Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مدارس سوريا... حضر الطلاب وغابت الكتب

حاجة ملحة للدعم المعنوي والنفسي لأولئك الذين يقطنون خارج سكنهم ولا سيما الأطفال

الهزات الارتدادية دفعت بالأهالي إلى الشارع والساحات العامة خوفاً من الارتجاجات المرعبة (اندبندنت عربية) 

ملخص

مع مضي 20 يوماً على #الزلزال يحاول #السوريون في #المدن_المنكوبة العودة إلى #الحياة_الطبيعية لكن #الهزات_الأرضية التي تحدث بين الحين والآخر تمنعهم أو تحد من استكمالهم المسير

على أطلال منزله في حي الرمل الجنوبي بمدينة اللاذقية والقريب من شاطئ البحر، حيث ما زال شبح الزلزال المميت يخيم على البيوت منذ السادس من فبراير (شباط) الجاري، يبحث الفتى حسام عن أي غرض أو شيء يتعلق به أو بعائلته المنكوبة بين أنقاض بيته أو ما تبقى منه.

فوق أكوام البيت المهدوم بفعل الزلزال المدمر يعثر حسام على كتاب بين الأنقاض يلتقطه ويتفحصه، مع كل الغبار الذي بدد ملامح ورقه لا يعلم جيداً إن كان له أو لصديقه الذي قضى نحبه، ينفض الغبار ويحاول أن يمسك دموعه عن الانهمار من دون جدوى، بعد أن لاحت بمخيلته ذكريات الدراسة والحياة في هذا البناء الذي جمع أعز أصدقائه "لا أعلم كيف سأتابع الحياة وعائلتي لعل القدر أنقذ أرواحنا، جيراني وأصدقاء مقاعد الدراسة أفتقدهم".

ودفعت الهزات الارتدادية بالأهالي إلى الشارع والساحات العامة هلعاً من الارتجاجات المرعبة، وأصبحوا يقيمون داخل الخيام كمأوى بديل عن بيوت العمر التي باتت تتهاوى وتتصدع أمام أعين أصحابها.

عودة الحياة

مع مضي 20 يوماً على الزلزال يحاول الناس في المدن المنكوبة العودة إلى الحياة الطبيعية، لكن الهزات الأرضية التي تحدث بين الحين والآخر تمنعهم أو تحد من إكمال مجرى حياتهم بعد إزالة الأنقاض.

لعل قرار استئناف الدوام في المدارس من أكثر القرارات أهمية، فالتحديات واسعة وهناك عملية امتحانية بالمدارس والجامعات، في حين تحولت معظم الأبنية التعليمية إلى مراكز إيواء.

مقابل ذلك ما زالت لجان السلامة العامة تكشف على بقية الأبنية في اللاذقية وريفها ومدينة حلب.

 

 

رئيس فرع نقابة المهندسين في حلب هاني برهوم قال "هناك فحص كامل للأبنية المدرسية بالمدينة من قبل لجان الخبرة بالسلامة الإنشائية، التي قدمت تقريرها بسلامة معظم الأبنية، وأوصت بأن هناك عدداً قليلاً جداً يحتاج إلى تدعيم".

وأشار إلى أن اللجان فحصت الأبنية الحكومية والدوائر الحكومية للتأكد من خلوها من الأخطار"، واستناداً إلى توصيات اللجان الهندسية المتخصصة عادت المدارس ورياض الأطفال العامة والخاصة إلى فتح أبوابها بشكل فعلي قبل أسبوع.

السلامة أولاً

أما في مدينة اللاذقية فقد تأجل استئناف العام الدراسي حتى 5 مارس (آذار) المقبل، وخلال هذه الفترة يمكن للفرق الهندسية ولجان السلامة العامة استكمال أعمالها من إجراءات الكشف على الأبنية المدرسية وسلامتها الإنشائية، بحسب محافظ اللاذقية عامر هلال.

ويأتي تأجيل افتتاح المدارس في مدن اللاذقية وريفها الواقعة في جبلة والقرداحة والحفة بغية استكمال فحص لجنة السلامة العامة عدداً من المدارس أوصت بتدعيمها، بالتوازي مع استمرار تأجيل الامتحانات الجامعية بالمدن المنكوبة إلى 4 مارس المقبل، ومتابعة الامتحانات في جامعة دمشق.

وإزاء ذلك تتضارب الآراء من جدوى عودة الحياة إلى طبيعتها ولا سيما الدراسية منها، على رغم معارضة الأهالي والمتضررين عودة أبنائهم الصغار إلى مقاعد الدراسة في ظل واقع صعب وعدم الاستقرار لدى التلاميذ والطلاب ولا سيما ممن فقدوا بيوتهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويسأل عبدالكريم الحسن، أب لخمسة أبناء منهم طالبان في الثانوية وثلاثة أطفال بمرحلة التعليم الأساسي "كيف سيعاود أولادي الدراسة وهم يقبعون بمركز إيواء، وقبلها عشنا في خيمة بعد أن فقدنا بيتنا؟ لا نملك سوى القماش الذي يستر أجسادنا، تركنا كل شيء، أليس الطالب بحاجة إلى دفاتره وكتبه لكي يعاود لحياته الدراسية؟ وحتى إن تأمن كل ذلك، أطفالي وأطفال معظم المتضررين من الزلزال لن يستطيعوا التركيز، فنحن لا نعيش حياة طبيعية على الإطلاق".

ويعتقد الباحث الأكاديمي في المناهج التربوية عمر مؤقت في حديثه لـ"اندبندنت عربية" بضرورة استمرار الدوام، لكن تقطع سبل العيش الكريم للمتضررين من الطلاب وصعوبة الوصول إلى مدارسهم بعد انتقالهم إلى مراكز إيواء بعيدة عنهم، أو فقدان المستلزمات التعليمية، وحالات الخوف والهلع التي عاشوها خلال الأسابيع الثلاثة السابقة، ستكون من أكبر التحديات.

وقال مؤقت "من المجدي التفكير واتخاذ قرار إسعافي بتمديد العام الدراسي، أو الإعلان عن فصل دراسي ثالث، وتقديم الدعم التعليمي الكافي إلى المتضررين، فظروفهم المعيشية سيئة ومنهم من يجلس إلى الآن بالخيام في البرد القارس".

القدرة على الدراسة

في غضون ذلك أحصت لجان السلامة العامة التي كشفت على مدارس المدن المنكوبة (حلب وحماة واللاذقية وطرطوس وريف إدلب) قرابة 248 مدرسة قد تضررت كلياً أو جزئياً، منها 71 مدرسة في حلب و50 مدرسة في اللاذقية و27 مدرسة بحماة، كما أحصت 99 مدرسة في طرطوس ومدرسة واحدة في إدلب (ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام).

وزير التربية درام طباع خاطب مديري هذه المدن عبر اجتماع افتراضي، وطلب وضع خطط لتأمين كل المستلزمات للطلبة والتلاميذ المتضررين، والاهتمام بالتعليم الافتراضي والمنصات، وتطبيق دوام نصفي ضماناً لتأمين التعليم لجميع الطلاب.

 

 

من ناحية أخرى، يحاول المجتمع الأهلي وبمبادرات فردية وجماعية تقديم المساعدات والإغاثة ومنها تأمين الغذاء والدواء كحالة إسعافية وهي أولوية بالنسبة إلى المتضررين، لكن في المقابل بدأت مبادرات للدعم النفسي موجهة للأطفال والكبار بعد صدمة ما بعد الزلزال.

وقال مدير مستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية بسام حايك "أطلقنا مبادرة تجول على جميع مراكز الإيواء لمتابعة تداعيات الزلزال ودعم المتضررين وتقديم الدواء للمرضى".

وهناك متطوعون بدأوا العمل بشكل دائم ومستمر في مراكز الإقامة الموقتة على تقديم الدعم النفسي والتعليمي للأطفال الناجين والمتضررين، وجزم رئيس جماعة الأخوة المريميين في مدينة حلب، الراهب جورج سبع بوجود حاجة ملحة للدعم المعنوي والنفسي لأولئك الذين يقطنون خارج سكنهم، لافتاً النظر إلى وجود مركز إيواء في معهد الأخوة يحتضن 200 عائلة تقدم للمتضررين ليس الغذاء والمساعدات المادية والعينية "بل توجد مختصات تعليميات يقدمن دروساً في الكتابة والقراءة للأطفال علاوة على الرسم والرياضة، سعياً إلى تجاوز أزمتهم والترويح عن أنفسهم بعد ما لاقوه من صعاب خلال الفترة الماضية".

المزيد من متابعات