Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اهتمام جزائري بـ"الهيدروجين الأخضر" لتأمين طاقة المستقبل

"من بين خصائصه أن احتراقه ينتج الماء ولا ينتج الغازات السامة ويقلل من الاحتباس الحراري"

توقعات بأن تعرف سنة 2030 بداية استعمال الهيدروجين الأخضر في الجزائر (الإذاعة الجزائرية)

ملخص

تعتزم #الجزائر رصد #موازنة ضخمة للاستثمار في #الهيدروجين_الأخضر تبلغ حوالى 20 إلى 25 مليار دولار

أبدت الجزائر في السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً بمجال الطاقات المتجددة على غرار صناعة "الهيدروجين الأخضر"، وتترقب الحصول على التكنولوجيا اللازمة لبدء استغلال الإمكانات التي تتوفر عليها للتحول إلى قطب إقليمي في إنتاج الطاقات المتجددة.

وتهدف الجزائر إلى أن تصبح فاعلاً طاقوياً إقليمياً في ظل الاهتمام الدولي بـ"الطاقة النظيفة"، ومنها "صناعة الهيدروجين" التي توصف بـ"طاقة المستقبل"، نظراً إلى التعويل عليها كوقود في المستقبل كونه خالياً من الانبعاثات، للوصول إلى الحياد الكربوني والحد من التغيرات المناخية، والحفاظ على احتياطات الغاز الطبيعي.

وشكلت الحكومة الجزائرية لجنة وزارية مشتركة تحت رئاسة وزارة الطاقة والمناجم من أجل صياغة "استراتيجية وطنية لتطوير الهيدروجين"، متكونة من قطاعات الطاقة والانتقال الطاقوي والتعليم العالي والبحث العلمي والشركات الناشئة والمالية، إضافة إلى محافظة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقية.

انتقال تدريجي

وأوضح وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب أن سياسة الجزائر الطاقوية تهدف إلى المضي بحزم نحو تحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي ومسؤول، عبر الاعتماد على مزيج طاقوي يحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.

وتابع الوزير، خلال الطبعة الـ27 ليوم الطاقة، المنعقدة السبت الرابع من مارس (آذار) 2023، قائلاً إن "سياسة الجزائر الطاقوية تهدف إلى المضي بحزم نحو تحقيق انتقال طاقوي بشكل تدريجي ومسؤول، عبر اعتماد مزيج طاقوي أكثر تنوعاً، يأخذ في الاعتبار كل الطاقات المتاحة والأقل كلفة مع الاستفادة من المكاسب الناتجة من تحسين كفاءة الطاقة، والعمل على التحكم في استهلاكها من أجل الحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة".

وأشار عرقاب إلى أن الجزائر عملت منذ الثمانينات من خلال شركة "سونلغاز" على إدخال الطاقات المتجددة، وذلك بتموين 20 قرية بالطاقة الشمسية في الجنوب، مع إنشاء 22 محطة كهروضوئية بسعة إجمالية مقدرة بـ 344 ميغاوات، وكذا إطلاق مشاريع التهجين ببرنامج 50 ميغاوات.

وبحسب الوزير عرقاب، فإن "الجزائر تتمتع بموقع استراتيجي وموانئ ومنشآت قاعدية لنقل الغاز، كفيلة بتلبية الطلب المحلي والإقليمي والعالمي على الهيدروجين، إضافة إلى خبرتها الطويلة في التكنولوجيات المستخدمة في هذا المجال، وكذلك توافر الخبرات الفنية والقدرات التصميمية في قطاع الطاقة للمساهمة في التصنيع المحلي لمعدات إنتاج الهيدروجين".

وأكد رئيس قسم الهيدروجين الأخضر في مركز تنمية الطاقات المتجددة مراوي عبد الحميد على أهمية توفير خبرة جزائرية تطلق الاستراتيجية لوطنية للهيدروجين وتطبقها على أرض الواقع. وقال مراوي في تصريح للصحافة إن تطوير الهيدروجين في الجزائر يمر عبر الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر التي تشمل كيفية تطوير هذا القطاع، مضيفاً أن هيئته قامت بدراسة المشروع جيداً وتم التطرق لكيفية تطبيقه، موضحاً أن الهيدروجين الأخضر تكنولوجيا جديدة ويتطور تدريجاً، كاشفاً عن أن كل بلد قام بتسطير استراتيجيته، والجزائر أيضاً قامت بالشيء نفسه.

وبخصوص خصائص هذه التكنولوجيا الجديدة، أوضح المتحدث أنه "من بين خصائص الهيدروجين الأخضر أن احتراقه ينتج الماء ولا ينتج الغازات السامة، كما يعتبر طاقة نظيفة ويقلل من الاحتباس الحراري".

وتوقع عبد الحميد مراوي أن تعرف سنة 2030 بداية استعمال الهيدروجين الأخضر في الجزائر بصفة تدريجية، مضيفاً "الهيدروجين لم يعمم بعد في جميع دول العالم وتطوره مرتبط بتطور البحث العلمي في هذا المجال، وبعد سنة 2030 سيبدأ المواطن في استعمال الهيدروجين الأخضر في حياته اليومية". وأضاف "استخدامات الهيدروجين الأخضر تتمثل عموماً في مجال النقل الذي هو استخدام ضروري للتقليص من انبعاثات الغازات السامة، واستعماله يكون بنفس طريقة استعمال غاز البترول المميع ولا يوجد فرق كبير بينهما". وتابع مراوي أنه يجب التكفل بالتحديات التقنية التي ترافق استعمال الهيدروجين كعامل محفز للطاقة، مبرزاً أن "طرق الإنتاج تتنوع وأن حلول النقل والتخزين والاستعمالات المتنوعة يتم البحث بها حالياً".

