Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شهادات متظاهرين إيرانيين تعرضوا للتعذيب والاغتصاب

"غارديان" تحدثت مع بعض ضحايا عنف النظام الإيراني

قتل أكثر من 500 شخص منذ اندلاع الاحتجاجات في أعقاب وفاة مهسا أميني في الحجز (أ ف ب/غيتي)

تحدثت صحيفة "غارديان" مع متظاهرين في #إيران ادعوا أنهم تعرضوا للاغتصاب و#العنف الجنسي والضرب و#التعذيب أثناء احتجازهم من قبل #قوات_الأمن_الإيرانية، بعضهم في سيارة شرطة أو في الشارع وآخرين أثناء الاحتجاز في أقسام الشرطة أو السجون.

في مساء يوم 15 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، عندما كانت الاحتجاجات في إيران بعد وفاة مهسا أميني في ذروتها، تم إيقاف دورسا (اسم مستعار)، البالغة من العمر 25 سنة عند نقطة تفتيش أثناء قيادتها للسيارة عبر مدينة في مقاطعة جيلان شمال البلاد.

كانت دورسا مع أختها واثنين من أصدقائها وكانت الفوضى تعم في الحاجز. تم تفتيش سيارتهم والعثور على عبوتين من رذاذ الطلاء في حقيبة أختها، وحينها بدأت رحلة العذاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزعمت الشقيقتان أن أعينهما عصبت وقيدت أيديهما خلف ظهورهما قبل دفعهما إلى مؤخرة سيارة للشرطة. التي نقلتهما إلى مبنى جرى فيه لاحقاً فصلهما. وقالت دورسا إنها سمعت صراخ صديقيها وهما يتعرضان للتعذيب في مكان قريب.

وعندما جاء دورها للاستجواب، قالت دورسا إنها تعرضت للضرب واللكم بشكل متكرر بينما كانت قوات الأمن تصرخ بأنها عاهرة وخائنة. تدعي أنها أجبرت على تناول البالونات البلاستيكية الصغيرة التي كان المحتجون يملؤونها بالطلاء الأحمر لاستخدامها ضد الشرطة في الشوارع. أخيراً، تم نقلها إلى غرفة أخرى.

وتكمل قائلة "غطوا وجهي بحجابي ولم أستطع رؤية أي شيء. جردت من ملابسي بالكامل وقيل لي إن طبيبة ستدخل الغرفة وتفحصني. بعد دقائق، جاء أحدهم إلى الغرفة وعندما لمسني، علمت أنه رجل. وظل يلمسني في كل مكان ثم أخذ شيئاً وأدخله في مهبلي. ظل يخترقني بالأداة، بينما كان يفرك باليد الأخرى جميع أنحاء جسدي. تجمدت وما زلت أتألم من اللكمات التي تلقيتها أثناء الاستجواب".

أطلق سراحها بعدها بساعات بعد نقلها لمكان بعيد خارج المدينة في الساعة الثالثة صباحاً. وعندما عادت إلى المنزل، تقيأت ولم تنم لبقية الليل.

في الأيام التي تلت الحادثة، قالت دورسا إنها قابلت طبيبة أكدت أنها تعرضت للاغتصاب بأداة تسبب في حدوث عدوى. استغرق هذا أشهراً للشفاء. تقول إنها عانت انهياراً نفسياً وإنها "محطمة بالكامل".

وتضيف للـ"غاريان"، "أصبت بالصدمة وذهبت إلى طبيب نفسي. أنا أتناول الدواء وأشعر بالذعر في كل مرة أضطر إلى الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحوص".

قالت ممرضة من مستشفى في جيلان إنها قابلت نساء عدة في الأشهر القليلة الماضية أظهرن علامات الاعتداء الجنسي والاغتصاب.

لقد عالجت ما لا يقل عن خمس متظاهرات تحت سن الـ30 وقد أصبن بعدوى في المهبل وأخبرنني أنهن تعرضن للاعتداء في حجز الشرطة. وقالت إن بعضهن كن ينزفن من أعضائهن التناسلية.

بحسب حصيلة صدرت في نهاية ديسمبر (كانون الأول)، لمنظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقراً، فإن 481 شخصاً على الأقل قتلوا في جميع أنحاء البلاد بأيدي قوات الأمن خلال قمع التظاهرات.

