Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

احتجاجات أقصى اليمين في بريطانيا تجتذب أعدادا هي الأضخم منذ الثلاثينات

حصري: "حينما يشعر الناس بأن النظام معطوب، فإنهم ينظرون إلى خارجه"، حسبما حذر بحث أجرته هيئة حكومية

متظاهرون مؤيدون لبريكست في لندن في مارس 2019 (رويترز)

حذر تقرير من أن الاحتجاجات اليمينية المتطرفة تجتذب عدد من المؤيدين هو الأكبر منذ ثلاثينيات القرن العشرين، حيث يشعل موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي الغضب ضد ’النخبة‘.

قال بحث أجرته لجنة مكافحة التطرف، واطلعت عليه الاندبندنت حصرياً، إن عشرات الآلاف من الناس نزلوا إلى لندن منذ بداية عام 2018 بسبب سَجْنِ تومي روبنسون وتأخّر مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي.

تطورت بعض الاحتجاجات المطالبة بـ "الإفراج عن تومي" إلى هجمات عنيفة على ضباط الشرطة، بينما شهدت مسيرات "خيانة بريكست" متظاهرين يحملون حبال المشانق تجر في الشوارع دمى تمّثل شخصيات سياسية.

حذر تقرير وضعه الدكتور جو مالهول، الباحث البارز في جماعة الضغط التي تحمل اسم ’الأمل وليس الكراهية‘ من أن "عدم قدرة السياسيين على إدارة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بكفاءة وحسم" يقوّض الثقة في النظام السياسي.

وقال التقرير: "عندما يشعر الناس بأن النظام معطوب، فإنهم يتجاوزونه في بحثهم عن الحلول ويدخلون في ميدان سياسي يكون فيه أقصى اليمين قادراً على اغتنام هذه المخاوف، مقدّماً حلولاً مبسطة للمشكلات المعقدة."

حذر الدكتور مالهول من أنه مهما كانت نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، فإن اليمين المتطرف "سيستخدم رواية الخيانة للسير بالأمام بسياسته على مدى السنوات العشر المقبلة."

وقال للاندبندنت: "إذا كان هناك خروج قوي من الاتحاد الأوروبي وتأذت هذه المجتمعات، فسيتوصل اليمين إلى عذر ويقول إن خطأ ما قد حدث، ولم يكن خروجنا قوياً بما فيه الكفاية... وإذا بقينا في الاتحاد، فإنه قد تعرض للغدر. سيستخدم أقصى اليمين هذا، بغض النظر عما يحدث."

روبنسون، واسمه الحقيقي هو ستيفن ياكسلي لينون، هو من بين المتطرفين البارزين الذين استفادوا من الغضب الناجم عن تأخير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد تعيينه مستشاراً كبيراً للزعيم السابق لـ’يوكيب‘ (حزب استقلال المملكة المتحدة) جيرارد باتن العام الماضي، قال روبنسون إنه "يلحق بركب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي"، ثم رشح نفسه ليكون عضواً مستقلاً في البرلمان الأوروبي.

وفي مسيرة ’خيانة بريكست‘ التي نظمها حزب استقلال المملكة المتحدة في ديسمبر/كانون الأول، قال روبنسون للحشود: " الأشخاص الذين أعرفهم وقاموا بالتصويت، لم يفكروا في الاقتصاد، كانوا يفكرون أكثر بثقافتهم وهويتهم... فلتكن هذه بداية لحركة سياسية ضخمة في هذا البلد لتمثيل كل واحد منكم يشعر بأن صوته غير مسموع."

كان أحد المؤيدين بين الحضور يحمل سقالة شنق وحبل مشنقة، بينما لوح متظاهرون آخرون بلافتات تتهم السياسيين بـ "الخيانة"، مرددين عبارات مسيئة في وسائل الإعلام.

عقوبة السجن الأولى التي تلقاها روبنسون بتهمة عصيان المحكمة في مايو (أيار) عام 2018 ، حركت للتو مظاهرات أنزلت عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع، ومن المقرر إقامة احتجاج جديد ضد عقوبته الثانية في 3 أغسطس(آب).

وقال الدكتور مالهول إن الحدث قد يشهد إقبالاً كبيراً، على الرغم من تعرض شعبية روبنسون للضرر بسبب سَجْنه وفرض سلسلة من عمليات الحظر على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ إن المنظمين يحشدون الغضب ضد "المؤسسة".

