Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد 66 عاما... إعادة نشر رسوم بهجوري من وحي العدوان الثلاثي على مصر

عكست شجاعة أهل "المدينة الباسلة" وبطولاتهم في التصدي للمعتدين

في كتابه "بورسعيد" صور جورج بهجوري أهالي "المدينة الباسلة" بأجسام ضخمة في مظهر أشبه بأبطال السير الشعبية (مواقع التواصل)

ملخص

رصد #جورج_بهجوري الذي كان في بداياته الفنية خلال حقبة الخمسينيات البطولات في #بورسعيد وسجل ملامح منها بفن #الكاريكاتير الذي كان يقطع خطواته الأولى فيه.

كانت مدينة بورسعيد التي أطلق عليها يوماً اسم "المدينة الباسلة" نقطة ارتكاز بالنسبة إلى المقاومة الشعبية ضد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وسطر أبناؤها بطولات عظيمة لا يزال الناس يذكرونها عند الحديث عن تلك المرحلة وعن رفض العدوان.
ودائماً ما كان الكاريكاتير أحد الأدوات الفنية التي عبر بواسطتها الفنانون عن واقع الحال وعن أحداث كثيرة مر بها المجتمع على المستويات كافة.
 


ومع اندلاع العدوان الثلاثي على مصر، رصد الفنان الشاب جورج بهجوري الذي كان في بداياته الفنية هذه البطولات وسجل ملامح منها بريشته وبفن الكاريكاتير الذي كان يقطع خطواته الأولى فيه في خمسينيات القرن الماضي ليجمع هذه الأعمال ويصدرها في كتاب عام 1957 تحت عنوان "بورسعيد".
بهجوري الذي عاصر العدوان الثلاثي على مصر وهو في العشرينيات من عمره أتم 90 سنة هذا العام وأصبح من كبار فناني الكاريكاتير في مصر والعالم، وصدرت أخيراً طبعة جديدة من كتابه الذي رصد المقاومة الشعبية في بورسعيد بعد 66 عاماً من العدوان الثلاثي.
الكتاب صدر حديثاً عن مشروع "ذاكرة الكاريكاتير" الذي يقول مؤسسه عبدالله الصاوي لـ"اندبندنت عربية"، "بالمصادفة وجدت في دار الكتب المصرية نسخة قديمة من كتاب جورج بهجوري ’بورسعيد‘ وأدركت قيمته الكبيرة بتعبيره عن مرحلة سياسية مهمة من تاريخ مصر وهي فترة العدوان الثلاثي، وصدر الكتاب في طبعته الأولى منذ 66 عاماً، كان جورج بهجوري وقتها في الـ 25 من عمره، وكتب المقدمة له حسن فؤاد المسؤول عن الإخراج الفني لمجلة ’صباح الخير‘ ذائعة الصيت وقتها، وأشار فيها إلى أنه يتنبأ له بمستقبل باهر في عالم الكاريكاتير وهو ما حدث بالفعل". ويضيف الصاوي أن "الرسوم الكاريكاتيرية هي نبض الشارع وهي وثائق منسية، فمن يتأمل رسوم الكاريكاتير في الصحف والمجلات المصرية على مدى عشرات السنوات يجد أنها عكست كثيراً من الأحوال الاجتماعية والمواقف السياسية والأزمات المختلفة التي مرت على البلاد والناس".


الكاريكاتير والأحداث السياسية

وكانت مدينة بورسعيد في فترة العدوان الثلاثي رمزاً من رموز المقاومة الشعبية وأبلى أهلها بلاءً حسناً في الدفاع عن مدينتهم وصارت الأجيال تتناقل هذه الروايات، وقدمتها الفنون المختلفة مثل السينما والأدب والفنون التشكيلية المختلفة ومن بينها الكاريكاتير الذي رسم صوراً للمقاومة وأظهر بسالة أهل بورسعيد في الدفاع عن مدينتهم.
وفي كتابه "بورسعيد" صور جورج بهجوري أهالي "المدينة الباسلة" بأجسام ضخمة في مظهر أشبه بأبطال السير الشعبية مقارنة بتصويره للجنود المعتدين وظهر أبناء بورسعيد في صورة متشابهة وكأنهم على قلب رجل واحد في الدفاع عن مدينتهم وبدت مفردات مثل المباني وقناة السويس التي كانت سبباً رئيساً في العدوان الثلاثي بعدما أممها الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، ففي واحدة من اللوحات يظهر أحد أبناء بورسعيد وهو يحتضن المدينة بكاملها وكأنه يحميها، وفي لوحة أخرى يظهر أبناء بورسعيد رافعين السلاح بشكل يوحي بالنصر فهذه الرسوم الكاريكاتيرية كان أحد أهدافها في تلك الفترة رفع الروح المعنوية وإذكاء الحماسة في النفوس.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وعن رسوم بهجوري الخاصة بفترة العدوان الثلاثي يشير الصاوي إلى أن "رسومه بشكل عام تتميز بخطوط سهلة وواضحة ومعبرة، وهو من بدايته له خط خاص به في الكاريكاتير غير مقلد لأحد، وهو يعتمد البساطة والإيجاز ولكنه يعبر بعمق عن الفكرة فهو كما يقال مثل السهل الممتنع، وظهر هذا واضحاً في مجموعة رسومه عن هذه الفترة فهي تقدم أفكاراً وقضايا كبيرة بأسلوب شديد البساطة وبخطوط في غاية السلاسة مثل أسلوب بجهوري الذي استمر معه طوال مشواره". وأضاف "لا بد من أن يكون الرسام على قدر كبير من الثقافة وملماً بالأحداث حتى يستطيع التعبير عنها، فالكاريكاتير رسالة يوجهها الفنان إلى العالم وهو ينمو ويزدهر في مناخ الحرية فهو يناقش مشكلات المجتمع ويمثل نبض الناس في الشارع ويمكن أن يكون أحد الوسائل التي تستدل منها الحكومات إلى ما يشغل الناس ويثير أزمات لديهم، وبالفعل نجح فن الكاريكاتير في ذلك ولم يقتصر على رسم رجل الشارع وإنما دائماً ما أظهر أيضاً الرؤساء والمسؤولين، وكان من أبرز الوجوه التي رسمها فنانو الكاريكاتير ومن بينهم جورج بهجوري في فترة العدوان الثلاثي، الرئيس جمال عبدالناصر باعتباره من أبرز وجوه تلك المرحلة".


الحفاظ على تراث الكاريكاتير

وتمتلك مصر كنزاً من رسوم الكاريكاتير على مدى أكثر من 100 عام، وهو سجل حافل للأحداث السياسية والاجتماعية كافة التي مرت بالمجتمع في أحواله المختلفة، لكن لا يوجد جهد منظم للحفاظ عليها أو توثيقها إلا بعض المبادرات الفردية من مجموعة من الفنانين الذين أدركوا أهمية هذا الأمر وعملوا على الاهتمام به. ويشير الصاوي إلى أن "الحفاظ على التراث الفني أمر شديد الأهمية، فرسوم الكاريكاتير التي وثقت تاريخ مصر تمثل جزءاً من تراثنا الثقافي وهي لا تتناول الأحوال المصرية فقط وإنما تعكس قضايا عربية ودولية عدة بطبيعة الحال، فعلى سبيل المثال أصدر رسام الكاريكاتير الشهير صاروخان كتاباً عام 1945 بعنوان ’هذه الحرب‘ يتناول الحرب العالمية الثانية من خلال رسوم الكاريكاتير وهو ذو أهمية كبيرة لأنه يوثق حدثاً تأثر به العالم كله خلال هذه الفترة وكيف ظهرت تأثيراته في رسوم الكاريكاتير". ويضيف أن "جزءاً من هذه الأزمة يعود إلى أن كثيراً من رسامي الكاريكاتير أنفسهم على مدى الأعوام لم يهتموا بتوثيق تراثهم الفني ولذلك فُقد كثير منه، ولم تكن هناك مؤسسة بعينها معنية بالحفاظ على هذا الفن وإنما كانت كلها اجتهادات ومبادرات فردية سواء من الفنانين أنفسهم أو من آخرين ولكن الأمر يحتاج إلى دعم مؤسسات الدولة لهذه الجهود. هناك بالفعل جزء كبير من رسوم الكاريكاتير محفوظ في دار الكتب والوثائق المصرية على اعتبار أنها الجهة التي تحفظ جزءاً كبيراً من تاريخ الصحافة في مصر ولكن هناك رسوماً لم تنشر أو منعت من النشر لأسباب معينة وهي لا تقل أهمية عن الرسوم التي خرجت إلى النور ونشرت بالفعل".

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة