Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تعتقد أن نتفليكس لا تقهر؟ أعد التفكير مرة أخرى

لم يتوقع أحد نهاية متاجر بلوكباستر قبل عشرين سنة

في مقرها الأميركي، أحسّت شركة "نتفليكس" بضغوط نوعية عندما أظهرت الأرقام تقلّص جمهورها في الولايات المتحدة (وكالة رويترز)

ثمة مشهد شهير في فيلم "كابتن مارفل" يصطدم فيه البطل بسطح متجر "بلوكباستر" لبيع أشرطة الفيديو. وأراهن أن كل الآباء كانوا سعداء بشرح أهمية ذلك المشهد لأطفالهم، أثناء الخروج من السينما. أعرف أنني فعلت ذلك. وأراهن أن معظم الآباء تلقوا نظرات شبيهة بتلك التي قوبلت بها أنا أيضاً.

بالطبع، كان "بلوكباستر" ملك محلات تأجير أشرطة الفيديو، وكان أقربَ شيء إلى نتفليكس في 1995، عندما كان بإمكانك تحديد الفيلم الذي تود رؤيته، وكان مفهوم "بحسب الطلب" يعني أن ترتدي معطفك وتتوجه إلى المتجر المحلي آملاً أن شخصاً آخر لم يستأجر النسخة الأخيرة من الفيلم، "باتمان إلى الأبد" مثلاً؟ بالمناسبة، كان ذلك الفيلم النسخة السينمائية الوحيدة المستقاة من مجلة "دي سي" وشركة "مارفل" للقصص المصورة. ولم يكن جيداً جداً. وآنذاك، عندما قَبَعَ ذلك الفيلم على أرفف متاجر "بلوكباستر"، كان انهيار الشركة وتفريغها من بضائعها أمراً غير وارد، لكنه حدث فعلاً.

يقودنا هذا إلى أحدث الأرقام المتعلقة بشركة "نتفليكس" للبث التدفقي لأشرطة الفيديو، وقد استقبلت بورصة "وول ستريت" تلك الأرقام على مضض وبامتعاض، مع وجود سبب وجيه لذلك.

وبالنسبة إلى معظم الشركات، يعتبر جذب 2.7 مليون زبون جديد في غضون ثلاثة أشهر سبباً لاحتفال كبير. لكن، "نتفليكس" كانت تتوقع 5 ملايين زبون. وكذلك تحملت أول انخفاض صاف في عدد المشتركين في الولايات المتحدة منذ 2011، عندما فُصِلَ بين خدمتي البث التدفقي وتأجير الأقراص المدمجة "دي في دي".

وفي التفاصيل، أن الزيادات في الأسعار التي تمارسها الشركة واجهت أخيراً بعض المقاومة، على الأقل في سوقها الأميركية المحلية.

الآن، لن أتوقع سقوط شركة عملاقة بناء على مجموعة مفردة من النتائج الفصلية عن أعمالها. سيكون ذلك من الحماقة بمكان. في أوقات سابقة، سجّلت "نتفليكس" نتائج أدنى من التوقعات، لكنها استطاعت العودة ثانية. ستفعل ذلك مرة أخرى من دون شك. عادة ما يحدث ذلك.

وعلى الرغم من كل شيء، يأتي هذا التطور في وقت خطير بالنسبة إلى شركة أقحمت نفسها في الحوار الثقافي، وقلوب وعقول جيل الألفية وما بعدها، إضافة إلى عدد كبير ممن اشتعلت رؤوسهم شيباً.

وكذلك تحرق "نتفليكس" مبالغ كبيرة لإنتاج المحتوى الذي يطلبه المشتركون. وأعني أموالاً طائلة. مليارات الدولارات كل عام. لديها أكثر من 151 مليون مشترك على مستوى العالم، لكنها بحاجة ماسة إلى توزيع التكاليف التي تتكبدها على قاعدة عملاء أوسع بكثير.

ثمة مؤشر آخر مثير حول هذه الأرقام يتمثّل في الرئيس التنفيذي ريد هاستينغز الذي يقول إن الخسارة لم تكن بسبب المنافسة. في المقابل، يبدو أن هناك كثيراً من المنافسة الصاعدة.

إذ تسترجع ديزني المحتوى الذي اعتاد الجمهور أن يشاهده عبر "نتفليكس"، وتسعى إلى توظيفه لمصلحة مشروع (أو مشاريع) البث الخاصة بها. يعتبر "كابتن مارفل" أول اقتباس صنعته "ديزني" من سلسلة "الأبطال الخارقين التي ظهرت في المجلات المصورّة قبل انتقالها إلى الشاشات، لكنه لن يظهر بعد اليوم على منصة "نتفليكس". في خطوة متصلة، ألغت "نتفليكس" اقتباساتها التلفزيونية الناجحة التي تقدّم أبطال ""الشارع" الشائعين الآتين من مجلات الرسوم المصورة (مثل "ديرديفل" و"جيسيكا جونز"...).

في سياق متصل، تستعد شركتا البث البريطانيتان "آي تي في" و"بي بي سي" لاسترداد المحتوى المرئي- المسموع الذي صنعتاه كي تعيداه إلى بريطانيا، بمجرد أن تنتهي عقودهما مع "نتفليكس"، كي تقدّماه ضمن مشروع "بريت بوكس" المرتقب. لم تكن هناك أخبار كثيرة عنه مؤخراً، لكن قيل لي إن ذلك سيتغير قريباً. وتواصل شركة "أمازون" المنافسة في سوق البث التدفقي للفيديو، وكذلك تريد "آبل" الانضمام إلى الساحة كذلك. وكذلك ترغب شركة "وورنر براذرز" في الأمر نفسه.

تملك "آبل" أموالاً كثيرة إلى درجة أن لا داعي للقلق بشأن تأثّرها بالتكاليف.

لكن، سيقول هاستينغز، حسناً، سيستمتع الناس بالمحتوى الذي تنتجه الشركة بنفسها.

ويتوجب أن يأتي ذلك بنوعية جيّدة، لا سيما إذا أخذنا بالحسبان ارتفاع الأسعار الذي قدّمه ذلك الرجل الذي يقود "نتفليكس".

على الرغم من أن "نتفليكس" (حتى اليوم؟) لا تنتج الأفلام الرائجة التي تطرحها "ديزني" كل شهرين، وكذلك الحال بالنسبة إلى ما تنتجه الأخيرة منذ وقت طويل من الشخصيات المعروفة والمحببة، إلا أنها تمتلك كثيراً من الأعمال العالية الجودة التي شرعت في ترسيخ علاماتها التجارية وجمهورها الخاصين بها. من الأمثلة على ذلك، أشرطة مثل "البرتقالي هو الأسود الجديد"، و"صناعة قاتل"، و"التربية الجنسية"، بإمكانكم أن تختاروا العمل الذي يحلو لكم. تخلق تلك المسلسلات أحاديث لتزجية الوقت بين الناس.

في المنحى نفسه، حصل الموسم الثالث من سلسلة "أشياء غريبة" أخيراً على إشادة واسعة النطاق. وجرى العمل على تسويقه بشراسة، وقد يؤدي إلى جانب بعض أعمال إضافية أخرى، إلى نتائج مفرحة أكثر إيجابيّة وفرحاً بالنسبة إلى "نتفليكس" عندما يظهر تقريرها الجديد. ويحمل هاستينغز توقعات كبيرة في ما يتعلق بالفصل الحالي من السنة المالية الحالية.

كذلك يتمثّل أحد الأمور التي تستطيع الشركة القيام بها كي تحسّن وضعها في أن تعرض للناس أشياء مهتمين بها، وتتجاوز الحدود التي ترسمها سجلات الشركة وأرقامها. إنها نقطة ضعف ملحوظة. ومعالجتها ستساعد "نتفليكس" في إثبات قيمتها.

في سياق مشابه، ليس بالضرورة أن يكون ظهور المنافسة عنصراً قاتلاً بالنسبة إلى شركة البث التدفقي العملاقة.

وعندما يستطيع أشخاص تقديم تلك الخدمة، يصبحون في الغالب قادرين على إضافة خدمات أخرى. يمثّل ذلك القاعدة التي يعتمد عليها مشروع "بريت بوكس" الذي استطاع الوصول أخيراً إلى الولايات المتحدة. (يجري الحديث عن مبلغ منطقي هو 5 جنيهات استرلينية شهرياً للوصول إلى مكتبات المحتوى الضخمة التي تحتفظ بها شبكتا البث المعنيتان بالمشروع).

كخلاصة، لا يزال شطحاً في الخيال تصور أن آباء الألفية الثالثة سيحتاجون إلى شرح ما كانت عليه "نتفليكس" عندما تُطرح نسخة جديدة من "كابتن مارفل" بعد عشرين سنة. في المقابل، لم تعد تلك الشركة المهيمنة على سوق البث التدفقي للفيديو كأنها لا تُقهر، مثل حالتها سابقاً. ثمة عيب في وسائل حماية الشركة، وسيكون من الحكمة أن يفكر هاستينغز ملياً قبل أن يفرض مزيداً من الضغوط على مشتركيه.

تذكروا أن الاختلافات في السوق ينبغي في الأقل أن تحقق متعة للمشاهدين.

أخيراً، يعمل التعطش الشديد إلى المحتوى الأصلي العالي الجودة من أجل تبرير رسوم الاشتراك، على تحفيز العصر الذهبي للتلفزيون. وكل بضعة أشهر، تُعرض برامج مبتكرة قد لا نحظى بفرصة ظهورها على شبكات التلفزيون التقليدية. وبعد أن تُنتَجَ تلك الأعمال، لا تبقى أهمية لهوية الجهة المنتجة.

© The Independent

المزيد من آراء