Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصير جناح اليسار في "العمال البريطاني" بعد إقصاء كوربين

شون أوغرايدي يتفحص تأثير إبعاد كير ستارمر لسلفه على الحزب

الأصدقاء - الخصوم: كوربين وستارمر يحضران اجتماع الحملة الانتخابية في عام 2019 (رويترز)

ملخص

قال زعيم #حزب_العمال السير كير #ستارمر إن جيريمي #كوربين لن يكون مرشحاً للحزب في الانتخابات العامة المقبلة، كما حذر من أن الأعضاء الذين يقاومون التغييرات في الحزب يجب أن يغادروا صفوفه.

قال السير كير ستارمر إن جيريمي كوربين لن يكون مرشحاً عمالياً في الانتخابات العامة المقبلة، كما حذر من أن الأعضاء الذين يقاومون التغييرات في الحزب يجب أن يغادروا صفوفه. من جهته أصبح السيد كوربين، الذي كان نائباً عن إزلينغتون نورث منذ عام 1983، نائباً مستقلاً منذ علق حزب العمال عضويته في أكتوبر (تشرين الأول) 2020، ولم يعلن بعد ما إذا كان سيترشح للانتخابات بوصفه مستقلاً، لكن بعض المؤيدين يعتقدون أنه يستطيع الفوز في السباق مستنداً إلى دعم محلي قوي. وأكد السير كير أن "جيريمي كوربين لن يترشح ممثلاً لحزب العمال في الانتخابات العامة المقبلة"، مضيفاً "ما عنيته بخصوص تغيير حزب العمال هو أننا لن نعود إلى الوضع السابق".

هل بوسع كوربين الاحتفاظ بمقعده النيابي في البرلمان المقبل؟

هذا ممكن، لكنه صعب، إذ لا يوجد قانون يمنع ترشحه من خارج صفوف حزب العمال. وقد حدث هذا من حين لآخر في الماضي، إذ ترشح عضو عمالي سابق في البرلمان إما بوصفه "عمالياً مستقلاً" أو ممثلاً لحزب جديد مثل الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الثمانينيات أو لحزب التغيير في المملكة المتحدة في عام 2019. وقد تمكن عدد قليل من الفوز، وتمكنت نسبة أقل من الاستمرار لأكثر من فترة برلمانية واحدة. وسيكون الناشطون العماليون الذين يساعدون كوربين في حملة ضد مرشح رسمي للحزب عرضة للطرد. وليس ستيفن أوين دافيس وديك تافيرن وإدي ميلن سوى أمثلة تاريخية لنواب عماليين تمكنوا من هزيمة مرشح رسمي في دائرتهم الانتخابية. كذلك فعل جورج غالاوي في دائرة انتخابية مختلفة بدعم من المجموعة المشكلة خصيصاً باسم [حزب] "الاحترام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويصب في صالح كوربين كونه عضواً معروفاً ومثابراً في البرلمان ويتمتع بأغلبية هائلة تبلغ 26188 – 48 في المئة – وتشير مكانته الشخصية إلى قدرته على الفوز ولو بجزء صغير من الدعم الذي تلقاه في عام 2019. وإذا كانت الأرقام متقاربة، فقد يعتمد بقاؤه على كيفية توزيع أصوات الديمقراطيين الليبراليين والمحافظين والخضر وحزب بريكست / الإصلاح. وسيكون ذلك حدث صاخب وممتع.

هل يهم وجوده في مجلس العموم؟

من الصعب إثبات ذلك، يظل وجود كوربين بمثابة تذكير لأي أحد من المهتمين بأن هناك مساراً بديلاً يمكن لحزب العمال اتخاذه متى شاء، أي المسار الذي اختطه كوربين بين عامي 2016 و2019، بما في ذلك حملة الانتخابات العامة الناجحة على نحو غير متوقع لعام 2017. ولا يمكن نسيان أن كوربين تمكن من حرمان المحافظين من الأغلبية ولم يكن بعيداً من الفوز بالسلطة بفضل أكبر زيادة في حصة التصويت لصالح حزب العمال منذ عام 1945. لقد قدمت تيريزا ماي بأدائها كثيراً مما ساعد كوربين، ولكن هذا لا يقلل من متعته الواضحة تماماً في الوقوف خلف منصة النقاش في مجلس العموم. إنها تظل لحظة إلهام محيرة لليسار.

فداخل مجلس العموم، قد يمثل كوربين إحراجاً بسيطاً لقيادة حزبه، وسيكون بمقدور المحافظين الإشارة إليه وتذكير الجالسين في مقاعد حزب العمال الأمامية بأنهم أرادوه ذات مرة رئيساً للحكومة في "10 داونينغ ستريت". من ناحية أخرى، يمكن لستارمر، كما الحال الآن، الرد بأن كوربين قد طرد من الحزب، وحضوره وحيداً في البرلمان تذكير بهذه الحقيقة.

ما الخطوة التالية لليسار العمالي؟

يحتاج اليسار إلى قيادي يتمتع بالجاذبية. وفي الماضي، تموضعت شخصيات مثل ناي بيفان وتوني بن على رأس حركات شعبية لدفع الحزب أكثر إلى اليسار، وكان أمراً استثنائياً أن يجد كوربين نفسه وقد انتخب لقيادة الحزب من قبل حراك مومينتوم (زخم) Momentum [منظمة سياسية يسارية بريطانية توصف بأنها حركة شعبية داعمة لحزب العمال] بخلاف توقعاته.

أما حالياً فلا يوجد مرشح قوي وواضح ليأخذ دور كوربين، بخاصة وأن أنجيلا راينر وبعض الآخرين قد توصلوا إلى اتفاق مع قيادة ستارمر وقرروا التوصل للمساومة مع الناخبين. وعلى الأرجح فات الأوان بالنسبة إلى جون ماكدونيل وديان أبوت. بينما قد تكون ريبيكا لونغ بيلي، التي كانت ذات يوم الخليفة الأكثر حظاً لكوربين وعضواً لفترة وجيزة في حكومة الظل بقيادة ستارمر، واجهة اليسار البارزة في المستقبل، ما لم يقرر آندي بورنهام، عمدة مانشستر الكبرى والوزير السابق في حكومة حزب العمال الجديد أن الميل نحو اليسار يناسب مقاصده. وإلى جانب هؤلاء، في "مجموعة الحملة الاشتراكية" Socialist Campaign Group في البرلمان هناك دون بتلر، وزارا سلطانة، وريتشارد بورغون، وهم مرتبون هنا بحسب تدرج فعالية كل منهم من الأعلى إلى الأدنى.

لكن ألم يكن ستارمر يرغب في أن يكون كوربين رئيساً للحكومة؟

على نحو محرج لستارمر، نعم. والآن يدين ستارمر كوربين بسبب تنامي معاداة السامية في الحزب (وهو ما ينفيه كوربين) مع أنه كان في يوم من الأيام وزيره المخلص لشؤون بريكست في حكومة الظل وأكد في أكثر من مقابلة صحافية أنه يمنح كوربين دعمه المطلق. ومثل جون آشورث وإميلي ثورنبيري وآخرين، على ستارمر أن يشرح لماذا أراد سابقاً تثبيت رجل يرفضه اليوم على نحو قاطع. يجادل ستارمر بأنه كان يعمل ضد معاداة السامية في السر، وهو ما لا يقدم جواباً شافياً على السؤال بشأن امتناعه عن الاستقالة احتجاجاً عندما فشلت تلك الجهود وخضع حزب العمال لتحقيق لجنة المساواة وحقوق الإنسان [هيئة عامة غير وزارية من مسؤوليتها تعزيز وإنفاذ قوانين المساواة وعدم التمييز في إنجلترا واسكتلندا وويلز].

وكما نعلم اليوم، لم يؤمن ستارمر أيضاً بكثير من البيانات الانتخابية لعامي 2017 و2019. و"المسؤولية الجماعية" ليست أكثر من ذريعة لتبرير ذلك. وعموماً، يشير منتقدو ستارمر، من اليسار واليمين، إلى وجهات نظره المتذبذبة بشأن كوربين (من رئيس الحكومة المقبل إلى المنبوذ)، وتجاه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (من البقاء إلى المطالبة باستفتاء ثان إلى "إنجاح بريكست") والتأميم (من شامل إلى لا شيء) دليلاً على أنه ليس موضع ثقة.

هل يصب إقصاء كوربين في صالح حزب ستارمر أم لا؟

في الميزان يبدو الأمر جيداً، إخراج حزب العمال من سقطته في عام 2019 إلى التقدم بنسبة 20 في المئة على المحافظين أدى إلى إسكات عديد من منتقدي ستارمر، وهي توحي بأن الجمهور لا يزعجه كثيراً انجراف ستارمر إلى "البليرية" ]نهج توني بلير[ وقبوله بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وربما يأمل ستارمر أن استهدافه لكوربين (73 سنة) قد يظهره قوياً، إلا أن حضوره الممل والرأي الشعبي بشخصيته الباهتة قد التصقت به. وفي الواقع، لا يزال كوربين أكثر جاذبية ومثاراً للإعجاب في صفوف قطاعات متنوعة من حزب العمال. أما بالنسبة إلى باقي أرجاء البلاد؟ ليس كثيراً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل