Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لطفي بوشناق: وسائل الإعلام تبعد الشباب العرب عن هويتهم

يحضر مشروعاً فنياً كبيراً وينهي أغنية مصورة بعنوان "التحدي العربي"

المطرب التونسي لطفي بو شناق (صفحة المطرب - فيسبوك)

يعتبر المطرب #لطفي_بوشناق، أحد الصقور المحلقة في سماء #الطرب_العربي الأصيل، وهو لا يتوانى عن انتقاد أمته العربية بصراحة المحب والحريص، واصفاً إياها بأنها أمة مستعجلة وقد قتلها الارتجال، ولا تخطط للمدى البعيد.

وأعرب عن ذروة تألمه لحالها بقوله: "أنا أبكي لأوطاني قبل أن تسبقني هي بالبكاء". عشق بوشناق بلده #تونس الخضراء، فاصطبغ غناؤه بلون خصوبتها، وكأنه يحاكيها جمالاً وتراثاً وابداعاً.

وفي اللحظة التي تظن فيها أنك تشبعت من مياهه الفنية المتنوعة المذاقات، يباغتك بالمزيد من الإبداع المتسربل بألوان "قوس قزح". قبل أيام عاد بوشناق من الجزائر حيث يحضّر لمشروع فنيّ جديد، لكنه رفض أن يفصح لـ"اندبندنت عربية" عن تفاصيل هذا المشروع، كاشفاً عن أنه عمل فني مميز، سيعلن عنه في الوقت المناسب حين تكتمل الصورة.

أما بالنسبة إلى مشروع "التحدي العربي" فيقول: "كل الناس تعرف وضع الأمة العربية اليوم، والمشكلات الموجودة من صراعات وحروب وانقسامات، فأنا دائماً ما أحاول أن أكون شاهداً على العصر *فإن الذكرى تنفع المؤمنين*، يجب أن أكون موجوداً ولا أدير ظهري لهذه المشكلات الحاصلة، ويجب ألا نقف عند أوبريت "الحلم العربي" الذي قدم منذ ربع قرن. نحن نتحدّى هذه الظروف، ونسعى لأن نذكّر المسؤولين، وندعو الله لتوحيد صفوفنا".

"التحدي العربي"

 

هذا العمل الجديد "التحدي العربي" من كلمات الشاعر لطفي عبد الواحد، وعنه يقول: "جئنا نقول لسادة العرب، أهل الآباء والفضل والأدب، تمضي بنا هذه الحياة وكلنا نبكي الديار وأجمل الحقب. نمضي ونحلم باستعادة مجدنا متشبثين بحلمنا العربي، الحلم ينفد ولكن لم نزل نحيي بالحلم ما تبقى من أمل في وحدة تحتاج منا العمل في عالم تحتاجه شتى العلل، دول كبار ما توقف سعيها نحو العلا...". ويضيف: "هذا العمل يتمّ بامكانيات متواضعة وعلى حسابي الخاصّ، وليس لديّ أي دعم من أي جهة معينة، وهو من ألحاني وغنائي. وقد تمّ تصويره بطريقة الفيديو كليب، لكنّ التنفيذ لم يعجبني، لذلك سأقوم بإعادة التصوير مرة ثانية كي تتآلف الصورة مع الموسيقى."

أما الذي اختلف منذ أيام "الحلم العربي"، وما الذي يمنع أن نرى إنتاجاً يجمع عشرات المطربين العرب في عمل فني واحد، فيؤكد "أن الوضع اختلف عن السابق، فالوضع السياسي في الوطن العربي خطير جداً ويزداد تأزماً".

شارك لطفي بوشناق قبل أشهر في مهرجان اللغة العربية الفصحى الذي أقيم في السعودية، وقد استقبله الجمهور السعودي بحفاوة كبيرة، وعن هذا يقول: "هذه الليلة لن أنساها عندما تحول الحاضرون إلى كورال، وغنى معي كل أغنياتي. وأنا سعيد بهذا الانفتاح الكبير الذي تشهده السعودية، وعندما أُدعى مرة ثانية للمشاركة في الفعاليات التي تقام هناك سأُلبي الدعوة، لكني لا أفرض نفسي على أحد."

 

وبالعودة إلى بداياته وأساتذته يستذكر لطفي بوشناق أستاذه علي السّريتي الذي تعلم منه الكثير، إلى جانب أساتذه كبار منهم من توفاهم الله وآخرين ما زالوا على قيد الحياة، فهو يؤكّد: "أنا أستشيرهم بحياتي الفنية، وأنا بدوري أساعد كل الأجيال الصاعدة، ولم تطرق بابي أي موهبة جديدة أرادت مساعدتي إلا ووجدت ترحيباً مني على كافة الصعد."

مسيرة حافلة

مسيرة لطفي بوشناق مليئة بغناء المألوف والموشحات والقصيدة والأدوار والموشحات، ولكنه يحب الارتجال على المسرح، وكل العازفين الذين يعملون معه منذ 45 سنة يعرفون أن هذه اللحظة تكون مميزة جداً له أمام الجمهور. وقد تغنى بالمرأة، فقدم لها مجموعة من الأغنيات ومنها "يا للا وينك" و"ريتك ما نعرف وين" و"العين اللي ما تشوفكشي" وغيرها من الأعمال باللهجة التونسية. فأين وصلت؟ أسأله فيجيب: "أنا لا أحب أن أصل إلى أي مكان، بل أرى أن ما يخرج من القلب يصل إلى قلوب الناس ويبقى في التاريخ. وأحب أن أواجه تحية إجلال وتقدير للمرأة التونسية بخاصة والعربية عموماً، فهما فخر لنا، فالمرأة باتت تعمل في كلّ المجالات العلمية والطبية والأمن وفي كل ميدان."

أما كيف يقيّم الفن على المستوى العربي، والرسالة التي يفترض أن يضطلع بها، فيجيب: "حضور الفن ضعيف جداً في القضايا العامة صراحة، لأن الإعلام موجه ويسخف كل الأمور، فبعض القيّمين على وسائل الإعلام يبعدون الشباب عن قضاياهم عبر العمل على اجتثاث الهوية العربية في سلوكهم، ولباسهم، وكلامهم، وتصرفهم، وتاريخهم. وهؤلاء الشباب لم يعد لديهم انتماء للقضية بل يريدون أن يعيشوا فقط، وهذا سببه الإعلام السيئ. فأنا لا أتحدث عن نفسي بل همي أن أكون صادقاً، وهذا كلفني مشكلات كثيرة، والناس يعلمون جيداً ماذا كلفني التزامي هذا المنطق، وهذه الرؤية، وهذه السياسة، التي اخترتها وعملت عليها وخدمت في هذا الاتجاه القومي، لكن لا يهمني إن خسرت أو ربحت، المهم أنني كنت صادقاً مع الله وشعبي وجمهوري ومع رسالتي كفنان."

ضد الألقاب

 

يلقبونه بالإمبراطور لذا يقول: "أرفض الألقاب في الوسط الغنائي، واعتبرها تافهة. أنا ضد الألقاب، سواء ملك أو إمبراطور، وأتمنى فقط أن أستحق لقب فنان، وأعتبر نفسي تلميذاً في الحياة".

يكشف بو شناق أنه يستعد لإحياء أربع حفلات في مصر، وهناك تحضيرات كبيرة ليقدم أوبريت مهمة جداً في دار الأ وبرا المصرية، ويخبرنا:"يدور مضمون الأوبريت حول حياة الخباز، ذاك الرجل الذي يعيش كل حياته أمام موقدة النار لكي يصنع الأرغفة، وهذا العمل باللهجة المصرية، وقد لحنته، لكنني انتظر الجهة المنتجة التي ستنفذه لأنه عمل ضخم."

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن هو جمهور لطفي بوشناق: "يسمعني كل من يحب صوتي ويؤمن بما أقدمه، فأنا أغنّي للإنسان في بعده الشامل. لذلك غنيت في كل أصقاع العالم، من كوريا الشمالية إلى كندا وأميركا، والهند، وأوروبا، وروسيا، وكل البلدان العربية. فالفن لغة عالمية، ومشكلة تبليغ المعنى ليست مطروحة عندي، فأنا لا أسمع الفنان الباكستاني علي خان مثلاً لأفهم كلمات أغانيه، ولكن يصلني إحساسه، ويحصل الشيء نفسه عندما استمع لأي فنان إنجليزي أو روسي. لكن عندما أركز أُطرب وأنبهر من دون أن أفهم معاني الكلمات، وهذا ينطبق على جميع ألوان الفنون والإنتاجات الإبداعية". ويتابع: "أنا أشتغل ليلاً ونهاراً، وأحاول اغتنام أي فرصة، وما دمت بصحة جيدة، أسعى للإنتاج، وأسجل أكثر ما يمكن من الأغنيات والأعمال الفنية قبل أن تدركني الشيخوخة. لذلك أنا يهمني العمل والإنتاج، ثم يأتي الانتشار كنتيجة. لذلك لا يمر يوم من دون أن أعمل أو أتقدم. وأبنائي هم الذين يتكلفون بالترويج لأعمالي عبر مواقع الإنترنت".

أما الفنانون الذين يحب أن يستمع إليهم، فيقول: "الراحل الشيخ إمام الذي أكن كل الاحترام والتقدير لشخصه ولفنه، وأحبه وأسمع أغانيه دائماً، وقد نالني شرف التعرف إليه عن قرب. كما أقدر مارسيل خليفة، وماجدة الرومي فنانة متميزة وملتزمة، وتستحق كلّ التقدير."

وأخيراً يختم كلامه: "إن البلاد العربية تمر بفترة صعبة، وأنا واثق أن الفرج آت وسيغير هذا الوضع نحو الأفضل والأحسن".

المزيد من ثقافة