التعدين ينعش الأسهم الأوروبية والذهب يواصل الصعود

دفعت البيانات القوية الواردة من شرق أسيا الأسواق الدولية إلى أعلى، بعدما أظهرت البيانات نشاط المصانع في الصين في شهر فبراير (شباط) الماضي، مسجلاً نمواً بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، مما قلل من مخاوف المستثمرين من حدوث تباطؤ اقتصادي.

نمو النشاط الصناعي بالصين بأسرع وتيرة منذ عقد

وصعدت الأسهم الأوروبية بفضل شركات التعدين والمنتجات الفاخرة اليوم الأربعاء، بعد بيانات بكين القوية، وصعد المؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنحو 0.2 في المئة، مستهلاً الشهر بثقة بعد بداية قوية لهذا العام.

في غضون ذلك سجل نشاط المصانع في الصين في فبراير الماضي نمواً بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، وهو ما يمثل حال استثنائية في آسيا، مع توقف نمو التصنيع في أماكن أخرى، وقفز مؤشر مديري المشتريات لقطاع التصنيع في الصين إلى 52.6 الشهر الماضي متجاوزاً بفارق كبير توقعات المحللين عند 50.5 نقطة، مما دفع أسهم شركات منتجات فاخرة مثل "إل.في.إم.إتش" و"كيرينغ و"بيرنو ريكار" و"إيرميس إنترناشونال" التي تشهد توسعاً كبيراً في الصين، إلى الارتفاع بمقدار يتراوح  بين 1.7 و2.1 في المئة.
وقفز مؤشر الموارد الأساسية الأوروبي ثلاثة في المئة، بينما انخفض سهم بنك "بي.إن.بي باريبا" 2.9 في المئة بعد إعلان استعداد جهة بلجيكية حكومية لبيع ثلث حصتها البالغة 7.8 في المئة في البنك.

"نيكي" الياباني يعزز المكاسب

في تلك الأثناء عزز المؤشر "نيكي" الياباني مكاسبه ليغلق على ارتفاع مع تحسن المعنويات بعد أن أظهرت بيانات توسع نشاط التصنيع في الصين في فبراير (شباط) بأسرع وتيرة منذ أكثر من عقد، إذ أغلق

المؤشر "نيكي" مرتفعاً 0.26 في المئة عند 27516.53 نقطة، بعد هبوطه بما يصل إلى 0.5 في المئة في وقت سابق من اليوم على درب المؤشرات الرئيسة في "وول ستريت"، في حين صعد المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.23 في المئة إلى 1997.81 نقطة، فيما هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي الليلة الماضية 0.71 في المئة، كما انخفض المؤشر "ستاندرد اند بورز 500" بواقع 0.30 في المئة والمؤشر "ناسداك" المجمع 0.1 في المئة.

وصعد مؤشر قطاع منتجات الأغذية والمشروبات 0.7 في المئة، كما ارتفع مؤشر أسهم شركات استكشاف النفط 2.81 في المئة وتصدر الرابحين من بين 33 مؤشراً فرعياً في بورصة طوكيو.

وتراجعت أسهم قطاع البنوك 0.294 في المئة بعد أن ارتفعت تسعة في المئة حتى الآن هذا العام.

اليوان الصيني يرتفع مقابل الدولار الأميركي

على صعيد أسواق العملات، تراجع الدولار الأميركي، بينما ارتفع اليوان الصيني اليوم مع نمو النشاط الصناعي الصيني، بينما صعد اليورو بعد أن أشارت بيانات التضخم في الأقاليم الألمانية إلى أن ضغوط الأسعار لا تزال مرتفعة.

كما استفاد الدولاران الأسترالي والنيوزيلندي من البيانات الصينية القوية، وأنهى اليوان المعاملات المحلية عند 6.8854 في مقابل الدولار، وهو أعلى مستوى عند الإغلاق منذ 21 فبراير، في حين قفز في المعاملات الخارجية 1.3 في المئة إلى 6.8683 للدولار، محققاً أكبر مكسب في يوم واحد منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).

أسعار الذهب تصعد لأعلى مستوى في أسبوع

إلى ذلك ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى لها في أسبوع اليوم مع تراجع الدولار، ومع ذلك تسببت المخاوف من زيادات أسعار الفائدة الأميركية على خلفية التضخم المرتفع على مستوى العالم في كبح المكاسب، إذ واصل الذهب مكاسبه في المعاملات الفورية للجلسة الثالثة وارتفع 0.4 في المئة إلى 1834.75 دولار للأوقية (الأونصة)، كما زادت العقود الآجلة الأميركية للذهب 0.3 في المئة إلى 1842.90 دولار.

ترقب ذروة جديدة للذهب

من جانبه قال كبير محللي السوق في "سيتي إندكس" مات سمبسون، "قد تكون المحطة التالية للذهب هي منطقة 1850-1860 دولاراً، وعند هذه النقطة سننتظر ذروة أخرى".

كان المعدن النفيس سجل في فبراير الماضي أسوأ شهر له منذ يونيو (حزيران) 2021 بعد سلسلة من البيانات الأميركية التي أشارت إلى مرونة الاقتصاد وزيادة عدد الوظائف المتاحة في سوق العمل، مما أثار المخاوف من أن يواصل مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) رفع أسعار الفائدة للحد من التضخم، ولكن مع هبوط مؤشر الدولار 0.2 في المئة جعل الذهب المسعر بالعملة الأميركية في متناول المشترين من حائزي العملات الأخرى.

وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية واحدا في المئة إلى 21.13 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 1.1 في المئة إلى 962.96 دولار وكذلك ارتفع البلاديوم اثنين في المئة إلى 1441.77 دولار.