Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

البريد الفلسطيني يحافظ على مكانته رغم وسائل التواصل الحديثة

افتتح أول مكتب في القدس عام 1840 خلال الحكم العثماني

صندوق بريد حديدي في مدينة البيرة يعود لفترة الانتداب البريطاني (اندبندنت عربية)

ملخص

حكاية #الفلسطينيين مع #البريد تعود إلى عام 1840 خلال فترة #الحكم_العثماني عندما افتتح أول مكتب بريد في القدس.

مهجور، ويكاد لا يراه أحد، رغم وجوده في قلب مدينة البيرة (الضفة الغربية) المجاورة لرام الله، هذه حال صندوق بريد حديدي أقامته بريطانيا قبل أكثر من 100 عام خلال انتدابها على فلسطين.

ونُحت الحرفان GR اللذان يرمزان إلى الملك البريطاني جورج الخامس على الصندوق الذي توجد منه نسخ أخرى في كل من بيت لحم ونابلس ويافا والقدس.

لكن حكاية الفلسطينيين مع البريد بدأت قبل ذلك بعقود، وتعود إلى عام 1840 خلال فترة الحكم العثماني عندما افتتح أول مكتب بريد في القدس. وخلال نحو 185 عاماً من عمر البريد، تغيرت مفاهيم وأدوات التواصل بين الناس بدخول الهواتف ثم البريد الإلكتروني فمنصات التواصل الاجتماعي، إلا أن الطلب على البريد العادي لم ينتهِ في ظل هذه الوسائل الحديثة، لكنها تبدلت ودخلت عليها احتياجات أخرى.

 

الوثائق القانونية

فإرسال الوثائق القانونية والخطابات الرسمية لا يمكن إلا أن يكون عبر البريد العادي. وأسهم شيوع التجارة الإلكترونية في ازدياد الحاجة إلى البريد لإرسال واستقبال السلع سواء محلياً في داخل الدول أو دولياً بين دول العالم.

وفي سنة 1840 افتتح أول مكتب بريد في فلسطين، قبل أن تُفتتح سبعة مكاتب أخرى بعدها بتسع سنوات في القدس ونابلس وغزة ويافا وبيت لحم وطبريا والخليل.

وفي القرن الـ19، كان البريدي بين فلسطين ودول العالم يمر عبر بيروت (العاصمة اللبنانية)، ومدينة بورسعيد المصرية المطلة عبر البحر المتوسط. ومع احتلال بريطانيا فلسطين وبدء انتدابها عليها سنة 1918، أصبح البريد الفلسطيني يُدار بواسطة البريد الملكي البريطاني. وبعد ذلك بعامين، أُصدرت للبريد الفلسطيني طوابع باسم فلسطين باللغات العربية والإنجليزية والعبرية.

انقطاع التواصل البريدي

وأدارت كل من الأردن ومصر البريد في الضفة الغربية وقطاع غزة في ظل حكمهما للمنطقتين منذ عام 1948 وحتى احتلال إسرائيل لهما سنة 1967.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبسبب الاحتلال الإسرائيل انقطع التواصل البريدي بين فلسطين والعالم العربي، حتى استؤنف لاحقاً مع تأسيس السلطة الفلسطينية في منتصف تسعينيات القرن الماضي، وتشرف وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على البريد الفلسطيني الذي يمتلك حالياً 112 مكتباً في أنحاء الضفة الغربية و10 في قطاع غزة.

وقبل أكثر من عامين، منح الاتحاد العالمي للبريد دولة فلسطين الترميز الدولي وهو ما سيسهل إرسال واستقبال الرسائل والسلع مع دول العالم.

التجارة الإلكترونية

ومع رواج التجارة الإلكترونية، أبرم البريد الفلسطيني سلسلة اتفاقيات مع منظمات دولية، ويعمل على إنجاز أخرى مع منصات للبيع الإلكتروني على شبكة الإنترنت لضمان استيراد وتصدير السلع بأسرع وقت ممكن وبأسعار منخفضة، ولا يقتصر عمل البريد على إرسال واستقبال البريد والسلع، لكنه أصبح يوفر خدمة الصراف الآلي لدفع رواتب بعض الفئات الاجتماعية كالأسرى والعائلات المستورة.

وجاء ذلك بعد إعادة تأهيل مكاتب البريد، وضخ كوادر بشرية جديدة فيها، وتوطين الطوابع البريدية بحسب مسؤول العلاقات الدولية في البريد الفلسطيني عماد طميزي الذي قال إن البريد الفلسطيني يعتمد حتى الآن بشكل كبير على قانون وضعه الانتداب البريطاني عام 1930 لتنظيم أهم نواحي عمله.

70 وجهة عالمية

ويُرسل البريد الفلسطيني الرسائل والطرود إلى نحو 70 وجهة عالمية، ويستقبل من مختلف أنحاء العالم بشكل مباشر وغير مباشر عبر الأردن أو إسرائيل.

وأوضح طميزي أن البريد الفلسطيني يمتلك دائرة خاصة بالأمن البريدي لمحاربة تجارة المواد غير المشروعة وغسيل الأموال.

وعن عمل شركات التوصيل الخاصة، أوضح طميزي أن ذلك يأتي بموافقة من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بهدف تحسين جودة الخدمات، مشيراً إلى أن البريد الفلسطيني هو المشغل الوطني وله الحق الحصري في إصدار الطوابع.

قصة الطوابع البريدية

وتعود قصة الطوابع البريدية حول العالم إلى عام 1840، عندما وُضع أول طابع في العالم في عهد الملكة البريطانية فيكتوريا، كأداة لجمع تكلفة نقل الرسائل ولعكس الرموز الوطنية لدول العالم. وفي عام 1863، وُضع أول طابع بريدي في السلطنة العثمانية، واستخدم في الدول التي كانت تحت سيطرتها ومنها فلسطين ومصر، لكن أول طابع بريدي فلسطيني، وضعته بريطانيا مع بداية انتدابها على فلسطين عام 1918، قبل أن يتم استخدام طوابع أردنية في الضفة الغربية ومصرية في قطاع غزة بين عامي 1948 و1967.

أول طابع بريدي

وأوضح رئيس قسم الطوابع في البريد الفلسطيني كفاح مرقة أن السلطة الفلسطينية اعتمدت أول طابع بريدي لها عام 1995، وكان بوحدة المليم (جزء من الجنية الفلسطيني)، وأشار مرقة إلى أن إسرائيل رفضته حينها، ما اضطر الفلسطينيين إلى شطبه واستبداله بالفلس. ومنذ عام 2012، وضع البريد الفلسطيني اسم دولة فلسطين على الطوابع البريدية بعد الحصول على لقب دولة غير عضو في الأمم المتحدة، وعاد لاستخدام وحدة المليم النقدية.

وفي الذكرى المئوية الأولى على أول طابع بريدي فلسطيني، وضع البريد الفلسطيني عام 2018 الطابع القديم الموشح باسم دولة فلسطين، وقيمته بالمليم.

وقال مرقة، إن البريد الفلسطيني يعمل على توطين طباعة الطوابع البريدية التي تنتج حالياً في البحرين، وأوضح أن البريد يطبع عديداً من الطوابع التي تحمل رموزاً وطنية فلسطينية، أو للاحتفال بالمناسبات الوطنية للدول العربية والصديقة.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير