Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النظام الجزائري يراهن على إفراغ الحراك

جسر جوي إلى القاهرة لنقل مشجعي المنتخب وإخلاء الساحات

نقلت السلطات الجزائرية حوالى 5000 آلاف مشجع الى القاهرة لحضور النهائي (أ.ف.ب)

يُرتقب أن تشهد الجمعة 22 من الحراك الشعبي في الجزائر، تراجعاً سياسياً لصالح الرياضة، بسبب نهائي كأس أفريقيا لكرة القدم الذي يجمع المنتخب الجزائري بنظيره السنغالي، الموعد الذي دفع النظام المؤقت إلى التجاوب معه من خلال إقامة جسر جوي بين الجزائر ومصر، بأرخص الأسعار في عز أزمة اقتصادية، لضمان انتقال أكبر عدد من الأنصار، ما قد يهدد  بـ"إفراغ الحراك" وتجاوز "الضغط السياسي" الذي أرهق السلطة والمؤسسة العسكرية.  

صدفة خير من ألف ميعاد

أتت صدفة تزامن مباراة المنتخب، مع الجمعة الـ22، لتخفيف حدة الاحتقان السياسي الذي تعيشه البلاد، منذ 22 فبراير الماضي، على الرغم من النشاط السياسي الكبير الذي سُجل أخيراً مع انتخاب معارض إسلامي على رأس البرلمان بعد تنحية أحد "الباءات"، معاذ بوشارب، التي كانت من ضمن مطالب الشارع، إضافة إلى طرح مبادرات ووساطات لتحريك "المياه العكرة" التي تحول دون تحقيق تقدم في ما يتعلق بالحوار الموسع، وآخرها وساطة تقدم بها رئيس البرلمان السابق كريم يونس.

جسر جوي

انخرطت السلطات العمومية في الحماس الرياضي الذي يعيشه الشعب، وخصصت جسراً جوياً لنقل مشجعين إلى القاهرة بأسعار رمزية، لحضور المبارة النهائية، إذ نقلت حوالى 30 طائرة بين مدنية وعسكرية، أكثر من 5000 مشجع، وسبقهم إلى القاهرة حوالى 1400 مناصر حضروا مباراة نصف النهائي، وبقوا في القاهرة لحضور النهائي، بعد تأهل المنتخب الجزائري.

من المؤكد أن مسيرات الجمعة المقبلة ستكون ممزوجة بنكهتين، نكهة الحراك من جهة، ونكهة نهائي كأس أمم أفريقيا من جهة أخرى، بحسب الإعلامي حكيم مسعودي في تصريح لـ"اندبندنت عربية"، إذ أوضح أن كلاهما في سلة واحدة، كون الأمر يتعلق بمصالح البلد وأحقية الشعب في النصر والفخر، سواء في المجال السياسي أو الرياضي.

وأعرب مسعودي عن اعتقاده بأن السلطة قد تعوّل مثلما هو معهود، على الحدث الكروي لإلهاء الشعب عن حراكه، لكن الجزائريين استخلصوا ممارسات السلطة والحكومات المتعاقبة، في شكل "تراكمات" كان أبلغها تعبيراً شعار "رانا فقنا باصيتو بينا"، (لقد فطن الشعب ولن تتخلصوا منه)، وهذا دليل على تنامي الوعي في الوسط الشعبي، مشيراً إلى تسجيل "يقظة" خاصة على مستوى النخبة وقادة الرأي النازعين إلى التغيير الجذري للنظام، حتى لا يتسنى للسلطة القائمة الاستثمار في الحدث الرياضي لتوجيه الجماهير.

النظام يراهن على إفراغ الحراك

في حين يراهن النظام المؤقت على إفراغ الحراك، ترى جهات معارضة أن التتويج بكأس أفريقيا، يجب أن يقترن بتتويج الانتفاضة الشعبية من خلال تحقيق مطالب الشارع، وتجنب استغلال النجاحات الرياضية في تحسين صورة السلطة، بخاصة بعد إعلان رئاسة الجمهورية عن انتقال رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح إلى القاهرة، لحضور المبارة النهائية بين المنتخب الجزائري ونظيره السنغالي.

وأشاد بن صالح بمشوار المنتخب الوطني خلال بطولة كأس أفريقيا، عبر رسالة تهنئة للاعبين والطاقمَيْن الفني والإداري.

خيارات "شعبوية"

وبحسب الإعلامي مسعودي، فان الخيارات "الشعبوية" التي تتبناها الحكومة اليوم، دليل آخر على رغبة السلطة في البقاء عن طريق الممارسة "التوزيعية" للريع بغية شراء السلم الاجتماعي، موضحاً أنها ليست حلولاً مستدامة بقدر ما هي "مخارج" سياسية ظرفية، ولعل سنوات بوتفليقة كانت أحسن درس في هذا الجانب. وقال إن الحكومات المتعاقبة أثبتت أنها بعيدة من الحكم الرشيد، إذ إن صرف مبالغ ضخمة  لنقل الأنصار على حساب معاناة المواطنين في عدد كبير من المناطق الداخلية، يكشف عن استمرار سياسات بوتفليقة على الرغم من رحيله.

وطرح تسخير السلطات كل الوسائل المادية والمعنوية للأنصار، تساؤلات عدة، خصوصاً أن الانسداد السياسي والأزمة التي تعيشها البلاد منذ 22 فبراير، لم تلق هذا الاهتمام على الرغم من خطورة الوضع، بل لاقت بعض الأحيان تجاهلاً وبرودة من الأطراف المعنية.

المزيد من العالم العربي