Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 التبعات المقلقة للتطبيقات التي تتنبأ بملامح الأشخاص مع التقدم بالعمر

يُقبل الكثيرون حالياً على تحسين أشكالهم طبياً ولكن من الضروري للغاية أن يبحث الناس في الأسباب التي تدفعهم إلى تعديل ملامحهم

  صفحة فيس-أب تواجه جدلا في الأوساط الأميركية لتأثيرها على الأمن و الخصوصية (أ.ف.ب)  

تجتاح الإنترنت صور مسنّين يوجوه متجعّدة وزعها أصحابها، وهم لم يبلغوا من العمر عتياً بعد، لكنهم استخدموا  تطبيق "فيس آب" الذي يركّب صورة متخيلة للوجه في المستقبل بعد أن يفعل التقدم بالعمر فعله بملامحه.  

وقد أصبح التطبيق بالفعل محل خلاف بسبب التخوف من عدم احترامه خصوصية الصور.

لكن على الرغم من ذلك ركبت مجموعة من المشاهير هذه الموجة ومنهم غوردون رامزي، والأخوة جوناس، وآديل، فضلاً عن رياضيين مثل تيم تيباو، إلى جانب حشد من عامة الناس.

صحيح أن هذا الأمر مسلٍّ، فمن منّا لا يرغب برؤية شكله في المستقبل؟ ولكنه ينطوي أيضاً على بعض المخاطر وهذا ليس رأيي وحدي.

فالدكتورة ريخا تايلور، وهي متخصصة في عمليات تجميلية غير جراحية وطبيبة أسست عيادة التجميل هيلث أند آستيتيكس، تشير إلى الأثر المقلق لهذه الموجة.   وتقول "لاحظت بالفعل تزايداً في الإقبال على حقن البوتوكس بسبب هذا التطبيق.. وهذا رائج خصوصاً  بين الشباب ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في هذا السياق، تُظهر الأرقام التي كشفتها الجمعية البريطانية لجراحي التجميل أنّ 70% ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاماً في المملكة المتحدة يمكن أن يفكروا  باللجوء إلى إجراء من هذا النوع.  فقد ازداد إقبال أشخاص لا يتعدى سنّهم الـ 19 عاماً على حقن البوتوكس بنسبة 97% بين عامي 2011 و2016، ما يشكّل ارتفاعاً بنسبة 31%.

من المستبعد أن يستطيع تطبيق رقمي التكهن بشكل صحيح بتغير الشكل مع التقدم في السن ولا سيما أن الموضوع يخضع لعوامل متعددة . إذ أن التغّير في الهيئة  يعود في معظمه إلى الضرر الذي يلحق بالأشخاص جرّاء تعرضهم لأشعة الشمس، وليس إلى مرور الوقت. ولذلك لا يمكن التنبؤ بالتبدلات التي تطرأ على ملامحهم. ويضاعف هذا الواقع من دواعي القلق إزاء لجوء الأفراد للعمليات التجميلية استناداً إلى هذه الصور التي يحصلون عليها من تطبيق "فيس أب" لأن هذه  لا تبيّن بدقة مكان ظهور التجاعيد مع الوقت أو أيّها ستبرز أكثر من غيرها.

من جهة أخرى، تتوفر بالطبع بعض الخيارات من أجل التصدي لمخاوف تغير الشكل مع التقدم في العمر. فيمكن مثلاً الخضوع لفحص جلدي يحلل التبدلات الجلدية مع التقدم في العمر والمناطق التي تظهر عليها أضرار التعرض لأشعة الشمس أكثر من غيرها، مما يتيح للأطباء توفير علاجات تستهدف الأماكن الصحيحة. لكن الاعتماد على تطبيق انترنتي في اتخاذ هذا القرار سيؤدي بالناس إلى تلقي علاجات غير ضرورية.

يُقبل الكثيرون حالياً على تحسين أشكالهم طبياً، ولكن من الضروري للغاية أن يبحث الناس في الأسباب التي تدفعهم إلى تعديل ملامحهم. فخوض هذه التجربة من أجل تصحيح أو تعديل أو تحسين خللٍ له آثار جسدية ونفسية عليكم هو أمر مقبول، لكن المشكلة تكمن في اللجوء إلى هذه الإجراءات الطبية لكي تتشبهوا بصورة تطبيق رقمي أو في هذه الحال، حتى لا يصبح شكلكم مثل صورة التطبيق.

في عالم تغزوه الصور ويتأثر ناسه كثيراً بتطبيقات كهذا، وبصور تطبيقيّ سنابشات وإنستغرام، صار من الضروري التفكير في أثر هذه الصور على نظرة الأشخاص إلى أنفسهم والمعالجة التجميلية التي يخضعون إليها لهذا السبب. ولا يجب الإستهانة بهذه القضية أبداً.

لا يبدو أن شعبية هذه التطبيقات ستتراجع في المستقبل. وإذ لا ننكر أنها مسلية وممتعة، ربما يجب على صانعيها أن يضيفوا إليها تحذيراً طبياً.

فتوعية المستخدمين عبر التوضيح بأن الصورة التي يوفرها التطبيق هي محض خيال وليست أداة طبية يستطيعوا أن يستندوا إليها كأساسٍ من أجل التخطيط لإجراءات تجميلية، ربما تساهم في تراجع الإقبال على عمليات تجميلية كردة فعل.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من آراء