Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سجن بريطاني 13 عاما بتهمة التجسس لروسيا

انكشف أمر ديفيد سميث خلال عملية خاصة قام بها جهاز المخابرات البريطاني إم آي 5

صورة ديفيد سميث كما تبدو على تسجيل كاميرا سرية وهو يقابل عميلة بريطانية ادعت أنها من وحدة المخابرات العسكرية الروسية (رويترز)

صدر حكم بالسجن لأكثر من 13 عاماً على حارس أمني كان يعمل في سفارة بريطانية استغل وظيفته بغرض بيع الأسرار لـ#روسيا بعدما ضبط في عملية سرية لـ#جهاز_الاستخبارات_البريطاني #إم_آي_5. 

عمل ديفيد سميث، 58 سنة، في سفارة بريطانيا في برلين منذ عام 2016 وكان قادراً على دخول مناطق حساسة والاطلاع على تسجيلات الكاميرات ووثائق سرية.

وأقر بذنبه في ثماني تهم تقع في إطار قانون الأسرار الرسمية لكنه زعم بأن تصرفه كان مدفوعاً بالغضب من طريقة معاملته في العمل ومشكلات في حياته الشخصية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رفض القاضي هذا التبرير وقال إنه ارتكب "خيانته" بسبب "كراهيته للمملكة المتحدة" ورغبته في إعطاء روسيا معلومات قد تضر بالبلاد.

وتم إبلاغ المحكمة بأن سميث وضع داخل غرفة جلوسه علماً روسياً كبيراً، وقبعة عسكرية من الحقبة السوفياتية وغيرها من الكتب والتذكارات الروسية، وألصق داخل خزانته الخاصة في العمل رسماً كاريكاتورياً لفلاديمير بوتين وهو يجر أنجيلا ميركل من عنقها، وكتب تحته عبارة باللغة الألمانية تلمح إلى الحرب العالمية الثانية وترجمتها "روسيا، نرجوك أن تحررينا مرة أخرى!".  

كما كان من بين الوثائق التي سرقها سميث "تقرير حساس" موجه إلى رئيس الوزراء في ذلك الوقت، بوريس جونسون، بينما صور الرجل كذلك فيديوهات "دقيقة ومنهجية" عن تصميم مبنى السفارة.

وحكم القاضي وول يوم الجمعة على سميث بالسجن لمدة 13 سنة وشهرين بعد رفضه زعمه بالندم، معتبراً أنه يشعر "بالأسف على نفسه". 

وقال القاضي لسميث "كان واجبك أن تضمن حماية السفارة وأمن موظفيها"، مضيفاً "وعندما أفشيت معلومات شخصية عن الموظفين من داخل السفارة، عرضت كل أولئك الموظفين للخطر".

وكشف أمام المحكمة عن أنه "كان من الضروري تدارك" الخطر الذي تسببت به أفعال سميث وأن التدابير الوقائية التي اتخذت حتى الآن كلفت الحكومة البريطانية أكثر من 800 ألف جنيه استرليني (961 ألف دولار).

وقبض على سميث خلال عملية سرية نفذها جهاز الاستخبارات إم آي 5، وشارك فيها عميلان تظاهرا بأنهما منشق روسي وعميلة في جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)، بعدما اعترضت السلطات رسالة موجهة إلى ملحق عسكري روسي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

لكن الدلائل التي عثر عليها لاحقاً أشارت إلى احتمال إقدامه على بيع الأسرار قبل ذلك، إذ اكتشفت الشرطة بأن عمليات السحب المنتظمة من حساب سميث المصرفي انخفضت بشكل كبير جداً في يناير (كانون الثاني) 2021 مما يشير إلى وجود مصدر غير معروف للدخل النقدي.

وقال القاضي وول إن "النشاطات التخريبية" التي ارتكبها السيد سميث تعود إلى عام 2018 وإنه نقل "كمية لا يستهان بها من المواد" على مر السنوات. 

وأضاف "تواصلت بانتظام مع أحدهم داخل السفارة الروسية، ونقلت إليها المواد التي أخذتها بشكل غير قانوني عبر صلة الوصل هذه".

كما خلص القاضي إلى أن سميث طور مشاعر "معادية لبريطانيا بشكل قطعي" وخلق انطباعاً لدى زملائه بأنه "أكثر تعاطفاً مع روسيا، ومع الرئيس بوتين بشكل خاص".

وسمعه زملاؤه وهو ينتقد المملكة المتحدة وألمانيا، ويبدي تأييده للمتمردين المدعومين من روسيا، الذين كانوا يشنون حركة تمرد في شرق أوكرانيا في تلك الفترة. 

وخدم سميث، المتحدر من اسكتلندا، 12 سنة في سلاح الجو الملكي، ولديه ابنة بالغة.

وتزوج للمرة الثانية من سيدة أوكرانية تدعى سفيتلانا قضى معها 20 سنة، لكنه قال إنه أصيب بالاكتئاب وعانى الوحدة بعد عودتها إلى موطنها في أواخر عام 2018.

وكشف سميث في قاعة المحكمة اهتمامه بنظريات المؤامرة الرائجة في الفضاء الإلكتروني وقال "أتابع ديفيد آيك وأليكس جونز على موقع إنفو وورز InfoWars كي أطلع على وجهة نظر بديلة. أحب أن أرى جانبي الموضوع".

في مايو (أيار) 2020، كتب سميث رسالة لم يكشف فيها عن هويته إلى الملحق العسكري في السفارة الروسية، ووضع فيها كتيباً تضمن تفاصيل عن الموظفين كما وعد بتزويده بمزيد من المعلومات في وقت لاحق.

وفي ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، كتب رسالة أخرى وجهها إلى ملحق عسكري آخر وتضمنت تحديثاً للمعلومات حول الموظفين الجدد وصورا لموظفي السفارة البريطانية.

وقال القاضي وول "لا يمكنني أن أحدد عدد المرات الإضافية التي تواصلت فيها مع أحدهم داخل السفارة الروسية وزودته بالمعلومات. دفعت لك السلطات الروسية في مقابل هذه الخيانة".

وقال فريق الدفاع عن سميث من جانبه أنه عانى مشكلات نفسية وأصبح يسرف في شرب الكحول بعد انتقال زوجته إلى أوكرانيا لكن القاضي لم يجد أية "صلة سببية منطقية" بين أي اكتئاب والجريمة التي ارتكبها.

وذكر قائد مركز مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة، الذي تولى إدارة التحقيق الجنائي بالتنسيق مع جهاز إم آي 5 والسلطات الألمانية إن سميث "لم يشك بأي شيء" عندما ألقي القبض عليه في النهاية خلال العملية السرية.

وصرح القائد ريتشارد سميث خلال مؤتمر صحافي بأن "المعلومات التي سعى سميث إلى مشاركتها مع روسيا تسببت بمخاطر كبيرة للمصالح البريطانية والأفراد العاملين في تلك السفارة".

وأضاف "لو كان [المنشق الروسي] دميتري شخصاً حقيقياً، برأينا أن المعلومات التي حاول سميث جمعها عنه كانت لتضعه بخطر كبير".

وأشار السيد سميث بأن العملية تأتي في وقت ترصد فيه شرطة مكافحة الإرهاب في بريطانيا "زيادة في القضايا المتعلقة بالتصدي لتهديدات الدول" ولا سيما من جهة روسيا والصين وإيران.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات