Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يفتح اجتماع النواب المسيحيين ثغرة في جدار انتخابات الرئاسة اللبنانية؟

تناقضات في الشروط ومطالبة بآلية تضمن الالتزام بما يتفق عليه

النواب المسيحيون اللبنانيون يؤيدون فكرة اللقاء والتشاور لكن الثقة مفقودة بينهم (رويترز)

بعد لقاء رؤساء الطوائف المسيحية وممثليهم في لبنان، وتكليف البطريرك #بشارة_ الراعي دعوة النواب المسيحيين لحثهم في أسرع وقت لانتخاب #رئيس_ الجمهورية، لم تحدد #بكركي موعداً للقاء ولم يتبلور بحسب مصادر مقربة من الصرح جدول أعماله أو شكله.

وتكشف مصادر مقربة من بكركي لـ "اندبندنت عربية" أن فكرة الحوار المسيحي لا تزال قيد الدرس، وأن البطريرك الماروني يتريث حالياً في توجيه الدعوة إلى أي اجتماع مسيحي للبحث في الاستحقاق الرئاسي، قبل ضمان خروجه بنتيجة عملية وقبل تحديد مسار واضح للاجتماع من شأنه تأمين فرص نجاحه وضمان خروجه باتفاق على اسم، لأن غير ذلك سيظهر وكأن بكركي تتحمل مسؤولية إخفاق المسيحيين في الاتفاق على رئيس.

وفشل اللقاء من شأنه أن يزيل الضغط عن الفريق المعطل الأساس لجلسات الانتخاب، وهو "حزب الله" وحلفاؤه، لتصبح المشكلة في بكركي.

ويعتبر كثيرون أن تقزيم المشكلة لتصبح مسيحية سيصب في خدمة منطق "حزب الله" وحلفائه، وعلمت "اندبندنت عربية" أن البطريرك الماروني كلف النائب البطريركي العام المطران بولس الصياح التواصل مع الأحزاب والقوى المسيحية التي أبدت جميعها تأييدها للحوار، لكن معظمها طالب بآلية واضحة للاجتماع قبل انعقاده، وستنكب بكركي بحسب المعلومات خلال الأيام المقبلة على بلورتها، فاذا تمت الموافقة عليها تبدأ بعدها بتوجيه الدعوات.

آلية وشكل الاجتماع محور نقاش

وتكشف مصادر مقربة من البطريرك الماروني اقتناعه الكلي بضرورة تحديد آلية للاجتماع المسيحي يمكن أن تضمن نجاحه، ومن الأفكار المقترحة في بكركي أن يصار إلى طرح كل الأسماء المرشحة لرئاسة الجمهورية خلال الاجتماع، ويتم اختيار الفائز نتيجة حصوله على العدد الأكبر من أصوات الحاضرين، على أن يتعهد النواب الـ 64 (عدد المسيحيين في البرلمان) بهذه النتيجة، فلا يلجأون إلى تعطيل النصاب.

وتكشف المصادر نفسها أن البطريرك الراعي يفضل أن يكون الاجتماع موسعاً بحضور النواب الـ 64 المسيحيين، ولا يوافق أن يسبقه اجتماع للأقطاب، كما طلب رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، في وقت يتهمه كثيرون بأنه يسعى إلى الاستفادة من اجتماع بكركي لتعويم نفسه.

لكن بكركي تتجنب فكرة اجتماع الأقطاب لصعوبة تحديد المعيار الذي يجب أن يعتمد لاختيار أسمائهم، فإذا كانت المصالحة هي العنوان الذي فرض على بكركي حصر اجتماع الأقطاب عام 2011 مع رئيس التيار الوطني الحر آنذاك الرئيس ميشال عون ورئيس حزب الكتائب السابق الرئيس أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فوفق أي معيار سيتم اختيار الأقطاب هذه المرة؟ وهل يمكن مثلاً دعوة النائب السابق سليمان فرنجية الفائز بنائب، ويستبعد النائب ميشال معوض على رغم أن كتلته تضم نائبين؟

الكتل المسيحية تؤيد الحوار ولكن

تعكس معظم المواقف للكتل المسيحية والمستقلين غياب الثقة بينها، على رغم أن ترحيبها بأي حوار قد يساعد في حل الأزمة الرئاسية، فرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي صوّت مع نوابه بورقة بيضاء ثم بورقة ملغاة كتب عليها "الأولويات الرئاسية"، كان أول الداعين إلى حوار مسيحي تستضيفه بكركي، وكرر أكثر من مرة ومن على منبر بكركي مطلبه على قاعدة "أن المسيحيين كغيرهم من اللبنانيين معنيون بأن يكون لهم كلمتهم، وبأن يسعوا لكي تكون لهم كلمة أساس في هذا الاستحقاق"، لكن عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون الذي بدأت تتمظهر ملامح تمايزه عن مواقف باسيل في الملف الرئاسي، بدا حذراً من أي لقاء مسيحي من دون تحديد أهدافه، وقال لـ "اندبندنت عربية" إنه "مع ترحيبنا بمبدأ الحوار بين المسيحيين حول استحقاق يعنيهم بالدرجة الأولى من دون أن يعني ذلك أنه لا يعني الآخرين من الشركاء في الوطن، لكن المطلوب تحديد أهداف هذا اللقاء وما يمكن أن يتم توخيه منه وتحضيره بالحد الأدنى قبل عقده". ويضيف عون، "إذا كانت التوقعات منه متناقضة بين الكتل فهذا يؤدي إلى فشله ويرتد سلباً على المشاركين وعلى صاحب الدعوة"، داعياً إلى إجراء لقاءات تحضيرية تمهيدية لتحديد الإطار والمسار للقاء وما بعده، وهذا أهم من شكل اللقاء أكان موسعاً أم مصغراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي مقلب الكتل المسيحية الداعمة للمرشح النائب ميشال معوض يشترط رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أعلن عدم وقوف حزبه ضد أي اجتماع في بكركي أو سواها، أن يتمتع الاجتماع بمقومات النجاح للخروج بالنتائج المنتظرة، مفضلاً عدم انعقاده إذا لم يؤد إلى نتيجة وكان فولكلورياً فقط، وحمل وفد نيابي قواتي إلى بكركي اقتراحات عكست تصورهم للآلية المناسبة للخروج بنتائج إيجابية كما قالت النائب ستريدا جعجع.

أما حزب الكتائب المتموضع أيضاً في المعارضة الداعمة لمعوض، فيؤكد نائبه الياس حنكش لـ "اندبندنت عربية" أنهم أبلغوا المطران صياح عندما زارهم منذ أيام ترحيبهم بالحوار وبكل ما يجمع اللبنانيين الوطنيين الذين يريدون حلاً، لكن "حزب الكتائب" الذي لا شروط لديه مسبقة لاي حوار يطالب وفق حنكش بتحديد جدول الأعمال وشكل اللقاء ليبنى على الشيء مقتضاه.

ماذا عن النواب المسيحيين المستقلين؟

ينقسم النواب المسيحيون في جلسات انتخاب الرئيس بين الاقتراع للنائب ميشال معوض أو بورقة ملغاة، وهم مثل النواب في الكتل النيابية المسيحية يرحبون بأي دعوة سيوجهها البطريرك الماروني لعقد لقاء مسيحي في بكركي، وأكد لنا النائب سجيع عطية أنه مع أي لقاء ضاغط ومحفز لانتخاب رئيس للجمهورية، وأن الحد الأدنى هو تنظيم الخلاف والجلوس معاً كنواب مسيحيين، معتبراً أن لقاء بكركي يمكن أن يكسر الجليد ويؤدي إلى استنباط أفكار قد تحرك الجمود الحاصل. وقد تتراوح النتائج، بحسب رأيه، "من تشكيل لجنة مصغرة لمتابعة الموضوع إلى حث كل النواب المشاركين على عدم تعطيل الجلسات، وصولاً ربما إلى الاتفاق على اسم واحد".

وانطلاقاً من ذلك يرفض النائب الأرثوذكسي أخذ المواقف المسبقة من الاجتماع، مع تشديده على ضرورة تحديد جدول أعماله وعدم الذهاب عشوائياً إلى لقاء غير محدد النتائج.

هل يتوقع أن يلتزم كل النواب بما قد يتفق عليه في الاجتماع؟ يرد عطية بأنه "من المؤكد أن كل الفرقاء الذين سيحضرون الاجتماع سيسلمون برأي الحكم الذي هو البطريرك الماروني، ويتساءل طالما أن الكتلتين المسيحيتين الكبريين، "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، أعلنتا عدم ترشيح أحد من صفوفها، فلماذا لا يمكن الاتفاق؟

لكن هل المشكلة هي مسيحية فقط، يرد النائب عطية مؤكداً أنه "إذا اتفق المسيحيون فلا يمكن للرئيس نبيه بري أو للسيد حسن نصرالله أو للسنّة أن يتخطوهم".     

ماذا عن الـ "فاتيكان"؟

لم تأت فكرة اللقاء المسيحي في بكركي بدفع من الـ "فاتيكان" حيث المرجعية المسيحية الأولى في العالم، فدوائر الكرسي الرسولي تعتبر أن المشكلة في لبنان ليست مسيحية - إسلامية أو مسيحية - مسيحية، بل هي أزمة متعددة الأبعاد في ظل وجود فريق قوي هو "حزب الله"، يستمد قوته من الخارج ليمارس سلطته في الداخل، مما أدى إلى إضعاف الآخرين. وينقل زوار الـ "فاتيكان" تشديده على ضرورة أن يتحاور اللبنانيون في ما بينهم من دون أن يعني ذلك حصر الحوار بالمسيحيين فقط، ويؤكد زوار الـ "فاتيكان" ألا تدخلاً فاتيكانياً في الملف اللبناني، بل رعاية لمسار إنقاذ لبنان عربياً ودولياً، ويثمّن الكرسي الرسولي كل المبادرات للتلاقي، لكن المسألة بحسب رأيه ليست في شغور الموقع المسيحي بل في هوية الجمهورية اللبنانية وثوابت لبنان التاريخية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي