Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"المركزي المصري" يخالف البنوك العالمية ويثبت أسعار الفائدة

التضخم عند أعلى مستوى منذ أكثر من 4 سنوات والحكومة تتجه إلى إصدار "صكوك سيادية"

تسببت الخسائر المتتالية للجنيه المصري مقابل الدولار في زيادة حدة الغلاء وارتفاع كلفة المعيشة (أ ف ب)

على عكس توجهات البنوك المركزية على مستوى العالم نحو تشديد السياسة النقدية، قرر البنك المركزي المصري الإبقاء على أسعار الفائدة من دون تغيير وذلك في الاجتماع الأول للجنة السياسية النقدية خلال العام الحالي.

وتسببت الخسائر المتتالية للجنيه المصري مقابل الدولار التي بلغت أكثر من 91 في المئة خلال 10 أشهر، في زيادة حدة الغلاء وارتفاع كلفة المعيشة، مما دفع معدل التضخم إلى الاستقرار عند أعلى مستوى في أكثر من أربعة أعوام، وهو ما عزز من استمرار البنك المركزي المصري في تشديد السياسة النقدية ورفع أسعار الفائدة.

على صعيد توقعات المحللين وشركات الأبحاث والدراسات، كانت متضاربة في شأن مصير أسعار الفائدة خلال الاجتماع الأول للجنة السياسة النقدية في البنك المركزي المصري خلال العام الحالي، ففريق رأى إمكانية تخليه عن سياسته النقدية المتشددة ومن ثم تثبيت أسعار الفائدة، لكن في المقابل رجح فريق آخر أن يقر زيادة تتراوح بين واحد إلى اثنين في المئة.

زيادات جديدة في أوروبا وأميركا وإنجلترا

واليوم الخميس قرر بنك إنجلترا المركزي رفع أسعار الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، لكنه تخلى عن تعهده بمواصلة زيادتها "بقوة" إذا لزم الأمر وقال إن التضخم ربما بلغ ذروته. ومع خفض توقعاتها المتعلقة بالركود هذا العام، صوتت لجنة تحديد أسعار الفائدة في البنك على رفعها إلى أربعة في المئة مقارنة بنحو 3.5 في المئة، وهذا هو أعلى معدل فائدة منذ عام 2008.

في السياق ذاته قرر البنك المركزي الأوروبي رفع أسعار الفائدة للمرة الخامسة على التوالي وأشار إلى زيادة أخرى بمقدار نصف نقطة مئوية في مارس (آذار) مواصلاً سياسة التشديد النقدي حتى مع إبطاء بعض أقرانه في العالم للوتيرة. وفي مواجهة تضخم جامح رفع البنك سعر الفائدة الرئيس ثلاث نقاط مئوية في سبعة أشهر فقط، على أمل أن تؤدي كلف الاقتراض المرتفعة إلى تقليص الطلب والحيلولة دون ترسخ النمو السريع للأسعار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في السوق الأميركية وكما كان متوقعاً قرر مجلس الاحتياطي الفيدرالي رفع الفائدة بنسبة 0.25 في المئة أو 25 نقطة أساس لتبلغ 4.75 في المئة. وتعتبر هذه الزيادة الأقل منذ بدء "الفيدرالي" سيناريو الرفع قبل عام تقريباً، في تحول نحو تخفيف السياسة النقدية المتشددة التي اعتمدها في الزيادات الأخيرة. وأصبح نطاق الفائدة الأميركية بعد الزيادة الأخيرة والأولى في اجتماعات البنك المركزي الأميركي خلال العام الحالي بين 4.5 و4.75 في المئة. وقال "الفيدرالي" في بيان إن الرفع يأتي في سياق محاربة التضخم الذي تراجع لكنه يظل عالياً.

وفي مصر كانت لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري قررت خلال الاجتماع الأخير في 2022 رفع سعر الفائدة على الودائع والإقراض لليلة واحدة بواقع 300 نقطة أساس إلى 16.25 في المئة و17.25 في المئة بالترتيب. وأدى هذا القرار إلى تسريع وتيرة سياسة التشديد النقدي بمقدار 500 نقطة أساس في الربع الرابع من عام 2022، بحيث رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بمقدار 800 نقطة أساس خلال العام الماضي. وفي الوقت نفسه ارتفع التضخم إلى 21.3 في المئة خلال ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمتوسط 13.8 في المئة خلال عام 2022.

النشاط الاقتصادي يتعافى في الربع الثالث

وقال البنك المركزي المصري إنه على الصعيد العالمي، تشير توقعات الأسعار العالمية للسلع الأساسية إلى ارتفاع طفيف مقارنة بالتوقعات التي عرضت على لجنة السياسة النقدية في اجتماعها السابق. ومن ناحية أخرى استمر تيسير الأوضاع المالية للاقتصاد الأميركي في حين استقرت تلك الأوضاع بشكل عام في منطقة اليورو، وذلك مقارنة بالمعلومات المتوافرة خلال الاجتماع السابق للجنة السياسة النقدية. ومع ذلك، ما زالت عوامل عدة تسهم في استمرار حال عدم اليقين المرتبطة بتوقعات الأسعار العالمية للسلع الأساسية. وتتمثل أهم تلك العوامل في التباطؤ المرتقب في النشاط الاقتصادي العالمي وتخفيف الإجراءات الاحترازية المتعلقة بوباء كورونا في الصين واستمرار الأزمة الروسية - الأوكرانية.

وعلى الصعيد المحلي تعافى النشاط الاقتصادي خلال الربع الثالث من عام 2022 ليسجل معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 4.4 في المئة مقارنة بمعدل 3.3 في المئة خلال الربع الثاني من عام 2022، مدفوعاً بتحسن النشاط الاقتصادي في قطاعات السياحة والزراعة وتجارة الجملة والتجزئة. وإضافة إلى ذلك، استمرت معظم المؤشرات الأولية بتسجيل معدلات نمو موجبة وإن كان بوتيرة أبطأ خلال الربع الرابع من عام 2022.

ومن المتوقع خلال الفترة المقبلة أن يتبع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي وتيرة معتدلة خلال العام المالي 2022/2023 مقارنة بالعام المالي السابق وذلك قبل أن يعاود الارتفاع بعد ذلك. وفي ما يتعلق بسوق العمل سجل معدل البطالة 7.4 في المئة خلال الربع الثالث من عام 2022 مقارنة بمعدل 7.2 في المئة خلال الربع السابق.

وارتفع المعدل السنوي للتضخم العام في الحضر ليسجل 21.3 في المئة في ديسمبر 2022 واستمر الاتجاه التصاعدي ليسجل 24.4 في المئة خلال الشهر ذاته. كما سجل المعدل السنوي للتضخم العام 18.7 في المئة في المتوسط خلال الربع الرابع من عام 2022 مقارنة بالهدف المعلن مسبقاً من قبل البنك المركزي والبالغ سبعة في المئة في المتوسط خلال الفترة ذاتها.

أذون خزانة مقومة بالدولار

على صعيد سد فجوة التمويل أعلن البنك المركزي المصري أنه سيطرح أذون خزانة مقومة بالدولار لأجل عام بقيمة مليار دولار خلال مزاد في السادس من فبراير (شباط) الحالي. ووفق وكالة "رويترز"، فإن تسوية العطاء ستجري في اليوم التالي.

في السياق ذاته كشفت مصادر مطلعة عن إخراج الحكومة المصرية خلال الشهر الحالي أول إصدار سيادي لها من الصكوك وحددت المؤسسات الدولية التي ستشارك في إصدارها.

وكان وزير المالية المصري محمد معيط صرح في ديسمبر الماضي أن مصر تستهدف جمع ما بين 1.5 و2.5 مليار دولار من إصدار أول صكوك سيادية. وأوضح أن توقيت الإصدار سيتحدد وفقاً لظروف السوق وستجري إدارته عبر كيان حكومي أو خاص. يأتي ذلك فيما ذكر مساعد وزير المالية أحمد كجوك أن الإصدار من المزمع أن يكون خلال السنة المالية الحالية.

اقرأ المزيد