لماذا عين سوناك "الرجل الأقل جدية في وستمنستر" في هذا المنصب؟

هو لا يشبه الإمبراطور بالباتين من سلسلة #ستار_وورز ولكنه على بعد خمسي الطريق من تحوله إلى شخصية #دارث_سيديوس، حضر رئيس مجلس إدارة هيئة الإذاعة البريطانية "#بي_بي_سي" ومستشار القروض المستقل ريتشارد شارب إلى وستمنستر صباح يوم الثلاثاء لإخبار النواب أنه لم يرتكب أي خطأ إطلاقاً، وبأن طلب المشورة حول كيفية إعداد قرض بقيمة 800 ألف جنيه استرليني (965 ألف دولار) لرئيس الحكومة السابق بوريس جونسون هو أمر طبيعي للغاية. وأن يبرز بعد أسبوعين أنه تم تعيينه من قبل رئيس الحكومة كرئيس مجلس الإدارة الجديد لقناة "بي بي سي" هو محض صدفة.

على طول الطريق المؤدي، كان عدد قليل من الرجال والنساء يمارسون طقوس الدخول والخروج من داونينغ ستريت للحصول على وظائف وزارية جديدة مع قيام ريشي سوناك، أحد التابعين لشارب في غولدمان ساكس في الماضي، ببذل أقصى جهده في إعادة تشكيل حكومة ملوثة أصلاً بالفساد وعدم الكفاءة المستشرية مثل الحكومات غير الكفء والمريضة بالفساد التي كان من المفترض أن يحل مكانها.

قرر سوناك أن يعيد ترتيب جوانب الأعمال والتجارة والعلوم والتكنولوجيا في عدد من الوزارات وأنشأ مناصب وزارية جديدة مماثلة بشكل أو بآخر لتلك التي ألغيت عام 2016. فلم تعد الطاقة تشكل جزءاً من وزارة الأعمال، كما لو أنها لم تكن كذلك مطلقاً. واليوم، بوسع وزير الطاقة الجديد غرانت شابس أن يقلق حيال إنشاء مستقبل للطاقة المستدامة كما سبق أن فعل زعيم الديمقراطيين الليبراليين إد دافي لحكومة ديفيد كاميرون.

ولم يعد لوزارة التجارة العالمية أي وجود بل عادت ضمن وزارة الأعمال حيث كانت بالضبط عام 2016 قبل أن تقوم تيريزا ماي بإنشائها عندما قررت أن الطريقة الوحيدة التي بوسعها أن تبدو من خلالها جدية في شأن الاعتقاد بنجاع بريكست تكمن في إنشاء وزارة جديدة كبيرة جاذبة تكون مسؤولة حصراً عن توقيع اتفاقيات تجارية كبيرة جديدة ولكن تبين في ما بعد أنه يستحيل القيام بذلك قانوناً طيلة فترة وجودها في منصبها كرئيسة حكومة. ويعتقد ريشي سوناك أنه منطقي في التخلص من تلك الوزارة لأنها كانت دائماً عديمة الجدوى، ولكن خلافاً لتيريزا ماي، اعتقد في الواقع أن بريكست كانت فكرة جيدة، ولهذا ليس واضحاً أين سيتركنا هذا القبول الضمني اليوم الذي كان فعلاً مضيعة للوقت.

 ماذا الآن؟ معظم الأشخاص لا يأبهون وتبين أن الذين كانوا يفعلون لم يعودوا يكترثون فعلاً، ولكن ما يهم الناس حقاً هي الفوضى اللامتناهية من الفساد والفضائح التي تبرز بشكل صارخ أينما تنقل. فإعادة ترتيب وايتهول بما يتناسب مع أولوياتك وتمني رؤية فوائد ومكاسب قبيل الانتخابات التي ستقام خلال 18 شهراً هو أمر لن يحصل.

ولكن، لعله أمامك أمر واحد بوسعك القيام به، وهو العمل على ذلك بطريقة تحد من بعض الفضائح اللامتناهية. ليس هنالك كثير من الأمور التي بوسعك القيام بها إن كان يتوجب على رئيس مجلس إدارة "بي بي سي" الإجابة عن أسئلة حول علاقته بالقرض البالغ 800 ألف جنيه استرليني المقدم لبوريس جونسون من عدمها، كما أنه ليس بوسعك القيام بكثير من الأمور إذا قررت سلفك الأخرى ليز تراس القيام بجولة متكاملة من المقابلات لتذكير الناس أنه عليك أن تكون مختلاً لتترك مسؤولية سمكة ذهبية أليفة في أيدي المحافظين، فما بالك مسؤولية بلاد بأكملها.

ولكن، بوسعك على سبيل المثال اقتناص هذه الفرصة لإقالة دومينيك راب من وزارة العدل بهدوء نظراً إلى أنه من شبه المؤكد أنك ستضطر إلى إقالته بصخب شديد في غضون أسابيع قليلة، ناهيك بكل هذه الادعاءات المرتبطة بكيفية دفع عديد من الموظفين نحو الرغبة بالانتحار.

وأمر آخر بوسعك التفكير في القيام به هو ربما عدم تعيين لي أندرسون نائباً لرئيس مجلس الإدارة. إذا أردت أن يفكر الناس في أن الأمور تبدلت، وبأنك حزب جدي مجدداً، ربما يتعين على الشخص الذي يود اتهام الناس بالسلوك المعادي للمجتمع أن يعيش في خيمة وزراعة البطاطا وأن يحصل على حمام مياه باردة بواسطة خرطوم مياه صباح كل يوم، وهو ليس شخصاً يتحتم عليك جره وإظهاره للعلن. تقوم بعض أبرز الأدوار التي يضطلع بها نائب رئيس مجلس الإدارة على تنظيم الحفلة استعداداً للحملة الانتخابية.

سبق أن نال أندرسون شهرة واسعة عن دوره في الحملة الانتخابية الأخيرة، حيث حقق نجومية حقيقية، فقد اصطحب القناة الإخبارية الرابعة Channel 4 News إلى الفرز معه وتدبر سراً دخولهم من باب عشوائي طرقوا عليه للدخول إلى منزل صديقه، ولكن عوضاً عن إطلاق أمور عظيمة عن لي اندرسون، المرشح البرلماني المحتمل عن دائرة أشفيلد، قرر صديقه أن يقول لمايكل كريك، مجدداً، إنه يتوجب جعل الأشخاص الذي يتبعون سلوكاً معادياً للمجتمع "يرتدون تنانير زهرية اللون وضربهم بالسياط".

ليس واضحاً إذا ما كان سوناك نفسه جدياً في شأن الفوز بالانتخابات القادمة. قد يخيل للمرء أنه كذلك، ولكن من الصعب عدم الاستنتاج أن الأمر لن يكون سهلاً من خلال تعيين الرجل الأقل جدية في وستمنستر.