Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

3 إصلاحات "حتمية" حتى تتجاوز الصين أزمتها الاقتصادية

تشمل الحفاظ على سياسة مالية محايدة وتيسير السياسة النقدية وتعزيز النمو المتوازن

ستعيد الصين فتح حدودها بالكامل مع منطقتيها الإداريتين الخاصتين في هونغ كونغ وماكاو الأسبوع المقبل (أ ف ب)

من المقرر أن ينتعش الاقتصاد الصيني العام الحالي مع انتعاش الحركة والنشاط بعد رفع القيود الوبائية، مما يوفر دفعة للاقتصاد العالمي، ووفق بيانات حديثة لصندوق النقد الدولي، من المتوقع أن يتوسع الاقتصاد الصيني بنسبة 5.2 في المئة هذا العام، مقابل نحو ثلاثة في المئة خلال العام الماضي، وهذه أخبار جيدة للصين والعالم، إذ من المتوقع الآن أن يسهم الاقتصاد الصيني بربع النمو العالمي خلال العام الحالي.

ومع ذلك لا تزال الصين تواجه تحديات اقتصادية كبيرة، فلا يزال الانكماش في العقارات يمثل رياحاً معاكسة كبيرة، ولا يزال هناك بعض من عدم اليقين حول تطور الفيروس على المدى الطويل، وتشمل الرياح المعاكسة للنمو تقلص عدد السكان وتباطؤ نمو الإنتاجية.

وفقاً لذلك يحتاج الاقتصاد إلى سياسات اقتصاد كلي شاملة وإصلاحات هيكلية لتأمين الانتعاش وتعزيز النمو المتوازن والأخضر والشامل، وأوصى الصندوق في تقرير حديث بالحفاظ على السياسة المالية محايدة هذا العام مع تسهيلات إضافية للسياسة النقدية تساعد على تأمين الانتعاش وسط ضغوط التضخم الخافتة والنمو دون إمكاناته، ستساعد إعادة الهيكلة المنظمة لمطوري العقارات المتعثرين أيضاً في تقليل الأخطار.

إجراءات لزيادة الدخل بنحو 2.5 في المئة

 كشف صندوق النقد، أنه مع تقلص القوى العاملة وتناقص عائدات الاستثمار الرأسمالي، سيعتمد النمو في السنوات المقبلة على تعزيز نمو الإنتاجية المتراجع، من دون إصلاحات، ونقدر حالياً أن النمو سينخفض ​​إلى أقل من أربعة في المئة على مدى السنوات الخمس المقبلة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر، أنه يمكن لمجموعة إصلاحات طموحة، لكنها مجدية، تحسين هذه الآفاق، والأهم من ذلك، بطريقة شاملة من خلال زيادة دور استهلاك الأسر المعيشية في الطلب، وأوضح أن الإصلاحات مثل الرفع التدريجي لسن التقاعد لزيادة المعروض من العمالة، وتعزيز إعانات البطالة والتأمين الصحي، وإصلاح الشركات المملوكة للدولة لسد فجوة الإنتاجية مع الشركات الخاصة، ستساعد بشكل كبير على تعزيز النمو في السنوات المقبلة.

وشدد على أن إجراء مثل هذه الإصلاحات سيمكن مستوى الدخل في الصين من الارتفاع بنحو 2.5 في المئة خلال خمس سنوات، وأوضح، أنه عندما يرتفع معدل النمو في الصين بمقدار نقطة مئوية واحدة، يزداد النمو في البلدان الأخرى بنحو 0.3 نقطة مئوية، وفقاً لتحليل خبراء صندوق النقد الدولي الأخير، وهذا يؤكد كيف يمكن للإصلاحات المحلية أن تعزز اقتصاد الصين واقتصاد الآخرين أيضاً.

الاقتصاد يعول على إعادة فتح هونغ كونغ وماكاو

في الوقت نفسه، ستعيد الصين فتح حدودها بالكامل مع منطقتيها الإداريتين الخاصتين في هونغ كونغ وماكاو الأسبوع المقبل، فيما يتوقع أن يكون دفعة كبيرة لاقتصادي المدينتين، وقال مكتب شؤون هونغ كونغ وماكاو التابع لمجلس الدولة، إن المسافرين الذين يدخلون البر الرئيس للصين من هونغ كونغ أو ماكاو لن يحتاجوا بعد الآن إلى تقديم دليل على سلبية اختبارات "كوفيد"، طالما أنهم لم يسافروا إلى الخارج في الأسبوع السابق، كما ستلغى الحصص اليومية لعدد المسافرين.

ومن المتوقع أن يوفر استئناف السفر العادي كثيراً من الدعم للاقتصاديات المنكوبة في المدينتين، وتعد هونغ كونغ مركزا مالياً دولياً رئيساً، وقبل الوباء كانت ماكاو عاصمة كازينو في العالم.

وفق البيانات الأولية الصادرة عن الحكومة، فقد تقلص اقتصاد هونغ كونغ خلال العام الماضي، وانكمش بنسبة 3.5 في المئة مقارنة مع عام 2021. وانخفض الناتج المحلي الإجمالي للمدينة بنسبة 4.2 في المئة خلال الربع الرابع، وهو أكثر بكثير من توقعات الاقتصاديين.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أدرج السفر المحدود عبر الحدود إلى البر الرئيس للصين على أنه الشاغل الأكبر للشركات في جميع أنحاء المدينة، وفقاً لمجموعات صناعية، لكن بدأت الشركات تشهد بعض الراحة خلال الشهر الماضي، عندما سمحت السلطات الصينية لسكان هونغ كونغ والبر الرئيس للصين باستئناف السفر في اتجاهين وخال من الحجر الصحي.

وبموجب إعادة الفتح الجزئي، طلب من المسافرين اختبار كورونا السلبي وإجراء حجوزات عبر الإنترنت لرحلات مقدماً بموجب نظام الحصص اليومية، وفق بيان، قال كبير أمناء هونغ كونغ تشان كووك كي في مؤتمر صحافي، إن هذا لم يعد مطلوباً الآن، مضيفاً أن كلا الجانبين سيتمكنان قريباً من العودة إلى "السفر العادي".

ومع إزالة القيود، يمكن أن تشهد هونغ كونغ في النهاية زيادة بنسبة ثلاثة في المئة أو أربعة في المئة في النمو الاقتصادي، وفقاً لما ذكره فريدريك نيومان، كبير الاقتصاديين الآسيويين في "إتش أس بي سي" نقلاً عن إنفاق السياح الصينيين من البر الرئيس.

في السياق ذاته، يتوقع محللو "غولدمان ساكس" أيضاً أن تتحول المدينة إلى منعطف قريباً، وكتبوا في مذكرة هذا الأسبوع، "نظل متفائلين بشأن الانتعاش الاقتصادي في هونغ كونغ"، مضيفين أنهم كانوا يتوقعون نمواً بنسبة 3.5 في المئة العام الحالي، بسبب "إعادة فتح الحدود مع الصين القارية وإزالة معظم إجراءات التباعد الاجتماعي".

وتعمل هونغ كونغ على إعادة بناء مكانتها كمركز أعمال عالمي، وقبل أيام أعلن زعيم المدينة جون لي أن الحكومة ستمنح ما يصل إلى 500 ألف تذكرة طيران مجانية لإعادة السياح، في ما وصفه بأنه "أكبر ترحيب في العالم على الإطلاق".

اقرأ المزيد