أهمية استراتيجية

ويرى الاقتصادي الجزائري سيف الدين قداش، أن الأهمية الاستراتيجية للهيدروجين الأخضر، تكمن في أنه يعد وقود المستقبل وطاقة نظيفة يقع عليها الرهان الدولي لحماية الأرض من المخاطر البيئية التي تجابهها الإنسانية، إذ إن الجزائر تطمح لأن تكون دولة منتجة ومصدرة لهذه الطاقة. ويوضح قداش أن الهيدروجين الأخضر يعد عنصراً أساسياً للتخلص من الكربون، وتحقيق التنمية الصناعية وجلب الاستثمارات وتصديره كمادة خام، بخاصة مع التزام الدول بإزالة الكربون من مصانعها في العقود المقبلة، مع توسع استعمال الهيدروجين الأخضر في قطاعات عدة واعدة واستبداله بالطاقة الأحفورية، واستخدام الكهرباء النظيفة التي تراهن عليها الجزائر كأحد مجالات التصدير، التي يمكن أن تستخدم في النقل والتبريد والتدفئة واستعمالات أخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول إن مدير الدراسات والاستشراف في وزارة الطاقة الجزائرية ميلود مجلد، سبق أن أكد عزم الجزائر رصد موازنة ضخمة للاستثمار في هذا الجانب تبلغ حوالى 20 إلى 25 مليار دولار، إذ تولي الجزائر أهمية قصوى للهيدروجين الأخضر نظراً إلى رغبتها المنافسة في هذا القطاع، مع مساعيها المتواصلة في رفع إنتاجها من الغاز والبترول، من أجل تنمية موارد البلاد وبقائها أحد أهم موردي مواد الطاقة في أفريقيا والعالم، والتخطيط لتطوير تكنولوجيا نقل الغاز.

ويضيف سيف الدين قداش أن الحكومة عكفت على تأسيس لجنة وزارية خاصة للموضوع، بالتعاون مع قطاعات عدة منها التعليم العالي والبحث العلمي والطاقة والمناجم والانتقال الطاقوي، إضافة إلى اقتصاد المعرفة والمؤسسات المصغرة والناشئة والمالية، فضلاً عن وكالة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية، بخاصة أن الجزائر يتوفر على إمكانات طبيعية مهمة على رأسها الطاقة الشمسية بقدرات طبيعية ضخمة، وامتداد واسع للخطوط الكهربائية، وبنية داخلية ودولية واسعة ومتفرعة لتصدير الغاز، التي يمكن أن تستغل مستقبلاً لتصدير الهيدروجين.

تحديات تقنية

من جهته قال خبير الطاقة الجزائري أحمد طرطار إن الحديث في الجزائر حالياً يدور حول تحديد إمكانيات الإنتاج والتسويق وأيضاً القدرات التقنية الواجب توفرها للدخول في مرحلة التصنيع. وأوضح أن الهيدروجين الأخضر مهم للغاية كبديل للطاقة التقليدية، خصوصاً مع ارتفاع الطلب عليه من قبل دول أوروبية. وأضاف المتحدث أن التحدي الكبير الذي تواجهه الجزائر في هذا المجال يتمثل في الحصول على التكنولوجيا واليد العاملة المؤهلة للشروع في استغلال هذا النوع من الطاقة النظيفة.

وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده لتقديم يد المساعدة للجزائر من أجل استغلال إمكانياتها التي تتوفر عليها في الطاقات المتجددة، وذكر أن الجزائر تصدر الغاز الطبيعي نحو أوروبا عبر خطوط أنابيب تنقل 24 مليار متر مكعب من الغاز نحو إيطاليا، وتم الاتفاق بين البلدين على رفع الكمية إلى 36 مليار متر مكعب، وأنه سيتم تخصيص أنبوب جديد خاص بنقل الهيدروجين الأخضر نحو إيطاليا.

وقال أحمد طرطار إن الدخول في الاستغلال الفعلي للهيدروجين الأخضر يرتبط بقدرات شركة "سوناطراك" الجزائرية للمحروقات على تنفيذ الاستثمارات التي أعلنت سابقاً والمقدرة بحوالى 42 مليار دولار في آفاق 2027، للبحث والاستكشاف وتطوير البدائل الطاقوية.

وأبرز أستاذ في إحدى المدارس التقنية شمس الدين شيتور ضرورة إطلاق الانتقال نحو الهيدروجين الأخضر من دون تأخر، موضحاً أن "احتياطات النفط المقدرة بـ12 مليار برميل ستغطي فقط مدة 15 عاماً بوتيرة الاستغلال الحالية، في حين تبلغ احتياطات الغاز 2500 مليار متر مكعب لمدة استغلال تقدر بـ20 عاماً".

وبحسب شيتور، فإن الجزائر مطالبة بتطوير استراتيجيتها مع الدول الرائدة في هذه المجالات لاسيما إيطاليا وألمانيا.

اقرأ المزيد