Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شاشة "الإسكندرية للفيلم القصير" تضيء بمشاعر مؤلمة

قضايا التحرش الأسري ومعاناة ذوي الهمم تتصدران المهرجان ومخرجون يشكون "مصاعب الدعم"

خارج المسابقة عرض المهرجان 18 عملاً من دول مختلفة معظمها يعرض لأول مرة في أفريقيا والشرق الأوسط (الخدمة الإعلامية)

ملخص

في عروض #مهرجان_الإسكندرية السينمائي الدولي للفيلم القصير عرضت أفلام عدة ناقشت قضايا #شديدة_الحساسية، مما أثار الجدل والمناقشات حولها.

ما زالت السينما المستقلة والأفلام القصيرة، على رغم العقبات التي تواجهها من ناحية التمويل والتسويق والعرض الجماهيري، أفضل الوسائل التي تعرض القضايا الشائكة والحساسة بشكل مختصر ومكثف يتمتع بقدر كبير من الحرية الإبداعية.

في عروض مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي للفيلم القصير عرضت أفلام عدة ناقشت قضايا شديدة الحساسية بمنتهى الجرأة، مما أثار الجدل والمناقشات حولها.

حياة نادين

تناول الفيلم المصري "ما يحدث في حياة نادين" عدداً من قضايا المرأة المهمة، وعلى رأسها التحرش من جانب المقربين مثل زوج الأم، وخوف الفتيات من المجتمع، وافتقاد ثقافة الصداقة بين الرجل والمرأة، والفيلم كتب له السيناريو والحوار وأخرجه وأنتجه عمرو فكري، ولعبت بطولته الممثلة الشابة ميران عبد الوارث.

قال مخرج الفيلم لـ"اندبندنت عربية" إن "حياة المرأة ثرية بكثير من الموضوعات، وهي كما يقولون خامة عريضة للدراما"، موضحاً أنه لم يختر موضوع المرأة بحد ذاته ليقدمه كمشروع كامل، لكنه اهتم بـ"الحدوتة" الإنسانية التي تعيشها المرأة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أنه كان يفكر في المشروع منذ وقت كبير، لذلك قرر أن يكون باكورة أعماله الفنية على رغم حساسية فكرة التحرش، وتأثيرها الشديد في النساء في كل أنحاء العالم، فهي تجربة مؤلمة.

وأضاف فكري أن تورط الأقارب في هذا النوع من التحرش عواقبه النفسية وخيمة على المرأة، مشيراً إلى أن الفكرة كانت للسيناريست، وقررا تقديمها بعد أن بلوراها في إطار نفسي حول الوسواس القهري.

 

 

وأوضح أنه بدأ الفيلم عام 2020 واحتاجت الفكرة إلى التطوير في أكثر من نسخة، وعن الميزانية قال إنها كانت كبيرة لكنه تحملها بالكامل، لأن الأفلام القصيرة معدومة الدعم تقريباً، ويضطر كل من لديه مشروع إلى أن ينفق عليه بشكل كامل، أو يبحث عن جهة إنتاج تتفهم فكرته وتقبل الإنفاق عليها على رغم أنها غير تجارية.

وختم فكري بأنه تحمس كثيراً لعرض فيلمه أمام الجمهور في المهرجان الذي يتمتع بسمعة قوية، ويشهد الحضور الجماهيري الأكبر في هذه الفئة من المهرجانات المتخصصة.

ذوو الهمم

كالعادة تحتل المشكلات الإنسانية وتوابعها النفسية منطقة مهمة جداً في مشروعات الأفلام القصيرة، وقد شهد المهرجان عرضاً لفيلم يتحدث عن مسؤولية التعامل مع طفل من ذوي الهمم، والفيلم بعنوان "بعد حين" للمخرج محمد أسامة، ولعب بطولته طفل من ذوي الاحتياجات يدعى أدهم.

أسامة قال لـ"اندبندنت عربية"، "كنت أبحث عن فكرة قوية لأقدم بها مشروعي الأول، وحلمت بتقديم شخصية تعالج مشكلة التوحد، وكنت قلقاً من تنفيذها بسبب صعوبتها، وكلما وجدت فكرة أخرى أكتشف أن تنفيذها ليس سهلاً كذلك، لهذا قررت تقديم المشروع الذي أحلم به مهما كانت الصعوبة، واخترت (بعد حين)".

يتناول العمل قصة أب يتولى مسؤولية ابنه المعاق في فترة غياب والدته، ويجد صعوبة كبيرة في ذلك لأن الأم هي من تتحمل في الغالب مسؤولية الطفل في تلك الحالات، لكن تحت ظروف إجبارية يتعامل الأب مع الابن ليجد عالماً كبيراً غامضاً أمامه.

يقول مخرج العمل إنه رفض اختيار طفل سليم ليمثل دور مريض التوحد، وقرر أن يستعين بطفل مصاب بالمرض فعلاً ليضفي مصداقية كبيرة عليه، وعلى رغم ذلك كان الأمر شديد الصعوبة لأن الطفل في هذه الحال يحتاج إلى تعامل خاص جداً، ومن الضروري أن يشعر بالارتياح حتى يستطيع التصوير، ولا يمكن الضغط عليه تحت أي ظرف، ومشاعره لحظية وهو ما شكل صعوبة أكبر.

يشير أسامة إلى أنه سعيد بالتجربة وردود الفعل عليها، لأنها تعالج قضية تمثل معاناة حقيقية يجب تفهمها بالكامل من جانب المجتمع.

خارج المسابقة

ضمن قائمة أفلام القسم الرسمي خارج المسابقة، عرض في المهرجان 18 عملاً من دول مختلفة، ومعظمها يعرض لأول مرة في أفريقيا والشرق الأوسط.

من أبرز هذه الأفلام فيلم "المأزق" للمخرج البريتاني أموري رولاند، وتدور أحداثه حول بن وكارل اللذين يسرقان منزلاً من أجل كسب العيش، لكنهما يجدان نفسيهما في مواجهة مع مالك العقار.

كذلك فيلم "وحدة الدب" للمخرج جريجوري ليكوك، وتدور أحداثه حول إروان الذي يقوم بتحصيل دين القمار من متهرب بتكليف من صاحب الحانة، في الوقت الذي تذكره فيه زوجته بأن هذا يومه لتولي حضانة ابنتهما، ليدرك أنها ستكون ليلة صعبة.

 

 

كما عرض فيلم "الربيع اللعين" للمخرج الإسباني رافائيل أرجونيس، وتدور أحداثه حول بلانكا وخوسيه، وهما مسنان يعيشان من دون أقارب في مبنى من دون مصعد يقع في أحد أفقر أحياء المدينة، ثم يواجهان بداية الجائحة وينتهي الأمر بعزلهما في المنزل، حيث يصابان بفيروس "كوفيد".

وينافس كذلك فيلم "الأولمبية" للمخرج الصيني تشو شين، وتدور أحداثه في المستقبل عام 2040، حينما لن يعود لجسم الإنسان أسرار، وبطل العمل هو رياضي عمره 23 سنة، ويستعد للأولمبياد المقبل لكسر الرقم القياسي للجامايكي بوول، الذي لم يكسر منذ عقود.

أما فيلم "الأسنان الذهبية" للمخرج على رضا كاظميبور، فتدور أحداثه حول ساهرة، وهي لاجئة أفغانية في كندا، تصل إلى طبيب أسنان إيراني سابق، وتطلب منه طلباً غريباً.

يشارك كذلك في تلك المسابقة الفيلم المصري "داخل وجوه سعيدة" للمخرج عمر الحلواني، ويحكي عن كريم الذي يواجه مع زملائه لجنة رسمية تقوم بتحليل عشوائي للمنشطات لجميع الموظفين في المبنى، ويصاب الجميع بالرعب خوفاً من نتائج التحليل.

وبنجاح كبير عرض فيلم "لا يزال هناك غبار تحت الكونغو" للمخرج الإسباني ر. روفنز، ويتحدث عن ديفيد وروبرتو الصحافيين المتمركزين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، اللذين اختبآ من الحرب في ملجأ مليء بالأنقاض، وهناك يقابلان طفلاً يغير وجهة نظرهما حول كثير من الأمور.

وينافس بقوة فيلم "هيمنغواي" للمخرجان غيث وليث العدوان، وتحكي قصته عن شخص يدعى نجيب يضطر في سبيل نشر كتابه، الذي يلخص إنجازه المهني والفني، أن يتخذ قراراً يؤثر على علاقته بعائلته.

وبعنوان "سكوت هنصور"، شارك المخرج السويسري بينوا موني بفيلم مميز جداً يتحدث عن أحداث غير متوقعة في موقع تصوير فيلم.

كما شارك فيلم "راحوا وخلوني" للمخرجة ميساء المؤمن، ويحكي عن طفولة فتاة وعلاقتها بجدتها التي كانت تحكي لها قصصاً عن الشوق وفقدان الأقارب أثناء الرحلات الصحراوية والبحرية.

يذكر أن عروض أفلام المهرجان تقام بالكامل في سينما مترو بمحطة الرمل في الإسكندرية، وجميعها مجانية ومفتوحة للجمهور طوال فترة المهرجان. وتتكون إدارة مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير من محمد محمود رئيساً، وموني محمود للإدارة الفنية، ومحمد سعدون مديراً، وهو احتفالية سينمائية تقام كل عام، أسسته وتنظمه جمعية دائرة الفن، ويهدف لنشر ثقافة الفيلم القصير، وتبادل الثقافات العربية الدولية، تحت رعاية ودعم وزارة الثقافة، وهيئة تنشيط السياحة، ووزارة الشباب والرياضة.

المزيد من سينما