Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عن أسلحة أميركا السرية ومعارك النفوذ

من المكسيك إلى أوكرانيا ومن المناخ إلى الفضاء و"جيش الأشباح" براً وبحراً وجواً... هكذا تعتمد الولايات المتحدة سياسة حد السيف

هل يعلم الرئيس الأميركي، أي رئيس، عن كل أنواع أسلحة القوة الأميركية والبرامج السرية العسكرية؟ (أ ف ب)

قبل 175 عاماً بالتمام والكمال وتحديداً في شهر فبراير (شباط) من سنة 1848، تمكنت #القوات_المسلحة_الأميركية من هزيمة #الجيش_المكسيكي واحتلت مساحة كبيرة من أراضيه، وأجبرت قيادته السياسية على توقيع اتفاق #غوادلوب_هيلداغو في الثاني من فبراير ذلك العام.

ودارت رحى تلك الحرب بعد أن ضمت واشنطن ولاية تكساس، وقد كانت حتى ذلك الوقت ولاية أعلنت انفصالها عن المكسيك التي رفضت الأمر في بدايته، غير أنها وتحت قوة السلاح أذعنت للسطوة الأميركية.

كان التسليح الأميركي هو النقطة الفاصلة التي كفلت الفوز الثمين للولايات المتحدة، مما جعلها تبسط إرادتها على عموم القارة الأميركية الشمالية قبل أن يمتد نفوذها إلى بقية أجزاء العالم.

لم تكن تجربة قوة السلاح في معركة المكسيك هي الأولى من نوعها فقد سبقتها تجربة انتزاع الأراضي في الغرب الأميركي من أصحابه الأصليين، الهنود الحمر، عبر قوة النيران التي لم يوجد لها مثيل مع الفريق الآخر، إذ كانت السهام والرماح والنبال أدواته حتى ذلك الوقت، مما كفل النصر المؤازر للمهاجرين البيض من أوروبا.

ولعله من مصادفات الأقدار أنه وبعد 100عام بالضبط، أي عام 1945، تلجأ الولايات المتحدة الأميركية مرة جديدة إلى العقلية العسكرية ذاتها لتنهي الحرب العالمية الثانية باستخدام القنبلة النووية مرتين ضد اليابان في هيروشيما وناغازاكي.

اليوم وبعد قرابة نحو قرنين من "معاهدة غوادلوب" وثمانية عقود من الحرب الكونية الأخيرة، يرتفع التساؤل "ما الذي تعده الولايات المتحدة الأميركية من أسلحة جهراً وعلناً لتضمن هيمنتها وتفوقها على الروس والصينيين في الحال، وعلى أية قوة قطبية في الاستقبال؟

هذا التساؤل هو ما نحاول إلقاء الضوء عليه في هذه القراءة، ولا نزعم أنها جامعة مانعة انطلاقاً من قناعة بأن ما تخفيه واشنطن أكثر جداً مما يظهر للعيان، وربما كانت تصريحات الرئيس الأميركي السابق بداية ومدخلاً.

ترمب وعالم الأسلحة التي لا تصدق

لطالما طرح التساؤل التالي "هل ما تعرضه الشاشة الهوليوودية من أفلام حركة وأحياناً عنف ومعارك قتالية أميركية وأسلحة غريبة ومريبة تستخدم خلالها أمر من وحي الخيال أم أنه واقع حال هناك من يروج له بطريقة غير مباشرة؟

عام 2020 صدر في الداخل الأميركي كتاب جديد للصحافي الشهير بوب وود عنوانه "غضب"، وبين سطوره كان هناك من التصريحات ما يثير جدلاً واسعاً بين أوساط العسكريين، لا في الداخل الأميركي فقط بل في بقية أرجاء العالم، فقد اعترف سيد البيت الأبيض بأن بلاده تمتلك أنظمة أسلحة سرية لا تصدق.

هل كان ترمب يقصد أنظمة أسلحة نووية محدثة لا تملك الصين ولا روسيا ما يشابهها، أم أن حديثه كان يتناول أمراً آخر لا قبل لأحد به؟

الشاهد أن هذا ليس الاعتراف الأول من مسؤول أميركي رفيع المستوى، فقد سبقه إلى ذلك بطريرك السياسة الأميركية هنري كيسنجر، وفي توقيت مشابه أشار مستشار الأمن القومي الراحل زيجينو بريجنسكي إلى القصة عينها، أي قصة الأسلحة التي تشبه الخيال في حوزة القوات المسلحة الأميركية.

وعلى رغم أن معظم المحللين قد ذهبوا إلى تفسير ما قاله ترمب على أنه سلاح نووي جديد، كما فعل مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأميركيين هانز كريستنسن، فإن آخرين يقطعون بأن ترمب قصد أمراً مخالفاً لذلك ويتجاوز المقدرات البشرية ويتقاطع مع قدرات الطبيعة، مما أكثر الهمس من حوله خلال العقود الأخيرة حتى بات بعضهم يجزم بأنه حقائق أميركية مخفية، وحين القارعة ستظهر على شاشات الرادارات.

هل تتلاعب أميركا بالمناخ العالمي؟

عبر عقود طوال ركزت المؤسسة العسكرية الأميركية على استغلال جميع العلوم والمعارف بهدف ضمان سيطرتها على مقدرات الكرة الأرضية وحتى لا تنازعها أو تشارعها قوة أخرى، وهذه الرؤية تجلت في وثيقة القرن للمحافظين الأميركيين عام 1997 التي تمت بلورتها سنة 2010 في ظل إدارة باراك أوباما من خلال ما عرف باستراتيجية الاستدارة نحو آسيا.

عبر أذرع القوات المسلحة الأميركية العلمية بدا وكأن هناك من يشاغب الطبيعة، تلك القوة القاهرة والقادرة على تغيير المشهد على سطح الأرض، وبدأت اهتمامات الولايات المتحدة بالمناخ وإمكان تسخيره للعب دور في الحروب خلال أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، وفي توقيت مواكب لصناعة القنبلة النووية.

ربما كانت البداية الحقيقية من عند الرئيس دوايت أيزنهاور الذي كلف مستشاره الخاص بالطقس هارولد أورفيل بمتابعة شأن التحكم في الطقس وتوجيهه كأحد أسلحة المعارك التي يمكن أن تحسم المواجهات الكبرى، وكان أيزنهاور قد أدرك سريعاً أن الاتحاد السوفياتي من خلال ريادته الباكرة للفضاء لن يتورع في التلاعب بالمناخ العالمي وأحواله.

 

 

هل لدى الأميركيين برامج خاصة لاستمطار السماء وبنوع مهلك مما يؤدي إلى فيضانات مدمرة؟ وهل لديهم برامج للتأثير في الطبقات التكتونية لقلب الأرض مما يمكنهم من إحداث زلازل صناعية؟ وماذا عن التلاعب بمياه البحار والمحيطات وإحداث موجات تسونامي تغرق دولاً بعينها حال اعتبرتها واشنطن مصنفة كعدو؟

إحدى أفضل الدراسات التي قدمت في هذا الشأن قامت عليها المحاضرة بأكاديمية حرس السواحل الأميركية ريبيكا بينكوس، ولفتت الانتباه إلى وجود برامج تتعلق بالتحكم في المناخ وتسليحه من جانب وزارة الدفاع الأميركية، خصوصاً خلال الفترة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مروراً بحرب فيتنام.

هل حدثت بالفعل مواجهات مناخية، لا سيما بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة قبل انهيار الأول؟

الثابت أن هناك كثيراً من المرويات في هذا السياق، فعلى سبيل المثال جرى ذات عام من ستينيات القرن الماضي أن أحرق الأميركيون محصول القمح بالاتحاد السوفياتي، وكان الرد بإهلاك محصول التفاح الأميركي في جميع البلاد، ولم يتوقف الأمر إلا بعد أن تيقن الطرفان من أن الصراع على هذا النحو مهلك وأنه ما من فائز في مواجهة على هذا الشكل.

يلعب "المجلس الوطني للأبحاث" في الداخل الأميركي دوراً متقدماً في عالم أبحاث المناخ، وليس سراً القول إن هناك وكالات خاصة ذات طبيعة بحثية علمية استخباراتية، مثل "وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية" المعروفة اختصاراً بـ "داربا"، تقف وراء تلك الأبحاث وتقدمها.

والمعروف أنه في شهر فبراير عام 2019 صدر عن المجلس الوطني للأبحاث تقريران منفصلان تحت عنوان "طرق وتقنيات مقترحة للتدخل في المناخ".