من جهته، أعلن الحرس الثوري مقتل أكثر من 300 شخص. ويواجه ما لا يقل عن 109 أشخاص عقوبة الإعدام في قضايا تتعلق بالاحتجاجات، إضافة إلى أربعة أعدموا حتى الآن.

تقول سارة، وهو اسم مستعار لامرأة في الأربعينيات من عمرها من سنندج في إقليم كردستان، إن قوات الأمن استخدمت العنف الجنسي والضرب لقمع الاحتجاجات منذ اندلاعها في أنحاء إيران في سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتخبر "غارديان" أنها اعتقلت خلال تلك الموجة الأولى من الاحتجاجات واعتدى عليها رجال الأمن جنسياً.

وتضيف "كان هناك ثمانية ضباط وسحبوني إلى سيارة منتظرة. طوال الوقت، كانوا يركلونني بعنف. كانوا يلمسون ثديي وأردافي ويضعون أيديهم بين فخذي ويضغطون على أعضائي التناسلية".

وتكمل "كان هناك ثلاث فتيات أخريات في السيارة تم القبض عليهن قبلي. استخدموا حجابنا لإسكات أفواهنا. عندما كانوا يقتربون مني لتغطية فمي، سألت لماذا أصبحوا الآن موافقين على كشف شعري؟ ردوا بركلات على ظهري ورجلي".

عندما اقتادتها الشرطة أخيراً إلى السجن، قالت إنه كان هناك 70 امرأة أخرى، ظهرت عليهن علامات الضرب والاعتداء. تم استجواب سارة لساعات كل يوم لمدة أسبوعين قبل إطلاق سراحها.

وتقول "لم أخبر زوجي بتعرضي لاعتداء جنسي. إنه يحبني وهذا سيحطمه. لا أعرف ما إذا كان يجب أن أخبر عائلتي. أعتقد أن هذا هو الثمن الذي يجب دفعه في مقابل الحرية".

ويزعم كاميار، وهو اسم مستعار لشخص يبلغ 30 سنة من مشهد، أنه تعرض لاعتداء جنسي من قبل الشرطة في شاحنة صغيرة في التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني) أثناء مشاركته في الاحتجاجات بمناسبة مرور 40 يوماً على "الجمعة الدامية"، حيث قتل عشرات من المتظاهرين بالرصاص في المدينة زاهدان من قبل قوات الأمن.

ويقول، "لم نكن نردد الشعارات عندما اقترب مني ضباط رجال وأخذوني إلى سيارة شرطة"، مضيفاً "كان هناك اثنان، أحدهما يفرك نفسه على عضوي الذكري من الأمام، والآخر يعتدي علي من الخلف. ما زلت أجد صعوبة في الحديث عن الموضوع. لا أتذكر وجهيهما حتى. ولا أريد ذلك".

ولفت كاميار إن قوات الأمن تعتقد أن الاعتداء الجنسي على النشطاء سيمنعهم من التظاهر.

ويكمل "بطريقة ما يعتقدون أنه نحن من علينا أن نشعر بالإذلال. بل هم من عليهم ذلك. قال لي أحدهم ’لقد مر 60 يوماً ولم نتمكن من النوم بسبب المحتجين‘. وصفعني بعد كل إهانة. لكنني لا أشفق على نفسي، فأنا أشفق على هؤلاء الرجال المقززين الذين يعيشون حياة بائسة. يجب أن يكونوا هم من يشعر بالإهانة، بدلاً منا نحن الضحايا".

وتقول وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن السلطات اعتقلت نحو 20 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي خرجت بعد مقتل الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني وهي رهن الاحتجاز لدى الشرطة.

وقال التلفزيون الرسمي في إيران الأحد إن الزعيم الأعلى علي خامنئي أصدر عفواً عن "عشرات الآلاف" من المسجونين، ومن بينهم كثيرون ألقي القبض عليهم لاتهامات لها علاقة بالأمن خلال التظاهرات المناوئة للحكومة أخيراً.

وعلى مدى أشهر، دعا إيرانيون من كل أطياف ومشارب المجتمع إلى سقوط المؤسسة الدينية الحاكمة وهتفوا بشعارات مناهضة للزعيم الأعلى علي خامنئي. لكن الاحتجاجات لم تعد بالوتيرة ذاتها منذ بدأت عمليات إعدام مشاركين فيها. وشهدت المناطق السنية أكبر الاحتجاجات وحالياً تقتصر التحركات على تلك المناطق.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات