Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لهذا السبب امتلكت ديناصورات مثل "تي ريكس" جسما ضخما خلافا لأقاربها

اكتشافات جديدة ربما تؤدي إلى فهم أفضل لآليات النمو لدى حيوانات أخرى

يعتقد "علماء الإحاثة" في الغالب أن الديناصورات الكبيرة اكتسبت تلك الضخامة نتيجة قفزات سريعة في النمو (رويترز)

ملخص

ما سبب امتلاك #ديناصورات من قبيل #"تي ريكس" هيكلا ضخما خلافا لأقاربها؟

يبدو أن حجم الجسم الذي تمتع به بعض الديناصورات لا يرتبط بمعدل نموها، وذلك وفق تحليل جديد لعدد من الأحافير يلقي الضوء على السبب وراء ضخامة ديناصورات بعينها، على شاكلة المفترس العظيم "تي ريكس"، في حين أن أقاربها كانت صغيرة الحجم مقارنة بها.

على مدى سنوات طويلة، عرف علماء "الإحاثة" (دارسو المتحجرات) أن الديناصورات آكلة اللحوم التي تسمى "الثيروبودا" أو "وحشيات الأرجل" theropod  تراوحت في حجمها بين "تي ريكس" الشهير الذي يماثل الحافلة في ضخامته و "فيلوسيرابتور" [يختصر اسمه بـ "رابتور"] Velociraptor الصغير بحجم الكلب، لكن بقيت من دون إجابات شافية ولغزاً عصياً الطريقة التي تطورت بها الديناصورات المذكورة حتى صارت على تلك الشاكلة من الأحجام المختلفة تماماً في ما بينها، حتى بين الأنواع ذات القرابة الوثيقة منها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الآن نهضت مجموعة من الباحثين، عدد منهم من "جامعة أوهايو" في الولايات المتحدة، بتحليل واسع النطاق لعظام قصبة الديناصورات، كي ينظروا في سرعة نموها بناء على حلقات ظهرت كل عام في عظامها.

فيما تباطأ نمو الديناصورات أو توقف كل عام، ترك علامات أشبه بحلقات الأشجار على عظامها تؤشر إلى عمرها، وفي المستطاع استخدامها بغرض التوصل إلى تقدير لمعدل نمو تلك المخلوقات.

تسمى هذه الحلقات "علامات النمو القشري"، وتشير الحلقات المتباعدة جداً عن بعضها بعضاً إلى وتيرة نمو أسرع، فيما تخبرنا الحلقات المتباعدة الضيقة أن الحيوان كان ينمو على نحو بطيء"، على ما أوضح الباحث المشارك في الدراسة مايكل دي إيميك.

وحتى الآن يعتقد الباحثون أن الحجم الضخم الذي تتسم به الحيوانات الكبيرة مثل الفيلة مرده إلى أنها تكبر بشكل أسرع خلال فترات نموها المتسارعة، وذلك مقارنة مع المخلوقات الأصغر حجماً مثل الكلاب.

وعلى نحو مماثل يعتقد "علماء الإحاثة" في الغالب أن الديناصورات الكبيرة اكتسبت تلك الضخامة نتيجة قفزات سريعة في النمو، ولكن نتائج التحليل التي نُشرت الخميس الماضي في مجلة "ساينس" Science العلمية، كشفت عن عدم وجود علاقة تربط بين معدل النمو وبين حجم الجسم لدى بعض الديناصورات.

وجد الباحثون أنه لدى بعض الديناصورات، مثل "الماجونغاصورات" Majungasaurus التي تعتبر من أقارب "تي ريكس" وتبلغ من الطول سبعة أمتار، كانت حلقات النمو المذكورة سابقاً قريبة إلى بعضها بعضاً، مما يشير إلى أن هذا الجنس من الديناصورات اكتسب ضخامته على مدى فترة طويلة من الزمن، والآن يرجح العلماء أن نحو ثلث أنواع "الثيروبودا" الـ 42 التي خضعت للتحليل في الدراسة كانت أكبر من أسلافها نتيجة وتيرة النمو المتسارعة لديها، وأن ضخامة الحجم لدى الـ 28 في المئة الأخرى من تلك المخلوقات تعود لنموها الطويل الأمد.

ويقول الباحثون إن خُمس تلك الحيوانات أصبحت ربما أصغر من أسلافها بسبب تقلص قفزات نموها، وخُمسها الآخر نتيجة النمو المتباطئ.

"يُعتقد أن معظم الحيوانات تتطور لتصبح أكبر من طريق النمو بشكل أسرع من أسلافها، ولكن هذه الدراسة تكشف أنه من الوارد جداً أن الحيوانات الأكبر والأصغر نمت لفترات زمنية أطول أو أقصر أثناء قفزات النمو"، قال الدكتور ديميك.

وفي البحث قاس العلماء نحو 500 حلقة نمو في نحو 80 عظمة مختلفة من ديناصورات "الثيروبودا"، علماً أنها كانت تمشي على قدمين خلفيتين ويأكل معظمها اللحوم، وكذلك يعتقد أن أصول الطيور الحديثة تعود لـ "وحشيات الأرجل" هذه.

وتشير النتائج إلى عدم وجود آلية واحدة تناسب الجميع وراء نمو ديناصورات "الثيروبودا".

يقول الباحثون إن التغيير في آليات النمو المختلفة على المستويين الجزيئي أو الجيني يفسر على الأرجح المجموعة المتنوعة من أشكال النمو التي شوهدت لدى تلك الديناصورات.

"خلصنا إلى أنه لا علاقة بين معدل نمو تلك الديناصورات وحجمها، نما بعض الديناصورات العملاقة ببطء شديد، أبطأ من وتيرة نمو التماسيح اليوم، ونما بعض الديناصورات الأصغر حجماً بسرعة كبيرة، على غرار الثدييات الحية اليوم"، قال الدكتور ديميك.

ويأمل الدكتور ديميك وزملاؤه في أن يقود هذا البحث إلى إجراء تحقيقات تشمل مجموعات أخرى من الحيوانات، سواء الحية منها أو المنقرضة، بغية تبيان آليات التطور الأكثر أهمية لدى الأنواع الأخرى من الحيوانات".

© The Independent

المزيد من علوم