مضيفاً: " بغض النظر عن أي جانب تتبنى من جوانب النقاش حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ليس هناك أدنى شك من أن الفشل في التعامل مع بريسكت بكفاءة قد أدى إلى خيبة الأمل والغضب ... لقد رأينا من خلال الاقتراع أن الناس يشعرون بخيبة أمل متزايدة من جميع الأحزاب والقادة السياسيين، لكنهم ما زالوا غاضبين ويريدون التغيير. لذلك هم يبحثون عن بدائل، وبالنسبة لبعضهم يتمثّل ذلك في تومي روبنسون."

أشار استطلاع أجرته شركة يوغوف للأبحاث واستطلاعات الرأي ونُشر في وقت سابق من هذا الشهر إلى أن 56 في المئة من أعضاء حزب المحافظين يعتقدون أن الإسلام "هو تهديد بالعموم" لأسلوب الحياة في بريطانيا، في حين أن ثلثيهم يؤمنون بالاعتقاد الخاطيء الذي يتحدث عن مناطق محظورة "لا يستطيع دخولها من هم غير مسلمين".

قال الدكتور مالهول إن البحث يشير إلى أن شريحة كبيرة من الجمهور البريطاني تتفق مع الآراء التي تتبناها شخصيات معادية للمسلمين مثل روبنسون، وأن أي سياسي يردد تلك الآراء "حتى لو لم يكن يحمل عقلية اليمين المتطرف" قد يتمتع بنجاحه في الانتخابات - "سواء كان ذلك بوريس جونسون متحدثاً عن النساء اللواتي يشبهن صناديق البريد أو شخصاً آخر لم يظهر على الساحة بعد".

ولفت الانتباه إلى ضرورة معالجة الحكومة للمخاوف التي يستغلها أقصى اليمين بخصوص العمالة والهجرة والعصابات السياسية والإرهاب، لتجنب أن تصبح الأجزاء المحرومة اقتصادياً في بريطانيا "منبعاً لنشاط أقصى اليمين".

ووجد البحث أن أكبر جماعات أقصى اليمين في بريطانيا قامت بتحديث نفسها من خلال الابتعاد عن المعاداة الصريحة للسامية، ومن خلال الخطاب المناهض للهجرة والعنصرية الشاملة، للتركيز بشكل خاص على المسلمين. قال التقرير موضحاً بالتفصيل كيف قامت الجماعات بإعادة تحديد مفهوم حرية التعبير لتقديم نفسها كجماعات ناشطة في مجال حقوق الإنسان ومقاتلة من أجل الحرية: "لقد قام أقصى اليمين بتكييف رسالته وتبني منصة يتقبلها الجمهور أكثر، ضمن حدود ما هو مقبول ... أولئك الذين يقتصرون في عنصريتهم على المسلمين وبشكل علني، ويتجاهلون القمع المزعوم لحقوقهم وحرياتهم ويدعون أنهم يمثلون ’الشعب‘ المقهور في وجه ’النخبة‘ الفاسدة، يرددون آراء قطاعات أوسع من الجمهور البريطاني، وبالتالي يتمكنون من النجاح في جذب أعداد أكبر من أي وقت مضى منذ ثلاثينيات القرن الماضي."

كان البحث واحداً من أربع دراسات عن أقصى اليمين، بتكليف من لجنة مكافحة التطرف الجديدة التي شكلتها الحكومة في عام 2017 وتقوم بإجرء أبحاث على مستوى البلاد حول آراء الناس وتجاربهم مع التطرف منذ ذلك الحين.

وقالت المفوضة الرئيسة  سارة خان إن النتائج "ترسم صورة عن امتداد أقصى اليمين وحدته، والحاجة إلى ردود متناسبة ومنفتحة...يتعين علينا حماية حقنا في الاحتجاج والتذمّر، لكن أعتقد أننا نستطيع فعل المزيد ويجب علينا ذلك...لم تختف هذه الأفكار والتهديدات في يوم من الأيام، ويتوجب علينا مضاعفة جهودنا لمواجهتها...نريد من خلال هذا البحث والدراسات الأخرى التي سننشرها أثناء الصيف أن نكوّن إجماعاً مُثبتاً بالأدلة حول المشكلات التي نواجهها من التطرف، وأن نجد  طرقاً أفضل لمواجهته".

من المفترض أن يقدم ساجد جافيد رده على النتائج في خطاب سيلقيه في وسط لندن صباح الجمعة. وسيقول وزير الداخلية: "يمكن لأي شخص أن يتحدى الخرافات التي يرويها المتطرفون وتعمّق الانقسامات...إذا أردنا القضاء على التطرف في مكانه، يجب أن نتحلى بالشجاعة لمواجهته، والقوة لاتخاذ إجراءات حاسمة، والحكمة لمعالجة الأسباب الجذرية."

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات