Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تطبيق يرصد خصوبة الإناث قد يصبح أداة لتنظيم النسل

تروج له نساء مؤثرات على مواقع التواصل الاجتماعي وربما أنهى حقبة الحبة واللولب لكنه يتطلب الالتزام بمجموعة طقوس صباحية صارمة

لك أن تعتبري أن "ناتشورال سايكلز" يشبه التطبيقات الأخرى في مراقبة الدورة الشهرية، لكنه يعمل عبر خوارزمية شخصية صارمة (آي ستوك)

تقضي كاثرين 30 ثانية كل صباح وهي تضع ميزان حرارة تحت لسانها تقيس حرارة جسمها وتسجل النتيجة في تطبيق على هاتفها. بعد دقيقة، تضيء شاشتها بأحد اللونين، القرمزي أو الزمردي البراق. يخبرها اللون الثاني بأنها ليست في فترة الخصوبة، فيما يعني الأول أنها الآن في مرحلة الخصوبة وعليها استخدام الحماية في حال مارست الجنس هذا اليوم. تستخدم الصبية الثلاثينية تطبيق "ناتشورال سايكلز" Natural Cycles، وهو أول تطبيق لتنظيم النسل يحصل على إذن من "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية. لك أن تعتبري أنه يشبه أي تطبيق آخر لمراقبة للدورة الشهرية، لكنه يعمل بواسطة خوارزمية شخصية جداً.

استطراداً، يتيح "ناتشورال سايكلز" لمستخدماته بالتخطيط للحمل أو منعه، مع ملاحظة أن الوقاية من الحمل تمثل الأسلوب الأكثر شعبية في أوساط الشابات. في المقابل، يتوجب عليك أولاً، التعرف إلى بعض التعقيدات (ونقاط إخلاء المسؤولية) المتعلقة بالتطبيق. يجب تسجيل درجة حرارة جسم المستخدمة الأساسية، بمعنى أنها درجة دفء الجسم حينما ترقدين وتكونين بحالة راحة تامة، فور استيقاظها كل صباح، بالتالي يتوجب عليك ألا تسكتي المنبه لتعاودي النوم. ولا يمكنك شرب أي شيء أو مغادرة سريرك، أو حتى تحريك مخدتك قبل أن تقيسي حرارة جسمك. وإضافة إلى ذلك، ينصح التطبيق المستخدمات بعدم تسجيل الحرارة في حال تناول الكحول في الليلة السابقة ومعاناة آثار الثمالة. وينطبق الأمر نفسه على من يشعرن بأنهن لسن في حال جيدة، أو من يكن قد استيقظن قبل ساعتين أو بعد ساعتين من الموعد المعتاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

اعتمد ذلك التطبيق الخليوي الذي يكلف 59.99 جنيه سنوياً أو ما يعادل 8.99 شهرياً، في الاتحاد الأوروبي عام 2017. وفي المملكة المتحدة، لا تنصح هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" باستخدام هذا التطبيق كوسيلة لتنظيم النسل، إذ يزعم "ناتشورال سايكلز" أنه فاعل بـ98 في المئة في منع الحمل إذا اتبعت تعليمات الاستخدام الصحيحة بحذافيرها، و93 في المئة إذا استخدم بطريقة عادية. وتستعمل ذلك التطبيق مليونا أنثى حول العالم. ويتوقع أن يزيد هذا العدد مع انتشاره عالمياً ونال تأييداً من بعض النساء المؤثرات على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى الأرجح أنكم صادفتم دعاية له في الآونة الأخيرة على "إنستغرام" أو "تيك توك".

وقد روجت أوليفيا آتوود المتسابقة الجديدة في برنامج "أنا مشهور، أخرجني من هنا" (I’m a Celebrity... Get Me Out of Here) لـ"ناتشورال سايكلز"، وكذلك فعلت آمبر تورنر من برنامج "الطريق الوحيد هو إيسكس" The Only Way is Essexوجسيكا باور من برنامج "زواج من النظرة الأولى" Married at First Sight. وتتمثل إحدى النقاط المشتركة في تلك الدعايات بأن تعمد السيدة المؤثرة إلى ذكر الاعتقاد الموحد المنتشر في أوساط النساء ممن استخدمن وسائل منع حمل من قبل، وقوامه إن الهورمونات سيئة للغاية. وكذلك تنتشر بشدة قصص الرعب عن تركيب اللولب الرحمي والدورة الشهرية التي لا تنتهي وتقلبات المزاج بسبب حبوب منع الحمل، فقد كتبت آتوود في منشورها الترويجي للتطبيق، "حينما كنت أصغر سناً، جربت أدوية كثيرة. وبالنسبة إلى كانت التجربة مريعة لأنني عانيت تقلبات المزاج والصداع. حاولت اللجوء إلى خيارات أخرى، لكنني وجدتها كلها مزعجة. لذلك، عندما عثرت على تطبيق "ناتشورال سايكلز"، رددت في سري أن يا إلهي، كأنها التذكرة الرابحة".  

 

كذلك تشرح جانا أبيلوفسكا، المشرفة على الصيدلية الرقمية "كليك فارمسي" أن عدد الشابات اللاتي يرفضن خيارات تحديد النسل الهورمونية التقليدية، في ارتفاع لأنهن سئمن آثارها الجانبية. واستطراداً، من الممكن أن تنتج عن وسائل منع الحمل الشائعة، بما فيها اللولب الرحمي أو حبوب منع الحمل، مجموعة من المشكلات من قبيل أوجاع الرأس وتقلبات المزاج وزيادة الوزن وظهور حبوب الشباب والغثيان. وتضيف أبيلوفسكا أن "وسائل منع الحمل الهورمونية (مثل لولب الرحم أو الحبوب) قد تؤدي أيضاً إلى ارتفاع ضغط الدم وتراجع الرغبة الجنسية". بالنسبة إلى مستخدمات كثيرات لـ"ناتشورال سايكلز"، يظهر التطبيق كأنه البديل الذي يحتجنه بشدة.  

في ذلك الصدد، لقد بدأت كاثرين بتلقي الدعايات الموجهة عن "ناتشورال سايكلز" على "إنستغرام" السنة الماضية. وقررت أن تجرب التطبيق، على غرار ما فعلت آتوود، بعد تجارب صعبة مع حبوب منع الحمل. وقد أخبرتني، "كنت أضخ الهورمونات داخل جسدي على امتداد 12 عاماً، وقررت أنه ربما حان الوقت لأخذ استراحة منها". تشير إلى أن تجربتها [مع تطبيق ناتشورال سايكلز] كانت إيجابية. وبحسب كلماتها، "جعلني أعيش في تناغم أكبر مع جسدي. بدأت ألاحظ الفرق على بطني كمسألة حدوث نفخة (قبل الدورة الشهرية)، والآلام في صدري والمبيضين".

في المقابل، ثمة خطر في أن يكون هذا التسويق الزائد على وسائل التواصل الاجتماعي مضللاً في ما يخص فاعلية التطبيق. استخدمت نيك، 25 عاماً، تطبيق "ناتشورال سايكلز" لمدة ستة أشهر قبل أن تحمل وتضطر إلى الإجهاض. وبحسب ما أخبرتني، "لقد راقت لي فكرته كثيراً، لكن بعد خضوعي لعملية الإجهاض التي كانت عملية مأسوية بالنسبة إليَّ، لن أعاود استخدام ذلك التطبيق".

وبالتالي، قررت نيك التخلي عن وسائل منع الحمل الهرمونية بعد عقد من تناول "ميكروجينون"، أي حبوب منع الحمل التي تمزج نوعين من الهرمونات. وتشير إلى أنها أثرت على صحتها النفسية لدرجة أنها أحست بأنها شخص مختلف. ولم يساعدها اللولب الرحمي كذلك، إذ جعل دورتها الشهرية "غير منتظمة"، بحسب تعبيرها، ثم بدا لها أن "ناتشورال سايكلز" خيارها الأخير. تعترف نيك بأنها لم تكن تدخل البيانات في الخوارزمية على النحو المطلوب من الالتزام أو الدقة، لأنها وجدت العملية صعبة ولا سيما مقارنة بابتلاع حبة صغيرة كل يوم. وبحسب وصفها، إن "العملية الكاملة صعبة. يجب أن يكون قياس الحرارة أول شيء تفعلينه حينما تستيقظين ويجب أن تسجليها في تلك اللحظة". يبدو أن المقاربة الدقيقة للخصوبة تشكل أمراً راسخاً.  

في 2018، وجدت دراسة نشرها في "المجلة الطبية البريطانية" علماء يعملون مع "ناتشورال سايكلز" أن التطبيق أعطى أفضل النتائج حينما استخدم من قبل إناث انتقلن إلى استعماله بعد تجربة مع وسائل أقل فاعلية تتضمن الواقي الذكري الذي يعد فاعلاً بنسبة 87 في المئة تقريباً إذا استخدم بالطريقة المعتادة. وتنصح خبيرة الخصوبة إليزابيث كينغ بأن يستخدم الأشخاص الذين يحاولون تفادي الحمل من طريق تطبيق "ناتشورال سايكلز"، الواقي الذكري أيضاً في حال "لم تكن الخوارزمية دقيقة". وتلفت إلى أنه حينما يسجل الشخص البيانات بطريقة صحيحة، يمكن أن تشكل تلك الطريقة المستندة إلى التنبيه لفترات الخصوبة، وسيلة فاعلة بالنسبة إلى كثيرات. "لكن إذا كان ذلك التطبيق هو الطريقة الوحيدة التي تعتمدونها في تنظيم النسل، فلن أقول إنه فاعل مئة في المئة".

في نفس مماثل، تؤيد رئيسة الصيادلة [في الصيدلية الرقمية "كليك فارمسي] أبيلوفسكا هذا الكلام. وتضيف أنه يجب قياس حرارة الجسم الأساسية بدقة كي تكون الخوارزمية صحيحة، ويأتي التطبيق بنتيجة إيجابية. وكذلك فإنها تشجع على استخدام الواقي الذكري بغية الحصول على حماية إضافية. "إذا فوتت المستخدمة قياس حرارة جسمها في وقت قريبة من فترة الخصوبة المتوقعة، يجب استخدام وسائل العزل في منع الحمل، على غرار الواقي الذكري، بغية تفادي الحمل العرضي".  

 

في ملمح مغاير، لاحظ الناطق باسم "ناتشورال سايكلز" في بيان له أن "نسب الفعالية الحقيقية (للتطبيق) تتناسب مع المعدلات التي نشرناها. ويمكنني أن أؤكد أيضاً أن معدل فشل هذه الطريقة وقيام الخوارزمية بتحديد يوم خصوبة للمستخدمة على أنه يوم لا يمكن أن تحمل فيه، يبلغ 0.5 في المئة. ويعني ذلك أن أقل من 100 سيدة يحملن لهذا السبب. ونحن فخورون بهذه الفاعلية التي تخضع لتدقيق منتظم باعتبار أن التطبيق جهاز طبي، ونعتبرها عالية".  

هل نشهد في المستقبل تأييداً واسعاً لتطبيقات من نوع "ناتشورال سايكلز"، واعتمادها كوسيلة في منع الحمل؟ ليس وفق رأي خبيرة الخصوبة كينج، إذ تعتقد أن طواقم الرعاية الصحية لن تنصح باستخدام وسائل الوعي بالخصوبة، ويتمثل السبب الرئيس في ذلك بأنه من الصعب على الناس مراقبة الدورة الشهرية وقياس درجة الحرارة كل يوم. ووفق رأيها، "من وجهة نظر الرعاية الصحية، من الأسهل التوجه نحو وسائل منع الحمل التقليدية كحبوب منع الحمل أو الخيارات الهرمونية".

كخلاصة، لا تخلو أي وسيلة لتنظيم النسل من المحاذير. وللأسف، لن تكون أي وسيلة منع حمل فاعلة مئة في المئة، سواء مع آثار جانبية أو من دونها. وعلى رغم شكله الأقرب إلى الرؤية المتشائمة، ليس تطبيق "ناتشورال سايكلز" غريباً، بحسب ما قد يبدو، إذ إنه لا يعدو كونه نسخة رقمية لـ"وسيلة الوعي بالخصوبة"، أي أقدم طريقة لمنع الحمل في التاريخ، إذا جاز التعبير التي وجدت قبل اختراع الواقي الذكري أو اللولب الرحمي بزمن طويل. في المقابل، ستبدي الأيام إن كانت تلك الطريقة الرقمية ستروق للمستخدمات بما يكفي كي يجعلن إدخال البيانات إليها حتى فيما يشعرن بالتعب أو النعاس، جزءاً من طقوسهن اليومية.

** جرى تعديل هذا المقال في 30 يناير بغية تعديل الإشارة التي تتضمن أنه أجيز من "إدارة الغذاء والدواء" الأميركية، إذ لم يحصل التطبيق على الموافقة من تلك الإدارة، لكنه أعطي إشارة "عدم المنع". وعدل المقال مرة أخرى في 31 يناير بغية تعديل الاقتباس من يانا أبيلوفسكا، وأزيلت إشارتها إلى أن الخوارزمية في ذلك التطبيق، تعمل على تعديل نفسها بنفسها. وكذلك أضيف إلى حديثها واقع أن القراءة لحرارة الجسم، يجب ألا تدخل إذا أحست الأنثى بأنها تعاني آثار الثمالة، وليس إن هي استهلكت الكحول في الليلة السابقة.

© The Independent

المزيد من علوم