أغلقت "وول ستريت" على ارتفاع قوي قارب اثنين في المئة لمؤشر "ناسداك"، حيث جاءت القفزة بعد تفسير المستثمرين تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) #جيروم_باول بأن "الاحتياطي" مستمر في سياسته النقدية المتساهلة برفع الفائدة بنسب ضئيلة، رغم #بيانات_الوظائف القوية التي ظهرت، الجمعة الماضي.
رد فعل مبالغ فيه
وعلى رغم ذلك، كان رد فعل "وول ستريت" مبالغ فيه، حيث تحركت بقوة بعكس ما قاله باول إن هناك حاجة إلى مزيد من الزيادة في أسعار الفائدة، ولفترة أطول مما تتوقعها الأسواق.
وكرر باول رسالته للأسواق، خلال جلسة في النادي الاقتصادي في واشنطن، بأن أسعار الفائدة يجب أن تستمر في الارتفاع للجم التضخم.
كما قال باول، إن كلفة الاقتراض قد تصل إلى ذروة أعلى من المتوقع.
أول حديث لباول
وكان حديث باول هو الأول منذ الأربعاء الماضي، بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية أو 0.25 في المئة، حيث فسر المستثمرون كلامه بإيجابية، متوقعين سياسة نقدية متساهلة بعد عام من الزيادات السريعة والمرتفعة، مما أدى إلى صعود قوي في "وول ستريت"، لكن عندما أظهرت بيانات التوظيف لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، أرقاماً مضاعفة عن التوقعات، تغيرت كل الحسابات وعكست البورصات الأميركية اتجاهها الصعودي على وقع التوقعات بأن "الفيدرالي" سيعود إلى سياسته المتشددة في رفع الفوائد.
سوق عمل قوية
وقال باول خلال جلسة أسئلة وأجوبة في النادي الاقتصادي، "نعتقد أننا سنحتاج إلى زيادة معدلات الفائدة... سوق العمل قوية بشكل غير عادي". وأضاف أنه إذا ظلت سوق العمل شديدة السخونة "فعلينا أن نقوم بمزيد من الجهد (لتهدئتها)".
وكانت بيانات وزارة العمل أظهرت، الجمعة الماضي، أن أرباب العمل أضافوا 517 ألف وظيفة جديدة في يناير بينما انخفضت البطالة إلى 3.4 في المئة، وهو أدنى معدل منذ عام 1969. ولفت باول إلى أن التقرير "يوضح سبب اعتقادنا أنه سيستغرق مسار رفع الفوائد فترة طويلة من الوقت".
توقعات أسعار الفائدة
وكان "الفيدرالي" توقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أن تصل الفائدة إلى ذروة خمسة في المئة في 2023، لكن حديث باول، أمس الثلاثاء، ترك انطباعاً بأن هذه التوقعات باتت خلف "الفيدرالي" وأن هناك توقعات جديدة أعلى من ذلك.
ورفع "الفيدرالي" سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى نطاق من 4.5 في المئة إلى 4.75 في المئة، الأسبوع الماضي. وكانت هذه الزيادة الأقل بعد زيادة بمقدار نصف نقطة مئوية في ديسمبر، وأربعة ارتفاعات ضخمة بمقدار 75 نقطة أساس قبل ذلك.
السيطرة على التضخم
وكانت بيانات التضخم أظهرت تراجعاً شهرياً في أسعار المستهلكين إلى نحو خمسة في المئة من ذروة تجاوزت تسعة في المئة منتصف العام الماضي، ما أعطى إشارة للأسواق إلى أن "الفيدرالي" انتصر في معركته ضد التضخم بعد وصوله إلى أعلى مستوى في أربعة أعوام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
توقعات "وول ستريت"
من جهتها، صدرت توقعات بنوك "وول ستريت" الكبرى بأن تكون هناك زيادة بنسبة 0.25 في المئة في اجتماع "الفيدرالي" في مارس (آذار) المقبل، ثم يتوقف بعد ذلك عن أي زيادة حتى نهاية العام، كما سرت توقعات بأن يبدأ في خفض أسعار الفائدة مع بداية العام المقبل.
وبعد تعليقات باول، ذكر بنك "مورغان ستانلي" أنه أضاف 25 نقطة أساس إلى توقعاته لاجتماع السياسة النقدية في مايو (أيار) المقبل، لكنه استمر في توقع خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر 2023.
تهدئة سوق العمل أيضاً
لكن باول قال في جلسته، إن تخفيف الضغط في سوق العمل هو جزء من مسار محاربة التضخم في الخدمات الأساسية، باستثناء الإسكان، أي مما يعني أن "الفيدرالي" يريد أن يرى أيضاً تباطؤاً في سوق التوظيف إضافة إلى تراجع بيانات التضخم.
وكان محافظو البنوك المركزية الأميركية فوجئوا بالارتفاع السريع في الأسعار في الربع الأخير من عام 2021، الذي تفاقم بشكل أسرع مع الحرب الروسية-الأوكرانية. وما زال التضخم أعلى بكثير من هدف "الفيدرالي" البالغ اثنين في المئة.
عام انخفاضات الفائدة
وكان باول صرح للصحافيين، الأسبوع الماضي، بأن المسؤولين يحتاجون إلى "مزيد من الأدلة بشكل كبير" ليكونوا واثقين من أن التضخم يسير في مسار هبوطي. وقال باول إن عام 2023 يجب أن يكون عام "الانخفاضات الكبيرة في التضخم".
وكانت مؤشرات "وول ستريت" قد التقطت إشارات إيجابية من تصريحات باول، حيث أغلقت معظم القطاعات في مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على ارتفاع، بينما كان قطاع الطاقة أكبر الرابحين حيث ارتفعت أسعار النفط الخام بأكثر من ثلاثة في المئة.
وارتفع مؤشر "داو جونز الصناعي" بنسبة 0.78 في المئة إلى 34156 نقطة، بينما زاد مؤشر "ستاندرد أند بورز" بنسبة 1.29 في المئة إلى 4164 نقطة، وارتفع مؤشر ناسداك المجمع 226 نقطة، بنسبة 1.9 في المئة إلى 12113 نقطة.