Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الحمامات المعدنية في الجزائر... ينابيع الماضي المتجددة

يقصدها الناس منذ القدم للاستجمام أو العلاج وتثير فضول السياح من غرابة أسمائها

زادت شعبية الحمامات المعدنية بالجزائر خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الـ20 على وجه الخصوص (مواقع التواصل)

تستأثر #الحمامات_المعدنية في الجزائر بنسبة كبيرة من محبي #سياحة_الاستشفاء، إذ تخلق هذه الفضاءات فرصة للراحة بالنسبة إلى العائلات، سواء بغرض الاستجمام أو للعلاج من أمراض مختلفة، لا سيما فئة المسنين منهم.

وزادت شعبية الحمامات المعدنية بالجزائر خلال السبعينيات والثمانينيات من القرن الـ20 على وجه الخصوص، كما يروي أبناء تلك الفترة الزمنية، إذ حدّت الأزمة الأمنية التي عاشتها البلاد إبان أعوام التسعينيات من تنقلات الجزائريين بين المدن للاستجمام والراحة.

تتوافر الجزائر على 282 منبعاً للمياه المعدنية موزعة على مناطق البلاد الأربعة، أشهرها حمام المسخوطين وحمام الصالحين في شرق البلاد وحمام زلفانة في الجنوب، إضافة إلى حمام ملوان وحمام ريغة القريبين من العاصمة الجزائرية وحمام بوحنيفية وحمام الشيقر غرب البلاد.

وإذا كانت أسماء بعض الحمامات المعدنية تثير فضول زوارها نظراً إلى غرابتها وارتباطها بروايات شعبية تجمع بين الحقيقة والخيال، فإن لكل حمام قصة تاريخية ولا تزال بعض جدرانها مشيدة بحجارة رومانية وتستخدم أنظمة قديمة لتصريف المياه.

حمام المسخوطين

على بعد 25 كيلومتراً من ولاية قالمة شرق الجزائر، يقع حمام المسخوطين أو دباغ أو الشلالات، إذ تختلف تسميته من رواية إلى أخرى، لكن زواره يتفقون على أن مياهه تداوي الوجع وتخفف آلام المفاصل وتذيب الأمراض الجلدية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

فإضافة إلى هدوء المكان وجماله فإن حرارة مياهه الطبيعية المنبعثة من باطن الأرض تسجل 96 درجة مئوية وتتجاوز كمياتها 6500 ليتر في الدقيقة الواحدة وحصلت على المرتبة الثانية عالمياً من حيث درجة الحرارة بعد براكين أيسلندا.

يعود تاريخ استخدام الحمام للعهد الروماني إبان القرن الأول الميلادي، وهو مرتبط بمدينة ثيبيليس الرومانية، ويرجع علماء الآثار اسم الحمام إلى العهد العثماني عندما استغل الناس مياهه لعلاج الأوجاع والأمراض.

ومن بين الروايات المتداولة حول تسميته أن السكان القدامى كانوا يتداوون بالمسك والطين لمعالجة آلام المفاصل، ومع قدوم الاستعمار الفرنسي أصبحوا يقولون عنه "مسكوطين" لصعوبة نطقهم للغة العربية ليصبح اسمه في النهاية حمام مسخوطين.

حمام الصالحين

يعود تاريخه لما قبل 20 قرناً بحيث بناه الرومان ويعتبر معلماً للعهد الفلافيني المؤسس في 69 ميلادية من قبل فيسباسيان الوالي العام لأفريقيا الذي أصبح في ما بعد إمبراطور روما ومؤسس السلالة الفلافيانية واستعملت الحجارة في بناء هذه التحفة المعمارية.

 

يقع حمام الصالحين على بعد ستة كيلومترات من مدينة خنشلة بالشرق الجزائري التي تبعد عن العاصمة 545 كيلومتراً، والاسم الروماني للمدينة هو ماسكولة وتوجد بجبال الأوراس في بلدية الحامة وكانت المنطقة قديماً تعرف بـ"نيوميديا".

تقول المراجع التاريخية إنه كان مركزاً للراحة والاستجمام لعدد من الملوك وقادة الجيوش الرومانية، إذ إنه يشفي أمراضاً كثيرة بسبب نوعية المياه الحارة المعدنية الخارجة من باطن الأرض.

حمام ملوان

من الأماكن التي تقصدها العائلات الجزائرية للاستشفاء والراحة، ويقع في بلدية بوقرة شرق محافظة البليدة (50 كيلومتراً من الجزائر العاصمة)، ضمن منطقة شبه جبلية تحفها غابات الأشجار.

وتقول الروايات إن ابنة الداي حسين، آخر دايات الجزائر، أصيبت بطفح جلدي عجز الأطباء عن إيجاد حل له مما ألزمها الفراش، ونصحها أحد أقرباء الداي بزيارة سفح جبال الأطلس للتداوي، وقبل الداي حسين بعلاج ابنته التي شفيت من ماء النبع واستعادت وجهها الحسن، وهي القصة التي تم تداولها منذ ذلك الوقت مما زاد من شعبية المكان الذي بات مقصداً لآلاف العائلات.

 

واشتهرت حمامات أخرى بعلاج الأمراض مثل حمام شيغر الموجود في مدينة تلمسان بأقصى غرب الجزائر على الحدود مع المغرب، ولا يعد مقصداً للاستحمام فقط، بل أيضاً لشرب مياهه التي يقال إنها تقوم بتكسير حصوات الكلى.

يعود أصل اكتشاف منبع حمام شيغر إلى تسعينيات القرن الماضي، حين اكتشف سكان مغنية مياهاً تنبع من باطن الأرض داخل غابة مغنية، وذاع صيت تلك المياه المعدنية ليصل إلى مناطق عدة من البلاد.

ثروة منسية

تعتبر الحمامات المعدنية مورداً مهماً للسياحة، لكنها لم تستغل بالقدر الكافي لخلق فرص عمل وتنشيط السياحة الداخلية، بحيث يصفها كثيرون بـ"الثروة المنسية" التي لم تخصص لها استثمارات كافية لإعادة تهيئتها لاستقطاب الأجانب، على اعتبار أن قليلاً من البلدان يتمتع بمثل هذه الثروات.

يرى رئيس الجمعية الوطنية لوكالات السياحة والأسفار محمد أمين برجم أن "السياحة الحموية في الجزائر أحد أنواع السياحة التي لم تستغل بالشكل المطلوب والمأمول"، مشدداً على "ضرورة تقديم تسهيلات لأصحاب الأفكار المبتكرة الذين يريدون استحداث مؤسسات ناشئة في قطاع سياحة الاستشفاء".

وبرأي برجم، يجب استغلال حال الزخم السياحي التي تشهدها الجزائر حالياً لرفع قدرات الاستثمار والقدرة الاستيعابية للفنادق التي لا تتجاوز 15 ألف سرير فقط، إضافة إلى مضاعفة الجهود والترويج للأماكن التي تملك فيها البلاد منابع مياه طبيعية والعمل على إبرازها للسياح المحليين والأجانب".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات