Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا يغادر العراقيون "فيسبوك" إلى "تويتر"؟

بدأ السياسيون في البلاد بعد الانتخابات النيابية بالتغريد تحاشياً للشتائم التي يطلقها المواطنون

عراقي يستخدم هاتفه الذكي لتصوير إحدى التظاهرات الاحتجاجية عام 2015 (أ.ف.ب)

تحول غريب طرأ على مزاج العراقيين في الأعوام الأربعة الماضية. إذ بدأوا يتحولون من "فيسبوك" إلى "تويتر"، الذي لطالما اعتبروه موقع تواصل للناطقين باللغات الأخرى غير العربية.

"داعش" تجذب العراقيين إلى "تويتر"

بدأ اهتمام العراقيين بمتابعة "تويتر" عام 2014، بعد سيطرة تنظيم "داعش" على عدد من المدن العراقية. والسبب الرئيسي لهذا الاهتمام هو أن التنظيم كان ينشر بياناته وصوره وفيديواته على الموقع المذكور. لذا، غيّر هذا الحدث مسار السوشيال ميديا في العراق ومزاج مرتاديها، وحدث تغيير في توجهاتهم بعدما كان العراقيون يعتبرون ولسنوات طويلة "فيسبوك" موقعاً للتدوين باللغة العربية و"تويتر" مكاناً للمدونين باللغة الإنجليزية.

لكن بعد انقضاء مرحلة "داعش" في العراق، قبل حوالى عامين، عاد بعض العراقيين الذين يبحثون عن عدد كبير من القراءات والإعجابات بمنشوراتهم إلى الفيسبوك مجدداً، لأن "تويتر" لم يلب طموحاتهم من ناحية مساحة التدوين والإسهاب في سرد القصص والوقائع والتعليقات ومن ناحية التعليقات أيضاً. وفي العام الحالي، برز عدد كبير من المدونين باللغتين العربية والإنجليزية على "تويتر" بشكل لافت.

ويغادر العراقيون "فيسبوك" بشكل مفاجئ عند وقوع الأحداث المهمة ويتجهون من أجل استقاء الأخبار والمعلومات إلى الموقع المنافس، لا سيما الأحداث الأمنية والسياسية. ويلاحظ المدونون الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الفرق بين نشاط العراقيين على الموقعين. ويفسر مصطفى حبيب، وهو صحافي وناشط على "تويتر" أكثر منه على "فيسبوك"، أن الأخير بات مليئاً بالأخبار المزيفة في السنوات الماضية، وهو السبب الرئيسي الذي دفعه إلى مغادرته.

ويضيف "لا تزال الأخبار على تويتر أكثر مصداقية ونوعية. لذا توجه معظم الصحافيين والأدباء وأساتذة الجامعات وغيرهم إليه في السنوات الماضية. وهذا لا يعني أنهم أغلقوا حساباتهم على فيسبوك، لكنهم باتوا أقل نشاطاً".

ويؤكد حبيب أنه يدون على "تويتر" بشكل يومي، ولا يدون على "فيسبوك" إلا عندما يكون الموضوع اجتماعياً أو له جمهور على "فيسبوك" أكثر من "تويتر".

السياسيون يخشون "فيسبوك"

بعد الانتخابات النيابية العراقية، بدأ السياسيون العراقيون بالتدوين على "تويتر" أكثر من "فيسبوك" تحاشياً للشتائم التي يطلقها العراقيون على الموقع الأكثر شعبية، عند نشر خبر لا يروق لهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنذ أكثر من عام مضى بدأت صفحات السياسيين العراقيين، ومنهم رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي ورئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، بتفعيل حضورها على "تويتر" والابتعاد تدريجاً عن "فيسبوك".

نشاط السياسيين المتصاعد على "تويتر" لا يعني أنهم لا يدونون على "فيسبوك"، لكنهم ينشطون بشكل أكبر على الموقع الأول، لتجنب ردود الفعل السريعة التي تردهم على "فيسبوك"، وهم يعتقدون أن رواد "تويتر" أكثر نضجاً من متصفحي "فيسبوك". فالعراقيون بمختلف مستوياتهم التعليمية والمعيشية لديهم حسابات على الأخير، وحتى الأميون الذين لا يجيدون القراءة والكتابة لديهم حسابات يتبادلون فيها الصور والإعجابات والتعليقات مع الأصدقاء والأقارب، على الرغم من عدم قدرتهم على التعليق على الأحداث العامة.

حجم الجمهور

يؤكد بعض المدونين أن "فيسبوك" لا يزال الأكثر استخداماً في العراق، على الرغم من مغادرة كثيرين من رواده إلى "تويتر".

ويقول مصطفى ناصر، وهو أحد أنشط المدونين في الشأنين الاجتماعي والسياسي على "فيسبوك"، إن الشباب العاطلين من العمل وربات البيوت وطلاب الثانوية لا يزالون يتمسكون بـ"فيسبوك" للتواصل في ما بينهم. وهؤلاء من الصعب عليهم مغادرته لأسباب تتعلق بنوعية الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما "تويتر" الذي يتسم بجمهوره النخبوي.

ويضيف "صحيح أن بعض السياسيين العراقيين ينشطون على تويتر أكثر من فيسبوك، لكنهم حينما يريدون توجيه الخطاب العام لمصلحتهم يلجأون إلى الموقع الأكثر شعبية، لأنهم يدركون أن الحجم الأكبر من الجمهور العراقي يتركز هناك".

ناصر يرى أيضاً أن ميزة المجموعات المغلقة التي يوفرها "فيسبوك" هي إحدى أهم الأسباب التي تدفع بكثير من رواد السوشيال ميديا إلى تفضيله.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي