Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائر... الحراك في "عطلة" ومظاهر الرياضة تهيمن على المشهد العام

30 طائرة "سخرها" النظام المؤقت لمتابعة نهائي كأس أفريقيا لكرة القدم بين المنتخب الجزائري ونظيره السينغالي

الحراك السياسي تحول إلى حراك رياضي في أرض الفراعنة بعد تراجع عدد المتظاهرين في الشوارع (اندبندنت عربية)

على غير العادة، تعرض الحراك الشعبي في الجزائر إلى "صدمة" تتحمل مسؤوليتها الكرة المستديرة التي فعلت فعلتها، بعد أن غامر شباب الحراك وغادروا إلى العاصمة المصرية القاهرة في 30 طائرة "سخرها" النظام المؤقت، لمتابعة نهائي كأس أفريقيا لكرة القدم بين المنتخب الجزائري ونظيره السينغالي. ولكن إمداد جسر جوي بين الجزائر ومصر، سواء كان مقصوداً من السلطة (لإفشال حراك الجمعة) أو عن حسن نية، فإن الجمعة الـ 22 جاءت فارغة من محتواها ما عدا بعض الهتافات واللافتات التي رفعها عدد ضعيف من المتظاهرين، لم تلقَ صدى وسط التعزيزات والحضور الأمني الكثيف.

الجمعة الـ22... تراجع سياسي لصالح الرياضة

يبدو أن الحراك السياسي الجزائري انتقل إلى حراك رياضي في أرض الفراعنة، بعد تراجع عدد المتظاهرين في شوارع العاصمة الجزائرية، بمناسبة الجمعة الـ22، لتغلب مظاهر الرياضة على المشهد العام، مع انتشار طاولات بيع الألبسة الرياضية والأعلام الجزائرية وقمصان اللاعبين الجزائريين، وسط انتشار كثيف لقوات مكافحة الشغب.

 وما عدا بعض المحتجين الذين شكلوا ضجيجاً سياسياً بشعارات "نريد دولة مدنية وليس دولة عسكرية" و"إطلاق سراح المسجونين" و"السلطة للشعب" وغيرها، تحت أعين الفضوليين، فلا يمكن اعتبار الجمعة الـ22، سوى محاولة لمنع "قتل" الحراك.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

السلطة تغتنم الفرصة

واغتنمت السلطات الأمنية فرصة انخفاض عدد المحتجين لاحتلال الشوارع والأماكن المهمة لدى الحراك، حيث انتشرت المركبات والسيارات التابعة للشرطة بشكل لافت، في حين غابت السياسة ومطالب التغيير عن أحاديث المواطنين واستُبدلت بالحماسة الرياضية وكأس أفريقيا، ولم تُرفع اللافتات كما جرت العادة، إلا قليلاً. وأشار الشاب "يحيى" الطالب الجامعي، إلى أن "الحراك في عطلة ليوم واحد، مع ذهاب الجميع إلى القاهرة"، فيما سارع البقية إلى حجز مقاعد في الساحات التي حددتها الدولة لمتابعة المقابلة النهائية عبر الشاشات الكبرى، والتي تعمدت إقامتها بعيداً من وسط العاصمة.

"الشباب لا يؤمن بأي حزب سياسي"

وما يلاحظ في الجمعة الـ22، غياب أحاديث عن مبادرات الحوار والشخصيات المرشحة للقيام بالمهمة، ما عدا همسات حول رفض كل المبادرات وسط اتهامات بمحاولات الالتفاف على الحراك، على اعتبار ألا أحد من الشارع فوّض طرفاً للحديث باسم الحراك. وقال "علي" المتقاعد، إن "الشباب لا يؤمن بأي حزب سياسي"، وبما أن الشباب هو من خرج إلى الشارع، فهو من يجب أن يحاور السلطة من دون وسيط".

ومن المنتظر أن تصدر رئاسة الجمهورية قائمة بأسماء الشخصيات التي ستقود الحوار بين الحراك والسلطة، وفق ما ذكرت "قوى التغيير" المعارضة، في مسعى لإطلاق جلسات الحوار بين مختلف الأطراف، من أجل إنهاء الانسداد الحاصل منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

رئيس الدولة في مصر والجدل في الجزائر

رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح موجود في مصر في الوقت الحالي، لحضور المباراة النهائية، وقد استُقبل من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كما قام بزيارة اللاعبين والطاقم الفني والمسيرين، وأبلغهم "تحية 44 مليون جزائري على المجهود الرائع الذي قاموا به حتى الآن، وآمالهم في رؤية المنتخب يعود بالكأس إلى الجزائر".

وأثارت الزيارة جدلاً واسعاً في الجزائر، حيث اعتبرت أطراف أن النظام المؤقت يحاول استغلال الإنجاز الرياضي من أجل الحصول على شعبية ومصداقية مفقودتين، بينما دعت أخرى، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى احترام عبد القادر بن صالح، لأنه رئيس الدولة الذي يمثل الجزائر، وأنه يجب تفادي نشر الغسيل في الخارج.

تحذيرات من الانتهازيين

ومهما تكن المبررات فإن عدم تشكيل الحراك الشعبي لقيادة منظمة، فتح المجال لظهور ما يسمى "بركاب الموجة والانتهازيين" الذين يسعون إلى تحقيق مكاسب شخصية، إضافة إلى أن الترويج للجهوية والعرقية زاد من صعوبة الالتفاف حول قيادة أو شخصية توافقية، وهو ما أحدث فراغاً سيفضي في حال استمراره، إلى ترك المجال واسعاً لمنظومة النظام الحاكم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي