Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع كبير في أعداد الفراشات بالمملكة المتحدة منذ السبعينيات

جهود الحفاظ على الحياة البرية قد تنجح في حال رصد المزيد من الموارد بحسب جمعية الحياة البرية

بعض الأصناف الجنوبية في إنجلترا تنتشر شمالاً بفعل الطقس الدافئ (باترفلاي كونسرفايشن)

كشف تقرير جديد عن أن نحو 80 في المئة من أصناف الفراشات في المملكة المتحدة تراجع عددها منذ السبعينيات.

وقال العلماء من جمعية الحياة البرية "باترفلاي كونسرفايشن" (الحفاظ على الفراشات) Butterfly Conservation التي أصدرت تقرير "حالة الفراشات في المملكة المتحدة لعام 2022" State of UK Butterflies 2022 Report بأن التراجع في الحشرات الملونة هو مؤشر على الأزمة الأوسع التي تطاول التنوع البيولوجي.

ومن خلال استخدام البيانات التي جمعها متطوعون في أنحاء البلاد، قام العلماء بقياس وفرة الفراشات وتوزعها ووجدوا بأن الفراشات التي تعتمد على مساكن محددة كالتي تعيش على المراعي الغنية بالزهور والأراضي الصحراوية والغابات تراجعت بنسبة 27 في المئة واختفت من ثلثي مساحة المنطقة التي كانت تشغلها عام 1976.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت الأصناف الأخرى القادرة على التكاثر في البيئات الحضرية أو ضمن مزارع أكثر مرونة ولكنها كمجموعة انخفضت بنسبة 17 في المئة من حيث العدد وثمانية في المئة من حيث توزعها.

كما أظهرت البيانات أن بعض الأصناف الجنوبية تنتشر شمالاً بفعل الطقس الدافئ. وتوسع نطاق توزع فراشة "كوما" Comma بنسبة 94 في المئة منذ عام 1976 فيما شهد عديدها نمواً بنسبة 203 في المئة.

بيد أن الدراسة وجدت أن معظم الأصناف كانت مقيدة جراء التغير المناخي فضلاً عن عوامل بشرية أخرى كالعمل الزراعي والتوسع العمراني والتلوث.

وصنفت جمعية "باترفلاي كونسرفايشن" نصف الأصناف المتبقية من الفراشات في المملكة المتحدة مهددة أو معرضة للتهديد ووضعتها على اللائحة الحمراء للأصناف المعرضة للخطر.

وفي هذا السياق، قال الدكتور ريتشارد فوكس المؤلف الرئيس للتقرير، "حتى أكون واضحاً بشكل تام، إذا اختفت الفراشات، لن نشعر بأي آثار فورية كبيرة ولكن المسألة لا تكمن هنا، ما نعرفه عن فراشات المملكة المتحدة يفوق بأشواط ما نعرفه عن أي مجموعة من الحشرات في أي مكان على الكوكب. ولهذا هي لا تخبرنا عن آلاف الأصناف الأخرى في المملكة المتحدة وحسب، بل أيضاً عن الصحة العامة لبيئتنا".

كما أشار إلى بعض قصص النجاح التي حققتها الجمعية على غرار إعادة إدخال فراشة "إسقبر شطرنجي" Chequered Skipper إلى إنجلترا فضلاً عن سلسلة من المشاريع الطويلة الأمد للحفاظ على الطبيعة والتي تزيد من أعداد فراشات "الخشب الأبيض" Wood White في ميدلاندز الغربية في وقت يسهم استصلاح أراضي الخث في مستنقعات الأراضي المنخفضة في اسكتلندا في تعزيز حياة فراشات "هيث الكبيرة" Large Heath.

وأضاف الدكتور فوكس، "الأمر الذي يمنحنا بعض الأمل هو أننا نعرف ما يجب أن نفعله لكثير من هذه الأصناف. لقد أثبتنا بأن منظمات الحفاظ على البيئة وبمساعدة السكان ومالكي الأراضي والحكومة بوسعها إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، ولكن في الوقت الحالي، نحن نرى قمة الجبل الجليدي ونتعامل مع أكثر الأصناف المهددة وهو الأمر الصحيح الذي يجب القيام به، ونعني بذلك الأصناف التي تواجه خطر الانقراض في المملكة المتحدة. نعمل على منع وصولها إلى حافة الانقراض ولكن هنالك العديد من الأصناف الأخرى التي تشهد تراجعاً أيضاً".

وفي هذا الإطار، تدعو جمعية "باترفلاي كونسرفايشن" إلى توفير المزيد من الموارد لتدابير الحفاظ الهادفة التي تتخطى إنقاذ الأصناف من الانقراض وتعمل عوضاً عن ذلك على إعادة تأهيل الموائل الطبيعية التي تتيح للفراشات وسواها من أصناف الحيوانات البرية أن تزدهر وتتكاثر.

ويوم الثلاثاء، كشفت الحكومة عن المراجعة الأولى لخطتها البيئية الممتدة على 25 عاماً التي وضعتها عام 2018 والتي أعلنت من خلالها أنها ترغب بإنشاء وإعادة تأهيل 500 ألف هكتار في الأقل من موائل الحياة البرية فضلاً عن استصلاح المناطق الحرجية من خلال منح أموال لمالكي الأراضي لزراعة أشجار حتى عام 2025 من خلال رصد 750 مليون جنيه استرليني (917 مليون دولار) من صندوق الطبيعة للمناخ.

وعن الخطط الجديدة للحكومة، قال الدكتور فوكس "إنها مجرد محاولة لوقف الانحدار وليس لإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي والصحي. يحتاج هذا الأمر إلى خطوة كبيرة وطويلة الأمد في مقاربتنا. من المهم ضخ كمية هائلة من الموارد ولكن يجب أن يكون هذا الأمر مستداماً".

وأضاف، "في حال توقفت تلك الخطوات، واستمرت العوامل الأخرى التي تسببت بهذا التراجع كالزراعة الصناعية والتطور الحضري وتلوث البيئة جراء المبيدات والنيتروجين فضلاً عن التغير المناخي، فلا شك أن التراجع سيبدأ مجدداً. نحتاج إلى التفكير في الأصناف المهددة وما الذي تحتاج إليه تحديداً، ولكن لا شك أن المال والجهد اللذين يتم بذلهما في حماية الأصناف المهددة ومنعها من الانقراض سيفيدان العديد من أصناف الحياة البرية أيضاً بالتالي سيطال هذا الأمر السكان بكل تأكيد".

المزيد من بيئة