تدشن مهرجانات الجوائز الفنية نهضتها الخاصة بعد عامين من الاضطرابات التي سببها وباء كورونا وأدت إلى إقامة أجزاء من الاحتفاليات عن بعد.
حمل لنا موسم عام 2023 عودة مظفرة لجوائز غولدن غلوب، بعدما ألغيت مسابقة جوائز التلفزيون العام الماضي إثر تقارير تحدثت عن عدم وجود أي عضو أسود في رابطة الصحافة الأجنبية في "هوليوود" المنظمة للحدث. كذلك أُعلن عن الترشيحات المثيرة لسباق الأوسكار، فيما أقيم حفل توزيع جوائز غرامي مساء الأحد الماضي في لوس أنجليس الذي قدمه الكوميدي تريفور نوا. كان الحفل مناسبة تاريخية من نواح عدة: باتت بيونسيه المغنية التي حصدت أكبر عدد من الجوائز الفردية على الإطلاق، وأصبحت فيولا ديفز الفنانة الثامنة عشرة في التاريخ التي فازت بجوائز إيمي وغرامي وأوسكار وتوني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإذا كان ما نشهده هو بداية نهضة لمهرجانات الجوائز الفنية (من المبكر الحكم بشكل نهائي إذ مازال هناك شهر يفصلنا عن جوائز الأوسكار)، فإنها تسير جنباً إلى جنب مع نهضة للأسماء ذات النجاح الكاسح. فقد شهد هذا العام دخول فرقة آبا إلى سباق جوائز غرامي بأربعة ترشيحات رئيسة، كما شهد تنافساً محموماً على جائزة ألبوم العام بين أديل وبيونسيه وليزو والفائز النهائي هاري ستايلز. وقد كانت هذه الأسماء الخمسة تتنافس على جائزة أغنية العام، التي ذهبت إلى ليزو عن أغنية "اللعنة، حان الوقت" About Damn Time. وقد فاز ستايلز عن ألبومه "هاريز هاوس" Harry’s House الذي يحمل طابع موسيقى البوب، وفازت ليزو عن أغنية ناجحة مفعمة بروح الديسكو.
تضم قائمة الفائزين بجوائز غرامي أيضاً تايلر سويفت التي فازت بجائزة (أفضل فيديو كليب)، وأديل (أفضل أداء بوب منفرد). بعبارة أخرى، فإن حفل توزيع جوائز غرامي احتفى بفنانين أحببناهم لزمن طويل، وبعدد من الأغاني المبهجة (توجت بيونسيه بجائزة أفضل أغنية ريذم أند بلوز عن أغنية "كبّله" Cuff It، ويحتوي ألبوم "هاريز هاوس" الأغنية العذبة "كما كان" As it Was، وأعتقد أننا رقصنا جميعاً لمرة واحدة على الأقل على أنغام أغنية "اللعنة، حان الوقت").
كشفت أكاديمية الفنون والعلوم السينمائية في وقت سابق هذا العام عن قائمة ترشيحات غنية ومبهجة لجائزة أفضل فيلم، إذ ينضم الفيلم الناجح "كل شيء في كل مكان في آن واحد" Everything Everywhere All at Once إلى الدراما النفسية "تار" Tár، والفيلم المؤثر "حديث النساء" Women Talking، والفيلم المتوهج "إلفيس" Elvis، والفيلم المشبع بالتاريخ الشخصي الذي أخرجه وشارك في كتابته ستيفن سبيلبرغ "آل فيبلمان" Fabelmans، والكوميديا التراجيدية "جنيات إنشيرين" The Banshees of Inisherin، إضافة إلى العملين الأكثر نجاحاً لهذا العام "توب غن: ميفريك" Top Gun: Maverick، و"أفاتار: طريقة المياه" Avatar: The Way of Water.
الفيلمان هما جزآ تتمة طال انتظارهما لدرجة أنه ينظر إليهما كإعادة بعث للفيلمين السابقين، وليس كامتداد للامتيازين. مضى وقت طويل منذ إطلاق العملين الأصليين (13 عاماً بالنسبة إلـى "أفاتار"، و36 عاماً طويلة بالنسبة إلـى "توب عن") ما يعني أنه لا يمكن لجزأي التتمة الاعتماد ببساطة على الحماسة الموجودة مسبقاً، بل عليهما جذب جيل جديد من الجمهور أيضاً. لقد كان اختباراً حقيقياً للجماهيرية: هل كان الجزآن جاهزين وقادرين على إعادة إيقاد تلك الشعلة القديمة؟ أكد شباك التذاكر ذلك (فقد حقق الفيلمان نجاحاً تجارياً كبيراً)، لكن ترشيحات جوائز الأوسكار تضيف إثباتاً آخر على النجاح. لقد عبر الجمهور والنقاد، والآن صناع الذائقة في عالم السينما عن رأيهم، ومنحوا جميعهم الفرصة للفيلمين الناجحين.
ولماذا لا يفعلون ذلك، عندما تكون أعمالنا الرائجة بهذه الجودة؟ فقد واجه "توب غن: ميفريك" مهمة مستحيلة تتمثل في متابعة نجاح فيلم كلاسيكي محبوب وحقق ما هو أبعد من ذلك، في حين أعاد "أفاتار: طريقة المياه" الجمهور المبتهج إلى عالم باندورا. بالمثل، لا يمكن تخيل أن غرامي كانت ستتجاهل عمل بيونسيه المظفر في ألبوم "رينسانس" Renaissance، أو نجاح ليزو المستمر في تصدر سباقات الأغاني.
لا يعني ذلك بالضرورة أننا نتوق إلى نجومنا المفضلين القدامى (على رغم أنه لا ضير في ذلك)، لكن نجومنا المفضلين القدامى تمكنوا من إعادة ابتكار أنفسهم بشكل مذهل لدرجة أنهم لا يزالون في الصدارة، فبعض النجوم لا يخبو ببساطة.
© The Independent