أن سعر الكيلو منه يصل إلى 13 دولاراً أميركياً، لكنه يكفي لتصنيع كم كبير من الوصفات، كما أنه يعطي نتيجة أفضل بكثير بالنسبة إلى المحترفين مقارنة ببيض المائدة الطازج. وأكدت المداخلات أنه يتم استيراده وكانت هناك مشروعات لإقامة مصانع لإنتاجه بالفعل.

مع ذلك بقي الجدل مستمراً وتساءل بعض المواطنين عن إمكانية أن تستبدله ربات البيوت في بعض الوصفات توفيراً للنفقات، لا سيما أن "بورصة البيض" في مصر أصبحت متغيرة، والبعض بات يقيس دخله الثابت بما يمكن أن يشتريه به من وحدات البيض حتى لو على سبيل التندر، نظراً إلى أنه منتج أساسي من الصعب الاستغناء عنه بالنسبة إلى غالب العائلات، لكن هذا البيض المجفف حتى الآن غير متوافر في الأسواق والمتاجر العادية التي يتم التسوق منها بشكل يومي، على رغم أنه مستخدم في البلاد منذ سنوات طويلة.

تطمينات وتحذيرات

يرى الاستشاري، رئيس قسم التثقيف الغذائي بالمعهد القومي للتغذية، مجدي نزيه أنه ينبغي أولاً الاطلاع على عبوات هذا المنتج للتعرف إلى استخداماته بدقة، لافتاً إلى أنه يشبه اللبن البودرة، إذ إنه عبارة عن بيض عادي منزوع منه الرطوبة عن طريق تقنية التجفيف.

وأشار رئيس المؤسسة العلمية للثقافة الغذائية إلى أن أغراض استخدامه مرهونة بالتعليمات التي تأتي مع العبوات نفسها، لا سيما إن كان يباع منه أنواع مختلفة، مثل تلك التي تتضمن الصفار فقط، مشيراً إلى أنه لا ضرر منه، لأنه يدخل في صناعات غذائية متعددة، ومن المؤكد أنه يحتفظ ببعض فوائد البيض الطازج حتى لو كان بصورة أقل بطبيعة الحال.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن الخبير الزراعي والحاصل على الدكتوراه في مجال البحوث الزراعية خالد عياد لا يبدو مرحباً بفكرة الاعتماد على بودرة البيض، التي بحسب ما يؤكد، تدخل فيها مواد كثيرة وبينها الدقيق كما أنه يشكك في مستوى بعض المصانع التي تنتجه بخاصة في ما يتعلق بالنظافة، إذ يمكن أن تطحن به بعض المخلفات مثل القشور كما أن عدداً منها لا يهتم بطزاجة وصلاحية البيض نفسه قبيل الدخول في عملية التصنيع، بل ويتم إضافة نسبة من مادة الفورمالين للحفاظ عليه لأطول مدة ممكنة.

وأشار عياد إلى أنه مهما أكدت الشركات المصنعة والمروجة أنه منتج طبيعي فستظل هناك نسبة من التدخلات التي تسبب أضراراً صحية في حال الإكثار منها، ضارباً المثل بوجود منتجات شبيهة مثل البصل المجفف والثوم المجفف واللبن المجفف والمرق المجفف.

ونوه بأن تقنية التصنيع عادة تتضمن تجاوزات في بعض الشركات حتى لو كانت ذائعة الصيت، حيث يتم استخدام مكسبات الطعم والرائحة، بالتالي فأي بدائل للمواد الغذائية الطبيعية تعتبر أرخص ثمناً لكنها أكثر ضرراً.

بيض بلاستيكي

المتابع لأزمات وتريندات البيض في مصر سيجد أنه منذ سنوات عدة انشغل الناس أيضاً بالبيض البودرة، وحينها خرجت تطمينات تؤكد أن هناك اكتفاءً ذاتياً من بيض المائدة وأن استخدامات البيض المجفف محدودة، وتزامن معها أيضاً انتشار أحاديث عن وجود بيض "بلاستيكي" صورة طبق الأصل من البيض الطبيعي موجودة في الأسواق مع تحذيرات من تناوله.

حينها خرج مسؤولون للتأكيد أنه لا يباع في الأسواق المصرية، وبالفعل يحذر الخبير الزراعي خالد عياد الذي عمل في عدد من المراكز البحثية المتعلقة بالزراعة والأغذية من الوقوع في هذا الفخ، مشيراً إلى أن هناك بالفعل بيضاً مصنعاً من بعض المواد الراتنجية وهو يشبه تماماً البيض العادي ولا يمكن تفرقته عنه، فلا يكتشف المستهلك الخدعة إلا بعد تناوله والشعور بمذاق مختلف، مؤكداً أنه صالح للأكل ولكنه مصنع من مواد معينة، كما أن سعره لا يقل كثيراً عن البيض الطازج بالتالي لم يستهوِ المستوردين، مضيفاً أن مصدره الأساسي هو الصين.

وشدد عياد على أن سبب كل هذا الجدل هو معاناة قطاع الدواجن في مصر بسبب نقص الأعلاف، مما أدى إلى تقلص إنتاج المزارع المتخصصة بشكل أساسي في بيض المائدة، وكذلك ارتفاع أسعار الدواجن نفسها حيث يتجاوز سعر الكيلوغرام من لحم الدجاج ثلاثة دولارات، بزيادة تصل إلى الضعف تقريباً مقارنة بالفترة التي سبقت الأزمة الاقتصادية العالمية.

استعدادات رمضان

الانشغال بالمواد الغذائية بشكل عام تزداد وتيرته دوماً مع قرب حلول شهر رمضان، لكن على ما يبدو أن القلق مضاعف هذه السنة بسبب ارتفاع أسعار السلع وقلة بعضها كذلك.

وبالتزامن مع هذه المناقشات أصدرت وزارة الزراعة المصرية بياناً نشر على منصاتها الرسمية يتحدث عن انفراجة محتملة في قطاع الدواجن، مع قدوم شهر رمضان، وذلك بسبب التوجهات المستمرة بزيادة منافذ تصنيع الأعلاف في البلاد.

وجاء في البيان "حدث انخفاض بعدد تسجيلات إضافات الأعلاف المستوردة بنسبة 35 في المئة في الوقت الذي زادت فيه تسجيلات المنتجات المحلية بنسبة 13 في المئة؜، وقد وصل عدد طلبات التسجيل لتصنيع منتجات أعلاف وإضافات محلية إلى خمسة أضعاف ما تم تلقيه خلال شهر يناير (كانون الثاني)، وكلها مؤشرات إيجابية عن صناعة الأعلاف التي تسير على خريطة طريق للعمل بكامل طاقتها في أقرب وقت".

وأرجع البيان الرسمي الفضل في هذا إلى الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ووزارة الزراعة، تفعيلاً لقرارات المؤتمر الاقتصادي واستعداداً لتلبية حاجات المواطنين خلال شهر رمضان.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير