Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد أوباما... هل تغير نيكي هيلي التاريخ الأميركي مجددا؟

تتمتع السفيرة السابقة باحترام كبير من جانبي الطيف السياسي ويقول مراقبون إن بمقدورها استقطاب غير البيض والنساء

في الفترة التي سبقت إعلان نيتها الترشح للرئاسة أشارت هيلي مراراً إلى أن الوقت قد حان "لجيل جديد ليقود" (أ ف ب)

تستعد #نيكي_هيلي، السفيرة الأميركية السابقة لدى #الأمم_المتحدة، للإعلان رسمياً خوض سباق الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري نحو الرئاسة 2024، لتصبح ثاني شخصية جمهورية تعلن خوض السباق وتبدأ معركة شرسة مع الرئيس السابق دونالد ترمب، الذي يسعى إلى تعويض خسارة انتخابات 2020 على يد الرئيس الحالي جو بايدن.

سعى عديد من النساء إلى أن يصبحن رئيسات للولايات المتحدة، وقد حظي عدد منهن باهتمام على مستوى وطني، إما كرواد في العملية الانتخابية أو كمرشحات محتملات أو كمرشحات لأحزاب صغيرة ذات حضور وطني كبير. وكانت هيلاري كلينتون الوحيدة التي وصلت إلى أن تكون مرشحة حزب رئيس لمنصب الرئيس حيث رشحها الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات عام 2016 التي فاز فيها ترمب عبر أصوات المجمع الانتخابي على رغم حصول هيلاري على العدد الأكبر من أصوات الناخبين.

إرث قوي

بالنسبة إلى هيلي فإنها تتمتع بخلفية سياسية قوية كحاكم سابق لولاية كارولينا الجنوبية المحافظة، إذ استطاعت في عام 2010 هزيمة منافسها الديمقراطي والحاكم السابق للولاية السيناتور فنسنت شين، لتصبح أول امرأة وأول أميركية من أصل هندي يتم انتخابها لأعلى منصب في الولاية، وكررت نجاحها في عام 2014 عندما هزمت المرشح نفسه لتفوز بولاية ثانية. كما عملت في مجلس الولاية بين عامي 2005 و2011، وأطاحت بالنائب الجمهوري لاري كون، الذي خدم في مجلس النواب بالولاية منذ منتصف السبعينيات، في جولة الإعادة خلال أول ترشح لها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وهناك عديد من النقاط البارزة في فترة ولايتها كحاكم كارولينا الجنوبية، منها المساعدة في الفوز بصفقات اقتصادية كبيرة، بما في ذلك صفقات مع صانعي الإطارات الرئيسين، ودعم تيم سكوت كأول سيناتور أسود عن الولاية. كما أصبحت هيلي من المشاهير على الصعيد الوطني عندما عملت على إزالة علم الكونفيدرالية في عام 2015 بعد أن قام شخص عنصري بقتل تسعة مصلين في كنيسة "إيمانويل إيه أم أي" في تشارلستون. ومع ذلك، ليس السؤال هو ما إذا كان بإمكان هيلي الفوز، ولكن ما إذا كانت حملتها يمكن أن تغير الحزب الجمهوري أو حتى الولايات المتحدة التي لم تنتخب في تاريخها سيدة للبيت الأبيض؟

الحاجة إلى التغيير

بالنسبة إلى الجمهوريين، يشير مراقبون إلى أن النزعة الجمهورية للناخبين لا تزال مؤشراً قوياً ومهماً لوجود عدد أقل من النساء ممن يتقلدن مناصب سياسية تستند إلى الانتخابات، وهو ما يتضح في "الكونغرس" حيث يزيد عدد النائبات من الحزب الديمقراطي عن أولئك الذين ينتمون للحزب الجمهوري. ويقول الباحث لدى كلية "هارتويك" لوريل إلدر في بحث بعنوان "نساء اليمين" إن الحزب الجمهوري نفسه والأيديولوجية المحافظة التي يتبناها هي أكبر عائق أمام تمثيل المرأة داخل الحزب. في حين يشير آخرون إلى أن الحزب الجمهوري لم يجعل انتخاب المرأة أولوية، إذ لا يعتقد الجمهوريون أن ذلك يجب أن يكون هدفاً. وتوضح كريستين سولتيس أندرسون، المتخصصة في أبحاث استطلاع الآراء، أن الجمهوريين عادة يرغبون في المرشح الأكثر موهبة بصرف النظر عن نوعه، إذ إنهم ليسوا من عشاق سياسات الهوية.

مع ذلك، ثمة أدلة على تطور جار داخل الحزب الجمهوري. ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، استطاعت لوري تشافيز ديريمر اقتناص مقعد في مجلس النواب من منافسها الديمقراطي، لتكون واحدة من 42 سيدة تمثل الحزب الجمهوري في "الكونغرس"، وهو رقم قياسي في تاريخ الحزب، كما أنها واحدة من أول عضوين من أصل لاتيني في "الكونغرس" من ولاية أوريغون. وبحسب "سي أن أن"، فإن هذا المسار يعكس التقدم الذي أحرزه الحزب في انتخاب النساء على مدى العقد الماضي، وهي المعالم التي تم تحقيقها بشق الأنفس فقط بعد أن بدأت مجموعات متنوعة في لعب دور أكبر في الانتخابات التمهيدية. وتضيف أن بعض القادة، بمن فيهم إليز ستيفانيك، رئيسة مؤتمر الحزب الجمهوري في مجلس النواب، ورونا مكدانيل، رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، يرغبون في فعل مزيد في هذا الصدد.

وبينما يحاول الحزب الجمهوري جذب مجموعات أوسع من الناخبين، بما في ذلك النساء اللاتي تخلين عن الحزب بعد انتخاب ترمب في 2016، فإن الدفع بمرشحات نساء سيكون وسيلة لتجديد الحزب والصعود مجدداً. وتقول آني ديكرسون، مؤسسة ورئيسة مجموعة "ويننج فور وومان"، وهي مجموعة ناشطة تساعد في انتخاب النساء الجمهوريات "ستستمر نساء الضواحي والنساء المستقلات في لعب دور العامل الإكس في ما إذا كنا سنفوز".

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إن الديمقراطيين وغيرهم طالما ادعوا أن هناك "حرباً جمهورية على النساء"، بينما أصبحت النساء أكثر وضوحاً وقوة في الحزب الديمقراطي. فمنذ الثمانينيات من القرن الماضي كان الجمهوريون لا يحظون بدعم بين الناخبات بشكل عام، وأظهرت استطلاعات الرأي التي سبقت الانتخابات الأخيرة أنه حتى النساء البيض في الضواحي ربما يبتعدن عن ترمب. ومن ثم فإنه استجابة لهذه الاتجاهات يحاول الجمهوريون تعبئة الناخبات بشكل رئيس من خلال تكتيكات الرسائل الجنسانية.

حامل لواء جديد

على رغم العراقيل التي ستواجهها هيلي في مسعاها نحو الرئاسة، فإن الحاجة إلى التغيير والتخلص من إرث ترمب قد تخدمها. يقول الكاتب الأميركي المحافظ نولان فينلي إن خوض هيلي لسباق الرئاسة 2024 فرصة يحتاج الجمهوريون إلى أنه ينتبهوا لها جيداً. وتشير صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن هيلي، البالغة من العمر 51 سنة، طالما تمت الإشارة إليها كمرشحة وطنية محتملة، ويرجع ذلك جزئياً إلى سيرتها الذاتية باعتبارها ابنة مهاجرين هنود يمكن أن تقدم سرداً مقنعاً لحزب كافح لجذب الدعم من غير البيض.

في الفترة التي سبقت إعلان نيتها الترشح للرئاسة، أشارت هيلي مراراً إلى أن الوقت قد حان "لجيل جديد ليقود". وتقول شبكة "بلومبيرغ" الأميركية إن هيلي تراهن في حملتها الرئاسية على أنها مناسبة بشكل فريد لحل معضلة ترمب للجمهوريين، إذ يسعى قادة الحزب الجمهوري إلى حامل لواء جديد لانتخابات عام 2024.

هناك مؤشرات على قدرة هيلي لتكون ذلك القائد، فبشجاعة استطاعت عام 2015 إزالة علم الكونفيدرالية الذي يرمز إلى حقبة الحرب الأهلية والعنصرية، وهو القرار الذي على رغم معارضته قبلاً من نحو ثلثي ولاية كارولينا الجنوبية، فإنها استطاعت تمريره بسهولة. كما انتقدت ترمب في أعقاب هجوم مؤيديه في السادس من يناير (كانون الثاني) 2021 على مبنى "الكابيتول" حيث مقر "الكونغرس".

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" إنه مهما حدث بعد ذلك، فإن خوض هيلي السباق يعد علامة بارزة من حيث تطبيع النساء كمرشحات للرئاسة على أساس الحزبين، كما أنها بصفتها ابنة مهاجرين هنود، تسهم أيضاً في تاريخ التنوع العرقي بين المرشحين الجمهوريين.

دعم المانحين

وفق أشخاص مطلعين تحدثوا لوسائل إعلام أميركية، تسعى هيلي إلى استقطاب المانحين المحتملين لحملتها، حيث تقوم حالياً بتشكيل لجنة مالية على مستوى وطني وفريق اتصالات. وقامت المستشارة السياسية ماري كيت جونسون بالتواصل نيابة عن هيلي مع كبار المانحين السياسيين في الأيام الأخيرة الماضية لتقدير اهتمامهم بالانضمام إلى اللجنة المالية، بحسب ما أفادت به مصادر لشبكة "سي أن بي سي" الأميركية.

وتقول الشبكة إن بعض قادة الأعمال أبدوا اهتمامهم بدعم هيلي إذا ترشحت للرئاسة. وتبرع مدير صندوق التحوط المخضرم بول سينغر لكل من منظمة هيلي غير الربحية، ومنظمتها السياسية التي تعمل على دعم المرشحين المحافظين في الانتخابات، وفقاً لملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية وسجلات أخرى حصلت عليها مجلة "بوليتيكو" الأميركية، إذ أخبر سنغر أصدقاء في عام 2020 أن هيلي يمكن أن تكون منافسا قوياً للرئاسة. وتظهر السجلات أن سينغر تبرع بمبلغ 270 ألف دولار للمنظمة غير الربحية التي أسستها هيلي في عام 2019، و5000 دولار إلى المنظمة السياسية بعد ذلك بعامين. كما أن المليارديرة المحافظة ميريام أديلسون، زوجة شيلدون أديلسون مؤسس شركة "لاس فيجاس ساندس"، هي مانح رئيس لمنظمة هيلي، التي جمعت أكثر من 17 مليون دولار في دورة انتخابات 2022، وتدخل دورة 2024 بأكثر من مليوني دولار.

وتوقع جيمس غورمان، الرئيس التنفيذي لشركة "مورغان ستانلي"، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الذي عقد في يناير الماضي، أن تكون هيلي هي المرشح الجمهوري للرئاسة، وفقاً لمدونة "سيمافور" المعنية بالمنتدى. وتحظى هيلي بدعم كثيرين داخل الحزب الجمهوري، ففي عام 2010 ساعدها تيار "حزب الشاي" في الفوز بانتخابات ولاية كارولينا الجنوبية، وبطبيعة الحال فإنها تحظى بدعم النساء داخل الحزب، إذ مثل إعلان سارة بالين، المرشحة السابقة للرئاسة التي كانت واحدة من أكثر الشخصيات شعبية في الحزب الجمهوري، دعم هيلي نقطة تحول آنذاك.

دعم النساء وغير البيض

على رغم حقيقة أن 20 سيدة أميركية خضن السباق قبلاً نحو البيت الأبيض وجميعهن لم يصلن، لكن ثمة تطورات يشهدها الزمن، لأن التغيير عادة ما يأتي تدريجاً. فوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون استطاعت أن تفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض سباق الرئاسة عام 2016، وأصبحت كاميلا هاريس أول امرأة تشغل منصب نائب الرئيس. وبينما تقدم هيلي نفسها باعتبارها تجسيداً للحلم الأميركي، فربما تصبح المحطة التي عندها يتغير التاريخ الأميركي نحو انتخاب سيدة للبيت الأبيض، مثلما استطاع الرئيس الأسبق باراك أوباما أن يسجل لحظة للتاريخ بانتخاب أول رئيس أسود.

ويقول مراقبون إن هيلي ستكون أول من يمثل الجيل إكس داخل البيت الأبيض، فبالنسبة إليها ومرشحين آخرين مثل حاكم فلوريدا دي سانتيس، يمكنهم أن يفوزوا بنقاط السن أمام المرشحين الرئيسين الآخرين، ترمب الذي يبلغ 77 سنة، والرئيس الحالي جو بايدن البالغ 80 سنة. وفي مقابلة سابقة مع شبكة "فوكس نيوز"، قالت الدبلوماسية الأميركية السابقة "أعتقد أن الوقت قد حان للتغيير نحو جيل جديد. لا أعتقد أنك بحاجة إلى أن تبلغ من العمر 80 سنة لتصبح قائداً في العاصمة".

ويشير الكاتب الأميركي جون جابرييل، إلى أن هيلي فازت بإعادة انتخابها في كارولينا الجنوبية بفارق كبير بعد أن قامت بعمل رائع في المنصب ونقلت الولاية بعيداً من البقايا القبيحة من تاريخها. وهي، مثل دي سانتيس، حفزت الديمقراطيين الوسطيين على التصويت للجمهوريين. ومن ثم يتوقع المراقبون أن يكون بمقدور هيلي جذب دعم غير البيض للحزب الجمهوري والنساء. ووفق صحيفة "واشنطن بوست"، فإن هيلي في منصبها كسفيرة لأميركا لدى الأمم المتحدة استطاعت صياغة علامة مستقلة وشعبية بشكل فريد. وقد أظهر استطلاع للرأي أجري عام 2018 أنها كانت المسؤولة النادرة في إدارة ترمب التي كانت تحظى باحترام كبير على جانبي الطيف السياسي.

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل