Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قاضية تخشى على حياتها بعد حكمها بالسجن على عناصر من "طالبان"

خاص: تلقّت القاضية الأفغانية يسرى تهديدات بالقتل وأُطلقت عليها النار وهي تقبع الآن "بلا جنسية" في باكستان، فيما تتلكأ حكومة المملكة المتحدة عن مساعدتها

تقدّر يسرى بأنها اضطرّت، أثناء عملها في المحكمة الجنائية، إلى تغيير مكان إقامتها مع ابنها لفترات قصيرة نحو مرتين في العام بسبب التهديدات التي تعرّضت لها (أسوشيتد برس)      

ملخص

تعيش #القاضية_الأفغانية وابنها منتهى لحظات الذعر مختبئين في #باكستان ريثما تعود #الحكومة_البريطانية عن قرار عدم مساعدتهما لمغادرة البلاد.

لا يستطيع نجل يسرى إغماض عينيه في الليل بسبب نوبات الذعر التي تعاني منها هي خلال نومها، والخوف الذي لا يبارحها حتى في النهار بعد فرارها من حركة طالبان. يسيطر القلق الشديد على السيدة العالقة في باكستان بعد هروبها من أفغانستان، لأنها لا تعرف متى يأتي الوقت الذي سيعيشان فيه بأمان.

وتقول "يُخبرني ابني بأنني أصرخ أحياناً أثناء النوم. أستيقظ أحياناً كثيرة وأجدني أعضّ على شفتيّ ولساني. أشعر بأن كل ما حدث معنا يفوق طاقتي على الاستيعاب. ويلازمني شعورٌ بالقلق من وضعنا".    

وتجدر الإشارة إلى أن القاضية والمدافعة عن حقوق المرأة البالغة من العمر 52 سنة فرّت من أفغانستان في سبتمبر (أيلول) 2021 بعدما أُرغمت على الاختباء عندما استولت "طالبان" على السلطة في أغسطس (آب) 2021.

وفي أول مقابلة صحافية تجريها، تحدثت يسرى إلى صحيفة "اندبندنت" محذّرةً من خطورة الوضع الذي علقت فيه بعد رفض وزارة الداخلية إعادة النظر في قرارها بمنعها من القدوم إلى المملكة المتحدة في يناير (كانون الثاني). 

فعلى رغم قول محاميها بأنها تختبئ وتعيش خوفاً متواصلاً من ترحيلها إلى أفغانستان، اعتبرت وزارة الداخلية بأن "الظروف التي تدعو إلى مراعاة وضعها والتعاطف معها غير كافية"، كما يقول محاميها.

الحروب الأميركية
هجمات 11 سبتمبر 2001، دفعت الولايات المتحدة الأميركية إلى شنّ حربها العالمية على الإرهاب. فاستهدفت أولاً أفغانستان لضرب تنظيم "القاعدة" المحمي بحركة "طالبان"، ثم ما لبثت أن وجّهت جيشها الجرار باتجاه العراق، حيث قضت على نظام صدام حسين.
Enter
keywords

 

تعود يسرى، التي غُيّر اسمها حفاظاً على سلامتها، بالذاكرة فتقول "بعد سيطرة طالبان على كابول ليلة 15 أغسطس 2021، خيّم الخوف والظلام المطبق على المدينة. بصفتي قاضية معرّضة للخطر بسبب طالبان في الأساس، شعرت بالانهيار التام والخوف الشديد على حياتي وحياة ابني".

كانت يسرى تحضر اجتماعاً داخل المحكمة العليا عندما طوّق عناصر "طالبان" كابول وعمّت الفوضى العاصمة فيما أصبح "سقوطها وشيكاً".

قصدت منزل أحد أفراد العائلة في مدينة كابول القديمة، وأقامت فيه لمدة أسبوع برفقة ابنها قبل أن تضطر لتغيير مكان إقامتها "بسريّة" وتسكن مع أقارب مختلفين، وكانت ترتدي البرقع كل الوقت لكي تخفي هويتها. ازداد قلقها لأنّ عناصر "طالبان" كانوا يسألون القادة المحليين وحراس الأمن إن كان قضاة أو مسؤولين رفيعي المستوى يعيشون في المنطقة.

كشفت صحيفة "اندبندنت" في سبتمبر 2021 أنّ أكثر من 200 قاضية يختبئن في أفغانستان، خوفاً من قتلهنّ على يد "طالبان" بسبب عملهنّ.

أطلقت "طالبان" سراح آلاف المعتقلين، من بينهم إرهابيين وعملاء كبار في تنظيم "القاعدة"، وحذّر الخبراء من أنّ القضاة المسؤولين عن إيداع كثيرين من بينهم السجن أصبحوا يخافون على سلامتهم بعد تحرير هؤلاء. 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حظرت الجماعة الإسلامية المتشددة التي حكمت البلاد في السابق النساء من العمل والتعليم والتواجد في الأماكن العامة، كما منعتهنّ من المشاركة في كل أنواع الرياضة منذ استيلائها على السلطة في كابول بعد انسحاب القوات الأميركية والبريطانية.

وفي تعليقاها على الموضوع، قالت مارزيا باباكارخيل التي كانت تعمل قاضية في محكمة الأسرة في أفغانستان لصحيفة "اندبندنت" "تعيش 19 قاضية أفغانية مع أسرهنّ في باكستان. وعلى رغم مغادرتهنّ أفغانستان، لا يشعرن بالأمان في باكستان. وما زالت 49 قاضية أفغانية عالقات في أفغانستان".

وحذّرت الناشطة التي تعيش في المملكة المتحدة حالياً من أنّ عناصر "طالبان" الذين أُطلق سراحهم في الآونة الأخيرة قصدوا منازل القضاة بحثاً عنهم، وأنّ العديد من بينهم "يخشون على حياتهم" ويعانون الأمرّين من أجل الوصول إلى الغذاء أو المال أو الرعاية الصحية.

تشرح يسرى بأنّ الخطر يلاحقها بشكل خاص بسبب إشرافها على محاكمات عناصر "طالبان" الذين خططوا لتنفيذ هجمات إرهابية ضد الحكومة والقوات الدولية.

وتضيف يسرى "حُكم على هؤلاء الأشخاص بالسجن لمدة تتراوح بين سبعة وعشرين عاماً. أُطلقت طالبان سراحهم جميعاً الآن وهم جزء من حكومة طالبان، ويشغلون مناصب من الرتب الصغرى والمتوسطة".

وخلال فترة عملها في المحكمة الجنائية، أشرفت على قضايا تتعلق بجرائم قتل واختطاف وعنف ضد النساء واغتصاب.

وتقول يسرى "قضيت 18 عاماً في منصبي كقاضية ولم تكن فترة سهلة. خلال عملي في المحكمة الجنائية، تعرّضت لتهديدات من مجرمين ومن بينهم طالبان".

خلال تلك الفترة، اضطرّت إلى تغيير مكان إقامتها مع ابنها لفترات قصيرة نحو مرتين في العام بسبب التهديدات التي تعرّضت لها. وفي السنوات الأخيرة، عاشت تحت رقابة وزارة الأمن القومي، كما تنقّلت من وإلى العمل في مركبة حكومية برفقة حارسي أمن مسلّحين.

وتضيف يسرى "في العام 2020، سلّمت طالبان باليد رسالةَ تهديدٍ موجّهة إليّ إلى عنوان منزل والديّ في كابول، ورموها فوق سور المنزل. بعد مرور أيام قليلة، تعرّض منزل والديّ الذي كنت أعيش فيه مع ابني لإطلاق نار. كانت غرفتي الغرفة الوحيدة المقابلة للشارع وكانت هدف الرصاصات".  

وتقول إن أحد زملائها القضاة قُتل في نهاية العام 2020 فيما تعرّضت قاضيتان تعرفهما للاغتيال أثناء توجههما إلى العمل في يناير (كانون الثاني) 2021. وابنها كذلك معرضّ للاستهداف لأنه عمل في مكتب المدّعي العام الذي نظر في قضايا التحرش بالنساء داخل المؤسسات العامة والخاصة.

وتشرح السيدة طريقة هروبها إلى باكستان قائلةً إنها ارتدت هي وابنها ملابس أفغانية تقليدية تجعلهما يبدوان كأنهما يعيشان في الريف. وتذكر يسرى أنه على رغم مرورهما بعشرة إلى 15 نقطة تفتيش تابعة لـ"طالبان"، نجحا بالهروب من أفغانستان بعد أن أخفيا جوازي سفرهما كل مرة.

وتلفت إلى أنهما اضطرا إلى اجتياز نقاط التفتيش المتعلقة بالرعاية الصحية، وأظهرا الوصفات الطبية التي أُرفقت بها ملاحظات خطية من طبيبها.

يعيش الثنائي اليوم "في خوف متواصل" على مستقبلهما في باكستان. وتشرح بأنها "خائفة" جداً من انكشاف أمرهما واعتقالهما- مضيفة بأنهما "عالقان" وعاجزان عن تأسيس حياة مناسبة لهما هناك. 

وتقول يسرى "لا أفهم كيف قررت وزارة الداخلية أننا قادران على البقاء في أفغانستان من دون أي وضع رسمي ولا فرصة لتنظيم وضعنا وفي ظل الخوف المستمر من ترحيلنا إلى أفغانستان".

تحذّر البارونة والمحامية هيلينا كينيدي، مديرة معهد حقوق الإنسان في رابطة المحامية الدولية من أنّ قرار وزارة الداخلية بمنع يسرى من القدوم إلى المملكة المتحدة يشكّل "خيبة أمل كبيرة". 

وتقول إن القرار "لا يتوافق أبداً مع تعهدات حكومة المملكة المتحدة المتكررة" بمساعدة مناصري حقوق الإنسان الأفغان "المعرّضين للخطر". من المقرر عرض قضية يسرى وابنها ومطالبتهما بدخول المملكة المتحدة أمام محكمة هجرة في مارس (آذار). قدّم الثنائي طلباً لإعادة التوطين في المملكة المتحدة بموجب سياسة إعادة توطين الأفغان ومساعدتهم (ARAP) لكن طلبهما رُفض.

قالت وزارة الداخلية إن المملكة المتحدة استقبلت أكثر من 12 ألف أفغاني عملوا مع الحكومة البريطانية في إطار سياسة إعادة توطين الأفغان ومساعدتهم، مضيفةً بأن البرنامج "غير محدود" ولا يزال مفتوحاً.

ويأتي ذلك في أعقاب الطعن الذي قدّمه محامون من مكتب كينغزلي نابلي، جينير وبلوك للمحاماة في لندن، إضافة إلى المحامية هيلين فوت من محكمة غاردن كورت، بالنيابة عن يسرى ونجلها في نوفمبر (تشرين الثاني)، بعد رفض طلب دخولهما المملكة المتحدة في أغسطس الماضي.

وتقول يسرى التي يعيش أقرباؤها في المملكة المتحدة "قضينا أكثر من سنة في حالة من القلق الشديد والعزلة وانعدام اليقين بشأن مستقبلنا. قضينا كل يوم داخل شقة صغيرة مظلمة بلا أي خطط للمستقبل".

تواصلت صحيفة "اندبندنت" مع وزارة الداخلية طلباً للتعليق.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات