Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تصالح الأردن مع الأمر الواقع يغضب "الأخوان"

تقارب مع نظام الأسد تحت لافتة المساعدات واستقبل نتنياهو في القصر ودان لأول مرة عملية نفذها فلسطينيون

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد إلى جانب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في مطار دمشق (تلفزيون المملكة الأردنية)

ملخص

دان الأردن للمرة الأولى عملية نفذها فلسطينيون بينما استقبل #العاهل_الأردني في قصره عدو الوصاية الهاشمية #نتنياهو

وجد الأردن نفسه مرغماً على التكيف مع الواقع السياسي المحيط به خلال الأسابيع الماضية، فقام باستدارة دبلوماسية كبيرة على صعيد علاقاته بدول الجوار، وتحديداً مع دمشق وتل أبيب اللتين تمثلان صداعاً كبيراً ومحيطاً ملتهباً على الدوام.

فوجئ الأردنيون بكسر رتابة سياسية اعتادوا عليها لسنوات من المطبخ السياسي، حيث استقبل العاهل الأردني غريمه السياسي وعدو الوصاية الهاشمية بنيامين نتنياهو في قصره، ودانت الخارجية الأردنية لأول مرة عملية نفذها مسلحون فلسطينيون، وسط حديث عن ضغوط أميركية على عمان للمشاركة في قمة "النقب 2" بعد غيابها عن القمة الأولى.

في سياق متصل، تتسارع خطوات تقارب أردني غير مفهوم مع النظام السوري عبر بوابة المساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال، على رغم حال العداء وتبادل الاتهامات التي اتسمت بها علاقة البلدين في الفترة الأخيرة.

 سوريا والحضن العربي

تقول مصادر سياسية إن الأردن يرحب بحملة عربية لإعادة سوريا إلى الحضن العربي، بعد أن تأكدت لديه ضرورة احتواء الضرر الناجم عن مقاطعتها منذ نحو 10 سنوات.

ويصنف مراقبون زيارة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي المفاجئة إلى دمشق قبل أيام ولقائه رئيس النظام السوري بشار الأسد، بأنها أولى خطوات الأردن لإعادة العلاقات من بوابة المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال الأخير.

قبل هذه الزيارة التي قسمت الأردنيين بين مؤيد ومعارض، كان الصفدي يلتقي وزيري الدفاع والخارجية السوريين، مع كثير من تحركات التنسيق والمشاورات غير المعلنة في ملفات مقلقة للأردن، مثل المياه والنقل والتنسيق الأمني والعسكري، لكن كل هذه التحركات لم تكن أنضجت بعد العلاقات الجديدة بين النظامين، حتى حطت طائرة الصفدي في مطار دمشق تحت يافطة عريضة عنوانها "التضامن".

إعادة تأهيل نظام الأسد

في السياق ذاته تقول مصادر سياسية إن مرحلة التقارب الأردني الاضطرارية مع دمشق لم تصل بعد إلى ذروتها، كلقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الأسد بشكل شخصي، إذ فضل القصر الملكي الأردني حالياً الاكتفاء باتصالات هاتفية مع القصر الجمهوري، بانتظار ما تسفر عنه تطورات التقارب العربي في مسارات موازية مع الأسد.

يشكل الاعتراض الأميركي على إعادة العلاقات بنظام الأسد حالياً العائق الأكبر أمام الأردن، الذي يؤمن أن التقارب من شأنه أن يضبط ارتدادات وتبعات ما يحدث في سوريا على الحدود الأردنية كتهريب المخدرات وخطر الميليشيات الإيرانية، فضلاً عن البدء بتنفيذ إعادة طوعية لنحو مليون لاجئ سوري على أراضيه.

ويأمل الأردنيون في إحداث اختراق إضافي لقانون "قيصر" الأميركي، بعد الاستثناء الأخير المتمثل في سماح واشنطن بإجراء تبادل تجاري عبر المعابر الحدودية المشتركة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يرفض الخبير في الشأن السوري صلاح ملكاوي فكرة "تعويم" بشار الأسد أو إعادة تأهيله. ويقول إنه لا توجد دولة قادرة على ذلك بعد أن سقطت الشرعية السياسية لهذا النظام، وتحول إلى نظام ميليشياوي فيما تعاني الدولة السورية تفككاً يومياً.

ويطرح ملكاوي سؤال المصير الذي سيؤول إليه الوجود الروسي والإيراني في سوريا، حتى لو نجحت محاولات إعادة دمشق إلى الحضن العربي.

في المقابل، يعتقد الكاتب ماهر أبوطير أن الفكرة القائمة إقليمياً اليوم هي أن النظام السوري لا يمكن تغييره، بالتالي فإن الأفضل إعادة إنتاج العلاقة معه، مشيراً إلى إطلاق الأردن مبادرة في العام الماضي لحل سياسي قوبل من النظام السوري بعدم الاكتراث.

نتنياهو في القصر الملكي

في سياق الملف الفلسطيني، أثارت إدانة وزارة الخارجية الأردنية للمرة الأولى عملية نفذها فلسطينيون ضد إسرائيليين مخاوف كثيرين من حدوث تراجع في الموقف الأردني، أو في أفضل الأحوال إعادة تموضع سياسي قد يكون له ما بعده.

قوبلت الإدانة بامتعاض شعبي، بخاصة أن زيارة نتنياهو لم تسفر عن أية مكاسب سياسية للأردن.

وحتى اللحظة تلتزم الحكومة الأردنية الصمت حيال إمكانية مشاركتها في مؤتمر "النقب 2"، الذي يعقد الشهر المقبل في المغرب، وسط معلومات عن وجود ضغوط أميركية تضمن مشاركة عمان.

يبدو الأردن أقرب إلى المشاركة هذه المرة بعد مقاطعته القمة السابقة عام 2022 في إسرائيل، حيث استضاف وزير الخارجية الإسرائيلي آنذاك يائير لبيد وزراء خارجية البحرين ومصر والمغرب والإمارات، وكذلك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

يقول مراقبون إن هذه الخطوات تصنف في إطار إعادة قراءة المشهد السياسي بشكل موضوعي وفي إطاره العام ووفق حسابات المصالح، بينما يعتبره منتقدون تراجعاً سياسياً كبيراً.

هل تراجع الموقف الرسمي؟

يرصد أحد أبرز رجالات الدولة ووزير الخارجية السابق مروان المعشر، تراجع حل الدولتين الذي ظلت الدبلوماسية الأردنية تراهن عليه كثيراً باعتباره الأقل إضراراً بالمصالح الأردنية.

المعشر أحد أكثر الوزراء الأردنيين اشتباكاً مع الملفين الإسرائيلي والفلسطيني، فهو سفير سابق في تل أبيب، ومتحدث رسمي باسم الوفد الأردني لمفاوضات السلام، وكان سفيراً للأردن في الولايات المتحدة.

يؤكد المعشر أن إسرائيل، التي أقيم معها السلام عام 1994 في وادي عربة، انقلبت على الأردن، مطالباً النظام بضرورة قراءة المشهد بشكل سليم بدلاً من التكيف مع سياسة الأمر الواقع.

بموازاة ذلك تراجع منسوب الدعم الذي تلقاه الموقف الرسمي من قبل جماعة الإخوان المسلمين بعد الزيارة الأخيرة لنتنياهو إلى الأردن، والتي شكلت حرجاً لمواقفهم المتماهية تماماً مع النظام الأردني وتحديداً في ما يخص الوصاية الهاشمية.

لاحقاً بدأت لغة خطاب الإخوان تقسو أكثر على القيادة الأردنية، إذ لم يتورع أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للجماعة، عن مخاطبة الملك بلهجة اتهامية، محذراً من تراجع الاشتباك مع ملفات الوصاية الهاشمية في القدس والترانسفير وسيناريو الوطن البديل.

تحت قبة البرلمان، أغضبت مداخلة للنائب ينال فريحات، المحسوب على الإسلاميين، كثيرين بسبب وصفه الدولة الأردنية بأنها باتت دولة وظيفية لحماية إسرائيل، على رغم توضيح الفريحات أن كلمته فهمت في سياق لم يقصده، فإنها تسببت باستفزاز وغضب أبداه رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي باعتبارها تمس السيادة الأردنية وتنتقص منها.

المزيد من تقارير