Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يستعين بالسيناتور الجمهوري راند بول لتشجيع إيران على الحوار

أعرب مسؤولون عن قلقهم من أن يتسبب هذا التدخل في تخريب حملة "الضغط القصوى" ضد طهران

السيناتور الجمهوري المخضرم راند بول معروف بمناهضته للحرب ودعمه للاتّفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 (أ.ف.ب.)

مع دخول التصعيد القائم بين واشنطن وطهران شهره الثالث وسط تعنت النظام الإيراني أمام تصعيد العقوبات الأميركية التي أضرّت باقتصاد البلاد بشدة، وتصاعد التوترات البحرية في الخليج، يبدو أنه جاء دور "الحمائم" داخل الحزب الجمهوري لتشجيع الإيرانيين على العودة إلى مائدة الحوار لإعادة التفاوض بشأن البرنامج النووي، وهو الهدف الرئيس للرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وفي تحرّك ربما يثير غضب "صقور" الإدارة الأميركية، وعلى رأسهم مستشار الأمن القومي جون بولتون، وافق الرئيس ترمب على الاستعانة بالسيناتور الجمهوري الرفيع، راند بول، المعروف بمناهضته للحرب ودعمه للاتّفاق النووي الذي عقد في 2015، ليكون مبعوثا له لإيران.

تفاصيل القرار كشفها أربعة من مسؤولي الإدارة الأميركية لصحيفة "بولتيكو" الأميركية، والتي لم تكشف هويّة هؤلاء المسؤولين.

بحسب المسؤولين الأربعة، فإن ترمب قَبِل اقتراحاً من بول، السيناتور المخضرم من ولاية كنتاكي، والذي يبلغ من العمر 56 عاما، وهو نفسه كان أحد المرشحين الذين خاضوا السباق نحو انتخابات الرئاسة عام 2016، لكنه انسحب مع تراجع فرصه أمام ترمب ومرشحين آخرين.

جاء اقتراح بول للحوار مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، خلال جولة من لعب الغولف مع ترمب نهاية الأسبوع الماضي، وهو ما وافق عليه الرئيس الأميركي، الذي يبحث عن سبيل لإعادة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات دون التورّط في حرب جديدة في الشرق الأوسط.

وتتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب ترمب من الاتفاق النووي في مايو (أيار) 2018، وفرض عقوبات اقتصادية قاسية عليها.

وبين الحين والآخر، تدفع الحوادث المتعمدة البلدين إلى شفا الحرب. فخلال الشهرين الماضيين، استهدفت هجمات مختلفة ناقلات نفط في مضيق هرمز، وألقت فيها واشنطن باللوم على طهران رغم نفي الأخيرة مسؤوليتها، كما أسقطت إيران طائرة أميركية من دون طيّار قائلة إنها انتهكت المجال الجوي الإيراني.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذه التوترات دفعت بانتشار عسكري أميركي متزايد في الخليج، فضلا عن انتشار عسكري جديد للمملكة المتحدة الشهر الحالي، بعد أن نشبت التوترات بين لندن وطهران بشأن احتجاز ناقلة النفط الإيرانية العملاقة (غريس 1) عند مضيق جبل طارق، بدعوى انتهاك عقوبات الاتحاد الأوروبي من خلال نقل شحنة من النفط الخام الإيراني إلى سوريا، وهو ما نفته إيران، مما دفعها للتصعيد ضد بريطانيا.

وأعربت لندن عن قلقها بشأن حرية الملاحة في مضيق هرمز بعد أن اتهمت سفناً إيرانية بالاقتراب من السفينة البريطانية "بريتيش هيريتدج"، التي تشغّلها شركة "بي.بي" النفطية، في المضيق الواقع بين إيران وشبه الجزيرة العربية. وفي أعقاب ذلك، نشرت وزارة الدفاع البريطانية السفينة الحربية "كنت" في بحر الخليج العربي لحماية المصالح البريطانية.

ويوجد وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف حاليا في مدينة نيويورك الأميركية لحضور اجتماعات الأمم المتحدة وعقد لقاءات خاصة مع الصحافيين وخبراء مراكز الأبحاث.

وبحسب صحيفة "بولتيكو"، فإن احتمال أن يعمل سيناتور كنتاكي كمبعوث دبلوماسي للإدارة الأميركية أثار قلق العديد من المسؤولين الذين يعربون عن قلقهم من أن تدخّل بول ربما يتسبب في تخريب حملة "الضغط القصوى" التي يقودها ترمب ضد طهران.

والسيناتور بول هو أحد أشد المعترضين على الانسحاب من الاتفاق النووي، حيث كان بين مجموعة القادة الجمهوريين الذين أشادوا بإحجام الرئيس ترمب عن شنّ هجوم انتقامي في يونيو (حزيران) الماضي بعد إسقاط الطائرة الأميركية المسيّرة، قائلا "الأمر يتطلب حقاً من رجل الدولة التحلي بضبط النفس وسط مجموعة من الأصوات الداعية للحرب". ولطالما حذّر بول من التدخل الأميركي الخارجي، وقد اشتبك مع مسؤولي إدارة ترمب حول احتمال نشوب صراع عسكري مع إيران.

ويتفق توجه بول مع كل من ترمب وإيران، في رفضهم للحرب رغم نصبهم العراقيل أمام إطلاق الحوار. ويقول بعض المسؤولين الإيرانيين إنهم منفتحون على المفاوضات، لكن بشرط تخفيف العقوبات الاقتصادية، على الرغم من أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، آية الله خامنئي، شبّه الحديث مع الولايات المتحدة بتجرّع "السم".

المزيد من دوليات