عسكرة الفضاء

في أوائل ثمانينيات القرن الماضي أقنع أنصار تيار اليمين الديني الأصولي في الداخل الأميركي من أمثال جيري فالويل وبات روبرتسون وغيرهما، الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان بأن "معركة هرمجدون" على الأبواب وأن العدو السوفياتي الشيوعي هو العدو الأخير، ومن هنا تفتقت أذهان الأميركيين عن فكرة حرب الكواكب أو النجوم، وفيها تجري عسكرة الفضاء عبر شبكة من مدافع الليزر غير المرئي التي تمنع وصول الصواريخ السوفياتية إلى الولايات المتحدة الأميركية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عبر عقدين من الزمان استمر هذا البرنامج ولم يتراجع إلا بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، غير أنه حين وصل دونالد ترمب إلى البيت الأبيض عام 2016 استخرج البرنامج من الأدراج مجدداً.

 هل توقفت عسكرة الفضاء من الجانب الأميركي بالفعل؟

معظم الظن أن هذا لم يحدث، بل استمر شحن الفضاء الخارجي وإن بصورة سرية بمختلف أدوات الأسلحة ومعظمها غير معلوم، وفي مقدم أسرار الفضاء الأميركي التسليحي يأتي الحديث عن المركبة الأميركية من طراز "X-37B" التي حلقت في مدار خارج الأرض لمدة تصل إلى 780 يوماً من دون توقف، فيما بقي جدول أعمالها محفوظاً كأحد أسرار الدولة العسكرية.

هل كانت مهمة هذه المركبة تحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة ميكروويف ثم توصيلها إلى الأرض؟

لو كان الأمر على هذا النحو فإن واشنطن تمتلك بالفعل أنظمة لأسلحة سرية تسخر من خلالها قوى الطبيعة، وهي فكرة استخدمت بشكل أولي في الحرب اليونانية القديمة، وبشكل عام يحتفظ القادة العسكريون الأميركيون بأسرار ما يجري في الفضاء الخارجي بشكل فائق الخصوصية، فيما تقوم وكالة البحث والتطوير لمشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة "داربا" بتقديم أنساق لا تخطر على قلب بشر من تلك الأسلحة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ما يعرف بـ "القنابل القمرية"، فماذا عن هذا؟

باختصار غير مخل يبدو أن الأميركيين يخططون لإجراء اختبارات فوق سطح القمر لتحسين الروح المعنوية لشعبهم، لا سيما بعد أن بدا يروج عن برامج صينية تحديداً فوق الجانب المظلم أو الخفي من سطح القمر ووصولهم إليه، وعليه فالتساؤل "هل سيصبح القمر منصة لقصف أعداء أميركا بالصواريخ النووية أو ربما مدافع الليزر ليتحول الكوكب الجميل الذي طالما راود العشاق عن عشقهم إلى مصدر تهديد خطر؟

هل هناك سلاح أميركي فضائي يدور حول الأرض من دون الكشف عنه؟ ربما هذا ما لمحت إليه صحيفة "بريكنغ ديفنس" في سبتمبر (أيلول) 2021 ونسبت الأمر إلى نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي الجنرال جون هايتن.

ومعظم الظن أن الأميركيين توصلوا إلى جعل بعض الأقمار الاصطناعية أسلحة جاهزة للانطلاق، ولهذا لا يتم الكشف عن هذا النوع من الأسلحة التي تراوغ بقية القوى الدولية.

أسلحة غير مرئية

تحتفظ الذاكرة السينمائية العربية بأحد الأفلام خفيفة الظل التي أنتجت خلال ستينيات القرن الماضي، وبالتحديد فيلم "سر طاقية الإخفاء" من بطولة الفنان المصري عبدالمنعم إبراهيم، وعلى جانب "هوليوود" هناك عمل آخر له الفكرة نفسها يعرف باسم "المرأة الخفية" التي تستطيع الاختفاء عن أعين من حولها على رغم وجودها.

الفكرتان ببساطة تحلقان في منطقة واحدة وهي اختراع ما يمنع أشعة الأعين من كشف الأجسام المحيطة بها، فهل حاولت وزارة الدفاع الأميركية بالفعل التوصل إلى فكرة "عباءات الإخفاء"؟

ربما هذا حدث بالفعل وهو ما أشارت إليه صحيفة "ذي صن" البريطانية بعد أن تناولت تقريراً صادراً عن "وكالة استخبارات الدفاع الأميركية" يقع في 52 صفحة، فقصة تلك العباءات تعيدنا للحديث مرة أخرى عن المسافات القائمة بين ما يقدم على شاشات السينما من قصص خيال علمي وما يمكن تقديمه للواقع بالفعل.

 

 

علمياً هناك ثلاثة طرق لإخفاء جسم ما، التمويه والشفافية والإخفاء، غير أن هناك ما يسمى في علوم الفيزياء بالمجال المغناطيسي الواحد أو "الفوق فراغي"، ومعظم الأمر أن هناك محاولات جرت من قبل علماء النازية خلال الحرب العالمية الثانية لإخفاء قطع عسكرية بحرية ألمانية عن أعين الحلفاء.

وبمزيد من التحليل فإن فكرة أبحاث الـ "بنتاغون" في هذا الإطار تسعى إلى التعاطي مع بعد آخر من أبعاد الزمن لا يكاد ملموساً أو محسوساً بالخواص الطبيعية الحالية، لا سيما أنه يتجاوز السفر الأسرع من الصوت.

هل توصل الأميركيون إلى القدرة على إخفاء أسلحتهم عن الأعين وهو ما يدخل ضمن سياق تحذيرات ترمب؟

 لا أحد قادر على أن يقطع بذلك لكن هناك حديث جرى خلال الأعوام القليلة الماضية عن قطع بحرية أميركية فائقة التقدم تمخر عباب البحار، وما من أحد قادر على رصدها بالرادارات وأجهزة الكشف الصناعية كما أن الأعين البشرية لا تراها، فهل يقودنا هذا الكلام نحو فكرة تعاون الأميركيين مع الفضائيين أو الرماديين؟

سر القاعدة (51)

منذ خمسينيات القرن الماضي والحديث لا ينقطع عن القاعدة رقم (51) في صحراء ولاية نيفادا الأميركية وما يجري فيها، وهل هي قاعدة تطوير أسلحة أميركا السرية أم أن الأمر أبعد من ذلك بكثير؟

يبدو أن الأميركيين على موعد غريب ومثير في شهر سبتمبر من أعوام كثيرة، ففي ذلك الشهر عام 2019 دشن ناشطون أميركيون على شبكات التواصل الاجتماعي دعوة للتجمهر باسم "معاً نجتاح المنطقة (51)، لا يمكنهم إيقافنا جميعاً".

وكان الموعد المحدد هو الـ 20 من سبتمبر من ذلك العالم، وبالطبع كانت جميع القوى الأمنية الأميركية تقف بالمرصاد لهذا التجمع الذي لم يحدث أصلاً.

تغطي المنطقة بالكامل أكثر من 2.9 مليون فدان، وبحسب الجيش الأميركي فإنها تمثل "مضماراً واقعياً ومتعدد الأبعاد لإجراء اختبارات وتدريبات".

أقيمت المنطقة (51) إبان الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي كمكان لاختبار وتحديث الطائرات، بما في ذلك طائرات الاستطلاع من الطراز "بلاكبيرد"، وهذه هي الفكرة الرسمية الأميركية المصرح بها.

غير أن هناك عدداً من المسؤولين الأميركيين السابقين رفيعي المستوى يقطعون بأن حقيقة الأمر خلاف ذلك وما يجري هناك محاط بسرية غير مسبوقة.

كثير من القصص تخبر عن وجود كائنات غير بشرية بعضها التقى الرئيس أيزنهاور خلال الخمسينيات وبعضها الآخر يرى أن مخلوقات من جوف الأرض تنتمي لكوكب "ثيا" الذي أرتطم بكوكبنا منذ ملايين السنين تقيم هناك بدورها، وأن هذه وتلك تدعم مشاريع الأميركيين السرية.

والمثير في أحاديث تلك المنطقة هو أنه ما من مرشح انتخابي للرئاسة وصل إلى سدة الحكم وأوفى بوعده في الإعلان عن حقيقة ما جرى ويجري هناك، بل إن بعضهم يقول إن تلك الكائنات هي من قامت باغتيال جون كيندي، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من كشف أسرارها.

جيش الأشباح والجيش السري

هل سنرى عما قريب أسلحة أميركية تمزج بين الحقيقة والخيال وتمثل جيوشاً غير موجودة بالفعل على رغم ظهورها على الأرض ورصدها من قبل الأعداء؟

يبدو الحديث متناقضاً لكنه غير ذلك، فبحسب اللواء في القوات المسلحة الأميركية روس كوفمان ستعيد أميركا إنشاء ما يعرف بـ "جيش الأشباح" بحلول نهاية ثلاثينيات القرن الحالي، أي خلال بضعة أعوام، فما قصة جيش الأشباح؟

من دون تطويل ممل فهي فكرة ابتكرها الأميركيون خلال الحرب العالمية الثانية من خلال كتيبة وصل عددها إلى نحو 1000 شخص وإن كانوا من غير الجنود، وكان هدف تلك الكتيبة إرباك العدو فتم تقسيمها إلى ثلاث مجموعات، بعضها يقوم بإنشاء معدات وتحصينات عسكرية عبر النفخ، أي أنها غير موجودة في الحقيقة، ومجموعة ثانية تسعى إلى تزوير حركة مرور الراديو، أي استخدام الشبكات والأوامر الوهمية عبر وسائط التواصل الحديثة، فيما المجموعة الثالثة تقوم بعمليات خداع الصوت من أزيز المدافع وهدير الدبابات وصولاً إلى طلقات الرصاص.

ويعن للمرء أن يتساءل وفي ضوء التقدم التكنولوجي وآليات الـ "هولوغرام" الحديثة، ماذا لو طفا على السطح جيش الأشباح هذا من جديد؟ وكيف للأعداء مقابلته أو مواجهته؟

وفيما الحديث يدور عن معارك الأشباح غير الحقيقية تخرج علينا مجلة "نيوزويك" الأميركية في شهر مايو (أيار) من عام 2021 بقصة أكثر إثارة عن جيش أميركي حقيقي مغرق في سرية تفاصيله ويبلغ عدده نحو 60 ألف شخص، يعمل كثير من أفراده بهويات مزيفة وفي سرية تامة باعتبارهم جميعاً جزءاً من برنامج غير معلن عنه يدعي "التوقع المنخفض".

Signature reduction

وتقول "نيوزويك" إن هذه القوات "تتفوق بأكثر من 10 مرات على نطاق السرية لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية، وتنفذ مهمات داخلية وخارجية بزي عسكري أو غطاء مدني في الحياة الواقعية أو في الإنترنت، مختبئة أحياناً بشركات أعمال واستشارات خاصة بينهما مجموعة بأسماء مسجلة في الداخل.

وبمزيد من التفصيل فإن نصف هذا الجيش ينفذ عمليات سرية في مختلف أنحاء العالم، والنصف الآخر يمثل خبراء استخبارات واستخبارات مضادة ينشطون أيضاً في أحايين كثيرة خارج الولايات المتحدة، وهناك بين هذه الجيش المغرق في سريته مجموعة متخصصة في عمليات إلكترونية ومكافحة هجمات في الفضاء الإلكتروني تعمل غالباً داخل الأراضي الأميركية.

على أن ما لم تشر إليه "نيوزويك" هو السؤال التالي: "هل هذا الجيش هو نسخة جديدة من جماعة عسكرية مغرقة في سريتها تم إنشاؤها بعد الحرب العالمية الثانية عرفت باسم "البقاء في الخلف" أو "Stay behind"، وقد عرفت بدورها في تدبير الانقلابات العسكرية، وهناك شبهة ما حول وجود بعض عناصرها في الدول العربية خلال زمن ما سمي الربيع العربي، ويتردد أن الأمن التونسي قد استطاع القبض على بعض عناصرها؟

هل من خلاصة؟

المؤكد أن ما تقدم غيض من فيض والمجهول أكثر من المعلوم، وهناك مناح أخرى تستحق قراءات مفصلة، لا سيما الحديث عن أمرين، عالم الروبوتات وكيف تسعى أميركا إلى تغيير شكل المواجهات العسكرية من خلال الجنود الآليين، وهذا العالم يتقاطع مع أسلحة الذكاء الاصطناعي وتلك قصة قائمة بذاتها، خصوصاً إذا أخذنا الأبعاد السيبرانية في الحروب الحديثة، فيما الجانب الآخر موصول بعالم الـ "نانو تكنولوجي" والأسلحة المنتمية إليه ومدى الخطورة التي يشكلها على كوكب الأرض والبشرية برمتها.

أما التساؤل الأخير قبل الانصراف فهو "هل يعلم الرئيس الأميركي، أي رئيس، عن كل أنواع أسلحة القوة الأميركية والبرامج السرية العسكرية؟ قطعاً لا، وهذا ما يؤكد وجود دولة أميركية عميقة تدير المشهد بعيداً من السلطات الرسمية.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير